[align=center]
[align=center]نقطة سوداء ...[/align]
[gdwl]
رأيت نقطة سوداء على الجدار
فاقتربت منها في تساؤل
ارتبت أنها التسي تسي في تنكر
قررت الفرار بلا تمهـل
خشيت منقارها المسمم
فلملمت أطراف جلبابي المنســدل

قصدت مستشفى الحي للنجدة
ارتميت على مكتب الممرضة بعجــل
وبكلام متقطع سألت عن الطبيب المعالج
ودونما اهتمام لوحت لي بطرف أنمـل
تركتها ولم تفارق الدمعة مقلتي
وبحثت بين الغرف عن دواء لــي
انطلقت بين الأرجاء في ضياع
فكاد يغمى علي من شدة وجلـي
وقفت بين الجموع أنتظر دوري
رجوتهم تارة وتارة حاولت التسلـل
وصلت بعد جهد جهيد إلى الممرض
فصدني ودخولي لم يقبـــل
عدت أدراجي ساخطا على الوضع
ممتقع الصفرة عديم الأمـــل
ارتميت على كرسي بالجانب الأيمن
قابلت صديقا وعلى وجهه ألف سـؤال
بعد الأحضان قصدته في خدمة
فلبى طلبي و وأعاد البسمة لــي
كتب على ورقة توصية وأعطاني
اسم دكتوري الأمل المتأمـل
شكرته ودعوت له بالتوفيق
ودعته بالقبل وأنا في انشغال
ركضت مسرعا لوجهتي
وفي يدي الورقة كقنديلـي
وجدت الحارس على الباب متجمدا
ومددت له الورقة بتعالــي
تغيرت نظرته لي في ثانية
وسألني عن شرابي المفضـل
أحضر كرسيا وأجلسني
في انتظار دكتوري الأمل المتأمـل
من شدة تعبي استسلمت لغفوتي
وأرخيت العنان للأحلام والخيـال
فتراءت لي التسي تسي في مرقص

على أريكة والدكتور بقبضتها مكبـل
وأعوانها بين رقصة التسي تسي
وفرح ومرح وسكر وتمايــل
ترنحت خوفا لأبتعد عن الوكر
فأحدثت قعقعة من هبلـي
انتبه الحراس لتواجدي
وهمت اللعينة دون رأفة بحالي
فالتقطتني بمنقارها المسمم
ووحدت الصفوف لهجوم بالنجاح مكلل
أحسست حينها بضعف حالتي
فطأطأت رأسي في خجــل
وحسبتني جاسوسا على المملكة
ومن سين إلى جيم لم تقتنع بعللي
وبكل التهم وثقت محاكمتي
وبرعت بجمع الحجج والدلائـل
وأمدتني بمحام بارع في إغراقي
حتى قضت بوخزي قبل انسحاب الليل
وبعثي بين إخواني لنشر المرض
دافعت عن نفسي دون جدوى ولا أمـــل
وفي الأخير لم أجد إلا الاستسلام
للتهمة الملصقة بي والحكم لعلـــي
أجد في موتي البطيء راحتي
فانتفضت في ذعر من كابوسي المطـــــول
ولم يكن سوى الطبيب إلى جانبي
يسألني عن ذعري و إلحاحي في الدخـــــول
فشرعت أحكي له قصتي
والغريب أنه سمعني بكل تمهل وتأمـــــل
فطمأنني كما لو كان مصدقي
ومد يده للبحث عن رقم في الدليــــل
بدا لي و أنه صديق له في العمل
وقرأت في عينيه ريبة في هبلـــي
أشار علي ما تبقى من عقلي بالهرب
فجمعت أطراف جلبابي في عجـــــل

وركضت دونما تفكير نحو الباب
إلى أين ؟؟ صدقا لا علم ليـــــ
حاول الجميع الإمساك بي
كما لو كنت متهما في قتيــــل
بعد جهد تخلصت من المطاردة
فقصدت أول مطعم لاح ليــــــــ
طلبت ماء فطردوني بلا رحمة
غادرت وأنا أصارع الوهن في تمايــــل
رآني المارة فتجنبوا طريقي
واتهموني بجرم السكر المعلـــل
وأبلغوا الشرطة عني دون تريث
وبسرعة وجدت نفسي في الأغلال
وخضعت لكل أنواع الأسئلة
وبعد أخذ بصماتي أجروا تحاليلي
وبين الجوع والعطش والإجابات
استسلمت لضعفي ووهني وكل العلـل
ولم أستفق إلا وأنا أعالج من هوسي
فأتى الطبيب و أنا بين المحاليــل
وعن كوابيسي بدأ باستجوابي
أنكرت تذكري لما جرى لي
ووشوشت : ما كنت وصلت إلى مصابي
لو صدقتموني وأسرعتم لاستقبالـي
قرأت على وجهه علامات استفهام
ولمحت عينيه تلمعان من الفضـــول
لمعرفة وشوشتي فتداركت بابتسامتي
وقلت له : أمثالك أمل أمثالي المتأمـل
فضحك بافتخار وزهو المنتصر
وكتب ورقة للعودة إلى المنزل
سعدت بانتهاء كابوس المطاردة العجيب
وجمعت أطراف جلبابي المنسدل
وقصدت منزلي والخوف يتملكني
اقتربت من الجدار سبب عنائي المطول
وإذا بالنقطة السوداء مجرد مسمار

