اللصوص ( حكاية ) / ربيع عقب الباب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    اللصوص ( حكاية ) / ربيع عقب الباب

    اللصوص
    لملم المغيرون سرقاتهم ، نعاجا وخرافا ومتاعا ، بصوا فى أرجاء القرية عدة مرات ، وركبوا سيارتهم الجيب ، سعداء رحلوا ، يغنون ، فغنائمهم وافرة ، والرحلة ممتعة ، لا تحمل إلا بعضا من غبار .. وهتافات تفزع .. وبعضا من طلقات رصاص .. هنا أو هناك.. للتخويف لا أكثر !!
    عيون القرية تملؤها الحسرة ، تتبع موكبهم يرحل ، حتى أخفته الأفق عن الأنظار ، وهى خائفة ترعش ، راجفة القلب ، تطل ، ثم تسرع ، وتبدأ فى عويل لا ينفك ، وعديد وصراخ .. هذى تبكى العنزة ، وهذى تبكى لحافا أو حملا صوفيا ،كان يدفىء أجساد صغار ، وهذى تبكى وعلى كتف يصرخ ولد من جوع ، النعجة كانت أمه ، يشرب منها إذا جاع ، وينام على صوت مواها .
    ارتمى أهل القرية كالموتى ، بلا حيلة يرثون الحال ، والعُجب بما يحدث يعلو وجوههم ، ما كانوا هدفا لمغيرين ، ما عرفوا كيف يكون العدوان على الغير ، عاشوا فى أمن وأمان ، مرتعهم غيطان خضر ، وحياتهم عمل و مشقة من أجل عيالهم ، زرع ، وتربية نعاج وخراف ودواجن ، وبناء بيوت لعيال أدركهم سن زواج .. هذى كل حياتهم !!
    كانت هذى غارتهم الثانية فى شهرين تباعا ، فى الأولى قالوا :" نزوة شيطان أو جوع ، دفعهم إلى السرقة .. والله عليم بعبادة .. الإنسان أولى من الفرة .. فلا تبكوا ماضاع .. فبكاؤكم نقصان فى العقل وفى الدين ".
    و علي ذلك قنعوا بما أوتوا ، وتناسوا بمرور الأيام ماكان ، والأيام كفيلة ، والنسيان نعمة من نعم الخالق ، جدوا واجتهدوا ، وفاض الخير ، وفجأة حط السُّرَّاق كقدر داهم ، دهموا كل بيوت القرية ، ما تركوا شيئا .. و دون مقاومة رحلوا !
    هتف بغيظ شاب فى القرية ، كان اسمه سيف :" الذئاب .. ما عاهدنا ذئبا يشبع .. أخذوا خير القرية ما تركوا شيئا .. وغدا يأتون .. فانتظروا الموعد !! ".
    قاطعه رجل طيب :" يا سيف..لا تكثر .. اللص يأخذ ما يحتاجه ..ليسد الجوعة والعطشة !!".
    صرخت سيدة غيظا :" القادمة لن يبقى شيئا .. حتما يطمع فى ولد أو بنت .. فلن يجد أناسا أجبن منا ".
    هتف القوم :"لسنا جبناء يا جدة ..و ماكنا يوما جبناء..لكنا لا نعرف غير الفأس و المحراث ".
    هتف سيف ثانية :" نتسلح يا ناس .. منا شباب كانوا يوما أسدا فى سيناء .. وعلى خط الجبهة وقفوا للدبابة والطائرة والمدفع !!".
    قهقه أحد المجتمعين يقصد سخرية واستهزاء :" والأرض يافالح ، من يفلحها ، ويرعى زرعتها إن كنا سنلبس ثوب الحرب ؟ ".
    وهنا خرج كبير القرية عن صمته ، وقال بتؤدة :" القوى لن يردعه إلا قوى مثله ، وأرى أن نستأجر من يدفع شره ، يقصم ظهره ، ويكفينى أمره ".
