(الغابة ) نصٌّ قصصي للشاعر : مهتدي مصطفى غالب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مهتدي مصطفى غالب
    شاعروناقد أدبي و مسرحي
    • 30-08-2008
    • 863

    (الغابة ) نصٌّ قصصي للشاعر : مهتدي مصطفى غالب

    القتل بطريقة أكثر حداثة


    أو


    الغابة


    أو


    قتلت حبيبتي

    نصٌّ قصصي للشاعر : مهتدي مصطفى غالب
    قوارير على هيئة عجائز تدور حول نفسها و حولي كالكرة الأرضية ، يغفو على قمتها خيالٌ يشير إليَّ بإصبع الاتهام

    -أنت قاتل –

    تتحول جدران الغرفة لحيتان جائعة تفتح جوفها ... تبتلعني ... أُبعثُ طفلاً يلعب في أرجاء غابة واسعة ، أراك وحيدة كالبحر ، كقائد مهزوم ، أدنو منك .. تلتصق أناملنا ببعضها بعنف ، نتدفق معاً في أزقة مدينتنا كبردى في حذر و فرح ...
    -البحر أجمل من القمر
    -لماذا ؟!
    -لأنه واسع ، و سيأتي يومٌ يبتلع فيه الكرة الأرضية ، و لا يبقى سوانا ، أنا و أنتِ نعيش في مملكتنا الخاصة ...
    -لوحدنا ..!!
    -لوحدنا ...
    أضع يدي بين أناملك الغضة ثانية ، ترتجفين كعصفور ينفض عن جناحيه قطرات المطر ، أحدق في عينيك ...
    -أتعرفين .. ما أرى في حواكير عينيك ؟؟
    -ترى بحراً ... شمساً ... حبّاً ...
    -لا ... لا .. أرى قصراً جميلاً أجمل من ( تاج محل)
    -من بناه ؟!
    -أنا ... لي ... و لك ... هلمي لندخل إليه
    فتحت الباب بالمفتاح الذهبي ،ركع البستاني بثيابه الرثة ، التصقت عيناها به ، لم تزحهما عنه...
    -حبيبي ... لماذا هو هكذا .. لماذا لا تزيل هذه التجاعيد من كفّيه ؟؟!!
    -فعلاً .. لفت نظري إلى ناحية مهمة .. إنه مقرف كالجيفة .. أيُّها الحرس ... ارموه خارج القصر ... و ائتوني ببستاني أنيق ..
    -و لكن ...
    أدخلتها من بوابة كبيرة لأعماق القصر ، التصق عيناها بالأرض منزلقة إلى الغابة ، بينما كنت أغلق البوابة ...
    -أريد العودة إلى الغابة ..
    -حبيبتي .. هنا جنتي .. خير ... رفاه ... كلُّ شيء بين يديك !!
    -الغابة ..
    أوصلتها إلى الغرفة المخصصة لها ، حاولتْ العودة ، لكزتها قليلاً .. سقطت على المقعد الحريري ... أغلقتُ الباب ورائي خارجاً لأمارس عمليةً أكثر ربحاً .
    عدتُ بعد زمن .. لحاجتي الشاذة لإشباع رغبتي ، وجدتها ذليلة ...
    -ماذا أصابك ؟؟!!
    -الغابة ..
    -ألا تحبينني ؟؟
    -الغابة ..
    حاولت الخروج ، لكني منعتها بقوة و شراسة
    -أيُّها الحرس .. اجلدوا هذه المرأة حتى تُمحى الغابة من مخيلتها ..
    و تساقطت النيازك على وجهها الهادئ تلونه كقوس القزح ، أبعدت الحرس عنها لأغرس أنيابي في لحمها الطري .. شعرتُ بالنشوة ..
    -ها قد انتصرت ... أيها الحرس .. تابعوا عملي حتى تنجزوه ..
    نظرت في وجهي بهدوء ، ثم بصقت فيه دماً أحمر ...
    أقفلت الباب خارجاً لأمسح البصقة عن وجهي ، ..
    و حين حاصرتني شرنقة العفونة ... أحسست بحاجتي ليدٍ تمسح عني تلك الأقنعة ، ذهبت إليها .. كانت منغمسة في موتها ...
    بينما قوارير على هيئة عجائز تدور حول نفسها و حولي كالكرة الأرضية ، ينتصب فوقها خيالٌ يشيرً إليَّ بإصبع الاتهام :

    -أنت قاتل –
    ليست القصيدة...قبلة أو سكين
    ليست القصيدة...زهرة أو دماء
    ليست القصيدة...رائحة عطر أو نهر عنبر
    ليست القصيدة...سمكة .... أو بحر
    القصيدة...قلب...
    كالوردة على جثة الكون
  • وفاء الدوسري
    عضو الملتقى
    • 04-09-2008
    • 6136

