يا نفسُ عفواً

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصطفى حمزة
    أديب وكاتب
    • 17-06-2010
    • 1218

    يا نفسُ عفواً

    يا نَفْسُ عَفْواً




    يا نَفْسُ عَفْواً واعْذُريني ، وإليكِ تُبْتُ فســامِحيني


    قدْ تُهتُ بينَ الناسِ يا نَفْسي ،فَعُدْتُ لِتُرشِـــــديني


    هُمْ كَدّروا فَجْري ، وإشْـــــراقي ، ونورَ يَقينــــــي


    هُم أشْــرَبوا قَلَمـي المُدامَ ، فراحَ يَهْذي بالجُنـــونِ


    هُمْ ألْقََموا قَلْبـــي الخَلِــيَّ بكُــلّ أنـــواعِ الظّنُـــــونِ


    مالي سِـــــواكِ حبيبةً فانسِــي جَفائي واحْضُــنيني


    كُنّا مَعاً فــي أيْكــةِ النّسّـــــــاكِ أروعَ عاشِـــــــقَيْنِ


    نَشْــــــدو على أفنانِهـــا لَحْـنَ الصّــــــفاءِ مُغَرِّدَيْنِ


    نُصْــــغي لِلَحْنِ اللهِ تعزِفُهُ نُجـــــومُ المَشْــــــــرِقَيْنِ


    وجــــلالُ لَيْـــلٍ خاشِـــعٍ مُتَوَشّــحٍ ثوبَ السّـــــكونِ


    ونســــيمُ صُــبْحٍ عابِـــــقٌ بأريــجِ أحْلـى وَرْدَتَيْـــنِ


    إنْ تَشْـــــتكي لِي تُرجعِ الشكوى إليكِ دموعُ عَيْنـي


    أوْ أشْــــــــــتكي لكِ تَغمرينـــــي بالحَنانِ وتَلْحَفيني


    لكننــي يا نفسُ آثرتُ السّــــــياحَةَ فــي الفُتـــــــونِ


    وتَرَكْــتُ لِلأنْــــواءِ أنْ تلهو بأشرِعَةِ السّــــــــــفينِ


    إنّي ندمتُ نَدامـــةَ الكُسَـــعِيّ ، نَفْسي ، صَـــــدِّقيني


    فَتَقبّـــلي عَوْدي إليــــــكِ وَتَوْبَتي ... لا تَتْرُكينـــي !
  • توفيق الخطيب
    نائب رئيس ملتقى الديوان
    • 02-01-2009
    • 826

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى حمزة مشاهدة المشاركة
    يا نَفْسُ عَفْواً






