قراءة في ديوان"خطوات تائهة" د\نور الحق ابراهيم محمد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سلطان الصبحي
    أديب وكاتب
    • 17-07-2010
    • 915

    قراءة في ديوان"خطوات تائهة" د\نور الحق ابراهيم محمد



    قراءة في ديوان (( خطوات تائهة ))

    بقلم :نور الحق ابراهيم
    إحدى مشاكل القلب إلانساني وأسباب معاناته في كل زمان
    ومكان

    ما يتمثل في رحيل الحبيب ، سواء كان رحيلا اضطراريا أو
    اختياريا ، رحيلا مؤقتا أو إلى الأبد.
    وتختلف درجات المعاناة وما يصاحبها من ذكريات أليمة

    ومشاعر يائسة بحسب نوع الرحيل وقوة الحب

    تجاه الحبيب الراحل ومدى القدرة على النسيان .
    قـول هـذا تـمهـيدا للتـعليق الـموجز على كلـمات
    سلـطان الصـبحي في ديوانه " ((خطـوات تائهة ))
    وهي كلمات نثرية في معظمهاجميلة نابضة بالمشاعر الحية
    المتدفقة والخلـجات الـعفويــة الصادقة ، استطاع من خلالها أن
    يجسد ضياع خطوات عمره أثر رحيل الحبيب رحيلا يبدوا أنه
    من أقسى أنواع الرحيل!! ، وهو الذي لا رجعة فيه كما يبدو ذلك
    من قول صاحبنا في قصيدته التي تحمل نفس عنوان الديوان :-

    (( مازلت تحلم بالعهد القديم

    شيء مستحيل ))
    نعم إن مجرد الحلم بالعودة شيء مستحيل ، لأنه رحيل إلى الأبد.

    ولكن مع ذلك هل صاحبنا مقتنع بهذا الرحيل ؟

    وهل هو قادر على نسيان الحبيب ؟

    كلا . إن شعوره الباطن يرفض فكرة الرحيل ، وهو أعجز ما
    يكون عن النسيان . ولذلك فالحبيب باق معه في أي صورة من

    صور البقاء ،حتى لو كانت على شكل دمية ، ولكنها ليست ساكنه

    جامدة , بل هي دمية متحركة نابضة بالحيـاة, ترسم الأحـلام,

    وتـردد الحكايات عند لقائه بها كما كان الأصل يرددها قبل

    الـرحيل وكل هذا يأتي على لسان الليل في جوابه عن سؤال

    صاحبه في البداية :

    " وسألت عنك الليـل
    فأجابني رحل الجميـع
    لـم تـبق إلا دمـية
    ترسم الحلم الجميـل
    تحت أشجـار النخيل
    وتردد عنـد اللـقاء
    قـرب الأصيـل
    وقـبل الرحيـل
    حكـايات عـجيبة
    نبض وشوق ودمع
    واعتراف بالحقيقة "
    ولكـن صاحـبنا لا يلـبث أن يسأم هذا الوضع والسكوت عليه لأنه

    مهما يكن جميلا فهو لا يصل إلى جمال الصورة الحقيقية التي

    تستدعيها الذكريات وتجليها المقارنات بين الصورتين أو بين

    الصورة والأصل فيعلن جهارا :
    (( أنا سئـمت من السـكـوت
    ومـن الأنـتظـار الصـعـب
    ومن الوقوف على الشواطئ والتلال
    ومن الليـل الحـزين
    وسـر نـجـوانا
    وعهدنا عند اللقـاء
    وحديثنا عن أمنيـات
    وبوح وشوق ودمع
    وذكرى زمن الشتات "

    يوّد صاحبنا لو يعود للحبيب ولكن ليس هناك أمل في العودة لا من
    قريب ولا من بعيد بل يأس قاتل يولد الشعور بالضياع والوحدة
    والحزن والاغتراب انه يدور في حلقة مفـرغة لا يجد فيها غير
    الضياع والسكون وهو سكون رهيب يحطم صمته ليـعيده اليه
    ويسلـب حـزنه ليـذيقه ألـوانا مـنه من جـديد ، ها هو يقول :
    ((رحـلـت
    فلـم أجـد غير الضياع
    وطيـف حـزين
    وعـشق دفـين
    فلم أجـد غير السكـون
    يحـطم صـمتي
    ويسلـب حـزني
    يقيـدخطـوتي
    لأبقـى وحيـدا
    غريبـا… تائـها
    فـوق أطلال روض
    ضـمنا عـند المساء
    في نشوة عنـد اللـقاء "
    وتـأتي النـهاية لتردنا إلى نقـطة البداية حيث الشـك واستمرار
    التساؤل والأمل الضائع مع توسيع دائرة السؤال

