لقاء تحت شجرة التين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د . نزار بوش
    عضو الملتقى
    • 08-07-2008
    • 32

    لقاء تحت شجرة التين

    بقلم : د . نزار بوش
    لقاء تحت شجرة التين

    يمسك سامر جواله و يتصل بأمه
    سامر : أمي مرحبا ، أنا سامر ابنك ، نعم ابنك
    الام : أهلا يا فؤادي ، يا مهجتي ، يا كبدي ، لقد اشتقت لك ، اشتقت لأضمك إلى صدري ، أين هذه الغيبة يا ولدي ، عد إلى بلدك لتعيش بين أهلك و أقربائك ، عد يا ولدي فشجرة الليمون اصبحت شاحبة لغيابك، و الاشجار ما عادت تثمر كما كانت ، عد يا ولدي لوطنك ، فالحجارة تبكي لفراقك ، عد يا ولدي فقد شاب قلبي لغيابك .
    سامر : لك يا أمي ألف قبلة و قبلة ، و أنا أيضا مشتاق لصدرك ، لحنانك ، لحبك الأبدي ، لقسمات وجهك النبيل و لمسات يديك الدافئة .
    الأم : يا ابني ليش طولت الغيبة ؟ و الله الغربة صعبة .
    سامر : نعم يا أمي و الله صعبة ، لكن شو بدي أسوي ، { و قد أحس سامر أن دموع أمه تغسل وجنتيها من خلال صوتها الذي بدأ يأكل الكلمات } ، انشاء الله سأعود .
    الأم : متى ستعود ؟ عد يا ولدي لاراك قبل الرحيل ، فلم يبق من العمر إلا أيام معدودات !!!!
    سامر : انشاء الله يا أمي ، الآن أنا مشغول بأعمالي هنا ، فلربما أنتهي من أشغالي بعد شهر و نصف و سأزورك ، و نجلس سوية تحت شجرة التين في أرض الديار و نقطف من طيب ثمارها ، ونستأنس بين شجيرات الزيتون .
    الأم : أفهم من كلامك أنك ستزورنا في موسم العنب و التين ؟
    سامر : {يسمع سامر خفقات قلب أمه } انشاء الله ، انشاء الله .
    الأم : كيف زوجتك سفيتا و بنتك الأمورة ناستيا ، ما شاء الله شو حلوين الله يخليهم و يحميهم ، صورهم حلوة كتير !!!!!!!!!!
    سامر : بسلموا عليك و ببسوا خدك .
    الأم : و الله يا ابني قلبي يذوب شوقا إليك ، بدي أشوفك و أشوف أولادك !! كم أصبح عمر بنتك ؟ و هل تتكلم العربية ؟
    سامر : صار عمرها ستة سنوات ، ناستيا تعرف بعض الكلمات بالعربية .
    الأم : إذا لم تستطيع أن تأتي إلينا أنت أرسل بنتك و زوجتك هذا الصيف لعندنا ، علني أشم رائحتك من خلالهن .
    سامر : انشاء الله بعد يومين سوف أشتري بطاقة طائرة ليسافرن إليك .
    الأم : يا اهلا ، يا أهلا و سهلا بالغوالي نحن ننتظرهن على أحر من الجمر .
    سامر : و أنا يا أمي سأسافر إليك بعد شهر و نصف لأر وجهك الحبيب ، و أجلس معك تحت شجرة التين بجانب شجرة الجوز و نتنقل في أرض الديار مع ظل الشجر و أستمتع بصوت نافورة الماء و رذاذها الذي يبلل وجه الورد الجوري و شجيرات الريحان .
    الأم : الله يوفقك يا سامر يا حبيبي و يجيبك بالسلامة ، و الله يا ابني اشتقنا لك ، و العمر ينتهي و الشغل لا ينتهي !!!{ و هنا يخيم الصمت على الطرف الثاني و في البلد الثاني لسامر و يلتهم صوته !!! } و تسأل الأم هل تسمعني يا ابني يا سامر ؟ سامر هل تسمعني ؟ سامر سامر سامر ..... وينك يا سامر ، و تتمتم الأم بصوت منكسر ، يمكن أن الخط انقطع أو فلوسه خلصت ،، الله معك يا سامر ، و الله يوفقك ، نحن بانتظارك.
