الوقت متأخر جداً.. وأنا مازلت أقف خلف النوافذ والأبواب المغلقة، انفث انتظاري على قارعة الضجر، بين صيف بارد، وشتاء متوهج.. أترقب قطارا يمضي بذاكرة عملاقة هاربة والجهل.. يا الهي!! الجهل يزحف بضخامة هذا الفراغ الهائل، يلف بالأسى سنين تتساقط.. تغادر بسحر ذلك اللمعان المزيف، وهذا الصبر.. كأس أتجرعه بيد البعيد القريب لمنزلي المسيج برشيق النخيل. منزلي جميل جداً يتكون من قبو لجميع المناسبات الكبيرة.. دور ثان لاستقبال الضيوف، ثم دور كامل لغرف النوم.. الدور الأخير غرفة بحجم المنزل لصاحبه.. الذي هو والدي، ومسبح كبير أنظر إليه دائما.. ماؤه لا ينظر إلي أبداً!.. ملحق خارجي وداخلي للخدم.
أنا بداخل العرف السائد.. يجب أن أقضي العمر أخلع أحلامي، وأرتدي بدلا منها الخوف الخنوع، وشيئاً من سذاجة..على حبال اللازمن
أنظر لصورة معلقة تشبهني.. وابتسم ..
آهـ.. على غير العادة!! وجدت اليوم اتصالا من والدتي بعدما أنهيت اجتماعا بعدد من الموجهات!.. وعندما عدت للمنزل وجدتها تنشرني بنظرة، علمت أنه (الزواج) هكذا.
ولم تكتمل دائرة الظن إلا وهي تتقدم إلي:ابنتي وضحى!.. اليوم عاد يطلبك من جديد.. أتنفس بعمق أنظر إليها.. دمعة سقطت.. وأذهب إلى غرفتي.
كأنها تناديني.. لكنني لا أسمع غير مرارة الألم.. أرتمي على سريري بدمع ساخن مرير يعصرني، وأفشل في إقناع نفسي؛ أن الوحدة هي الواحة والاستراحة، لأني أعلم أنها راحة الإرادة المسلوبة
يا لسعادتهم !.. إنني والطيف والآهات تجمعنا!..
لم أع كم ساعة مضت قبل أن تطرق الخادمة الباب
تنبهت مع صوتها: مزنه هنا..
آه إنه من فِعْلِ أمي !.. جلبت ابنة عمي لإقناعي..
إنني على قدوم.. أسمع من بعيد قهقهات حتى إذا ما نظرتْ إلي ابتسمت: ها.. ابن العم في عيونك.. لكن !..ما الذي ألهب عينيك؟!..
أشير بيدي أن لا عليك..
وضحى ما الجديد؟ ما الجديد أيتها الموهومة؟ دعي خدا وليس حدا لخيال نبضك.. وخدا لابن عمك!..
بنبرة حرة بلون القهوة التي أرتشف: أنت تعلمين يا مزنه أنني أستطيع الهرب اليوم قبل الغد مع من أريد، ولكن هناك أشياء تمنعني
قاطعتني:انظري إلي!.. تزوجت من ابن عمي على اتفاق، له حياته الخاصة!.. وأنا لي من الخصوصية الكثير؛ تسوق،سفر، سهر مع صحبة مختارة نخبوية.. عزيزتي الزواج شكل.. صورة لابد أن تعلق بغرفة نوم عقل المجتمع!..
هذا كلام من لم يطرق الحب كيانه!..
آهــ يا وضحى نحن في صحراء قاحلة حتى من الأحلام.. لقد تعرفت على ما هو أهم !.. جربي لن تخسري..نصيحة !..اليوم سوف تتجاوزين التاسعة والثلاثين وفرصتك في الأمومة باتت ضعيفة .. راجعي قرارك، أغمضي عينك..إن الظلام الحقيقي بالحب الذي تسكنيه ولا يسكنك!.. تزوجي يا وضحى.. ثم أشعلي النور بحرية في إحدى غرف قلبك!..