    يا نَفْسُ عَفْواً واعْذُريني ، وإليكِ تُبْتُ فســامِحيني


    قدْ تُهتُ بينَ الناسِ يا نَفْسي ،فَعُدْتُ لِتُرشِـــــديني


    هُمْ كَدّروا فَجْري ، وإشْـــــراقي ، ونورَ يَقينــــــي


    هُم أشْــرَبوا قَلَمـي المُدامَ ، فراحَ يَهْذي بالجُنـــونِ


    هُمْ ألْقََموا قَلْبـــي الخَلِــيَّ بكُــلّ أنـــواعِ الظّنُـــــونِ


    مالي سِـــــواكِ حبيبةً فانسِــي جَفائي واحْضُــنيني


    كُنّا مَعاً فــي أيْكــةِ النّسّـــــــاكِ أروعَ عاشِـــــــقَيْنِ


    نَشْــــــدو على أفنانِهـــا لَحْـنَ الصّــــــفاءِ مُغَرِّدَيْنِ


    نُصْــــغي لِلَحْنِ اللهِ تعزِفُهُ نُجـــــومُ المَشْــــــــرِقَيْنِ


    وجــــلالُ لَيْـــلٍ خاشِـــعٍ مُتَوَشّــحٍ ثوبَ السّـــــكونِ


    ونســــيمُ صُــبْحٍ عابِـــــقٌ بأريــجِ أحْلـى وَرْدَتَيْـــنِ


    إنْ تَشْـــــتكي لِي تُرجعِ الشكوى إليكِ دموعُ عَيْنـي


    أوْ أشْــــــــــتكي لكِ تَغمرينـــــي بالحَنانِ وتَلْحَفيني


    لكننــي يا نفسُ آثرتُ السّــــــياحَةَ فــي الفُتـــــــونِ


    وتَرَكْــتُ لِلأنْــــواءِ أنْ تلهو بأشرِعَةِ السّــــــــــفينِ


    إنّي ندمتُ نَدامـــةَ الكُسَـــعِيّ ، نَفْسي ، صَـــــدِّقيني



    فَتَقبّـــلي عَوْدي إليــــــكِ وَتَوْبَتي ... لا تَتْرُكينـــي !
    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الشاعر مصطفى حمزة
    هذا الحوار المدهش بينك وبين نفسك هو التفسير الشعري لقوله تعالى في سورة الشمس {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)}
    إن إهمال النفس البشرية والإعراض عن تزكيتها وإخفائها وسترها بالمعاصي يميتها ويورد النفس موارد الهلاك .
    إن اعتذارك لنفسك عن المعاصي التي ارتكبتها والتي بررتها بدفع الناس لك لارتكابها وبأنهم قد أضلوك عن الطريق الحق وسمموا حبر قلمك وزرعوا الشك في قلبك , قد كان عذرا ضعيفاً لكنه بديع شعرياً

    يا نَفْسُ عَفْواً واعْذُريني ، وإليكِ تُبْتُ فســامِحيني


    قدْ تُهتُ بينَ الناسِ يا نَفْسي ،فَعُدْتُ لِتُرشِـــــديني


    هُمْ كَدّروا فَجْري ، وإشْـــــراقي ، ونورَ يَقينــــــي


    هُم أشْــرَبوا قَلَمـي المُدامَ ، فراحَ يَهْذي بالجُنـــونِ


    هُمْ ألْقََموا قَلْبـــي الخَلِــيَّ بكُــلّ أنـــواعِ الظّنُـــــونِ

    جاءت الصور الشعرية التي رسمتها عن الحالة الإيمانية التي كانت تزين نفسك قبل الضلال في الأبيات التي تلت معبرة ملونة مؤثرة
    كُنّا مَعاً فــي أيْكــةِ النّسّـــــــاكِ أروعَ عاشِـــــــقَيْنِ


    نَشْــــــدو على أفنانِهـــا لَحْـنَ الصّــــــفاءِ مُغَرِّدَيْنِ


    نُصْــــغي لِلَحْنِ اللهِ تعزِفُهُ نُجـــــومُ المَشْــــــــرِقَيْنِ


    وجــــلالُ لَيْـــلٍ خاشِـــعٍ مُتَوَشّــحٍ ثوبَ السّـــــكونِ


    ونســــيمُ صُــبْحٍ عابِـــــقٌ بأريــجِ أحْلـى وَرْدَتَيْـــنِ

    إن هذا الالتحام بين الذات البشرية والنفس في هذه الحوارية الشعرية رائع جدا ويفيض شاعرية .
    وماأجمل هذا البيت
    إنْ تَشْـــــتكي لِي تُرجعِ الشكوى إليكِ دموعُ عَيْنـي


    أوْ أشْــــــــــتكي لكِ تَغمرينـــــي بالحَنانِ وتَلْحَفيني
    حيث يلجأ الإنسان إلى نفسه ليناجيها ويشتكي إليها طالبا منمها الحنان والتفهم وهي بدورها تشكو إليه همومها فتكون دموعه جواب شكواها .
    إن استعمال الإستعارات بديع جدا وجاء في مكانه كما نرى في هذا البيت :
    لكننــي يا نفسُ آثرتُ السّــــــياحَةَ فــي الفُتـــــــونِ


    وتَرَكْــتُ لِلأنْــــواءِ أنْ تلهو بأشرِعَةِ السّــــــــــفينِ
    حيث كانت الأنواء استعارة تكني عن الاهواء والمعاصي .

