عفوا سأتزوج((قصة قصيرة))

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فاطمة رشاد ناشر
    عاشقة الورق
    • 21-05-2007
    • 222

    عفوا سأتزوج((قصة قصيرة))

    كم حدقت بدعوة عرسي ..كان مؤلما عليك أن تقرا اسمي على بطاقة الدعوة لا اعرف من أوصلها إليك غير القدر الذي يحرمني دائما من لذة الفرح المؤقت وأنا ارتدي ثوبي الأبيض
    النسوة حولي يزغردن والفرحة في عيونهن إلا أنا أحاول أن أتحاشى استحضار صورتك فما اعرفه هو انك تلقيت دعوة لحضور عرسي أو انك مكلف بان تهنئ زوجي اقصد الرجل الذي صار بدلا عنك .
    ساتابط ذراعه بعد قليل .. الوقت يقترب من الفرح والجميع يرتبون أجسادهم لحضور فرحي وأنا وجسدي متكلفان في الترتيب .
    اعرف انك هادئ نعم ستظل هادئا لا رجولة تثيرك هكذا أنت في كل المواقف حتى لو ضعت منك ستقول في داخلك بعدما تقرا بطاقة الدعوة:
    _ا تمنى لك السعادة
    وأنت لا تدرك كيف سأحاول أن احصل على هذه السعادة فكل شئ كان متمردا في جسدي ..أناملي التي ترتدي خاتم الزواج وثوب عرسي الأبيض وابتسامتي التي تغتال شفتي وشعري الذي تبعثر على كتفي أظنك الآن تتخيلني نعم تمنيت أن أتي إليك واسالك كيف أبدو في مخيلتك هل المرأة الغادرة التي أقسمت لك أنها لن تقترن برجل غيرك لتفاجئك أنها استطاعت أن تقترن بغيرك أم انك تتخيلني وأنا اتابط ذراع ظلي الذي اختاره لي أهلي رغما عني أني لا ألوم أهلي الم تلاحظ بعد كم صار عمري وأنا انتظرك من خلف خوفي كنت أقول لك:
    _متى نكون لبعض ؟؟
    فكنت أنت تسخر من كلماتي هل أقول عنك رجل لعوب أم أن الحب كذبة حلوة يجب ألا نصدقها كما قلتها ذات يومك المشؤوم
    (سأتزوج) هذا ما يهمني في الأمر .
    دخلت والدتي علي وأنا في هواجسي أستحضرك بعدما رميت بكل رسائلك في النار هاهي تلتهم ذكرياتك معي وتلك الصورة التي حفرتها في مخيلتي كانت تلازمني أينما ذهبت ولكنني اليوم اشبع السنة اللهب بها لأبدا حياتي الأخرى مع رجل كنت ستكون هو لولا صمتك المرير وجنونك وفتورك اللا معقول .
    كعادة الأمهات جاءتني أمي توصيني خيرا بزوجي ..بشريكي ..بظلي تقبلني وهي تذرف الدموع ويصير الموقف اشد حزنا وهي تحتضني هنا تستوقفني ذاكرة طفولتي :
    _أحقا سأغادر منزلنا الذي رسمت أحلامي به والذي رأى فرحي وألمي أحقا سأغادر حضن أمي وهل هذه اللحظات الأخيرة التي تضمني كطفلة أنها تحدثني بدموعها ونظراتها لماذا تبكي أمامي لماذا تضمني بهذه الطريقة مازلت لا افهم لماذا وقفت في هذا الموقف المؤلم أختي واقفة أمام باب الحجرة تكاد الدموع تفسد مكياجها .
    الجميع يبكي ولا اعرف لماذا في يوم عرسي تسكب الدموع ومع كل هذه المواقف المؤلمة كنت أنت في مخيلتي أتذكر الألم الذي سببته لك وأنت تعرف أن هذه الليلة هي ليلة زفافي لقد تخيلتك وكأنك ظلي الذي سيأخذني إلى مملكتك ولكنك لم تأت أتعرف لماذا لأنك تفتقد إلى الرجولة تفكر بمن لا يصلونك بشئ عفوا سأتزوج غيرك وهذا قراري بعدما ياست من صمتك وانتظاري في دائرة كذبك تقولها لي:
    _انتظري
    وطال الانتظار في حبك
