فتحت الستائر بهدوء ، و نظرت إليه مليّا ... رسمت شفتاها ابتسامة عذبة ، قد أخفاها جناح الحزن الذي يغشي عيناها ...
ذهبت إليه بهدوء ... تتأمله مستلقيا على بطنه ...
شدت اللحاف عليه لئلا يشعر بالبرد ... ثم تذكرت أنها جاءت لإيقاظه !
مدت يدها على كتفه و همست : حبيبي استيقظ ...
ثم مدت ذراعها بحنو و احتضنته ...
- دعكِ عني
ذعرت من صوت صراخه !
غادرت الغرفة باكية و هي تردد : آسفة آآآآسفة
********************************
تناول فطوره و توجه إلى مكان عمله ، أشعل سيجارا .... فلاحظ في علبة السيجار طرف قصاصة ورق ...
تناولها و قرأ ما فيها : ليتك تعلم ما يخفي القلب لك ...
ما رفع سماعة الهاتف ... ما عرج على بائع الورد في طريق العودة ... ما ابتسم لها عندما احتضنته لما عاد إلى منزله ...
*********************************************
أنهى تناول غدائه ...
جلست إلى جانبه ... اقتربت ... اقتربت أكثر
أمسك أوراقه و انهمك في عمله ...
- أنا أسعد إنسان في الوجود
نظر إليها ... أومأ برأسه ... و لم يعقّب
- أتعلم لماذا ؟
ما انتظرت جوابا ... فقد اعتادت صمته
- لأنني زوجة أعظم رجل في هذ العالم ...
لم يجب ... لم يرفع بصره عن أوراقه ...
- حبيبي ...
طوقت رقبته بذراعيها ... لكنه ما تجاوب مع عواطفها
-ألم تلاحظ أي اختلاف في شكلي ؟!
انتظرت قليلا ثم مضت و كأنه قد أجاب ... قد قصصت شعري ... و هذا الطقم هو نفسه الذي ارتديته يوما خطبتنا ... ألا يعجبك؟
- لا بأس به ...
لملم أوراقه و انعزل في مكتبه ...
*********************************************
سنون مرت ... كبر أطفالها ... اشتد ألمها ... و لكنها ما كانت لتيأس أبدا
كانت في داخلها تستشعر حبه لها ...
ربما هو خجول ...
ربما لا يحب أن يوقظه أحد هكذا !
ربما لم يقرأ كل قصاصات الورق التي أرسلتها
ربما لم أتقن التزين له ... ولا فن الكلام و الغرام !!!
لكنه يحبني ... نعم يحبني !!!
********************************************
و استيقظ ذات صباح ...
لم يستشعر اليد التي كانت لتطوقه كما العادة
لم يجد قصاصة ورق في علبة السيجار
و عندما عاد إلى منزله ... لم يجد أحدا بانتظاره
و لما فتح أوراقه لينهمك في عمله ... وجد ورقة قديمة بينها ...
قلها و لو كذبا
فقد أحلها الله لك !
لإن أقنعتُ نفسي بحلم حبكَ لها
أفستكثرت عليّ بضعا من الوهم؟
أحببتك بصدق ...
و لأجلك تغيرت ... تغيرت بحق !
حتى خطاياك و غضبي منك ...
كانا وليدا لحظة ...ما يلبثان ينطفئان بنار الود ّ
لمَ لعبت دور المتعقل ؟
أما ترى فائدة من الحب !
لمَ حرمتني من عطفك و حنانك؟
و جعلتني أستشعر بين يديك اليتم !!
لمَ علمتني معنى الحرمان ... لا الأمان؟
لم كنت غريبا ... لا حبيبا ؟
ليتني أجد لديك إجابة ترضيني
ليتني أستطيع الآن سماعك...
ليت صدى صوتك يصل يوما من خلف جدران القبر إليّ
أو لعلك لست تريد الإجابة ...
و ستومئ برأسك كما اعتدت منك !
هذا أفضل لكلانا ...
فلست أريد أن أضيف كلمة لقاموس قد عنونته
صاحب أقسى قلب !