    نال الغيظ قلب المدعو سيف ، لم يعجبه رأيه ، حين شهد ثناء الناس على قوله ، تنقل بين الناس ، وهو يقول بصوت كالرعد :" نستأجر ناسا ، مثلهم ، ترعى فى خير البلدة ، وتأكل ما أخرجت الأرض ، وتشرب لبن صغار القوم ، وتنام على فرش البيت ، ونكون بهذا كمن يحفر قبره !! ".
    قاطعه جميع الناس ، رجال ونساء ، أُسكت رغما عنه،وانتظر يراقب آخر ما يصل الأمر إليه .
    تنحنح الكبير ، وتململ بعض الشيء ، وأكمل :" يا ولدى .. نحن جميعا نزرع .. نحرث أو نقلع .. كل ما نعرفه الفأس والمحراث .. فإذا ما استأجرنا رجالا .. كفونا الشر .. أما عن مأكلهم أو مشربهم ، فكأن نساء البلدة أتين جديدا ، بنات وبنين ، و الخير بسم الله كثير .. حتى ينتهي الأمر فيرحلون !".
    وعاد سيف يحاور :" من يضمن لك يا شيخ البلدة رحيلهم حسب الأمر .. من يضمن لك ألا يكونوا علينا .. فذئاب الغاب لن تنقلب ، وتتنكر لفصيل منها ".
    هاجمه القوم ، لم يعجبهم قوله ، أو أعجبهم ، لكن عجزا فيهم ، أو إحساسا بفداحة أمره ، رفضوا ، بل فُسِّر رأى الولد بما لا يحمل ، إذا قالوا :" تسخر من سيدنا .. من أنت حتى لا يعجبك يا ولدا رأيه ".
    ترجو الشيخ ليكمل ما بدأه ، وجلسوا مثل قطيع ، ينتظرون ، يهفون لكلمات الشيخ ، فتخرجهم من هم القادم ، وتنير ظلام القرية ، يصبح كالصبح الفائر ، ويعلو بين الحين صوت يتعجله ، وآخر ينبئه .. الكل موافق ، فلا تتركنا للصمت يدبدب ويعربد فينا !
    وأخيرا ترك الصمت ، وطالبهم فورا ، كل من تحمل ذهبا تضعه فى المنديل ، وفرش الشيخ منديلا ، كل من يملك مالا يضعه ، كل من كانت فى حوزتها خلخالا ، قلادة كانت أو قرطا ، أو دبلة ، فضة كانت أو ذهبا ، وفى لحظة امتلأ المنديل ، هذى تجرى ، وتعود محملة ، وتلقى فى المنديل ، وهذى ترفع عن أذنيها القرط ، وهذى قرط ، وهذى كردان .. وهذا مال ، فضة أو ورق .. امتلأ المنديل وفاض ، فأشار الشيخ لأحد رجاله :" هات المنديل .. احمله بحرص ".
    وُضِع المنديل بحجر الشيخ ، فتأمله بفرح ظاهر ، وقتل هموم الناس ، حين ابتسم وقال :" يكفى وزيادة .. وغدا فى الفجر أكون ببركة ربى ، فى العاصمة الكبرى ، وبخبرتى المعروفة طبعا، وبتوفيق الله ، أنهى ماسافرت إليه ، انتظرونى قبل حلول الليل ".
    طبعا انصرف المدعو سيف ، والغضب يسيل على وجهه عرقا ، لم يهدأ ، دار هنا وهناك ، وفرس النقمة يتواثب فى صدره ، شرب بعض الماء ليهدأ ، لم يهدأ ، كيف يأتى الشيخ بناس لا ندرى عنهم شيئا ، يجترحون الحرمات ، وتكون بيوت القرية طبعا.. لهم مباحة .. أليسوا رجال القرية ، من زاد عن الشيء امتلكه . تفسيرات عدة ، وصور تتشكل .. على الجدران أمامه فتزيد النقمة .. ويهمهم فرس النخوة !
    ماكان وحيد القرية سيف ، لكنه من أعلن رأيه ، وأصر عليه ، وظل الكل يلتحف بغطاء الصمت ، حتى تم ماتم ، فأسرع سيف ، كما شفنا ، وأدركه بعض شباب من طينته ، المعجونة بالحمية و النخوة و الغيرة الحلوة على أهله ، وعلى بلدته المحبوبة !