    طرق الباب وقطع دموعنا ظلي الذي اختاره لي أهلي كعادة العرسان بل زوجان لامس أناملي ورفع الطرحة ليقبلني على جبيني لم اخجل من قبلته الست زوجته أمام الآخرين وأمام الله ولكنني ذهلت حين كنت أتخيلك بوجهه لماذا لم استطع أن أمحو صورتك لأفرح كبقية النساء برجل ستجمعنا حجرة واحدة وستختلط أنفاسنا معا سنتحدث طوال الليل ونرتكب حماقة ككل زوجين في ليلتهما الأولى ليذهب هو بتلك الحماقة لوالداي ويفرحا عما كان مني من حمق وفي اليوم التالي لم أحاول أن أذوق الألم ولم أحاول أتحدث معه كثيرا في ليلتنا الأخرى سأحاول انهي حديثنا بنوم المؤقت على سريري الأخر مع رجل صار ظلي .
    شهر سأقضيه معه وليس معك وبعدها وكأي امرأة سأجيد الدور في القئ وذهابي إلى الطبيب ليقول لزوجي :
    _مبروك زوجتك حامل
    هنا سأكون حبيبته أكثر لان دمائي ستختلط بدمائه أما أنت فلا ..رغم أنني خطيت لك عهدا من دمائي ألا أكون إلا لك فلم تستطع أن تفهم مشاعر من دماء كأنك كنت تفكر بذبح كل المشاعر وإعطاءك كل الدماء لتقتلني بكلمات خارج نطاق الحياة والموت هاأنا الآن اتابط ذراعه وأسير بقربه أحاول أن انسجم معه أن أقول كلام كنت أقوله لك أقول أي شئ حتى اكسر روتين حزني .
    منذ ثلاثة أيام وأنا اظهر أمام الناس وأنت في عيني أتحاشى النظر إليهم لعلهم يكتشفوا وجودك .
    هاهو شريكي الذي اختاره أهلي اتابط ذراعه وكل واحدة من النساء تقول لي:
    _ابتسمي لماذا أنت خجلة منه؟
    هل ابتسم وأنا أراك أمامي كظل يطاردني يحرمني لذة الفرحة أم ابكي وأقول لظلي أنني استحضر رجل أخر غيرك .
    هذه الليلة التي لا أنكرها ليلة عرسي الأخيرة سأزف إلى منزلي الجديد سأودع الجميع وسأنهي الليلة بالألم مع غيرك أتراه الآن انه يلامس يدي يحاول أن يشعرني انه قادر أن يكون أنت بلا منافس وقفت في الردهة قبل أن نصل إلى الباب ونصعد السيارة التي ستنقلنا إلى مكان حفل زفافنا قال لي بتعجب والجميع خلفي يزفون جسدي بزغاريد:
    -ماذا بك ؟ اشعر وكأنك جسد قد فارق روحه
    قلت له وقد شعرت وأنني قد امتلكت الشجاعة لنسيانك فموت جسدي لا يعني موت روحي قلت له كلمتي التي كان لابد أن أقولها له بلا خوف حين رايتك تنسحب من ذاكرتي وأسعدت روحي منك قلت لظلي بكل حب:
    _احبك
    كانت مفاجأة بل أنني لا اعرف كيف قلت هذه الكلمة له لقد شعرت ساعتها انه أحق بها منك .
    لحظات مرت أمام الآخرين ونحن نتبادل نفس المشاعر بثواني صعدنا السيارة والجميع مندهش لما شاهدوه أمامهم اعتقدوا أن روحي عادت إلى جسدي بتلك الكلمة التي قلتها بكل حب لمن قلتها لزوجي وشريكي
    كانت يده لا تفارق يدي بدا حبه يتسلل إلى قلبي نعم الحب الذي أهديتني إياه ذات يوم مغتال بالجنون قال لي نفس كلماتك ولكن كلماته كانت اصدق منك وأعذب من كذبك في الحب .
    هاأنا أراك وتراني انزل من السيارة وأنا اتابط يد زوجي كم أثارك الموقف وكم ذرفت الدموع لضياعي من يديك قلت لك وعيناي تلقي عليك نظرتي الأخيرة
    _كفاك سلبية ياهذا الرجل لم تستطع أن تحافظ على عهد كان مكتوب من دمائنا فكيف لك أن توقف هذه الزيجة لو كنت رجل .
    وقفت برهة وأنا أحدق في وجهك قلت لك بصمتي:
    _عفوا تزوجت غيرك
    وتأبطت ذراع ظلي بكل فرح وفرحت في تلك الليلة ودقت الألم وصرت أما والزمن كان كفيلا بان أنساك للأبد وهاأنا اليوم أوصي ابنتي كما قالت لي والدتي كلماتها في يوم عرسي وابكي كبكاء أمي في يوم عرسي ولكن ابنتي لم تقل لا حد كان كما قلتها لك
    _عفوا سأتزوج غيرك لأنها ستتزوج ممن أحبته بكل قوة وكان الحظ يرتسم لها أتعرف لماذا لأنها ظلها كان يمتلك الرجولة لكي يحافظ على من اختارها قلبه لتكون شريكة العمر




