[align=justify]
الغيبوبة الفاصلة بين النوم واليقظة هي الفترة الذهبية التي ينشط فيها الخيال ويبدع ، وتحتشد فيها الأفكار ثم تهجم على عقول المبدعين بلا استئذان ، فإذا كانت الفكرة قد مرت في فترة حضانة كافية ، وسبق أن عالجها العقل الباطن حتى استوت ، أثارت لدى المبدع رغبة شديدة الإلحاح في الكتابة وإخراجها إلى النور ، من جبروت هذه الرغبة أن المبدعين لايملكون إلا الانصياع لها .
الإذعان لهاتيك الرغبة والشروع في تفريغ العمل الإبداعي من الذهن إلى الورق ، ليس نزهه كما يتصور البعض ، فمثلاً ، إذا كنت بصدد النوم لارتباطك بعمل صباحي ، فان هذا المشروع يطرد النوم من عينيك ، ولا تستطيع التفكير إلا فيه ، هو يسيطر على كيانك سيطرة تامة وتشعر بأنك أسيرٌ له ، تبدأ في الكتابة ، لأن لاخيار لك إلا أن تكتب .
إذا ألقيت بما يدور في راسك على الورق ، وكنت محظوظاً بتوفر بعض الوقت ، فقد آن لك أن تتمدد و تحصل على غفوة قصيرة ، في نهاية تلك الغفوة ، تدخل – مرة أخرى - في الغيبوبة آنفة الذكر ، ويقفز إلى ذهنك أفكار كثيرة جميعها تدور حول تطوير عملك الإبداعي الذي أنجزت مسودته الأولى قبل وقت يسير . لأهمية تلك الأفكار ، وجمالها ، وكذلك سرعة هروبها من الذهن ، لاينام معظم المبدعين إلا قلمه ومفكرته بالقرب منه ، حتى يقيد ما يمر بخياله من طرائد الأفكار .
تنهض من النوم ، والرغبة في إكمال ماكتبت وتنقيحه تراودك ، لكن عملك ينتظرك ، فتخرج وقد أنهك السهر جسمك ، وعقلك المكدود لا يزال يرزح تحت وطأة ذلك المشروع وسبل تطويره ، تستمر تلك المعاناة ، حتى تشعر بأنك وصلت إلى مرحلة من الرضاء عما كتبت ، فتهب عليك رياح فرحٌ صبياني ، تنسى في غمرته ما لحق بك من السهر والجهد الذهني ، وتتمنى لو أن باستطاعتك عرض ما كتبته على جميع البشر باختلاف لغاتهم وألوانهم .
بعض المبدعين يقاومون الرغبة في إخراج إنتاجهم الإبداعي للناس ، فيضعونه جانباً فترة من الزمن ، ثم يعودون لقراءته بعين الناقد ، فيبدلون ويضيفون ويحذفون بناءً على رؤاهم الجديدة ، ولكن العجيب أن المبـدع مهما بذل من جهد و وقت في سـبيل الوصول بمنتجه إلى الكـمال فسـيجد – دائماً - أشياء يتمنى أنه كتبها بطريقة أخرى .
[/align]
الغيبوبة الفاصلة بين النوم واليقظة هي الفترة الذهبية التي ينشط فيها الخيال ويبدع ، وتحتشد فيها الأفكار ثم تهجم على عقول المبدعين بلا استئذان ، فإذا كانت الفكرة قد مرت في فترة حضانة كافية ، وسبق أن عالجها العقل الباطن حتى استوت ، أثارت لدى المبدع رغبة شديدة الإلحاح في الكتابة وإخراجها إلى النور ، من جبروت هذه الرغبة أن المبدعين لايملكون إلا الانصياع لها .
الإذعان لهاتيك الرغبة والشروع في تفريغ العمل الإبداعي من الذهن إلى الورق ، ليس نزهه كما يتصور البعض ، فمثلاً ، إذا كنت بصدد النوم لارتباطك بعمل صباحي ، فان هذا المشروع يطرد النوم من عينيك ، ولا تستطيع التفكير إلا فيه ، هو يسيطر على كيانك سيطرة تامة وتشعر بأنك أسيرٌ له ، تبدأ في الكتابة ، لأن لاخيار لك إلا أن تكتب .
إذا ألقيت بما يدور في راسك على الورق ، وكنت محظوظاً بتوفر بعض الوقت ، فقد آن لك أن تتمدد و تحصل على غفوة قصيرة ، في نهاية تلك الغفوة ، تدخل – مرة أخرى - في الغيبوبة آنفة الذكر ، ويقفز إلى ذهنك أفكار كثيرة جميعها تدور حول تطوير عملك الإبداعي الذي أنجزت مسودته الأولى قبل وقت يسير . لأهمية تلك الأفكار ، وجمالها ، وكذلك سرعة هروبها من الذهن ، لاينام معظم المبدعين إلا قلمه ومفكرته بالقرب منه ، حتى يقيد ما يمر بخياله من طرائد الأفكار .
تنهض من النوم ، والرغبة في إكمال ماكتبت وتنقيحه تراودك ، لكن عملك ينتظرك ، فتخرج وقد أنهك السهر جسمك ، وعقلك المكدود لا يزال يرزح تحت وطأة ذلك المشروع وسبل تطويره ، تستمر تلك المعاناة ، حتى تشعر بأنك وصلت إلى مرحلة من الرضاء عما كتبت ، فتهب عليك رياح فرحٌ صبياني ، تنسى في غمرته ما لحق بك من السهر والجهد الذهني ، وتتمنى لو أن باستطاعتك عرض ما كتبته على جميع البشر باختلاف لغاتهم وألوانهم .
بعض المبدعين يقاومون الرغبة في إخراج إنتاجهم الإبداعي للناس ، فيضعونه جانباً فترة من الزمن ، ثم يعودون لقراءته بعين الناقد ، فيبدلون ويضيفون ويحذفون بناءً على رؤاهم الجديدة ، ولكن العجيب أن المبـدع مهما بذل من جهد و وقت في سـبيل الوصول بمنتجه إلى الكـمال فسـيجد – دائماً - أشياء يتمنى أنه كتبها بطريقة أخرى .
[/align]
تعليق