***********************************
انتهى بعون الله و فضله
ذهبت إليه بهدوء ... تتأمله مستلقيا على بطنه ...
شدت اللحاف عليه لئلا يشعر بالبرد ... ثم تذكرت أنها جاءت لإيقاظه !
مدت يدها على كتفه و همست : حبيبي استيقظ ...
ثم مدت ذراعها بحنو و احتضنته ...
- دعكِ عني
ذعرت من صوت صراخه !
غادرت الغرفة باكية و هي تردد : آسفة آآآآسفة
********************************
تناول فطوره و توجه إلى مكان عمله ، أشعل سيجارا .... فلاحظ في علبة السيجار طرف قصاصة ورق ...
تناولها و قرأ ما فيها : ليتك تعلم ما يخفي القلب لك ...
ما رفع سماعة الهاتف ... ما عرج على بائع الورد في طريق العودة ... ما ابتسم لها عندما احتضنته لما عاد إلى منزله ...
*********************************************
أنهى تناول غدائه ...
جلست إلى جانبه ... اقتربت ... اقتربت أكثر
أمسك أوراقه و انهمك في عمله ...
- أنا أسعد إنسان في الوجود
نظر إليها ... أومأ برأسه ... و لم يعقّب
- أتعلم لماذا ؟
ما انتظرت جوابا ... فقد اعتادت صمته
- لأنني زوجة أعظم رجل في هذ العالم ...
لم يجب ... لم يرفع بصره عن أوراقه ...
- حبيبي ...
طوقت رقبته بذراعيها ... لكنه ما تجاوب مع عواطفها
-ألم تلاحظ أي اختلاف في شكلي ؟!
انتظرت قليلا ثم مضت و كأنه قد أجاب ... قد قصصت شعري ... و هذا الطقم هو نفسه الذي ارتديته يوما خطبتنا ... ألا يعجبك؟
- لا بأس به ...
لملم أوراقه و انعزل في مكتبه ...
*********************************************
سنون مرت ... كبر أطفالها ... اشتد ألمها ... و لكنها ما كانت لتيأس أبدا
كانت في داخلها تستشعر حبه لها ...
ربما هو خجول ...
ربما لا يحب أن يوقظه أحد هكذا !
ربما لم يقرأ كل قصاصات الورق التي أرسلتها
ربما لم أتقن التزين له ... ولا فن الكلام و الغرام !!!
لكنه يحبني ... نعم يحبني !!!
********************************************
و استيقظ ذات صباح ...
لم يستشعر اليد التي كانت لتطوقه كما العادة
لم يجد قصاصة ورق في علبة السيجار
و عندما عاد إلى منزله ... لم يجد أحدا بانتظاره
و لما فتح أوراقه لينهمك في عمله ... وجد ورقة قديمة بينها ...
قلها و لو كذبا
فقد أحلها الله لك !
لإن أقنعتُ نفسي بحلم حبكَ لها
أفستكثرت عليّ بضعا من الوهم؟
أحببتك بصدق ...
و لأجلك تغيرت ... تغيرت بحق !
حتى خطاياك و غضبي منك ...
كانا وليدا لحظة ...ما يلبثان ينطفئان بنار الود ّ
لمَ لعبت دور المتعقل ؟
أما ترى فائدة من الحب !
لمَ حرمتني من عطفك و حنانك؟
و جعلتني أستشعر بين يديك اليتم !!
لمَ علمتني معنى الحرمان ... لا الأمان؟
لم كنت غريبا ... لا حبيبا ؟
ليتني أجد لديك إجابة ترضيني
ليتني أستطيع الآن سماعك...
ليت صدى صوتك يصل يوما من خلف جدران القبر إليّ
أو لعلك لست تريد الإجابة ...
و ستومئ برأسك كما اعتدت منك !
هذا أفضل لكلانا ...
فلست أريد أن أضيف كلمة لقاموس قد عنونته
صاحب أقسى قلب !
***********************************
انتهى بعون الله و فضله
تعليق