كتب مصطفى بونيف

عمي الصالح عبد الله ...معلم بلغ سن الستين ، قضى أكثر من نصف عمره في التربية والتعليم في مدرسة ابتدائية . يحب تلاميذه الاطفال كما لو أنهم أولاده فعلا ..ويناديهم بفلذات كبدي ، ولا يدخل إليهم في الفصل إلا وفي جيوبه قطع الحلوى والسكر ، ويتسابق التلاميذ إلى وضع ايديهم في جيوبه وهو يضحك بكل براءة " كفاية يا فلذات كبدي ، كل سيأخذ سكرة ، لقد حسبتهم جيدا ، ستون سكرة ..." ، بينما ترتمي " لينا" إلى أحضانه وهي تقول ...عمو صالح ...أحبك ..
كل أولياء التلاميذ في المدينة ، لا يريدون لأولادهم معلما سوى "عمو صالح " ، وذلك لمهارته في تربية الأطفال . مما سبب حرجا لإدارة المدرسة في توزيع الفصول على المعلمين ..حتى المعلمين يعتبرونه والدهم ...ويعشقون مرحه وحبه للنكته وطيبة قلبه .
شعره أبيض ..ووجهه مشرب بالحمرة ..وعيناه زرقاوتان زادتا في جماله ووقاره ..صوته الهادئ ...وميله إلى النكتة زادت من حكمته وعلمه ...وقوة إقناعه .
جلس عمي صالح على مكتبه ، وطلب من تلاميذه أن يضعوا كشاكشيلهم على الطاولات .. ثم قال لهم " من يعرف ملك الغابة ؟"
قام التلاميذ من أماكنهم في شكل يشبه المظاهرة ..وكلهم يقولون " أنا أجيبك يا عمو "
ثم أعطى الإذن لتلميذته "لينا" أن تجيب ...فقالت " ملك الغابة يا عمو ..هو الأسد " ، أثنى عمو صالح على إجابة "لينا" ..ثم باغتهم بسؤال آخر ..." ولماذا الأسد بالذات هو ملك الغابة ؟" ...أعطى الإذن لأحمد بالإجابة ..فقال أحمد بكل طفولة " لأن عضلاته قوية ، ولأن أسنانه حادة .."
وقف عمو صالح ..من مكتبه وقال لهم "هل تعرفون من زارني بالأمس في البيت؟" .نظر إليه تلاميذه بدهشة ، كأنهم يستمعون إلى حدوتة...خفض صوته إلى درجة الهمس وقال لهم .."لكن الأمر يبقى سر بيننا ...لا يجب أن يعرف أي شخص هذا السر الخطير. ، هل ستعدونني بكتمان السر ؟" ....وبالطبع وعده التلاميذ بكتمان السر.
استعد في وقفته وراح يحكي لهم " بينما كنت بالأمس في البيت ، اجهز لكم الحلوى والسكر ، دق جرس الباب ، قلت من ؟ ، وعندما لم أستمع إلى الرد ، ذهبت وفتحت ...، تخيلوا ماذا وجدت ؟؟...لقد وجدت ملك الغابة ...ودون أن يستأذن ، اقتحم علي البيت ...ثم دخل إلى الصالون ، وجلس على الاريكة مثل الملوك الكبار ..ووضع رجل على رجل ، وقال بكل كبرياء..أعطيني كل الحلوى والسكر التي عندك ، التي تجهزها لفلذات كبدك ..طبعا أنا بدأت أترجاه ، وابكي ..حتى لا يأخذ الحلوى ..وبعد ساعة من الرجاء ...هل تعرفون ماذا طلب مني ؟ "
كان الأطفال يستمعون إلى عمو صالح باهتمام و الخوف يبدو على وجوههم ..
واصل عمو صالح كلامه قائلا "...قال لي بأنه يحتاج إلى وزير ، ليساعده في أعماله في الغابة ، وهو في حيرة من أمره ، وقال لي لديك مهلة يوم واحد ، لأقترح عليه وزيرا من الحيوانات ...وإلا سيأخذ كل الحلوى والسكر ...من أجل ذلك يجب علينا جميعا أن نكتب إلى الاسد رسائل نقترح عليه فيها وزيرا يناسبه ليساعده في أعماله بالغابة "
وفجأة هم التلاميذ إلى كشاكيلهم لكتابة موضوع إنشاء ..رسالة إلى ملك الغابة .
رن الهاتف المحمول في جيب عمو صالح ..فقال لتلاميذه " هل تعرفون من الذي اتصل ؟ إنه ملك الغابة ..سيسألني هل بدأتم بكتابة الرسائل ...سوف أقول له بأنكم تعكفون على كتابتها ..."
ثم خرج من حجرة التدريس إلى الرواق ليرد على الهاتف ..إنها زوجته ، الخالة كريمة ..تطلب منه أن لا ينسى وهو في طريقه إلى البيت شراء كيلو سمك ..لأن ابنته سميرة سـتفطر عندهم ..وهي تحب السمك .
عندما دق جرس الخروج ..أخذ عمو صالح الكشاكيل من طلابه ..
وفي الغد...
