كان النهر ينساب يوما بين شاطئين من ضباب مرمرى - حاملا على صفحته تدفقات عطرية تتلمس طريقها بين رحيق زهور السوسن وعبير شقائق النعمان - ويمتزج عطر القرنفل فى تياره المتدفق بشذا الياسمين وعطر قوس قزح - وفى اعماقه تتماوج اوراق الورد معانقة سحبا من بخور هندى مندى بعصير خيوط الفجر - وتتحاشد يواقيت وزبرجديات مترنحة فى دوامات من عطر ذهبى يتعرقل فى مفردات سحر شرقى - وتتواثب لألىء ربيعية حول جذورنسمات ضؤية تتأرجح فى فضاءات مخملية موشاة بنور البنفسج المندس فى اوراق عباد الشمس المجدول فى ضفائرمذاق الكافور - يسير النهر حالما مترفقا - تختلط فى قاعه منمنمات نجمية تداعب الوان زنابق زهرية تتلألأ فوق بساط قمرى ممتد فى افق لانهائى من شعاع سندسى يسطع من ثنايا قصيدة سماوية ******
كان النهر يفيض مما يملك **** لا يبخل لا يتوقف ***لايمل العطاء *****
توقف النهر فجأة - ----
اخدود قديم ترقد فيه حية تصدر فحيحا *******
كان النهر يفيض مما يملك **** لا يبخل لا يتوقف ***لايمل العطاء *****
توقف النهر فجأة - ----
اخدود قديم ترقد فيه حية تصدر فحيحا *******
* جمال عمران *
تعليق