قال يحدّد المسير:
مسير سنتين ،و لم نتخطّ الجسر بعد،جسر من مطّاط،كلّما لاحت له نهاية،كلّما استطال وابتعدت الضفّة الأخرى ،أو ربّما نحن الذين عدنا إلى الوراء،خوفا من تلك الخلاصة.مدّة قد تكون كافية لتصل ببعضهم إلى النيرفانا،و بالبعض الآخر إلى الصّفاء الكلّي.لكنّها لم تمنحني سوى درس واحد:أن أطلق على الأشياء أسماءها الأصليّة،حتّى لو كانت ثقيلة و موجعة.
أعترف أنّه لم يكن هذا شأني في بادىء الأمر،أقصد في بداية علاقتي بك،فقد كنت صاحب صباغة في الحديث ،و طلاء رغبات و صاحب مراوغة و شعوذة و فنون في مجال الحبّ و صاحب زيف في التّفكير و أسلوب مخاتل في التّحليل. و لكن ليس الآن،فأنا اليوم شفيت وتكسّر طوقك الفولاذي البارد الذي ألبسني إيّاه جمالك الحرّ،و أسطول الحكايات العجيبة التي كنت تسمعينني إيّاها و أنت رابضة إلى جانبي بصمت كإلهة إغريقيّة .العيب لا يقف في أن تأسر الحرّيّة حرّا،بقدر ما يكمن في تخلّيها عن الأسير المقيّد،من باب:"لم أكن أتوقّع أنّ الأمور ستصل إلى هذا الحدّ..".
و عدنا إلى المناورة من جديد بعد أن كاد يجفّ الحبر و تبلى الرّسائل و تصفرّ و ينجلي الغموض و يخسأ الحدس و أخواته إلى الأبد،أو هكذا توهّمت..و استأنفنا ،بعد أن وصل الحسم مداه و المجاهرة أقصاها إلى مشوار قلي الحواسّ على الجانبين.و أشكّ جدّا في ما إذا كنت تتساءلين مثلي عن غاية تمسّكنا شأني شأنك بالوقوف عند الإفتتان و لا شيء سواه، و عمّا نصبو الوصول إليه من وراء الغدوّ و الرّواح جيئة و ذهابا فوق غرائزنا المتعبة،كأنّها الرّحى لم تجد ما تطحنه فراح عاليها يمحق سافلها بنهم غبيّ.
ألا يكفي أنّي صنعت منك عروسا من لهب ،و رضيت أن تضعي تاجا من ماء؟
كنت غمدا مشاغبا،و كنّا خنجرين في أتمّ صورة للعري،أحدهما سئم البطون و الآخر لا يطلب سوى السّتر.و كلاهما يبحث عن مسكن يؤويه،و كلاهما كان محقّا حتّى آخر رمق من الشّرح.
ما أبشع أن يلتقي النّضال الأخرس،بالطّبيعة المحقّة أبدا،رغم تضرّع الجميع و ما يتوقّعون.هي ذاتها الطّبيعة روض يعبق بشذى الزّهور ،فخورة ملأ فراشاتها بإشراقها و حسنها،الطّبيعة العاصفة ،تسحق عمق الهوّة التي بيني و بينك كلّ ما يعترض سبيلها .و لو طلب من العبقر الضّارب في القسوة أن يسند لي رقما من عشرة ،لما جاملني مثقال ذرّة مثلما تفعلين بكرم عجيب،و لقال :عنيد و لألقى بصفحاتي إلى النّار.و لما ترك لي الفرصة حتّى لالتقاط أنفاسي.
