مقدمة قبل أن نعشق الدموع ( عشق الدموع لمبدعتها سمية الألفي )
إن الدخول بين أوراق تلك المجموعة لمبدعتها سمية الألفي يعد صعبا ، إلى حد بعيد ، بما قد يترك من أثر ، فى ذات الكاتب ، ناهيك عن القاريء الواعي الذى يتوقف مع كل عمل ، و يحدث نوعا من الجدل ، عن الماهية ، وما أراد الكاتب ، وهل ذهب بعيدا فى رؤياه ، دون التوقف ، وعمل شكل من أشكال الإشباع للقاريء ، أم أن المسألة لا تعدو إلا أن تكون نوعا من التفرغ لمكنون ما ، أو ملم ، من قضايا ، أو أمور خاصة جدا ، شأنها فى ذلك ، شأن الشعر الرومانسي ، و إن كان الأخير يجنح إلى التمرد ، و ربما الصراخ بين حين و آخر !
لقد كان اختيارا حرا ، ذاك الصنف ، أو الفن الذى تكتبه ، فهى بدأت به طواعية ، وعن طيب خاطر ، فلا مجال هنا لطرح مسألة التجريب ، إلا فى حدود ضيقة للغاية ، تنتمى لذات الرؤية ، و لا تخرج عنها إلا فى حدود التكثيف المتطلب ، ومحاولة تحطم الزمن القصصي و الحدثي ، وهذا ما فشلت فيه الكاتبة إلى حد ماو ليس تماما .. و بالطبع قد نجد صدي للكثير فى تعريفهم لفن القصيرة جدا ، و مدي تأثيره فى كتابات و قصص هذه المجموعة ، هذا التخبط العشوائي ، الذى أتي نتيجة اجتهادات مغامرين ، و ليس متخصصين بالدرجة الأولى .
يقول أستاذنا الكبير " محمود أمين العالم " ، فيما يختص بالتجربة و التجريب :" أن المصطلحين ينتسبان إلى جذر اشتقاقى واحد ، ولكن لكل مصطلح دلالة خاصة متمايزة ، و لعلنا بتحديد هذا التمايز نتبين دلالة مصطلح التجريب فى معالجة الإبداع الشعري فى إطار مفهوم الحداثة عند بعض النقاد ".
و من هنا ، و من هذه الرؤية ، نلج هذه المجموعة على اعتبارها تجربة قريبة من روح الشعر ، حتى و إن كان القص فيها هو الغالب ، فاللعب أو الاختيار المجازي للغة جعلها أقرب إلى التجربة الوجدانية : " فالقول بالتجربة الباطنية أو الوجدانية لا يحصر الإبداع الشعري أو يقصره على المذهب الكلاسيكي أو الرومانتيكي أو الواقعي ، بل لعله أن يكون جوهر كل إبداع ، إن كان ابداعا حقا ".
استعانتي بتلك الرؤية لم تأت من فراغ ، و إن كانت تحمل ظلما للمجموعة ، و لكن الضرورة أباحت ذلك ، نظرا لالتصاق جل أو معظم أعمال المجموعة بذات الكتابة ، و لا أقصد هنا الضمائر ، و التلاعب بها ، و لكن ماهو أبعد من ذلك ، حتى أنها تكاد تبدو ، وكأنها يوميات صيغت على فترات ، غاب عنها الكثير ، مما قد يؤول على أنه رفض لواقع و تاريخ
و عالم ، أى تمرد على ما يمت للأرض و التراب و الوطن ، و إن لم يكن فى المقابل ما يشير على هذا الرفض من قريب أو بعيد ، لتظل الرؤية محدودة فى وجدانية الحالة ، حتى و إن اختلفت أيضا زوايا التأويل ، ومنهاجه
يقول الدكتور جمال حمداوي :" ولقد تبلور هذا الجنس الأدبي الجديد- على حد علمي- في العراق ودول الشام وبالضبط في سورية وفلسطين، ودول المغرب العربي وخاصة في المغرب وتونس على حد سواء.