    هاج وماج ، وأثخن كل الأصحاب ، وعاب سكوتهم المر ، وأوضح فى كلمات معدودات ما يعنى الأمر ، لو تم ، كما قال الشيخ ، ولم ينس أن أثنى عليه ، فهو بالطبع يبعدنا عن الموت ، كيف لشباب القرية أن تقف أمام القتلة ، وتحاربهم ، وهم مهرة ، فى القتل و فى السرقة ؟
    اجتمعت كل قلوب الأصحاب على قلب واحد ، فأتمروا بأوامر سيف ، بحماس فياض ، واتفقوا على إيقاف الشيخ ، وقطع السكة مابين القرية ، والعاصمة المقصودة ، لم ينسوا طبعا الطلب من الله أن ينجح مساعهم ، وافترقوا ، لينالوا قسطا من نوم ، لكن سيفا لم تطرف جفناه لنوم ، صلى ودعا بالخير وبالتوفيق ، ودموعه تتساقط كالبحر الهادر !
    حين تحرك شيخ البلدة ، وشيعه الناس ، بالتهليل وبالدعوات ، كان سيف وجماعته هناك ، خارج البلدة ، كل لثم وجهه ، ثم حملوا كتلة خشب ضخمة ، جعلوها بعرض الإسفلت ، قطعوا طريق السيارات المارة ؛ فالسيارة مهما كانت قوتها أو حنكة سائقها ، أبدا لن تعبرها ، حتى ترفع .. وكمنوا فى موضع ينتظرون !!
    وقت عبور الشيخ ، خرجوا عليه ، طوقوه تماما ، واستخلص سيف منه المنديل ، ومازاد عليه ، وهو صامت لا يتكلم ، يحسبهم نفس لصوص القرية ، أمر سيف رجاله فورا ، بمتابعة السير صوب العاصمة ، وظل كما هو ، جار الشيخ ، حاول كشف الأمر أكثر من مرة ، فيلجمه الخوف ، ألا يفهم مقصدهم ، وبالتالى يفضحهم ، ويضعف شوكتهم ، فوضع الشيخ فى سيارته ، وأمره ، وبصوت جاهد أن يبدو غليظا ، بالعودة من حيث أتى !!
    بالطبع كانت عودة شيخ البلدة نكبة ، حطت فوق الكل ، فحطوا أرضا ، يبكون المال ، و الخلخال ، والقرط ، و الكردان ، والمال ، والفضة و الذهب الخالص ، مابقى إلا أن ينتظروا أمر الله ، وما تأتى الأيام ، وحين اقترب الموعد ، بفوات الشهر ، حملوا الأولاد ، وصغار دوابهم ، وبعض متاع ، ارتحلوا ، لآذوا بأقرب قرية ، وكل يبكى ما خلف ، من غلة ، أو فرش ، أو شباك أو باب !!
    وأقبل اللصوص ، ذئاب فُتحت فجأة أبوابُ حظائرها ، فاندفعت صوب فرائسها ، أطلقوا بعض رصاصات ، هنا وهناك ، وخطوا داخلين القرية ، وفجأة كانت نيران بنادق ، تأتى من الأسطح ، شمالا وجنوبا ، وتحاصرهم .. منهم من آثار السلامة ، وولى هاربا ، ومنهم من نالت منه رصاصة ، وتكفل بالباقي الموت !
    وعاد أهل القرية لمساكنهم ، وحنين يجذبهم جذبا ، والفرحة تملأ كل ملامحهم ، كل راح لبيته ، ما نقص البيت ، ما نقصت غلة ، أو باب أو شباك ، بفرحة حطوا فى الساحة ، كل يتساءل ، كيف ؟ كيف .. وكيف ؟
    وهنا خرج سيف ورفاقه ، وكشفوا الأمر بأنفسهم :" هذى أسلحة القرية .. من حر مال القرية شريناها ".
    اعتذروا للشيخ ، فهتفت كل القرية ، وغنت بالفرحة ، لا خوف من الآن ، مادام للقرية أولاد مثلكم ، ولم ينفض السامر إلا قبيل الفجر ، ولهم الحق !
    sigpic
  • بسمة الصيادي
    مشرفة ملتقى القصة
    • 09-02-2010
    • 3185