  • مصطفى بونيف
    قلم رصاص
    • 27-11-2007
    • 3982

    #2
    آآآآآآآآآآآآآآآآه يا فاطمــــة .....أي كلمات تكتبينها ؟؟؟
    قرأت هذه القصة ، وغصت كثيرا بين كلماتها ، وتنفست الألم ....واقعية شديدة ....وكلمات أشد على القلب من النار والسيف .
    هل يموت الحب ؟؟؟
    ما هو الحب أساسا ؟؟؟

    الحب والسعادة نجدهما حيث لا يمكن أن نتوقعهما .
    تقمصت دور الرجل الأول ....فبكيت لبكائه.
    تقمصت دور الظل ....فبكيت لبكائه .
    أما المرأة ................فكانت قاسية جدا ، الحب حاكم قاس ، طاغية ، يذل ويقهر ، ينهى ويأمر ، ويقتل الناس حرقا وغرقا .
    الموت في الحب ، أشبه بالموت في معركة حربية كبيرة .

    بصدق عشت أجواء القصة .

    أخوك مصطفى بونيف
    [

    للتواصل :
    [BIMG]http://sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc3/hs414.snc3/24982_1401303029217_1131556617_1186241_1175408_n.j pg[/BIMG]
    أكتب للذين سوف يولدون

    تعليق

    • فاطمة رشاد ناشر
      عاشقة الورق
      • 21-05-2007
      • 222

      #3
      اتمنى عندما تقراون هذه القصة لا يذهب احدكم بان البطلة هي انا واشكر تواجدك استاد مصطفى ومرورك الرائع نحو العفو الكبير

      تعليق

      • عبلة محمد زقزوق
        أديب وكاتب
        • 16-05-2007
        • 1819

        #4
        الحب عزيزتي فاطمة لو لم يمنح القوة والشجاعة فهو باطلاً
        الحب إعصار يجتاح كل الموانع في ثقة

        وما كان هذا الخيال إلا خيالا من حب..
        أما واقع الحال للحب الحقيقي... فقد كان بين يديها؛ وقد صدُقت حين قالت له الكلمة الشافية المداوية لها من وهم ذاك الخيال الخداع المنافق.

        سلمت لنا الأيادي ومد الله مداد حرفك بكل غالٍ ونفيس
        شكرا حبيبتي فاطمة لرائع المعنى بمضمون القصة.