أربّة العثرات و الكلمات المبتورة و النّقاط المتتالية،أساقية من إيحاءات و سراب ،تحترف العبور بين النخل،فلا هو يرتوي و هو يشتكيها.دعيني أحتار على مسمع منك،لا كما اعتدت أن أتصرّف حين يبلغ بي بوار الحيلة إلى الهذيان .أيّهما أولى بالطّعام،فقير معدم متشوّق لاكتشاف المذاقات،أم ذاك الثّريّ الذي قرصه الجوع ذات وعي،حنينه دنيا إلى طعم الأشياء؟ و ما فائدة عجلات تدور بجنون و السيّارة معلّقة في الفضاء؟ و متى كان مثيرا شكل ناقة لها وجه حصان؟ وهل تجدين صوابا أن يقضّي أحدهم سنتين في إضرام النّار،طمعا في الحصول على شهادة في حسن السّيرة و السّلوك أو وسام الجار المثاليّ؟؟
ماكر جدّا هذا الوهم و رائع الثّقة إلى المدى الذّي يزاحم فيه الواقع و يزيح عنه رداء الحقيقة و أوامرها الصّارخة في وجوهنا بالعودة إلى الرّشد،السّاخر على الدّوام من محاولاتنا المرّة لـتأجيل التّسليم و الإقرار بأنّ الرّحلة قد حصّلت،و أنّ موسم القطاف قد ولّى دون رجعة.و عجيب ما تروينه من قصص و ذكريات لم نعشها .ألهذا الحدّ تكرهين الأنصاف المتّصلة؟ و تهربين من الاعتراف بالهزيمة مكتفية أمام عيني و على مسمع من حبّي الطّوفان لك،بالإشارة،و الأسف العقيم؟
لعلمك،لم أك يوما عاشقا أليفا،أو مطّاريّة جوفاء تكتوي بالشّمس لتحميك و تتبلّل عوضا عنك.أنا رجل تتناوب عليه الأهواء و الأمزجة و القناعات في اليوم عديد المرّات،رجل لا يحبّ في المرأة نصف الأنوثة،و نصف النّتيجة.و كم أكره أن تقف الأمور بيني و بينها عند مجرّد الاستجواب و الاستنطاق و إلقاء الدّروس،كما لو أنّي أشاهدك عبر الشّاشة أو العكس تلقين أو ألقي محاضرة حول سبل اللّقاء .
أو كما لو أنّ رسّاما يدخل المرسم ليقول الشّعر،أو ليتّكأ على الأريكة مردّدا طيلة عمره دون توقّف و دون أن يلمس الفرشاة :"الرّسم شيء جميل."
سنتان مرّتا بسرعة، و لم أنتبه إلى أنّك أنهيت مهمّتك بنجاح،و بأنّ ساعة الفطام حضرت، و أصبحت
منذ ذلك الحين،في نظرك صدئا خاويا،و زادتني غفلتي و ظمئي الشّديد لنقطة فهم،طلاءا آخر،فخاتمتي أنّي رجل مملّ أبى إلاّ أن تداس كرامته و يهان.أتدرين؟ لم تؤلمني النّتيجة،بقدر ما آلمني أنّك انتهكت أجزائي قطعة، قطعة،كما يؤكل التّفاح ،لا كما تنتهك المقدّسات..و هل يجرّدني سماحي لك بالتّجوال داخل أركاني، الحقّ في أن ألعن أوّل خطوة قمت بها نحوك؟
للمراجعة فحسب،لم تعرفي عنّي و بفضلي سوى ما أردتك أن تعرفيه،فأنا رجل مطارد استوفى حظوظه جميعا ،مبشّر بصبر طويل،و أنت فتاة مرحة ،مازالت تعتقد بأنّ السّعادة أرجوحة و قهوة بين حبيبين على الشّرفة.و لم أكن لألوّث سترة نومك الورديّة بلوني البنّي،و لم أكن لأحاسبك عمّا أسلفت من عبث بزيفك المفضوح.و كنت سأهيّؤ لك دغلا فسيحا،لعلمي بأنّك تحبّين المغامرة،و كنت سأكسو جسدك المحفوف بالتّيه و الصّراخ المبحوح قطنا،و كنت سأدرّبك على أصول صحيحة كيف تكونين إسفنجة لا تشبع من امتصاص غضبي و عنفي و اعترافي،كي يتغيّر طعم الحبّ بيننا ألف مرّة في اليوم،و يتقمّص لنفسه ما يحلو له من أشكال ضحك و مأساة و انتظار و فنّ و حطام رائع و لآلىء و غيم و صحوة صباحيّة نديّة..