عاد عمو صالح إلى طلابه ..وفي يده الكشاكيل ...ابتسم في هدوء ..وقال لطلابه " ملك الغابة راض عنكم جميعا ..وارسل لكم شكولاطة ...ويشكركم جميعا على المساعدة ..
ثم توجه بالسؤال إلى حمادة ..ما هو الحيوان الذي رشحته للوزارة يا حمادة ؟
أجاب حمادة .." لقد رشحت الفيل ...لأنه ضخم وأكيد كل الحيوانات ستخاف منه .."
فرد عليه أحد زملائه .." ولكن إذا دخل أحد اللصوص إلى القصر ..لا يستطيع الفيل أن يطارده لأنه سمين .." ..انفجر الجميع بالضحك ...
ثم توجه المعلم إلى لينا بالسؤال : "ما هو الحيوان الذي رشحته يا لينا للوزارة ؟"
فأجابت لينا " أنا رشحت الغزالة...لأنها حلوة وجميلة ..وليس هنالك أجمل من الغزالة عندما تجلس قرب الملك "
فرد عليها أحد الطلاب ساخرا .." ولكن الأسد إذا جاع سوف يأكلها .." لتنفجر القاعة مرة أخرى بالضحك .
نظر عمو صالح إلى كريم ..وقال له " لماذا لا تقل لزملائك عن الحيوان الذي اختره للوزارة ؟"
وقف كريم من مكانه خجلا وقال " أنا اخترت أن يكون كيلو سمك ...وزيرا للأسد ؟"
وتحت ضحكات بقية الزملاء ...برر كريم إجابته قائلا " لقد استمعت إلى مكالمتك مع الأسد وكنتما تحدثان عن كيلو سمك .."
ضحك عمو صالح ....لبراءة كريم ..ثم واصل سؤاله ..إلى سامية ..وقال لها " ما هو الحيوان الأصلح للوزارة ؟ " ..فأجابت " أسد آخر ..لماذا لا يختار ملك الغابة أسدا آخر ليصبح وزيرا معه ..."
علق أحد التلاميذ قائلا .." ستنشب الحرب بين الاسدين ، ويدخلان في حرب أهلية طلبا لحكم الغابة .."
تعجب عمو صالح من السلوك الديمقراطي لتلاميذه وقال .."إذن ما هو الحل ، من هو الحيوان الذي سيمسك الوزارة ..؟ "
وفجأة اقتحم البواب حجرة الدراسة ..وقال بصوت عال : " معالي الوزير وصل في زيارة مفاجئة للمدرسة .."
مصطفى بونيف

عمي الصالح عبد الله ...معلم بلغ سن الستين ، قضى أكثر من نصف عمره في التربية والتعليم في مدرسة ابتدائية . يحب تلاميذه الاطفال كما لو أنهم أولاده فعلا ..ويناديهم بفلذات كبدي ، ولا يدخل إليهم في الفصل إلا وفي جيوبه قطع الحلوى والسكر ، ويتسابق التلاميذ إلى وضع ايديهم في جيوبه وهو يضحك بكل براءة " كفاية يا فلذات كبدي ، كل سيأخذ سكرة ، لقد حسبتهم جيدا ، ستون سكرة ..." ، بينما ترتمي " لينا" إلى أحضانه وهي تقول ...عمو صالح ...أحبك ..
كل أولياء التلاميذ في المدينة ، لا يريدون لأولادهم معلما سوى "عمو صالح " ، وذلك لمهارته في تربية الأطفال . مما سبب حرجا لإدارة المدرسة في توزيع الفصول على المعلمين ..حتى المعلمين يعتبرونه والدهم ...ويعشقون مرحه وحبه للنكته وطيبة قلبه .
شعره أبيض ..ووجهه مشرب بالحمرة ..وعيناه زرقاوتان زادتا في جماله ووقاره ..صوته الهادئ ...وميله إلى النكتة زادت من حكمته وعلمه ...وقوة إقناعه .
جلس عمي صالح على مكتبه ، وطلب من تلاميذه أن يضعوا كشاكشيلهم على الطاولات .. ثم قال لهم " من يعرف ملك الغابة ؟"
قام التلاميذ من أماكنهم في شكل يشبه المظاهرة ..وكلهم يقولون " أنا أجيبك يا عمو "
ثم أعطى الإذن لتلميذته "لينا" أن تجيب ...فقالت " ملك الغابة يا عمو ..هو الأسد " ، أثنى عمو صالح على إجابة "لينا" ..ثم باغتهم بسؤال آخر ..." ولماذا الأسد بالذات هو ملك الغابة ؟" ...أعطى الإذن لأحمد بالإجابة ..فقال أحمد بكل طفولة " لأن عضلاته قوية ، ولأن أسنانه حادة .."
وقف عمو صالح ..من مكتبه وقال لهم "هل تعرفون من زارني بالأمس في البيت؟" .نظر إليه تلاميذه بدهشة ، كأنهم يستمعون إلى حدوتة...خفض صوته إلى درجة الهمس وقال لهم .."لكن الأمر يبقى سر بيننا ...لا يجب أن يعرف أي شخص هذا السر الخطير. ، هل ستعدونني بكتمان السر ؟" ....وبالطبع وعده التلاميذ بكتمان السر.
