حكاية ليل ثقيل وعقارب الساعة تتجهه ببطء نحو الواحدة ليلا
سئمت عبير ابنة السابعة عشرعاماً الليل ووحشته،في ذلك المنزل
المتواضع الذي يقع في حي صغير مكتظ بالسكان في أطراف المدينة
ويشرف على وادي العقيق.
ضاقت بها غرفتها التي تشرف على الشارع العام،مع أنها
حديث أهل الحي فجمالها الطبيعي الأخاذ ينبئ عن مستقبل زاهر
لفاتنة في حي هو منبع الجمال.
شعرها الغزير تكسوه أشعة صفراء مشرقة،وعيناها صافيتان
صفاء الماء،وجسمها رشيق متناسق،ووجهها متورد كأنه
إطلالة بدر،حديثها يشدو عذوبة،وسحرا.
وحيدة والديها،الليل صديقها تسامر قمره،وتناجي سكونه
الذي يدغدغ مشاعرها ،ويوقظ تيار أحلامها،وينقلها الى عالم
أحبته،لتعيش بخيالها الحالم،بعيدة عن واقعها تغوص في احلام
وردية،حتى واقعها المرير يتراءى لها وقد اوشك على الرحيل
ما تلبث أن تصطدم بالحقيقة الماثلة أمام عينيها،فترى أنّ الحياة
الجميلة التي عاشتها باحاسيسها،ووجدانها لحظات خادعة سراب
بقيعة..ليصبح ليلها الذي عشقته كابوس يلقي بهمومه عليها،
ليفتح الباب أمام جرحها النازف،
عنيدة!!!! تصر على العودة لتلك الحياة،والاحلام التي شيدها خيالها الخصب
ليفتح الباب أمام جرحها النازف،
عنيدة!!!! تصر على العودة لتلك الحياة،والاحلام التي شيدها خيالها الخصب
لدرجة أنها جسّدت أحلامها صرحا من الحقائق تزيد
نشوتها،وسعادتها،وهي تهذي باحلام اليقظة،
مستلقية على سريرها الخشبي،مغمضة عينيها
،فتنطلق بها أحلامها نحو قصر منيف،
وحديقة غناء،تلفها الاشجار من كل جانب،تحمل
مستلقية على سريرها الخشبي،مغمضة عينيها
،فتنطلق بها أحلامها نحو قصر منيف،
وحديقة غناء،تلفها الاشجار من كل جانب،تحمل
مختلف الثمار اليانعة،والزهور الباسقة،بالوانها الزاهية،وصوت عصافير تغرد
ونسمات خفيفة عاطرة تلفح وجهها وهي تنظر من شرفة
واسعة،ممسكة بستائر بيضاء تتموج مع كل نسمة هواء.
إنّ خيالها الحالم يركض بها نحو واد سحيق،واحلام جميلة،
فيتراءى أمامها نهرًا هادئا،تتجه صوبه,
ونسمات مشبعة بالماءتبلل وجهها المشرق،
إنّ خيالها الحالم يركض بها نحو واد سحيق،واحلام جميلة،
فيتراءى أمامها نهرًا هادئا،تتجه صوبه,
ونسمات مشبعة بالماءتبلل وجهها المشرق،
تركب زورقا يقف بها على شأطئ رملي،وبانتظارها فارس احلامها
التي تحتضنه بقوة،فيحملها بين يديه لتزداد نشوتها،وتنفرج اساريروجهها،
تنظر الى القمر الذي رسم صورته المتموجة في عرض البحر
وبينما هي غارقة في تلك اللحظات،والبحر يداب اطراف قدميها،
والهواء يعبث بشعرها،وصوت الحبيب يشنف أذنيها،ويسلب لب وجدانها.
فجأة!!إستفاقت على صوت عربة تمر سريعة من تحت نافذتها
أيقظت لحظاتها الحالمة، والرائعة التي كانت تعيشها حقائق ماثلة أمامها.
نهضت عبير من غفوتها،ونظرت من شرفتها،لم تشاهد الاّ علبا خفيفة
تداعبها الرياح،وبعض النفايات الملقاة على قارعة الطريق وهي تتدحرج
في سباق عجيب.
أطبق الصمت على أرجاء الغرفة،وشعرت بفراغ يملا كيانها،ويسم بدنها.
يتبع
يتبع
تعليق