    فلم يعد يسأل الليل وحده بل تـجاوزه ليسأل الكون كلـه,

    صـارخا :
    "وبقـيت وحـدي

    والـدمع يجـري

    صارخا .. مستنجدا

    أسأل الكون الفسيح

    فـأجـابني

    مازلت تحلم بالعهد القديم

    شيء مستـحيل

    يا صـاحـبي

    رحـل الحبيب "
    وفي قصيدة أخرى يتحول هذا الحلم إلى ورود وزهور بل إلى جنة
    مليئة بالأزاهير الجميلة ولو توقف الأمر عند ذلك الحد لما كانت
    هناك معاناة حقيقية لأن جنة الشاعر على اتساعها وبهجتها لا تخلو
    من الألم والضياع والتيه في صحراء الأمل والأشواق المتأججة
    المتلهفة إلى الصلاة في محراب الحب الطاهر وهناك يناجيها
    ويدعوها إلى تذكر تلك الأيام الحـالمـة ويغريها نحو هذا التذكر من
    خلال مناصفة الألم بين قلبها وقلبه وهو على استعـداد لكي يغـوص
    في أعماق نفسه التي هي نفسها وان يقطع الشطآن التي طالما وقف
    عليها لكى يستعيد ذلك الحب التليد حتى ولو تـجرع الألم وضاعت
    بسمته وتشتتت أيام قصته وهذا هو المعنى الذي نقف عليه في
    قصيدته: "ياوردتي"
    ((يا وردتي يا جنتي

    اني أناصفك الألم

    وأغوص في أعماق نفسي

    أقطع الشطآن

    يكفي أنني في الحب

    تاهت بسمتي

    ضاعت قصتي "
    وهذا المعنى يعبر عنه الشاعر بقوة في قصيدة أخرى
    بعـنوان "حـلم عابر " وهذا الحلـم رغم أنه عبق الحياة
    بالنسبة للشـاعر إلا أنه في نفس الوقت أشواكا مزروعـة أمامه
    حيث يقول :

    ((يا حلما زرع الأشواك أمامي

    اتركـني أعـانـي

    في لـيلي ونـهاري))
    ففي هذا المطلـع نجده متألما من هذا الحلـم لدرجة أن الشاعـر
    طلب منه أن يتركه وأن لا يؤلمه أكثر من ذلك وأن يقلل من
    زياراته له في المنام ليلا أو نهارا فهو مازال حب يمثل الحلم
    الجميل ,والـواقع المؤلم, ولذلك يضيف قائلا :
    " يا حبا زاد سهادي

    يا نسمة عطر زارتني

    يا همسة عشق نادتني

    أرجوك اهجرني وابكيني

    أو عانق شوقي وارويني "
    فالشاعر هنا ما زال غير مصدق أن حلمه المتمثل في حبـه الكبير

    يمكن أن يروي ضمأه ولهفه إلى ذلك الحب وهو متألم غاية التألـم

    حتى أنـه ليصرخ من فرط يأسه وعدم تصديقه لعودة الأيام الغابرة:
    ((يكفيني عذابا يكفيني

    يكـفيني النوم يجافيني

    مـازال الجرح يعذبني

    يـقتلني ويـزيد أنيني
    هنا نلاحـظ ان ذلك الحب والحلم مازال بعيداعن
    الشاعرويتمنى عودته وتذكرتلك الأيـام الجميله التي عاشها وعشقها
    وكانت كل همسة وكل كلمة من الحبيب تحييه وتبعث الآمال العذبة
    في نفسه ولذلك يمضي في هذه القصيدة الجميلة قائلا:
    (كلماتك كانت تحييني )

    صوتك سحر يسري في أعماق النفس

    فيشـجـيني

    بل ينعش كل شراييني "

