إنِّي أَقَمْتُ بِـذِي الْمَـوَارِدِ نَاهِـلاً *** نَخْبَ الْبَدِيـعِ مَشَارِبـاً وَسُلافَـا
وَغَرَسْتُ شَتْلاَتِ الْمَوَاهِبِ فِي ذُرىً*** دَلَّى بِها الْفَـنُّ الْخَصِيـبُ قِطَافَـا
وَرَكِبْتُ مَتْنَ الْحُلْـمِ ثُـمَّ جعلتـه*** يَصْحُو عَلَى فِكَرٍ رُسِمْـنَ مَطافَـا
ذلّلْتُ مـا تَقِـفُ الْعَزَائِـمُ دُونَـهُ ***وَيَهَابُهُـنَّ مَتَـى نَفَـرْنَ خِفَافَـا
وَبَنَـاتُ عَقْلِـي كَالْحَرَائِـرِ رِقَّـةً*** كُلٌّ كَسَتْ بُرُدَ الْجَمَـالِ عَفَافَـا
حَتَّـى إذَا شَبَّـتْ وَبَـانَ فُتُونُهَـا*** بَرَزَتْ فََكَانَ لَهَـا الْبَيَـانُ زِفَافَـا
وَمَشَتْ بِمَوْكِبِهَا الْبَهِيـجِ رَوَائِـعٌ*** يَعْبُـرْنَ آفَـاقَ الشُّعُـورِ لِطَافَـا
فَإِذَا تَآلَفَ فِي الْخَيَـالِ نَشِيدُهَـا***مَدّتْ لَهُ صُـوَرُ الأصِيـلِ لِحَافَـا
نغمٌ سَرَى بِالشِّعْرِ في أَيْدِي الصَّدَى***يَنْسَابُ في هَمْسِ الْحُرُوفِ هُتَافَـا
أَدْرَكْتُ ضَعْفي إذْ ألمَّ بِـيَ الْهَـوَى***ولَكَمْ عَتِبْتُ على الْغَـرَامِ جُزَافَـا
الحُبُّ مِصْهـرةُ القُلُـوبِ وإنَّهـا***تَبْدُو الصُّخُورُ لَدَى اللَّهِيبِ ضِعَافَـا
أضْرى الأُسُودِ وإنْ تَلاهَبَ بأْسُهـا***تُمْسـي بِبُسْتـانِ الْهُيَـامِ خِرافـا
إنْ تَقْطُرُوا عَجَباً فَلَيْسَ أَشَـدَّ مِـنْ***عَجَبِي مَتَى انْقَلَبَ الْقُسَـاةُ ظِرَافَـا
ذوّبْتُ فِي نَبْـعِ الشُّعُـورِ مُعَتَّقـاً***تُسْقَى النُّفُـوسُ قَرَاحَـهُ فَتُعَافَـى
تعليق