استعد في وقفته وراح يحكي لهم " بينما كنت بالأمس في البيت ، اجهز لكم الحلوى والسكر ، دق جرس الباب ، قلت من ؟ ، وعندما لم أستمع إلى الرد ، ذهبت وفتحت ...، تخيلوا ماذا وجدت ؟؟...لقد وجدت ملك الغابة ...ودون أن يستأذن ، اقتحم علي البيت ...ثم دخل إلى الصالون ، وجلس على الاريكة مثل الملوك الكبار ..ووضع رجل على رجل ، وقال بكل كبرياء..أعطيني كل الحلوى والسكر التي عندك ، التي تجهزها لفلذات كبدك ..طبعا أنا بدأت أترجاه ، وابكي ..حتى لا يأخذ الحلوى ..وبعد ساعة من الرجاء ...هل تعرفون ماذا طلب مني ؟ "
كان الأطفال يستمعون إلى عمو صالح باهتمام و الخوف يبدو على وجوههم ..
واصل عمو صالح كلامه قائلا "...قال لي بأنه يحتاج إلى وزير ، ليساعده في أعماله في الغابة ، وهو في حيرة من أمره ، وقال لي لديك مهلة يوم واحد ، لأقترح عليه وزيرا من الحيوانات ...وإلا سيأخذ كل الحلوى والسكر ...من أجل ذلك يجب علينا جميعا أن نكتب إلى الاسد رسائل نقترح عليه فيها وزيرا يناسبه ليساعده في أعماله بالغابة "
وفجأة هم التلاميذ إلى كشاكيلهم لكتابة موضوع إنشاء ..رسالة إلى ملك الغابة .
رن الهاتف المحمول في جيب عمو صالح ..فقال لتلاميذه " هل تعرفون من الذي اتصل ؟ إنه ملك الغابة ..سيسألني هل بدأتم بكتابة الرسائل ...سوف أقول له بأنكم تعكفون على كتابتها ..."
ثم خرج من حجرة التدريس إلى الرواق ليرد على الهاتف ..إنها زوجته ، الخالة كريمة ..تطلب منه أن لا ينسى وهو في طريقه إلى البيت شراء كيلو سمك ..لأن ابنته سميرة سـتفطر عندهم ..وهي تحب السمك .
عندما دق جرس الخروج ..أخذ عمو صالح الكشاكيل من طلابه ..
وفي الغد...
عاد عمو صالح إلى طلابه ..وفي يده الكشاكيل ...ابتسم في هدوء ..وقال لطلابه " ملك الغابة راض عنكم جميعا ..وارسل لكم شكولاطة ...ويشكركم جميعا على المساعدة ..
ثم توجه بالسؤال إلى حمادة ..ما هو الحيوان الذي رشحته للوزارة يا حمادة ؟
أجاب حمادة .." لقد رشحت الفيل ...لأنه ضخم وأكيد كل الحيوانات ستخاف منه .."
فرد عليه أحد زملائه .." ولكن إذا دخل أحد اللصوص إلى القصر ..لا يستطيع الفيل أن يطارده لأنه سمين .." ..انفجر الجميع بالضحك ...
ثم توجه المعلم إلى لينا بالسؤال : "ما هو الحيوان الذي رشحته يا لينا للوزارة ؟"
فأجابت لينا " أنا رشحت الغزالة...لأنها حلوة وجميلة ..وليس هنالك أجمل من الغزالة عندما تجلس قرب الملك "
فرد عليها أحد الطلاب ساخرا .." ولكن الأسد إذا جاع سوف يأكلها .." لتنفجر القاعة مرة أخرى بالضحك .
نظر عمو صالح إلى كريم ..وقال له " لماذا لا تقل لزملائك عن الحيوان الذي اختره للوزارة ؟"
وقف كريم من مكانه خجلا وقال " أنا اخترت أن يكون كيلو سمك ...وزيرا للأسد ؟"
وتحت ضحكات بقية الزملاء ...برر كريم إجابته قائلا " لقد استمعت إلى مكالمتك مع الأسد وكنتما تحدثان عن كيلو سمك .."
ضحك عمو صالح ....لبراءة كريم ..ثم واصل سؤاله ..إلى سامية ..وقال لها " ما هو الحيوان الأصلح للوزارة ؟ " ..فأجابت " أسد آخر ..لماذا لا يختار ملك الغابة أسدا آخر ليصبح وزيرا معه ..."
علق أحد التلاميذ قائلا .." ستنشب الحرب بين الاسدين ، ويدخلان في حرب أهلية طلبا لحكم الغابة .."
تعجب عمو صالح من السلوك الديمقراطي لتلاميذه وقال .."إذن ما هو الحل ، من هو الحيوان الذي سيمسك الوزارة ..؟ "
وفجأة اقتحم البواب حجرة الدراسة ..وقال بصوت عال : " معالي الوزير وصل في زيارة مفاجئة للمدرسة .."
مصطفى بونيف
تعليق