        تعليق

        • رود حجار
          أديب وكاتب
          • 28-07-2007
          • 180

          #5
          الأخت الكريمة فاطمة،،

          قصة جميلة وواقعية جداً

          أجمل ما فيها نهايتها ...

          ها أنا اليوم أوصي ابنتي كما قالت لي والدتي كلماتها في يوم عرسي وأبكي كبكاء أمي في يوم عرسي ولكن ابنتي لم تقل لا حد كان كما قلتها لك
          _عفوا سأتزوج غيرك

          لأنها ستتزوج ممن أحبته بكل قوة وكان الحظ يرتسم لها
          أتعرف لماذا لأنها ظلها كان يمتلك الرجولة لكي يحافظ على من اختارها قلبه لتكون شريكة العمر

          دمت مبدعة دائماً.

          أختك.
          التعديل الأخير تم بواسطة رود حجار; الساعة 05-09-2008, 02:38.
          كنْ صديقاً للحياة واجعل الإيمان راية
          وامضِ حراً في ثبات إنها كل الحكاية
          وابتسم للدهر دوماً إن يكن حلواً ومراً
          ولتقل إن ذقت هماً: "إنّ بعد العسر يسراً"

          تعليق

          • فاطمة رشاد ناشر
            عاشقة الورق
            • 21-05-2007
            • 222

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة عبلة محمد زقزوق مشاهدة المشاركة
            الحب عزيزتي فاطمة لو لم يمنح القوة والشجاعة فهو باطلاً
            الحب إعصار يجتاح كل الموانع في ثقة

            وما كان هذا الخيال إلا خيالا من حب..
            أما واقع الحال للحب الحقيقي... فقد كان بين يديها؛ وقد صدُقت حين قالت له الكلمة الشافية المداوية لها من وهم ذاك الخيال الخداع المنافق.

            سلمت لنا الأيادي ومد الله مداد حرفك بكل غالٍ ونفيس
            شكرا حبيبتي فاطمة لرائع المعنى بمضمون القصة.
            الحب والزواج قصة القدر ولكن كيف نكونها بالطريقة الصحيحة

            تعليق

            • فاطمة رشاد ناشر
              عاشقة الورق
              • 21-05-2007
              • 222

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة نسيم زيات مشاهدة المشاركة
              الأخت الكريمة فاطمة،،

              قصة جميلة وواقعية جداً




              دمت مبدعة دائماً.

              أختك نسيم.
              دائما ما تكون القصص الواقعية لها صدى اكثر

              تعليق

              • طارق عليان
                أديب وكاتب
                • 06-01-2008
                • 147

                #8
                سيدتي فاطمة رشاد
                ربما شخصية ابنائنا نن الى حد ما مسؤولون عنها...
                قصة جميلة وفكرة رائعة
                دمت مبدعة

                تعليق

                • فاطمة رشاد ناشر
                  عاشقة الورق
                  • 21-05-2007
                  • 222

                  #9
                  [quote=طارق عليان;49657]سيدتي فاطمة رشاد
                  ربما شخصية ابنائنا نن الى حد ما مسؤولون عنها...
                  قصة جميلة وفكرة رائعة
                  دمت مبدعة[/
                  نعم ابناءنا مسؤولون منا وهي مسؤلية كبيرة

                  تعليق

                  • مريم محمود العلي
                    أديب وكاتب
                    • 16-05-2007
                    • 594

                    #10
                    [align=center]فاطمة رشاد
                    جسدت في قصتها حالة اجتماعية مؤلمة
                    جعلت الجراح تنزف بدواخلنا
                    دمت مبدعة ومتألقة
                    لك كل الشكر
                    تحياتي
                    [/align]

                    تعليق

                    • فاطمة رشاد ناشر
                      عاشقة الورق
                      • 21-05-2007
                      • 222

                      #11
                      والله اسعدني مرورك استاذة مريم وكم اسعدتني كلماتك اشكرك جدا ودمتى لنا انت جميلة في ابداعك

                      تعليق

                      يعمل...
                      X