قلها و لو كذبا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ندى كمال
    عضو الملتقى
    • 07-06-2007
    • 88

    قلها و لو كذبا

    فتحت الستائر بهدوء ، و نظرت إليه مليّا ... رسمت شفتاها ابتسامة عذبة ، قد أخفاها جناح الحزن الذي يغشي عيناها ...

    ذهبت إليه بهدوء ... تتأمله مستلقيا على بطنه ...

    شدت اللحاف عليه لئلا يشعر بالبرد ... ثم تذكرت أنها جاءت لإيقاظه !

    مدت يدها على كتفه و همست : حبيبي استيقظ ...

    ثم مدت ذراعها بحنو و احتضنته ...

    - دعكِ عني

    ذعرت من صوت صراخه !

    غادرت الغرفة باكية و هي تردد : آسفة آآآآسفة

    ********************************

    تناول فطوره و توجه إلى مكان عمله ، أشعل سيجارا .... فلاحظ في علبة السيجار طرف قصاصة ورق ...

    تناولها و قرأ ما فيها : ليتك تعلم ما يخفي القلب لك ...

    ما رفع سماعة الهاتف ... ما عرج على بائع الورد في طريق العودة ... ما ابتسم لها عندما احتضنته لما عاد إلى منزله ...

    *********************************************

    أنهى تناول غدائه ...

    جلست إلى جانبه ... اقتربت ... اقتربت أكثر

    أمسك أوراقه و انهمك في عمله ...

    - أنا أسعد إنسان في الوجود

    نظر إليها ... أومأ برأسه ... و لم يعقّب

    - أتعلم لماذا ؟

    ما انتظرت جوابا ... فقد اعتادت صمته

    - لأنني زوجة أعظم رجل في هذ العالم ...

    لم يجب ... لم يرفع بصره عن أوراقه ...

    - حبيبي ...

    طوقت رقبته بذراعيها ... لكنه ما تجاوب مع عواطفها

    -ألم تلاحظ أي اختلاف في شكلي ؟!

    انتظرت قليلا ثم مضت و كأنه قد أجاب ... قد قصصت شعري ... و هذا الطقم هو نفسه الذي ارتديته يوما خطبتنا ... ألا يعجبك؟

    - لا بأس به ...

    لملم أوراقه و انعزل في مكتبه ...

    *********************************************

    سنون مرت ... كبر أطفالها ... اشتد ألمها ... و لكنها ما كانت لتيأس أبدا

    كانت في داخلها تستشعر حبه لها ...

    ربما هو خجول ...

    ربما لا يحب أن يوقظه أحد هكذا !

    ربما لم يقرأ كل قصاصات الورق التي أرسلتها

    ربما لم أتقن التزين له ... ولا فن الكلام و الغرام !!!

    لكنه يحبني ... نعم يحبني !!!

    ********************************************

    و استيقظ ذات صباح ...

    لم يستشعر اليد التي كانت لتطوقه كما العادة

    لم يجد قصاصة ورق في علبة السيجار

    و عندما عاد إلى منزله ... لم يجد أحدا بانتظاره

    و لما فتح أوراقه لينهمك في عمله ... وجد ورقة قديمة بينها ...

    قلها و لو كذبا

    فقد أحلها الله لك !

    لإن أقنعتُ نفسي بحلم حبكَ لها

    أفستكثرت عليّ بضعا من الوهم؟

    أحببتك بصدق ...

    و لأجلك تغيرت ... تغيرت بحق !

    حتى خطاياك و غضبي منك ...

    كانا وليدا لحظة ...ما يلبثان ينطفئان بنار الود ّ

    لمَ لعبت دور المتعقل ؟

    أما ترى فائدة من الحب !

    لمَ حرمتني من عطفك و حنانك؟

    و جعلتني أستشعر بين يديك اليتم !!

    لمَ علمتني معنى الحرمان ... لا الأمان؟

    لم كنت غريبا ... لا حبيبا ؟

    ليتني أجد لديك إجابة ترضيني

    ليتني أستطيع الآن سماعك...

    ليت صدى صوتك يصل يوما من خلف جدران القبر إليّ

    أو لعلك لست تريد الإجابة ...

    و ستومئ برأسك كما اعتدت منك !

    هذا أفضل لكلانا ...

    فلست أريد أن أضيف كلمة لقاموس قد عنونته

    صاحب أقسى قلب !