و استقرّ في الأخير رأيك عليه،دون أن أعلم بأنّي قضيت سنتين و أنا مجرّد موضوع مقارنة و العمود الثّاني أو ربّما الرّابع للجدول،قضيتها أنت تجرين لي عمليّة قلب مفتوح،تتلذّذين من جهتي بالاستماع إلى الجمرة و هي تنطفؤ على اللّحم،و تسمّنين ثالثنا للحفلة الكبرى..في عرفك منطقيّ جدّا أن تسبحي في البحر الأحمر ،و تستلقي على ضفاف البحر الميّت.أو أن تأكلي التّراب و قبل الشّبع بقليل تأكلين قطعة حلوى ،فتصبح بالتّالي كلّ الوجبة حلوى..الجرح جرحان،الأوّل لمّا اعتذرت ،عن عدم إمكانيّة ما تسميّنه بـ"الارتباط" بيني و بينك و دعوتك المضحكة لي بأن نكون صديقين لا أكثر. و الثّاني حين أدركت بأنّي لست سوى نصف جيّد لا أكثر.طاولة جيّدة لتضعي عليها آنيتك الجميلة،فلا الطّاولة تكفي ليكتمل جمال الغرفة و لا منظر الآنية موضوعة على الأرض سيكون لائقا.فتوجّب عليك إذن الجمع بينهما،و لكي يكون وصفي للخيبة أدقّ،يتوجّب عليّ أنا أيضا أن أستعمل الخيال قليلا.ففي قصّتنا،تسحب الطّاولة حالما نضع الآنية فوقها،و يرمى بها لانتهاء دورها،لتبقى الآنية معلّقة في الهواء.
"- أرجوكٓ دعنا نكون صديقين."
ماذا يعني أن نكون صديقين ؟ها؟ بمعنى أن نتراسل مثلا و نتبادل ما جمع كلّ منّا من صور لمشاهير الفنّانين؟بمعنى أن تحدّثيني عن حبيبك الفائز،و تطلبي منّي بعض النصائح؟أو بمعنى أن نلجأ لبعضنا في حلّ بعض المسائل الرّياضيّة المستعصية ،أو بمعنى أن تقفي أمامي و قد اكتمل البدر لديك،لنتطارح الخطر الذّي يهدّد كوكبنا العزيز من جرّاء التلوّث ،أو بمعنى أن نجمع مثلا صور الحيوانات من المثلّجات و نلصقها في المجلّة المجانيّة،ثمّ حين نفرغ ،تمسكين بيدي و نردّد معا بكلّ براءة أغنية "قطّتي نونو تاهت منّي.."؟.
العديد من الاستفهامات ،التي كنت أقف عندها،وقت كنت تحت الامتحان،كي لا أقول وقت كنّا حبيبين، و كنت أطردها لأن لا تشتّت عقلي و تقذف الشّكّ بداخلي،و كنت كثيرا ما أجد لها إجابات و أصنع لك أعذارا ..كنت أحيانا تتوحّشين و تكشفين عن وجه لا أعرفه فيك من قبل و أحسّ صدق السّخرية في نبرة صوتك و تقاسيم وجهك،فأتراجع،ثمّ تعودين من جديد ناعمة ،ليّنة،كملاك.كنت أظنّ حينها بأنّك فتاة حامية الدّم و كنت أقنعت نفسي بأنّ ذلك له معنى واحد،هو أنّك فتاة لا تعرف الكذب و المجاملة.الحقيقة لم تكن كذلك البتّة،اليوم فقط اتّضح لي معنى كلّ كلمة و كلّ تصرّف ،أثار لديّ الرّيبة في وقت ما.الإجابة و دون دخول في التّفاصيل هي أنّك أمضيت المدّة كلّها تصنعين لنفسك فارسا من رجلين ،فارسا لا وجود له سوى في الأحلام،فارسا لك معه حكايتي و لك فيه جسد ثالثنا.