لا..لا يمكن أن أسير في درب الفناء..
تتنهد مزنه: إيه..إذا ستبقين أسيرة هذا الفرار لكن.. ليس إلى السعادة!.. ألم تتعظي من قريبتنا؟!..؛ كانت في صورة ملاك، لم يتجاوز عمرها السبعة عشر ربيعاً عندما رفضت ابن العم، الذي عندما علم بذلك غضب.. وفي غفلة منها ألقى عليها ماء النار!! وأمام باب المنزل تساقطت كلها قطعا متناثرة.. ولم يجمع صراخ أمها الأشلاء، ولا غسل الدمع الدماء!..
هل غاب عنك كيف تجعد وجه أمها بحزن أصيل الجنون؟!..
هل تجرؤ أية فتاة بعد ذلك على رفض ابن عمها؟!..
لكنني لا أقبل بمصادرة مشاعري وليذهب الجهل إلى الجحيم كل ما أعرفه أنني لن أكون لغير من أحب!..أدرك أن رفضهم يقطع كل شريان يجري بعمق الوريد.. يعلق اللحظة بين بداية لنهاية.. تحتل فضاء يلفه دخان.. حوله تضارب أنفاس شاحبة العطش، تخنق أياما تمتد لنسيان.. بشهور، لأعوام.. حصاد ورق يملؤ هاوية الوهم..انظري مزنه!.. كم هي تشبهني غزاة الأمطار اليوم؟..
تتقدم مزنه تقف على الطرف الآخر من النافذة.. ثم تشدو بأغنية عذبة .. وهي تصغي إلي:
منذ صافحت المكان والزمان يصفع هدير الموج بالحزن تمزقت الأشرعة، عشرون عاما مضت.. وكل ما يقال لا يجد دربا إلى عقلي، وكأنني عشت ألف عام أزرع في خلايا الروح شجراً والهواء يقتلع جذور الفجر.. أبحث عن ظل ليس إلا خواااااء كثيراً.. كنت أركض لخيال إحساسي، أضمه بجنون عله ينتشلني من غبش يترصد النور.. كم أخذ مني الصبر!! وأنا أنظر للستائر.. للجدران وأشاهد اشتعال الغد، كم رفعت يدي لأودع كل شيء.. وقت كانت أفاعي الناس وألسنة الطرقات، تنفث سمومها في مسام رغبات منهكة القوى
قولي لهم.. للدنيا.. لكل شيء.. هناك موعد لعقد قران.. صورة.. على حائط..
أنظر لصورة معلقة تشبهني.. وابتسم ..
آهـ.. على غير العادة!! وجدت اليوم اتصالا من والدتي بعدما أنهيت اجتماعا بعدد من الموجهات!.. وعندما عدت للمنزل وجدتها تنشرني بنظرة، علمت أنه (الزواج) هكذا.
ولم تكتمل دائرة الظن إلا وهي تتقدم إلي:ابنتي وضحى!.. اليوم عاد يطلبك من جديد.. أتنفس بعمق أنظر إليها.. دمعة سقطت.. وأذهب إلى غرفتي.
كأنها تناديني.. لكنني لا أسمع غير مرارة الألم.. أرتمي على سريري بدمع ساخن مرير يعصرني، وأفشل في إقناع نفسي؛ أن الوحدة هي الواحة والاستراحة، لأني أعلم أنها راحة الإرادة المسلوبة
يا لسعادتهم !.. إنني والطيف والآهات تجمعنا!..
لم أع كم ساعة مضت قبل أن تطرق الخادمة الباب
تنبهت مع صوتها: مزنه هنا..
آه إنه من فِعْلِ أمي !.. جلبت ابنة عمي لإقناعي..
إنني على قدوم.. أسمع من بعيد قهقهات حتى إذا ما نظرتْ إلي ابتسمت: ها.. ابن العم في عيونك.. لكن !..ما الذي ألهب عينيك؟!..
أشير بيدي أن لا عليك..