    ***********************************

    انتهى بعون الله و فضله
  • عبلة محمد زقزوق
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 1819

    #2
    كم قاسية حروف قصتك أختنا ندى على كل أمرأة تعودت من شريكها نفس الجفا
    يالها من سنين نضيعها ونحن نرجو كلمة ترضي غرور صدقِنا في حب من ملَكَنا.. ولكن...
    المهم أن بطلة قصتك كانت تملك من الشجاعة التي تحسدها عليها كل أمرأة ما زالت أسيرة لكلمة تنم عن رضى ذاك الشريك الحبيب فتفديه بعمرها.
    سلمتِ وغنمتِ عزيزتي بكل غال ونفيس في حياتك... بطولها وعرضها
    شكرا لرائع السرد والحبكة

    تعليق

    • د/ أحمد الليثي
      مستشار أدبي
      • 23-05-2007
      • 3878

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة ندى كمال مشاهدة المشاركة
      فتحت الستائر بهدوء ، و نظرت إليه مليّا ... رسمت شفتاها ابتسامة عذبة ، قد أخفاها جناح الحزن الذي يغشي عيناها ...

      ذهبت إليه بهدوء ... تتأمله مستلقيا على بطنه ...

      شدت اللحاف عليه لئلا يشعر بالبرد ... ثم تذكرت أنها جاءت لإيقاظه !

      مدت يدها على كتفه و همست : حبيبي استيقظ ...

      ثم مدت ذراعها بحنو و احتضنته ...

      - دعكِ عني

      ذعرت من صوت صراخه !

      غادرت الغرفة باكية و هي تردد : آسفة آآآآسفة

      ********************************

      تناول فطوره و توجه إلى مكان عمله ، أشعل سيجارا .... فلاحظ في علبة السيجار طرف قصاصة ورق ...

      تناولها و قرأ ما فيها : ليتك تعلم ما يخفي القلب لك ...

      ما رفع سماعة الهاتف ... ما عرج على بائع الورد في طريق العودة ... ما ابتسم لها عندما احتضنته لما عاد إلى منزله ...

      *********************************************

      أنهى تناول غدائه ...

      جلست إلى جانبه ... اقتربت ... اقتربت أكثر

      أمسك أوراقه و انهمك في عمله ...

      - أنا أسعد إنسان في الوجود

      نظر إليها ... أومأ برأسه ... و لم يعقّب

      - أتعلم لماذا ؟

      ما انتظرت جوابا ... فقد اعتادت صمته

      - لأنني زوجة أعظم رجل في هذ العالم ...

      لم يجب ... لم يرفع بصره عن أوراقه ...

      - حبيبي ...

      طوقت رقبته بذراعيها ... لكنه ما تجاوب مع عواطفها

      -ألم تلاحظ أي اختلاف في شكلي ؟!

      انتظرت قليلا ثم مضت و كأنه قد أجاب ... قد قصصت شعري ... و هذا الطقم هو نفسه الذي ارتديته يوما خطبتنا ... ألا يعجبك؟

      - لا بأس به ...

      لملم أوراقه و انعزل في مكتبه ...

      *********************************************

      سنون مرت ... كبر أطفالها ... اشتد ألمها ... و لكنها ما كانت لتيأس أبدا

      كانت في داخلها تستشعر حبه لها ...

      ربما هو خجول ...

      ربما لا يحب أن يوقظه أحد هكذا !

      ربما لم يقرأ كل قصاصات الورق التي أرسلتها

      ربما لم أتقن التزين له ... ولا فن الكلام و الغرام !!!

      لكنه يحبني ... نعم يحبني !!!

      ********************************************

      و استيقظ ذات صباح ...

      لم يستشعر اليد التي كانت لتطوقه كما العادة

      لم يجد قصاصة ورق في علبة السيجار

      و عندما عاد إلى منزله ... لم يجد أحدا بانتظاره.

      ***********************************
      الأخت الفاضلة الأستاذة ندى
      جميل سردك، وتعبيرك.
      ومن باب لم يجدوا في الورد عيباً فقالوا أحمر الخدين أقول : إحساسي أنك لو توقفت عند الجزء عاليه دون تلك التكملة لكان أفضل.
      لكن طبعاً هذه وجهة نظر، ليس إلا.

      دمت مبدعة بارعة.
      د. أحمد الليثي
      رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
      ATI
      www.atinternational.org

      تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.
      *****
      فعِش للخيرِ ، إنَّ الخيرَ أبقى ... و ذكرُ اللهِ أَدْعَى بانشغالِـي.