    وهكذا يمضي الشاعر متعبا مع حمله الوديع ،وواقعه المؤلم، يريد
    من حلمه أن يأتي ليحرره من بؤسه وشقائه ويعيد إليه حلمه القديم
    الحب الطاهر الناصع البياض فيختم قصيدته قائلا:
    ((حررني من دائرة الموت الابدي
    أخرجني من قائمة الحب الاسود))

    وهـذه القصيدة نجدها متمشية مع تفعيلات الخليل بن أحمد
    الفراهيدي مما أضاف الى القصيـدة خاصية الوزن التي تطرب
    النفس الشاعرة سواء كانت كاتبة أو قارئة وهي موسيقى تلقي

    بظلال عفوية على هذه القصيدة الرائعة التي تدل على الحس

    الموسيقي لدى الشاعر … فهو وان ترك هذه الموسيقى في بعض
    القصائد لكي يعطي المعنى حقه الا أنه في مثل هذه القصيدة كشف
    عن طبـعه الموسيـقي ونفسه الشفافة وتذوقه ، ولعل هذه القصيدة

    هي خير ما يعبر عن مشاعر الشاعر المتأججة دوما بنار الحب

    ،والمتطلعة دوما الى السمو الروحي من خلال المشاعر الصادقة
    الطاهرة تجاه الجنس الآخر الذي يعد نصف المجتمع أو ثلثيه.
    إن هذه العلاقة المتوترة بين الشاعر وبين الجنس الآخر تكاد تكون
    طابع قصائد الديوان وحين نتوغل فيـها أكثر نجد مزيدا من
    الافصاح عن المشاعر الحقيقية وعن توحد الشاعر وغربته في
    الحياة وشعوره بالملـل ولا سيما عنـدما لا يجد أصداء لصـوته ولا
    تجاوبا من ذلك الحلم القديم الذي نسى العلاقة الحميمة بينهما أو
    تناساها ليصبح (كالحجر )في نظر الشاعر مما جعله يردد في
    قصيدة أخرى بعنوان:

    "في غرفتي" وهو وحيد فيها ولعله يتذكر بعض ما كان بينهما أو
    يقرأ بعض رسائلها قائلا: وهو في قمة الألم، وفي نبع المشاعر،
    والرقة:
    ((ولاتكـوني كالـحجـر

    اني لبعدك قد مللت من الحياة

    لا طـعم عندي للحيـاة

    كيـف النـجـاة؟

    ولا أمـل!!

    فما زال الشاعر يحس بالوحدة القاتلة التي تدعو بقوة الى الحضور
    فالحياة بدونها لا طعم لها لا معنى لـها ..لا شـيء … فهي كل الحياة .
    وهذه الوحدة تجعل الشاعر يعيش في غربة حقيقية تدفعه لمشاركة
    المحرومين آلامهم وكم في الحياة من محرومين؟ وتجعله أيضا
    يمشي في الكون غريبا كقطار جامد يمشي سريعا يعبر الأجواء لا
    يدري أين محطته ؟ ولا كم تستغرق رحلته ويظل يسير ولا يدري
    أين يسير لأنه دوما يفكر في تلك الحبيبة التي يرىالحياة من
    خلالها ولا يذوق لها طعما في غيابها وقد يحس بأنه قد وصل الى
    درجة التجميد فأصبح مثل الآلة الصماء ومثل قطـار يتوجه بحسب
    ما يريد له مسيروه , كما الشاعر يسير حيثما شاء له القدر فما قيمة
    هذه الحياة بالنسبة له وهو يشعر بعدم القدرة على الإختيار وعلى
    ارجاع ذلك العهد القديم ففي قصيدته((حياة)) يقول فيها :
    "ويـمر سريـعا

    قطار يعبر كل الأجواء

    لا ندري أين محطته؟
    كم تستغرق رحلته؟"

    ولا شك أن ذلك الجهل انما هو جهل بارادة القدر وبكيفيه سيره

    ونوعية تسييره لحياة الشاعر وحياة البشرية بوجه عام ،

    وهنا يتساءل الشاعر في جهل مفرط ولوعة محرقة قائلا : كم
    تستغـرق رحلته ؟ هذا السؤال لا يقل في أهميته عن السؤال
    السابق :نجهل أين محطته؟لأنه شمل الجهل بحركـة الزمان كما
    شمل الأول الجهل بحركة المكـان .