    #2
    الله الله
    كأنني أمام صفحة من صفحات التاريخ،
    الفرق أنه في التاريخ لم يكن هناك "سيف" لينقذ القرية من اللصوص
    والدخلاء الذين همّ الشيخ لجلبهم إلى كَرمِه ...
    القرية ذكرتني في بعض الدول الضعيفة التي كانت لتردّ على الأعداء، تستنجد بدولة أخرى فتصبح في نهاية الأمر فريسة لها ...
    أظنّ أن هذا ما أردتَ تصويره، لكن بعيدا عن تخاذل الواقع، غيرت مجرى الأمور والأحداث بطريقة تريد منها أن تصبح منهجا يستخدمه الجميع ..

    التصوير والأسلوب خدموا بيئة النصّ كثيرا، حتى الشخصيات وطريقة تعاملها مع بعضها، حيث الكبير يفرض رأيه على الصغير، الذي يلجأ إلى الحيلة ليحقق مراده ..
    وصف السرقات والتضحيات كان جميلا، والذعر دبّ مرّات في السطور كما دبّ في النفوس ...
    قصة جميلة كما عودتنا .. وبصمة مبدعة أخرى للربيع ..
    ماحرمناك سيدي
    محبتي
    في انتظار ..هدية من السماء!!

    تعليق

    • إيمان الدرع
      نائب ملتقى القصة
      • 09-02-2010
      • 3576

      #3
      إنّك ربيعٌ أستاذي..حتى في وجع البلاد..
      كان هذا هو الحلّ الأوحد..
      لن يدافع عن الدّار إلاّ أصحابها
      درسٌ قويّ تعلّمه الكبار قبل الصغار
      أحداث الحكاية كعادتك ياربيعنا..
      كانت تسير بتصاعدٍ يشدّنا..
      ورسمت مع النهاية ابتسامة فرج خُطّتْ على الوجوه..
      الموقف القويّ، والإحساس بالنصر، والشعور بالأمان ..
      أشياء لا يُقدّرها إلاّ الذي افتقدها..
      ما أحوجنا لمضمون نصّك اليوم أكثر من أيّ وقتٍ مضى..
      دُمتَ...ودام هذا السيف الذي يسكن قلمك...

      تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

      تعليق

      • محمد سلطان
        أديب وكاتب
        • 18-01-2009
        • 4442

        #4
        استخدام نغمي بربابة خفية , أو ظاهرة , مقاطع كانت تتواثب في صدري القارئ كما كان الفرس يتوثب في صدر سيف , أثناء القراءة كان اللحن يسيرا معي , تقسيم عروضي غاص في كل البحور تقريبا وإن كان على حد قراءاتي بحر واحد , جاءت فيه القفلات خادمة لبعضها بعفوية دون التطرق إلى الاصطناع مما جعلها فعلا حكاية على الربابة ذكرتني بفيلم أمير الانتقام , كما كان للحس البديهي لوقع الحدث عامله الأكثر حنكة , وفي نظري مثل تلك الكتابات لا يجيدها الكثيرون , وخاصة لما يكون النص بهذا الطول , فلابد أن يتعثر كاتبه كثيرا أو يتوقف سريعا برغمه وينهي السير , لكن هنا كان السير يسيرا لم يحدث ملل بل عنصري التشويق والمموسقة المحسوسة جعلت منه عملا خفبفا منسابا ناعما كقطعة قطيفة ملمسها طريا , والممتع الملحوظ براعة الراوي في الشد وقطف اللحظة الموالية لرفيقتها فكانت الأحداث ملضومة كعقد لا يمكن أن ننتزع منه درة , فالحبات الحدثية كلها مترابطة ومتماسكة لا يمكن استئصال حدث أو تبديله بحث آخر , هذا بالنسبة لفنية العمل من ناحية التناول , إلى جانب الحكي الممتع بعيدا عن سرد ممل , كأنما لم نشعر بسردية الفعل (الحدث), أما عن الموضوع والقصة فهي قابلة للتعددية , كأنها على سبيل الوصف حكائية تراثية , أو جزء من تاريخ ماض, أو قصة للصوص الأوطان , سواء من الداخل أو الخارج , أو كرمزية لمجتمعات متعددة و واسعة , لمختلف العصور القهرية استغلالا لسذاجة البسطاء من القرويين ..
        جميلة الحكاية ربيعي , دام عطاؤك شعرا ونثرا وسردا منغوما,,
        وتقبل التحيات كلها كما أمتعتني بهذا العمل الذي أعاداني لنصوصك الكبيرة كسعد الغجري والبيت الكبير , وما عادت لي رغة فيه , و بابات ابن دنيال ,,وقبلاتي لك يا نغم بلادي ,,
        صفحتي على فيس بوك
        https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