    بالرغم من النهاية المنطقية للأبيات بطلب العفو من النفس , إلا أنني تمنيت أن تطلب العفو والمغفرة في نهاية هذه المقطوعة البديعة من الله سبحانه وتعالى .

    الشاعر المبدع مصطفى حمزة عفا الله عنك وعنا وتقبل توبتك وتوبتنا
    دمت بحفظ الله
    مع التثبيت
    توفيق الخطيب

    تعليق

    • خالد شوملي
      أديب وكاتب
      • 24-07-2009
      • 3142

      #3
      الشاعر المبدع مصطفى حمزة

      قصيدة من الروح إلى الروح. وجدانية وجميلة جدا.

      توقعت أن تكتب: أو أشتكِ في البيت المقتبس لأنها كما يبدو معطوفة على البيت السابق إنْ تشتكي.
      هنا جزمت فعل تشتكين بحذف النون. وما يبين أن البيت الثاني معطوف على الأول هو جزم الفعل الثاني جواب الشرط فتقول تغمريني ولم تقل تغمرينني.

      بالطبع إذا كتبت إن تشتكِ يتضرر الوزن.

      إنْ تَشْـــــتكي لِي تُرجعِ الشكوى إليكِ دموعُ عَيْنـي

      أوْ أشْــــــــــتكي لكِ تَغمرينـــــي بالحَنانِ وتَلْحَفيني


      سررت جدا بقراءة القصيدة الرائعة.

      دمت شاعرا متألقا!

      مودتي وتقديري

      خالد شوملي
      متعرّجٌ كالنهرِ عمري مرّةً يسري ببطءٍ تارةً كالخيلِ يجري
      www.khaledshomali.org

      تعليق

      • توفيق الخطيب
        نائب رئيس ملتقى الديوان
        • 02-01-2009
        • 826

        #4
        بسم الله الرحمن الرحيم
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        تعقيبا على ملاحظة الشاعر المبدع خالد شوملي أقول : يجوز للشاعر أن يشبع حركة الكسر ليتولد منها ياء لضرورة الوزن وهذا لايعتبر خطأ نحويا بل ضرورة شعرية والدليل على ذلك قول الشاعرقيس بن زهير العبسي :
        ألم يأتيك والأنباء تنمي == بما لاقت لبون بني زياد
        فترك جزم يأتيك لضرورة الوزن .
        مع تقديري لدقة ملاحظة الشاعر خالد شوملي وحسن قراءته للنص وهذا ماننتظره من شاعر كبير مثله .

        دمتم بحفظ الله

        توفيق الخطيب

        تعليق

        • مصطفى حمزة
          أديب وكاتب
          • 17-06-2010
          • 1218

          #5
          [align=right]
          الأستاذ الأكرم توفيق الخطيب
          أسعد الله أوقاتك بكل الخير
          أشكرك جزيل الشكر على ما قدمتَ من فوائد بوقفتك النقدية التحليلية للقصيدة ، وكذلك لك شكري على التثبيت .
          ولكنْ أيها الفاضل
          ذهبتَ بعيداً في الظن بالكاتب ! فهو ليسَ النواسيّ وقد تاب ، ولا والبة بن الحُباب ، ولا من أشبههما من عصابة المُجّان تلك !! ماكان ذلك ولن يكونه بعون الله ..
          ألا يُمكن أخي الحبيب أن يكون الكاتبُ قد انجرّ يوماً إلى منتدى أو مجتمع ما فوجد نفسه في جدال من نوع يكرهه ؟ أو خرج عن طبعه فحاور مَن لا يُحب أن يكلمه ؟ أو غادر وحدته ومناجاة نفسه على غير عادته ؛ فألفى نفسه غريباً في متاهاتٍ طعمها غريب ولونها أغرب ؟ لقد كان يأنس مع نفسه ولا ثالث بينهما ، ويطمئن إلى نجواها وحدها ، وحين غادرها تلقفته أيدٍ وألسنة ، فغرق أو كادَ في بحرٍ لا يُحسن – وهو ابن البحر – أن يعوم فيه فارتد إلى شاطئه الآمن ، فأمسك قلمه ونظم أبياته يُحدّث عن رحلته التي لن تُعادَ تلك !!!
          تحياتي لكَ وتقديري
          [/align]