دق على الحائط لتزيينه بصورة شلال
وأي شلال ذاك الذي
زجني في مطاردات وسجن وأغلال
و أية أفكار تلك التي تملكتني
من عدم تريثي وتفكيري وتمهلـ
ـي
[/gdwl][/align]
[align=center]نقطة سوداء ...[/align]
[gdwl]
رأيت نقطة سوداء على الجدار
فاقتربت منها في تساؤل
ارتبت أنها التسي تسي في تنكر
قررت الفرار بلا تمهـل
خشيت منقارها المسمم
فلملمت أطراف جلبابي المنســدل

قصدت مستشفى الحي للنجدة
ارتميت على مكتب الممرضة بعجــل
وبكلام متقطع سألت عن الطبيب المعالج
ودونما اهتمام لوحت لي بطرف أنمـل
تركتها ولم تفارق الدمعة مقلتي
وبحثت بين الغرف عن دواء لــي
انطلقت بين الأرجاء في ضياع
فكاد يغمى علي من شدة وجلـي
وقفت بين الجموع أنتظر دوري
رجوتهم تارة وتارة حاولت التسلـل
وصلت بعد جهد جهيد إلى الممرض
فصدني ودخولي لم يقبـــل
عدت أدراجي ساخطا على الوضع
ممتقع الصفرة عديم الأمـــل
ارتميت على كرسي بالجانب الأيمن
قابلت صديقا وعلى وجهه ألف سـؤال
بعد الأحضان قصدته في خدمة
فلبى طلبي و وأعاد البسمة لــي
كتب على ورقة توصية وأعطاني
اسم دكتوري الأمل المتأمـل
شكرته ودعوت له بالتوفيق
ودعته بالقبل وأنا في انشغال
ركضت مسرعا لوجهتي
وفي يدي الورقة كقنديلـي
وجدت الحارس على الباب متجمدا
ومددت له الورقة بتعالــي
تغيرت نظرته لي في ثانية
وسألني عن شرابي المفضـل
أحضر كرسيا وأجلسني
في انتظار دكتوري الأمل المتأمـل
من شدة تعبي استسلمت لغفوتي
وأرخيت العنان للأحلام والخيـال
فتراءت لي التسي تسي في مرقص

على أريكة والدكتور بقبضتها مكبـل
وأعوانها بين رقصة التسي تسي
وفرح ومرح وسكر وتمايــل
ترنحت خوفا لأبتعد عن الوكر
فأحدثت قعقعة من هبلـي
انتبه الحراس لتواجدي
وهمت اللعينة دون رأفة بحالي
فالتقطتني بمنقارها المسمم
ووحدت الصفوف لهجوم بالنجاح مكلل
أحسست حينها بضعف حالتي
فطأطأت رأسي في خجــل
وحسبتني جاسوسا على المملكة
ومن سين إلى جيم لم تقتنع بعللي
وبكل التهم وثقت محاكمتي
وبرعت بجمع الحجج والدلائـل
وأمدتني بمحام بارع في إغراقي
حتى قضت بوخزي قبل انسحاب الليل
وبعثي بين إخواني لنشر المرض
دافعت عن نفسي دون جدوى ولا أمـــل
وفي الأخير لم أجد إلا الاستسلام
للتهمة الملصقة بي والحكم لعلـــي
أجد في موتي البطيء راحتي
فانتفضت في ذعر من كابوسي المطـــــول
ولم يكن سوى الطبيب إلى جانبي
يسألني عن ذعري و إلحاحي في الدخـــــول
فشرعت أحكي له قصتي
والغريب أنه سمعني بكل تمهل وتأمـــــل
فطمأنني كما لو كان مصدقي
ومد يده للبحث عن رقم في الدليــــل
بدا لي و أنه صديق له في العمل
وقرأت في عينيه ريبة في هبلـــي
أشار علي ما تبقى من عقلي بالهرب
فجمعت أطراف جلبابي في عجـــــل

وركضت دونما تفكير نحو الباب
إلى أين ؟؟ صدقا لا علم ليـــــ
حاول الجميع الإمساك بي
كما لو كنت متهما في قتيــــل
بعد جهد تخلصت من المطاردة
فقصدت أول مطعم لاح ليــــــــ
طلبت ماء فطردوني بلا رحمة
غادرت وأنا أصارع الوهن في تمايــــل
رآني المارة فتجنبوا طريقي
واتهموني بجرم السكر المعلـــل
وأبلغوا الشرطة عني دون تريث
وبسرعة وجدت نفسي في الأغلال
وخضعت لكل أنواع الأسئلة
وبعد أخذ بصماتي أجروا تحاليلي
وبين الجوع والعطش والإجابات
استسلمت لضعفي ووهني وكل العلـل
ولم أستفق إلا وأنا أعالج من هوسي
فأتى الطبيب و أنا بين المحاليــل
وعن كوابيسي بدأ باستجوابي
أنكرت تذكري لما جرى لي
ووشوشت : ما كنت وصلت إلى مصابي
لو صدقتموني وأسرعتم لاستقبالـي
قرأت على وجهه علامات استفهام
ولمحت عينيه تلمعان من الفضـــول
لمعرفة وشوشتي فتداركت بابتسامتي
وقلت له : أمثالك أمل أمثالي المتأمـل
فضحك بافتخار وزهو المنتصر
وكتب ورقة للعودة إلى المنزل
سعدت بانتهاء كابوس المطاردة العجيب
وجمعت أطراف جلبابي المنسدل
وقصدت منزلي والخوف يتملكني
اقتربت من الجدار سبب عنائي المطول
وإذا بالنقطة السوداء مجرد مسمار

دق على الحائط لتزيينه بصورة شلال
وأي شلال ذاك الذي
زجني في مطاردات وسجن وأغلال
و أية أفكار تلك التي تملكتني
من عدم تريثي وتفكيري وتمهلـ

[/gdwl][/align]
تعليق