        تعليق

        • وفاء الدوسري
          عضو الملتقى
          • 04-09-2008
          • 6136

          #5
          مساء الخير..أستاذ/ربيع
          هي الخرائط القديمة تعيد رسم الخرائط الجيدة، تعيد التشكيل الخارجي لهذا الأنسان الذي تعلم أن يكون الحارس الوحيد، للخوف والجوع.. حارسا للفقر والأهم من ذلك كله
          حارسا لجثة مخبوءة في قصر ما وهو القاتل والقتيل السارق والمسروق!.. نحتاج لأكثر من سيف لقطع هذا الظلم المتوارث!..
          شكرا لسحاب الحرف النقي الذي يصافح ارضنا بالكرم الغامر
          احترامي وتقديري

          تعليق

          • آسيا رحاحليه
            أديب وكاتب
            • 08-09-2009
            • 7182

            #6
            " القوى لن يردعه إلا قوى مثله "

            هنا بيت القصيد و مفتاح القصة..
            وتأتي النهاية بدرس يعلمنا أن القوة لا تشترى و إنّما تبعث في النفوس و تزرع في القلوب زرعا .

            أعجبتني الحكاية ..نستطيع أن نعكسها على زمننا اليوم, فنجدها بكل شخوصها و أحداثها إلا ' سيف ' أين هو ؟
            تحيّتي و احترامي لك.
            التعديل الأخير تم بواسطة آسيا رحاحليه; الساعة 26-07-2010, 16:56.
            يظن الناس بي خيرا و إنّي
            لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

            تعليق

            • ربيع عقب الباب
              مستشار أدبي
              طائر النورس
              • 29-07-2008
              • 25792

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة بسمة الصيادي مشاهدة المشاركة
              الله الله
              كأنني أمام صفحة من صفحات التاريخ،
              الفرق أنه في التاريخ لم يكن هناك "سيف" لينقذ القرية من اللصوص
              والدخلاء الذين همّ الشيخ لجلبهم إلى كَرمِه ...
              القرية ذكرتني في بعض الدول الضعيفة التي كانت لتردّ على الأعداء، تستنجد بدولة أخرى فتصبح في نهاية الأمر فريسة لها ...
              أظنّ أن هذا ما أردتَ تصويره، لكن بعيدا عن تخاذل الواقع، غيرت مجرى الأمور والأحداث بطريقة تريد منها أن تصبح منهجا يستخدمه الجميع ..

              التصوير والأسلوب خدموا بيئة النصّ كثيرا، حتى الشخصيات وطريقة تعاملها مع بعضها، حيث الكبير يفرض رأيه على الصغير، الذي يلجأ إلى الحيلة ليحقق مراده ..
              وصف السرقات والتضحيات كان جميلا، والذعر دبّ مرّات في السطور كما دبّ في النفوس ...
              قصة جميلة كما عودتنا .. وبصمة مبدعة أخرى للربيع ..
              ماحرمناك سيدي
              محبتي

              مداخلة رائعة بسمتنا الرائعة دائما
              قالت الكثير و توقفت عند الكثير
              هي حدوتة هكذا أردتها
              فى حجم قصة قصيرة
              لكنها ليست قصة قصيرة
              وهذه أيضا أردتها .. !!
              شكرا لك على حديثك الرائع

              تحياتي و تقديري
              sigpic

              تعليق

              • ربيع عقب الباب
                مستشار أدبي
                طائر النورس
                • 29-07-2008
                • 25792