    ان في هذه الكلمات والتساؤلات روح الشاعر وقلقه، واضطرابه،
    وغربته في ليله ونهاره في شبابه وكهولته ولذلك يقول :
    ((يمشي في الكون غريبا

    لـيلا ونـهارا

    يرميك شبابا أو كهلا

    ويظـل يسير

    ولا ندري أين نسير ؟
    وهنـا تتجسد مشكلـة المكان مرة أخرى وهل يمكن للحبيب أن يعود
    مرة ؟أخرى انها أمنية في أعمق أعـماق الشاعر يصوغـها في
    كلـمات مكثفة، وحروف موحية، تجعل القارىء يضع يده على
    دلالات كثيرة كلما قرأ القصيدة وكلما تعـمق في مدلـولاتها،
    ومقـاصدها …ولأن الشاعر يتكلم على سجيته، وينفث ما بداخله
    كييفما اتفق وبلا تصنع فقد يجد القـارىء غير المتـعود على الشعر
    أن هناك تناقضا في بعض ما يقول صاحب الديوان ولكن ليس الا
    تناقضا ظاهريا لأن لغة الشعر غير لغة النثر كما أن وظيفته غير
    وظيفة النثر ونحن هنا نتكلم عن الشاعرية التي تتغلغل في قصائد
    النثر ذاتـها .
    وللشاعر قصيـدة بعنوان "عبق الحياة " يعيش فيها الحلم وكأنه
    حقيقة لا مراء فيها بل يؤكد أنها أسعد لحظة عاشها في حيـاته
    ( إنها أحلى حياة )
    ويـجعل الذكرى حاضرا معاشا، وواقـعا ما زال يعيشـه الشاعر
    … هذا هو عالم الشعر الذي تترجمه قصيدة "عبق الحياة " التي
    يقول فيها :
    ((لا تقولي كان ذاك الحب حلما

    انـه أحلـى حياة

    فلنعش في الحب ذكرى

    ان في الذكرى حياة
    هذه الأحلام يا حبيبتي

    انـما هي عبق الحيـاة))
    وهذه الخاتمة الذي جعلـها الشاعر عنوانا لقصيدته هي التي تجعل
    للقصيدة معنى لأن كل الذي قلناه عن الأحلام والذكريات من حيث
    انها واقعا معاشا وحقائق لا تقبل الشك فهي في نفس الوقت العطر
    الذي يستنشقه الشاعر , والمستقبل الذي يعيش من أجله
    فهو من أجل ذلك الحب يعيش الحياة ويرى سحرها، وجمالها،
    ويتغنى بألحان أغصانها في قصائده المنشورة بالديوان .

    إن الجمال في كلمات( الصبحي) كامن في
    البساطة والعفوية المتدفقة ، والصدق الفني
    الذي يرتسم في مخيلتنا من خلال هذه لقصائد….

    عبدالرسول معله "رحمه الله

    أشعر أنني أمام شاعر كبير
    سيزاحم الكبار على مقاعدهم يوما ما
    ارتشفت نميرا عذبا ونهلت شهدا مصفى وأريد المزيد
  • سلطان الصبحي
    أديب وكاتب
    • 17-07-2010
    • 915

    #2


    هل تمر بك كل هذه العواطف خلال أسبوع:
    التوتر
    الآحباط
    الغضب
    عدم الامان
    الوحده
    الملل
    التعاسه
    السعاده
    الشعور بالراحة
    الحب
    الإثاره
    الغبطة
    جميل أن لا تحدد إختياراتك بهذه القائمة القصيرة
    إنهل من عواطف اخرى:
    الحماس
    الخيال
    الغبطه
    الرغبه
    الامتنان
    الافتنان
    حب الاستطلاع
    الابداع
    القدرة والثقة
    الحنو
    اللطف
    المرح

    هل يمكنك أن تبتسم في دقيقة؟

    حاول...أشعر في قرارة نفسك بأنك قوّى قادر أنت على عمل شيئا ما

    سمعت المثل القائل:

    ستتذكر هذا وتضحك منه يوما ما..

    سنكمل معكم يوما (ما)
    عبدالرسول معله "رحمه الله

    أشعر أنني أمام شاعر كبير
    سيزاحم الكبار على مقاعدهم يوما ما
    ارتشفت نميرا عذبا ونهلت شهدا مصفى وأريد المزيد

    تعليق

    يعمل...
    X