وضحى ما الجديد؟ ما الجديد أيتها الموهومة؟ دعي خدا وليس حدا لخيال نبضك.. وخدا لابن عمك!..
بنبرة حرة بلون القهوة التي أرتشف: أنت تعلمين يا مزنه أنني أستطيع الهرب اليوم قبل الغد مع من أريد، ولكن هناك أشياء تمنعني
قاطعتني:انظري إلي!.. تزوجت من ابن عمي على اتفاق، له حياته الخاصة!.. وأنا لي من الخصوصية الكثير؛ تسوق،سفر، سهر مع صحبة مختارة نخبوية.. عزيزتي الزواج شكل.. صورة لابد أن تعلق بغرفة نوم عقل المجتمع!..
هذا كلام من لم يطرق الحب كيانه!..
آهــ يا وضحى نحن في صحراء قاحلة حتى من الأحلام.. لقد تعرفت على ما هو أهم !.. جربي لن تخسري..نصيحة !..اليوم سوف تتجاوزين التاسعة والثلاثين وفرصتك في الأمومة باتت ضعيفة .. راجعي قرارك، أغمضي عينك..إن الظلام الحقيقي بالحب الذي تسكنيه ولا يسكنك!.. تزوجي يا وضحى.. ثم أشعلي النور بحرية في إحدى غرف قلبك!..
لا..لا يمكن أن أسير في درب الفناء..
تتنهد مزنه: إيه..إذا ستبقين أسيرة هذا الفرار لكن.. ليس إلى السعادة!.. ألم تتعظي من قريبتنا؟!..؛ كانت في صورة ملاك، لم يتجاوز عمرها السبعة عشر ربيعاً عندما رفضت ابن العم، الذي عندما علم بذلك غضب.. وفي غفلة منها ألقى عليها ماء النار!! وأمام باب المنزل تساقطت كلها قطعا متناثرة.. ولم يجمع صراخ أمها الأشلاء، ولا غسل الدمع الدماء!..
هل غاب عنك كيف تجعد وجه أمها بحزن أصيل الجنون؟!..
هل تجرؤ أية فتاة بعد ذلك على رفض ابن عمها؟!..
لكنني لا أقبل بمصادرة مشاعري وليذهب الجهل إلى الجحيم كل ما أعرفه أنني لن أكون لغير من أحب!..أدرك أن رفضهم يقطع كل شريان يجري بعمق الوريد.. يعلق اللحظة بين بداية لنهاية.. تحتل فضاء يلفه دخان.. حوله تضارب أنفاس شاحبة العطش، تخنق أياما تمتد لنسيان.. بشهور، لأعوام.. حصاد ورق يملؤ هاوية الوهم..انظري مزنه!.. كم هي تشبهني غزاة الأمطار اليوم؟..
تتقدم مزنه تقف على الطرف الآخر من النافذة.. ثم تشدو بأغنية عذبة .. وهي تصغي إلي:
منذ صافحت المكان والزمان يصفع هدير الموج بالحزن تمزقت الأشرعة، عشرون عاما مضت.. وكل ما يقال لا يجد دربا إلى عقلي، وكأنني عشت ألف عام أزرع في خلايا الروح شجراً والهواء يقتلع جذور الفجر.. أبحث عن ظل ليس إلا خواااااء كثيراً.. كنت أركض لخيال إحساسي، أضمه بجنون عله ينتشلني من غبش يترصد النور.. كم أخذ مني الصبر!! وأنا أنظر للستائر.. للجدران وأشاهد اشتعال الغد، كم رفعت يدي لأودع كل شيء.. وقت كانت أفاعي الناس وألسنة الطرقات، تنفث سمومها في مسام رغبات منهكة القوى
قولي لهم.. للدنيا.. لكل شيء.. هناك موعد لعقد قران.. صورة.. على حائط..
والموعد على أرض غريبة.. تذرف الوحدة..
ووحدها الرمال تئن بفرح.. يجهش بالبكاء..
ووحدها الرمال تئن بفرح.. يجهش بالبكاء..
تعليق