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
                إنّك ربيعٌ أستاذي..حتى في وجع البلاد..
                كان هذا هو الحلّ الأوحد..
                لن يدافع عن الدّار إلاّ أصحابها
                درسٌ قويّ تعلّمه الكبار قبل الصغار
                أحداث القصّة كعادتك ياربيعنا..
                كانت تسير بتصاعدٍ يشدّنا..
                ورسمت مع النهاية ابتسامة فرج خُطّتْ على الوجوه..
                الموقف القويّ، والإحساس بالنصر، والشعور بالأمان ..
                أشياء لا يُقدّرها إلاّ الذي افتقدها..
                ما أحوجنا لمضمون نصّك اليوم أكثر من أيّ وقتٍ مضى..
                دُمتَ...ودام هذا السيف الذي يسكن قلمك...

                ايمان الدرع
                ياحبة كرز الملتقي ونوارته
                ياشجرة البنسيانا .. تلك التى كانت تمدنا بالكثير و الكثير
                و نتحلقها بتطلع و فرحة
                ثم نطال أفرعها
                نلقط أوراقها بشفاهنا و أسناننا
                مفعمين بها
                كم كنا نرنو إليها .. وكم زارت أحلامنا

                شكرا لك أستاذة على المرور الزاخر بالود و روح الإيثار

                تحيتي
                sigpic

                تعليق

                • عائده محمد نادر
                  عضو الملتقى
                  • 18-10-2008
                  • 12843

                  #9
                  بكيت من قهري ربيع
                  لو أنهم لم يأتونا بالغريب
                  ماذا أقول لك
                  هي حكاية كل وطن ربما
                  هي حكاية للموعظة
                  لاأستطيع الكلام أكثر لأن بي وجع منها
                  ودي لك ~أيها الربيع
                  الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                  تعليق

                  • ربيع عقب الباب
                    مستشار أدبي
                    طائر النورس
                    • 29-07-2008
                    • 25792

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابراهيم سلطان مشاهدة المشاركة
                    استخدام نغمي بربابة خفية , أو ظاهرة , مقاطع كانت تتواثب في صدري القارئ كما كان الفرس يتوثب في صدر سيف , أثناء القراءة كان اللحن يسيرا معي , تقسيم عروضي غاص في كل البحور تقريبا وإن كان على حد قراءاتي بحر واحد , جاءت فيه القفلات خادمة لبعضها بعفوية دون التطرق إلى الاصطناع مما جعلها فعلا حكاية على الربابة ذكرتني بفيلم أمير الانتقام , كما كان للحس البديهي لوقع الحدث عامله الأكثر حنكة , وفي نظري مثل تلك الكتابات لا يجيدها الكثيرون , وخاصة لما يكون النص بهذا الطول , فلابد أن يتعثر كاتبه كثيرا أو يتوقف سريعا برغمه وينهي السير , لكن هنا كان السير يسيرا لم يحدث ملل بل عنصري التشويق والمموسقة المحسوسة جعلت منه عملا خفبفا منسابا ناعما كقطعة قطيفة ملمسها طريا , والممتع الملحوظ براعة الراوي في الشد وقطف اللحظة الموالية لرفيقتها فكانت الأحداث ملضومة كعقد لا يمكن أن ننتزع منه درة , فالحبات الحدثية كلها مترابطة ومتماسكة لا يمكن استئصال حدث أو تبديله بحث آخر , هذا بالنسبة لفنية العمل من ناحية التناول , إلى جانب الحكي الممتع بعيدا عن سرد ممل , كأنما لم نشعر بسردية الفعل (الحدث), أما عن الموضوع والقصة فهي قابلة للتعددية , كأنها على سبيل الوصف حكائية تراثية , أو جزء من تاريخ ماض, أو قصة للصوص الأوطان , سواء من الداخل أو الخارج , أو كرمزية لمجتمعات متعددة و واسعة , لمختلف العصور القهرية استغلالا لسذاجة البسطاء من القرويين ..
                    جميلة الحكاية ربيعي , دام عطاؤك شعرا ونثرا وسردا منغوما,,
                    وتقبل التحيات كلها كما أمتعتني بهذا العمل الذي أعاداني لنصوصك الكبيرة كسعد الغجري والبيت الكبير , وما عادت لي رغة فيه , و بابات ابن دنيال ,,وقبلاتي لك يا نغم بلادي ,,

                    أوقات كثيرة محمد أشهد لك بالبراعة و الموهبة الفذة
                    و أقول بيني و بين نفسي هذا هو ما رأيت و تمنيت
                    و قليلا .. وهذا فضل من الله أراك على غير ما أهوي !!

