بكتك السّماء ...
الى أبي : عمت مساء يا كرملّي العينين
يا قطرة ندى لامست أوراق الشّجر
يا ظلّ الغياب مكلّلا بحبات المطر
يا جرحا طفوليا يغفو كالّلحن على وتر
عمت مساء أيها المسافر
عبر المسافات وعلى جفن القمر
يا مرقد الجرح ويا قيثارة السّفر

--------------------------------------------------------------

لهفة من الرحيل
بكتك السّماء
ونادى العمر على الريحان
واشتاق اللقاء
لا شيء يفرح
أبحث فيك عن حلم .. عن نبض
حتى أدماني الشّقاء

كلّ شيء يتعرّى
يا حنيني لربيع سكب الشّهد وولّى
كيف أنساك وكلي يشدّ كلي للبقاء
أفتش في عينيك عن سرّ الرحيل
عن عبير يتغذى من أزاهير الوفاء

لا أبالي كيف يحتضر الزمان
والفجر يرنو باسما ...
يكلّل أهداب الرجاء
غريب الديار غدوت
ورمل الصحارى ونبيذ الأشقياء
ان عدت أحضنك بجرح تعثّر
... بين الخطايا ...
بثوب من نار الشوق
ومن نزيف الأبرياء

لك تفتح الأرض ذراعيها
وتمسّد شعرك الذهبيّ
نجوم السّماء ..
أفتش عن جديلة تصير وطنا
عن سنبلة تعانق شفة الزهر
تلد خبزا حافيا للفقراء
لهفة من الرحيل
استعرت من الشّفق حنانه
ومن رصاصة مزّقت خدّ الزجاج
ونعاس البؤساء

كالحلم تطلّ من نافذة الوهم
ومن صرخة الأقوياء
يا غصنا تكسّر في زحام الليل
سرق من ثيابك اسما وشكلا
واعترافا أن الصّهيل
نجمة تمر كالسّهم في أرض الغرباء ... !!