هنا استبيان يقدمه دكتور حمداوي ، فى أصول القصيرة جدا ، و ظهورها كجنس أدبي
بناء على ما استطرد فى تقديمته بيانه ، عصرنة الحالة ، و ارتباطها بالعولمة ،و الخصخصة ، وهذه كلها قريبة الظهور ، و اصطلاحات جديدة ، و لم يمتد بحثه و نظرته إلى أبعد من ذلك ، حيث تلك التجارب التى زاوجت بين النثر و القص ، و تجربة بدر الديب على سبيل المثال لا الحصر ، أو نجيب محفوظ فى أصداء السيرة الذاتية أو غيرها !!
طيب .. لنكمل معه تعريفه للقصيرة جدا قبل التواطؤ أو الارتباط :
القصة القصيرة جدا جنس أدبي حديث يمتاز بقصر الحجم والإيحاء المكثف والنزعة القصصية الموجزة والمقصدية الرمزية المباشرة وغير المباشرة، فضلا عن خاصية التلميح والاقتضاب والتجريب والنفس الجملي القصير الموسوم بالحركية والتوتر وتأزم المواقف والأحداث، بالإضافة إلى سمات الحذف والاختزال والإضمار. كما يتميز هذا الخطاب الفني الجديد بالتصوير البلاغي الذي يتجاوز السرد المباشر إلى ماهو بياني ومجازي ضمن بلاغة الانزياح والخرق الجمالي.
أرى هذه التعريفات فضفاضة ، وتحمل جانب التواطؤ ، و التعيل على أكتاف القصة و الرواية ، و الكتابات الأخري ، سواء تراثية أو مجرد خواطر تميل للسرد أو القص ، لذا نجد أن معظم من يكتب هذا اللون بلا ذاكرة ، و كل من يحمل بعض قراءات متفرقة ، لم تكن بأية حال فى هذا الجنس الأدبي الوليد ، فأنا لا أحمل ضغينة لمولود يأتي ، و لكن أحببت لو كان شرعيا ، من أب و أم ، لا هجينا ، و أيضا بلا ضمانات لوجوده و تطوره ، ووصوله لطور الرجولة ، و الشباب !!
2 - اشتباكات مع قصص المجموعة
تناقش المجموعة فى مدينة بورسعيد مساء الأربعاء الثامن و العشرين من يوليو الحالى .. و الدعوة عامة للجميع
إن الدخول بين أوراق تلك المجموعة لمبدعتها سمية الألفي يعد صعبا ، إلى حد بعيد ، بما قد يترك من أثر ، فى ذات الكاتب ، ناهيك عن القاريء الواعي الذى يتوقف مع كل عمل ، و يحدث نوعا من الجدل ، عن الماهية ، وما أراد الكاتب ، وهل ذهب بعيدا فى رؤياه ، دون التوقف ، وعمل شكل من أشكال الإشباع للقاريء ، أم أن المسألة لا تعدو إلا أن تكون نوعا من التفرغ لمكنون ما ، أو ملم ، من قضايا ، أو أمور خاصة جدا ، شأنها فى ذلك ، شأن الشعر الرومانسي ، و إن كان الأخير يجنح إلى التمرد ، و ربما الصراخ بين حين و آخر !
لقد كان اختيارا حرا ، ذاك الصنف ، أو الفن الذى تكتبه ، فهى بدأت به طواعية ، وعن طيب خاطر ، فلا مجال هنا لطرح مسألة التجريب ، إلا فى حدود ضيقة للغاية ، تنتمى لذات الرؤية ، و لا تخرج عنها إلا فى حدود التكثيف المتطلب ، ومحاولة تحطم الزمن القصصي و الحدثي ، وهذا ما فشلت فيه الكاتبة إلى حد ماو ليس تماما .. و بالطبع قد نجد صدي للكثير فى تعريفهم لفن القصيرة جدا ، و مدي تأثيره فى كتابات و قصص هذه المجموعة ، هذا التخبط العشوائي ، الذى أتي نتيجة اجتهادات مغامرين ، و ليس متخصصين بالدرجة الأولى .
يقول أستاذنا الكبير " محمود أمين العالم " ، فيما يختص بالتجربة و التجريب :" أن المصطلحين ينتسبان إلى جذر اشتقاقى واحد ، ولكن لكل مصطلح دلالة خاصة متمايزة ، و لعلنا بتحديد هذا التمايز نتبين دلالة مصطلح التجريب فى معالجة الإبداع الشعري فى إطار مفهوم الحداثة عند بعض النقاد ".