قالت تحدّد المصير:
إلى الذي ما أضنّه يعجز أن يَميز نفسه عجزه على جمع ما انفرط لنا من نبض،إلى الذّي ليس أشدّ من استحضار صورته وقعا على ذاكرتي و وجداني الكسير،سوى غيابه و قدرته العجيبة على تحويل وجهة الأحداث.إلى رجل من مجاز،يضع القصّة و يحبكها كما يحلو له،و يزيّن الألفاظ و يتزيّن لها كما ينبغي لعرس ملكيّ خرافيّ.إلى الذي شاء هذه المرّة أم أبى،إزدتُّ امتلاكا لتفاصيله و أيّامه،كلّما حاول الإنكار، و ازداد هو تألّقا كلّما نفيت عن نفسي هواه،و طفقت أنغمس فيما عداه و حاولت الفرار من سطوة حروفه المجنونة.أهدي هذا الإعتراف الحرّ،اعتراف امرأة أصيبت هي الأخرى بعدوى تعقّب الأحداث المصلوبة و تعلّمت الدّرس جرعة جرعة،امرأة احترفت الخروج عن كلّ التّوقّعات،تريد ،لا ما يريدون.
سراب بسراب،و نصّ بنصّ و الغلبة لمن صاغ الحكاية.حبر يراق هناك،و صفحات تمتلؤ هنا،حبر محقّ حزين في وحدته،ينتهك بأعلى صوته عذريّة ما هناك،و إجابة مخلصة قد تعينني على اقتسام العبء هنا. إجابة قد تبدو جدالا عقيما، نار قشّ رخيص تحرق الحرير هناك،أبت إلاّ أن تعانق سؤالها الحبيب هنا.أصابع كان لا بدّ لها أن تتشابك هناك،و جمل تتعانق هنا كضفيرة من خصلتين،الأولى من وهم صاحبه جنى واشتكى و الثّانية من حطام حقيقيّ صاحبته مقيّدة اليدين،لا حول لها، وردت آثمة في المشهد الأخير.
اليوم و بعد مرور أعوام طويلة ،أقرأ مصادفة قصّة حتفنا المرير،على صفحة إحدى النّشريّات .أعمدة ثلاث،لا أشكّ ثانية بأنّك تعمّدت أن تكون على عددنا.و ها أنذا ورقة تزفّ نفسها طوعا لدفترك القديم،فاغنمها و قل لهم بأنّها الجزء المنسيّ من القصّة.