                    اليوم أنت فى قمة تجليك و أكثر
                    موهوب موهوب .. حتى فى رؤيتك للكتابات و اخلاصك فى تناول غيرك
                    ليتك تظل هكذا دائما ، و حين يبتعد عنك مزاجك الجميل ابتعد عن القراءة و التعليق !!

                    أحبك كثيرا
                    sigpic

                    تعليق

                    • ربيع عقب الباب
                      مستشار أدبي
                      طائر النورس
                      • 29-07-2008
                      • 25792

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة وفاء عرب مشاهدة المشاركة
                      مساء الخير..أستاذ/ربيع
                      هي الخرائط القديمة تعيد رسم الخرائط الجيدة، تعيد التشكيل الخارجي لهذا الأنسان الذي تعلم أن يكون الحارس الوحيد، للخوف والجوع.. حارسا للفقر والأهم من ذلك كله
                      حارسا لجثة مخبوءة في قصر ما وهو القاتل والقتيل السارق والمسروق!.. نحتاج لأكثر من سيف لقطع هذا الظلم المتوارث!..

                      شكرا لسحاب الحرف النقي الذي يصافح ارضنا بالكرم الغامر



                      احترامي وتقديري


                      جميل حديثك وفاء و عميق
                      عميق يصل إلى أغوار القضية منذ تبع اليمن و كسري و قيصر
                      حتى بوش وثلة السفلة من اليهود !!


                      شكرا لمرورك الأذكي

                      تحياتي
                      sigpic

                      تعليق

                      • خالد يوسف أبو طماعه
                        أديب وكاتب
                        • 23-05-2010
                        • 718

                        #12
                        الأستاذ القدير ........... ربيع
                        مســــــــــاء الخيـــــــــــير
                        جميل هذا التراص وهذا السرد الجميل
                        وكما أسميتها أنت بالحكاية وهي كذلك سيدي الفاضل
                        سيف ذاك البطل الذي خرج عن طوره وثار في وجه
                        الجميع وأولهم شيخ القرية ولكنهم لم يستجسبوا لندائه ولم يسمعوا صوته
                        وصموا آذانهم وأولوا الأمر للشيخ بقناعتهم أنه أفهمهم وأكثرهم حكمة من
                        الفتيان ولكن سيف كان أكبر من ذلك بكثير حيث نجح في ما ابتغى وأثبت
                        جدارته في قيادة فصيل من شباب القرية وفتيانها وحرر أهل القرية من الخوف
                        الذي جثم على صدورهم لغارتين متتاليتين ولني وجدت في النص ترميزا لأحداث
                        جرت في الماضي ومحاولة استعادة القوة والعزية لشباب الأمة من كرامة
                        وكبرياء وشموخ في حروب نالت الأمة في يوم النصر على يد تلك الثلة
                        من الشباب أيضا وها ما لمسته في هذا المقطع من الحكاية ....
                        هتف سيف ثانية :" نتسلح يا ناس .. منا شباب كانوا يوما أسدا فى سيناء .. وعلى خط الجبهة وقفوا للدبابة والطائرة والمدفع !!".
                        قهقه أحد المجتمعين يقصد سخرية واستهزاء :" والأرض يافالح ، من يفلحها ، ويرعى زرعتها إن كنا سنلبس ثوب الحرب ؟ ".

                        وكأنهم نسوا أو تناسوا بأن سيناء ليست أرضا لهم ولا أرض لهم غير تلك التي يفلحونها ........
                        أستاذ ربيع استمتعت بحكيك هنا
                        تحياتي ومودتي
                        sigpicلن نساوم حتى آخر قطرة دم فينا

                        تعليق

                        يعمل...
                        X