    و في اليوم التالي و بينما الأم تنكش في أرض الديار حول شتلات الورد الجوري و النرجس و الريحان ، كما لو أنها تهيء كل شتلة كعروس للزفاف فرحا بقدوم ابنها الموعود به بعد شهر و نصف ، و هي تتنقل مع الظل حيث تنقله الشمس مع الوقت من مكان إلى آخر ، و تسقي شجرة الليمون و شجيرات الزيتون و تنظر إلى شجرة التين و تحاكيها بلطف ، قائلة : اححفظي ثمارك و لا تدعيها تتساقط قبل النضوج و الاوان ، لأن سامر سوف يعود و يقطف من طيب ما تحملين و يتذوق حلاوتك علها تكون السبب في اغرائه فيبقى في الوطن و لا يغادره أبدا بعدها ،، حتى قرع جرس البيت و دخل حفيدها رامي و قال : و بصوت يختنق في حلقه بين المسموع و اللامسموع ، جدتي لقد جاء عمي سامر .
    الجدة { الأم } : ماذا ؟ لم اسمع جيدا .
    رامي : جدتي لقد جاءك عمو سامر .
    الجدة { الأم } : { زغردت بكل ما استطاعت من قوة و عزم } و قالت مخاطبة شجرة التين : ألم أقل لك أن سامر سيعود و يأكل من طيب ثمارك ، الحمد لله يا ربي ها هو عاد لحضني بعد ثلاثين عاما في الغربة !!! و تابعت الجدة مخاطبة حفيدها وينو !! وينو !!و الله قلبي من الشوق مثل النار ،، بدي أضمه لصدري .
    رامي : و بصوت خافت ينسل من بين شفتين مرتجفتين يجيب : هو في السيارة على باب الدار .
    خرجت الجدة { الأم } إلى باب الدار حيث تعرش الياسمينة و يتساقط زهرها الأبيض فوق العابرين من تحتها، و هي تهلل فرحا بعودة ابنها الذي طال غيابه ، و ما ان فتحت باب الدار على مصراعيه ترحيبا و ابتهاجا بمجيء الغالي حتى رأت سيارة اسعاف و تابوتا في داخلها ، حينها سقطت الجدة { الأم } على حجرة مربعة الشكل كان قد أحضرها لها ابنها قبل مغادرة الوطن من براري الضيعة الجميلة ، حيث كانت الأم تجلس عليها تنتظر ابنها عندما كان يعود من تأدية الخدمة الالزامية في إحدى القطع العسكرية في وطنه .
    اقترب الطبيب المرافق لسيارة الاسعاف من الجدة { الأم } و مسك معصمها ، و من ثم أخرج ابرة و جرعة من الدواء ليحقنها ،لكن كان الوقت متأخرا .
    تجمع الأهل و الأقارب و الجيران و الأصدقاء و مارسوا الطقوس المتبعة في تغسيل المتوفاة و تكفينها و وضعوها في تابوت ملاصق لتابوت ابنها سامر تحت شجرة التين و بالقرب من شجيرات الزيتون و الليمون و في أحضان ظل شجرة الجوز ، ليكون اللقاء الموعود بعد أكثر من ثلاثين عاما من الغربة .
    فارض الديار هو مكان اللقاء الذي اتفقا عليه .
    و بينما كان الأقرباء و الأصحاب يودعون من التقيا تحت شجرة التين ،على صوت رذاذ النافورة الذي كان يروي شجيرات الريحان و الورد الجوري و لا ينسى أن يرطب التابوتان بما استطاع ، سقطت ثمرة تين من أعلى غصن في الشجرة على صدر سامر ، حيث كان التابوت مفتوحا للوداع ، لتكون أول حبة تين نضجت في هذا الموسم

  • وفاء الدوسري
    عضو الملتقى
    • 04-09-2008
    • 6136

    #2
    مساء الخير..أستاذ/نزار
    السرد في بدايته كان شيء وانتهى إلى شيء اخر!..
    البدايه ضعيفه كل الضعف والنهاية قوية مؤلمة جداً!..
    في البداية الحوار ضعيف لم يخدم النص ابدا
    ثم صدمتني بالنهاية!..
    ياريت ترجع تكثف البدايه لان القصة تستحق
    هذا رأي فقط لك أن تلقيه وراء ظهرك
    تحيتي

    تعليق

    • د . نزار بوش
      عضو الملتقى
      • 08-07-2008
      • 32

      #3
      الأستاذة وفاء شكرا على مرورك اللطيف ، و جزيل الشكر على ملاحظتك و اقتراحك الذي سوف آخذ به بالتأكيد ، و أنا موافق معك تماما
      ألف تحية لك و دمت ذواقة

      تعليق

      يعمل...
      X