أنت الجاني ،و لكنّ قصّتك شاءت أن تفهم مقلوبة،و بغباء سارعت لمساعدتك على احتضارك المذكور المزعوم لأجد نفسي مدفوعة لتعذيبك و اقتراف الخطيئة فأشرّع لك للمرّة الألف تحويلي إلى نزيف من حبر ماكر ،لا يقبل التّكذيب،و لا هو من الحقيقة في شيء ،برهانه على صدقه أنّه أكثر غواية من جميع الإناث،لأتوارى من جديد عودا على بدء، و يدفن جسدي الحريق بين السّطور و يبرد بفعل زمن الصّمت عند الفواصل.فمن يدين للآخر بالشّرح ؟من وضع التّأنيب ثمّ شكّل له الضّمير ،أمّن طلب بلطف أن يقضّي ساعة واحدة خارج الأدب و حيّز النّصوص؟
كانت الحياة عندك ،و لا أظنّك تغيّرت،رقصة ذبيحة فوق ركح من ورق بكر،و لم أكن حبيبتك،كما ادّعيت،بل أحبّ شخوصك إليك،و نسيت أنّي امرأة من لحم و دم و حمّى و بأنّي كنت سأهيؤ لك نفسي كائنا يُدرَك بالحواسّ، نسمة حلوة كخبر سعيد.و أعرضت عنّي بإشارة من القصّة و بإذن منّي ،و أيّ مقاومة ستبديها امرأة تحبّ؟،و استبدلت كيانا على أتمّ استعداد لاحتوائك و ضمّك بشرع الدّم ،و رحت تطاردني طيفا مستحيلا،و تنسج حولي الأحداث من كلّ جانب،و تتقصّى تصاميم خارقة ،أخرى للهذيان و المتعة. و كان جسدي أمامك غضّا شابّا،مضطربا يدعوك بلغة خرساء كنت أتقنتها أكثر منه،ولكنّك آثرت أن تألّفني، و تخوضني كإحدى مواضيعك ،و تجرّدني فستاني و جلدي و بساطتي لتخلق منّي هيكلا لصبيّة خيطانها بين يديك،تحرّكها نحو الحبّ تارة و نحو الوجع تارة أخرى.و ذاك الجسر آوانا و عشنا على متنه سنتين و لم يتنكّر لنا ،فليتك تنبّأت لنا على مشارفه بضفّة أخرى،لا كالتي قدّرت لنا في الحكاية.و ليتنا عبرناه سويّا لا ثالث لنا،عوض أن تعبرني كفكرة جذعها مكتنز،لها ملامح عاشقة عنقها طويل و صدرها ثائر.
أردْتٓه من جهتك عزفا منفردا على أطوار المحنة،كما سمّيتها،و ما اتّضح في النّهاية على أنّها جدول من كلمات له خرير. و موقف رحيل اخترت أن يكون قفاه مزحة،فرحت تحتكر جوهرنا،ثمّ تنسج لنا ما طاب لك من خاتمة،فكان لك ما أردت ،و لم تكترث لحظة لما قد تؤول إليه الأمور و لا أين سيقودنا غرورك الطّعن.و أذكر أنّي كنت أتحرّق شوقا إلى أن يجمعنا بيت ظليل، نؤثّثه سويّا،أنا بالخشب و القماش و أنت بالرّمز .في الوقت الذي لم يكن يهمّك من القصّة سوى صداها.
نزال بارد ،انتهى بهزيمتنا نحن الإثنين فوق ساحة الواقع و انتصار ساحق لفائدتك على أرض اللّغة. شظايا و ألغام من مفردات،لم ينج منها سوى ثالثنا البريء.
اليوم فقط أنهيت مهمّتي و رضيت لنفسي هذا القدر من الثّأر. فبدأا من اليوم ستكون أنت مادّتي المطيعة،وخزفي الملوّن،و لن تحيّرني تركيبتك ،فكما عهدتّك منذ كنت تلميذة على مقعد الدّرس،مازلت إلى اليوم تعصر الجمل كما تعصر الكروم، و تلبس الوزر من تشاء.نمطك المخادع لم يتبدّل و أسلوبك الفريد في إرسال معانيك عبر كلمات محذوفة لم يتغيّر.و أتحدّاك إن كنت قد تكهّنت لي فيما أنتجت و غاب عنّي ،بأنّي سأرتقي إلى قاع الهوّة لألقاك هناك،حيث ستكسبني غرضا للكتابة فتلين لي اللّغة و الأرقام و تتهادى أمامي طائعة ،تراودني عن نفسها ،بعدما أصبحت أمّا لثلاثة أطفال..و خصما لك ندّا في ركوب الزّور..
على قارعة اللّغة سنلتقي و سنضمّد ما خسرناه ..و سوف نتحابّ على الورق أبدا و سوف لن يفرّقنا شيء...
تعليق