و من هنا ، و من هذه الرؤية ، نلج هذه المجموعة على اعتبارها تجربة قريبة من روح الشعر ، حتى و إن كان القص فيها هو الغالب ، فاللعب أو الاختيار المجازي للغة جعلها أقرب إلى التجربة الوجدانية : " فالقول بالتجربة الباطنية أو الوجدانية لا يحصر الإبداع الشعري أو يقصره على المذهب الكلاسيكي أو الرومانتيكي أو الواقعي ، بل لعله أن يكون جوهر كل إبداع ، إن كان ابداعا حقا ".
استعانتي بتلك الرؤية لم تأت من فراغ ، و إن كانت تحمل ظلما للمجموعة ، و لكن الضرورة أباحت ذلك ، نظرا لالتصاق جل أو معظم أعمال المجموعة بذات الكتابة ، و لا أقصد هنا الضمائر ، و التلاعب بها ، و لكن ماهو أبعد من ذلك ، حتى أنها تكاد تبدو ، وكأنها يوميات صيغت على فترات ، غاب عنها الكثير ، مما قد يؤول على أنه رفض لواقع و تاريخ
و عالم ، أى تمرد على ما يمت للأرض و التراب و الوطن ، و إن لم يكن فى المقابل ما يشير على هذا الرفض من قريب أو بعيد ، لتظل الرؤية محدودة فى وجدانية الحالة ، حتى و إن اختلفت أيضا زوايا التأويل ، ومنهاجه
يقول الدكتور جمال حمداوي :" ولقد تبلور هذا الجنس الأدبي الجديد- على حد علمي- في العراق ودول الشام وبالضبط في سورية وفلسطين، ودول المغرب العربي وخاصة في المغرب وتونس على حد سواء.
هنا استبيان يقدمه دكتور حمداوي ، فى أصول القصيرة جدا ، و ظهورها كجنس أدبي
بناء على ما استطرد فى تقديمته بيانه ، عصرنة الحالة ، و ارتباطها بالعولمة ،و الخصخصة ، وهذه كلها قريبة الظهور ، و اصطلاحات جديدة ، و لم يمتد بحثه و نظرته إلى أبعد من ذلك ، حيث تلك التجارب التى زاوجت بين النثر و القص ، و تجربة بدر الديب على سبيل المثال لا الحصر ، أو نجيب محفوظ فى أصداء السيرة الذاتية أو غيرها !!
طيب .. لنكمل معه تعريفه للقصيرة جدا قبل التواطؤ أو الارتباط :
القصة القصيرة جدا جنس أدبي حديث يمتاز بقصر الحجم والإيحاء المكثف والنزعة القصصية الموجزة والمقصدية الرمزية المباشرة وغير المباشرة، فضلا عن خاصية التلميح والاقتضاب والتجريب والنفس الجملي القصير الموسوم بالحركية والتوتر وتأزم المواقف والأحداث، بالإضافة إلى سمات الحذف والاختزال والإضمار. كما يتميز هذا الخطاب الفني الجديد بالتصوير البلاغي الذي يتجاوز السرد المباشر إلى ماهو بياني ومجازي ضمن بلاغة الانزياح والخرق الجمالي.
أرى هذه التعريفات فضفاضة ، وتحمل جانب التواطؤ ، و التعيل على أكتاف القصة و الرواية ، و الكتابات الأخري ، سواء تراثية أو مجرد خواطر تميل للسرد أو القص ، لذا نجد أن معظم من يكتب هذا اللون بلا ذاكرة ، و كل من يحمل بعض قراءات متفرقة ، لم تكن بأية حال فى هذا الجنس الأدبي الوليد ، فأنا لا أحمل ضغينة لمولود يأتي ، و لكن أحببت لو كان شرعيا ، من أب و أم ، لا هجينا ، و أيضا بلا ضمانات لوجوده و تطوره ، ووصوله لطور الرجولة ، و الشباب !!
2 - اشتباكات مع قصص المجموعة
تناقش المجموعة فى مدينة بورسعيد مساء الأربعاء الثامن و العشرين من يوليو الحالى .. و الدعوة عامة للجميع
تعليق