          تعليق

          • مصطفى حمزة
            أديب وكاتب
            • 17-06-2010
            • 1218

            #6
            [align=right]
            أخي الأستاذ خالد
            وأنا بك وبقراءتك المتأنية أسعد
            حياك الله وبياك
            [/align]

            تعليق

            • توفيق الخطيب
              نائب رئيس ملتقى الديوان
              • 02-01-2009
              • 826

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى حمزة مشاهدة المشاركة
              [align=right]
              الأستاذ الأكرم توفيق الخطيب
              أسعد الله أوقاتك بكل الخير
              أشكرك جزيل الشكر على ما قدمتَ من فوائد بوقفتك النقدية التحليلية للقصيدة ، وكذلك لك شكري على التثبيت .
              ولكنْ أيها الفاضل
              ذهبتَ بعيداً في الظن بالكاتب ! فهو ليسَ النواسيّ وقد تاب ، ولا والبة بن الحُباب ، ولا من أشبههما من عصابة المُجّان تلك !! ماكان ذلك ولن يكونه بعون الله ..
              ألا يُمكن أخي الحبيب أن يكون الكاتبُ قد انجرّ يوماً إلى منتدى أو مجتمع ما فوجد نفسه في جدال من نوع يكرهه ؟ أو خرج عن طبعه فحاور مَن لا يُحب أن يكلمه ؟ أو غادر وحدته ومناجاة نفسه على غير عادته ؛ فألفى نفسه غريباً في متاهاتٍ طعمها غريب ولونها أغرب ؟ لقد كان يأنس مع نفسه ولا ثالث بينهما ، ويطمئن إلى نجواها وحدها ، وحين غادرها تلقفته أيدٍ وألسنة ، فغرق أو كادَ في بحرٍ لا يُحسن – وهو ابن البحر – أن يعوم فيه فارتد إلى شاطئه الآمن ، فأمسك قلمه ونظم أبياته يُحدّث عن رحلته التي لن تُعادَ تلك !!!
              تحياتي لكَ وتقديري
              [/align]
              بسم الله الرحمن الرحيم
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              الشاعر مصطفى حمزة
              أثار ردك عددا من القضايا لابد من توضيحها .
              أولا أنا أعلق على النص الذي بين يدي ولاأعلق على صاحبه , وبالرغم من أن النص غالبا هو نتاج الحالة النفسية للشاعر في زمن ما ومكان ما إلا أن النص في حد ذاته لايمثل الشاعر ككل بل حالة خاصة من حالاته .
              والأمر الثاني الهام أن النص بعد نشره يصبح ملكا للمتلقي الذي تختلف قراءته للنص على الأغلب عن قراءة صاحبه , وهذا برأيي يكون لصالح إثراء النص بتعدد القراءات له .
              أهلا بك ياسيدي على أرض الواقع حيث تكون الردود هنا في هذا الملتقى مختلفة عما تعودت عليه من كلمات المدح والثناء بغير تحليل حقيقي للنص كما هو الحال في معظم الأندية الأدبية على شبكة النت , وهذا برأيي لايفيد الشعر والأدب ولايسهم في تطورهما .
              وقد يسعدك أن تعلم أنني لاأعلق إلا على النصوص التي أجد فيها شيئا مختلفاً مميزا من شاعرية وأفكار مبتكرة كمقطوعتك البديعة هذه .
              أخيرا أنا أحسن دائما الظن بالناس ولاأحكم عليهم فلم أقل أبدا أنك النواسي فلا تقولني مالم أقله .
              أخي مصطفى حمزة
              دمت بحفظ الله

              توفيق الخطيب

              تعليق

              يعمل...
              X