      تعليق

      • رود حجار
        أديب وكاتب
        • 28-07-2007
        • 180

        #4
        الاخت الكريمةالأستاذة الكريمة ندى كمال،،،

        قصتك مؤثرة ورائعة عرضاً ومضموناً

        ...تمنيت لبطلة القصة أن يجد البطل لها تخلصاً ورداً ذكياً كالذي وجده" شاعر الرومانسية "نزار قباني حين أجاب على التساؤلات تلك ...

        قل لي ولو كذبا كلاما ناعماً /// قد كاد يقتلني بك التمثالُ
        .
        .
        .
        .
        .

        ولئن وقفت أمام حسنك صامتاً /// قالصمت في حرم الجمال جمالُ
        كلماتنا في الحب تقتل حبنا /// غن الحروف تموت حين تقالُ


        دمت متألقة مبدعة دائماً.
        كنْ صديقاً للحياة واجعل الإيمان راية
        وامضِ حراً في ثبات إنها كل الحكاية
        وابتسم للدهر دوماً إن يكن حلواً ومراً
        ولتقل إن ذقت هماً: "إنّ بعد العسر يسراً"

        تعليق

        • عثمان علوشي
          أديب وكاتب
          • 04-06-2007
          • 1604

          #5
          [align=center]المبدعة ندى كمال،
          كان قرار بطلة القصة قاسيا جدا يجسد انتصار المرأة لنفسها من برودة الرجل، ولكن، ليس بوسع كل النساء اتخاذ مثل هكذا قرار..
          قصة محبوكة...دمت قلما متألقا
          تحياتي[/align]
          عثمان علوشي
          مترجم مستقل​

          تعليق

          • بنت الشهباء
            أديب وكاتب
            • 16-05-2007
            • 6341

            #6
            غاليتي
            ندى كمال
            تجولت مع بطلة القصة , وأحسست ما تعانيه من ألم وغصة في داخلها
            وهي تأمل يوما من الأيامأن تسمه همسة حب من الإنسان التي وهبته كل حياتها ....
            فاستمرت تكابد الآلام والأحزان لوحدها , وللأسف لم يكن يحس ولا يشعر بها ...
            سألت نفسي مرارا وأنا أتابع معك أحداث القصة :

            من أي نوع قلب هذا الرجل !!!!؟؟؟.....
            ألم ينبض بالحب والوفاء !!!؟؟؟....
            أم أنه تحجر وقسا ولم يعد يعرف معنى الطهر والنقاء !!!!؟؟؟...

            غريب والله أمره

            مع أنها حاولت مرارا ومرارا , ومع ذلك فلم ينفع معه هذا العطاء والحب .....


            بوركت يمناك , وجزاك الله خيرا حبيبتي ندى

            أمينة أحمد خشفة

            تعليق

            • ندى كمال
              عضو الملتقى
              • 07-06-2007
              • 88

              #7
              أستاذتي عبلة ...
              و أنا أكتب القصة توقفت مرارا ...
              ألن تتهم بطلتنا بالضعف؟ بالعبط بالمصري الدارج؟
              و لكنك وضفتها بالشجاعة
              فاطمأنت نفسي لما كتبت ... شكرا لك

              دكتور أحمد الليثي ...
              طبعا نقدكم موضع ترحيب و قد أسعدني فعلا
              بس بصراحة يعني ... حبيت الرسالة توصل بشكل عار جداااااااا
              و حبيت ان البنية اللي عانت الأمرين تفش خلقها و لو للمرة الأخيرة
              ربما تكون نية شريرة نوعا ما ))
              لكن جماليا معكم حق فعلا ... بووووووووووووركتم


              أستاذ نسيم زيات
              إنه الواقع ... بكل صدقه ... بكل ألمه
              شكرا لمروركم

              أستاذ علوشي عثمان
              أحيانا تفاجئنا النساء بقرارات ما كنا نتخيل أنها قد تصدر من هذا الكائن الرقيق !
              لكنها المرأة !!!
              جزاكم الله خيرا للمرور

              حبيبتي العزيزة بنت الشهباء
              هناك نوع من الرجال يعتبر العاطفة ضعفا
              و رجولته تقتضي أن يبرز أقسى ما في قلبه
              لدرجة أنه يعتاد هذه القسوة فلا يستسيغ غيرها
              عافانا الله و اياكم
              منورة و جزاك الله كل خير

              تعليق

              يعمل...
              X