    #2
    مساء الخير .. أستاذ/مهتدي مصطفى
    طبعا أنت أكبر من أن أعلق على إبداعك أنا فقط أترك انطباعي شعرت أن هناك أحلام تدور في وهن حول رحيل يجلد انتصار التف على أقدام غابة احرقت حقيقة تحت ضوء الشمس!.. وعلى لسان الضوء التصقت دماء لم تعد قادرة في هذا الفضاء على لفظ جواب ونلمح معالم ضجر على بعض وجوه لا تقدم غير دوران حول نفسها وينتصب فوقها خيال يشير بإصبع الاتهام إلى أن هناك أكثر من قاتل!..
    شكرا لإبداعك، دمت بخير
    التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الدوسري; الساعة 01-08-2010, 10:03.

    تعليق

    • مهتدي مصطفى غالب
      شاعروناقد أدبي و مسرحي
      • 30-08-2008
      • 863

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة وفاء عرب مشاهدة المشاركة
      مساء الخير .. أستاذ/مهتدي مصطفى
      طبعا أنت أكبر من أن أعلق على إبداعك أنا فقط أترك انطباعي شعرت أن هناك أحلام تدور في وهن حول رحيل يجلد انتصار التف على أقدام غابة احرقت حقيقة تحت ضوء الشمس!.. وعلى لسان الضوء التصقت دماء لم تعد قادرة في هذا الفضاء على لفظ جواب ونلمح معالم ضجر على بعض وجوه لا تقدم غير دوران حول نفسها وينتصب فوقها خيال يشير بإصبع الاتهام إلى أن هناك أكثر من قاتل!..
      شكرا لإبداعك، دمت بخير
      مساء النور
      شكراً لك ..
      النص بعد أن يُنشر ..
      يصبح ملكاً للقارئ أكثر من كونه للكاتب
      يهمني جداً قراءة هذا الرأي الراقي
      لك مودتي و تقديري
      ليست القصيدة...قبلة أو سكين
      ليست القصيدة...زهرة أو دماء
      ليست القصيدة...رائحة عطر أو نهر عنبر
      ليست القصيدة...سمكة .... أو بحر
      القصيدة...قلب...
      كالوردة على جثة الكون

      تعليق

      • مصطفى الصالح
        لمسة شفق
        • 08-12-2009
        • 6443

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة مهتدي مصطفى غالب مشاهدة المشاركة
        قوارير على هيئة عجائز تدور حول نفسه و حولي كالكرة الأرضية ، يغفو على قمتها خيالٌ يشير إليَّ بإصبع الاتهام
        -أنت قاتل –

        تتحول جدران الغرفة لحيتان جائعة تفتح جوفها ... تبتلعني ... أُبعثُ طفلاً يلعب في أرجاء غابة واسعة ، أراك وحيدة كالبحر ، كقائد مهزوم ، أدنو منك .. تلتصق أناملنا ببعضها بعنف ، نتدفق معاً في أزقة مدينتنا كبردى في حذر و فرح ...
        -البحر أجمل من القمر
        -لماذا ؟!
        -لأنه واسع ، و سيأتي يومٌ يبتلع فيه الكرة الأرضية ، و لا يبقى سوانا ، أنا و أنتِ نعيش في مملكتنا الخاصة ...
        -لوحدنا ..!!
        -لوحدنا ...
        أضع يدي بين أناملك الغضة ثانية ، ترتجفين كعصفور ينفض عن جناحيه قطرات المطر ، أحدق في عينيك ...
        -أتعرفين .. ما أرى في حواكير عينيك ؟؟
        -ترى بحراً ... شمساً ... حبّاً ...
        -لا ... لا .. أرى قصراً جميلاً أجمل من ( تاج محل)
        -من بناه ؟!
        -أنا ... لي ... و لك ... هلمي لندخل إليه
        فتحت الباب بالمفتاح الذهبي ،ركع البستاني بثيابه الرثة ، التصقت عيناها به ، لم تزحهما عنه...
        -حبيبي ... لماذا هو هكذا .. لماذا لا تزيل هذه التجاعيد من كفّيه ؟؟!!
        -فعلاً .. لفت نظري إلى ناحية مهمة .. إنه مقرف كالجيفة .. أيُّها الحرس ... ارموه خارج القصر ... و ائتوني ببستاني أنيق ..
        -و لكن ...
        أدخلتها من بوابة كبيرة لأعماق القصر ، التصق عيناها بالأرض منزلقة إلى الغابة ، بينما كنت أغلق البوابة ...
        -أريد العودة إلى الغابة ..
        -حبيبتي .. هنا جنتي .. خير ... رفاه ... كلُّ شيء بين يديك !!
        -الغابة ..
        أوصلتها إلى الغرفة المخصصة لها ، حاولتْ العودة ، لكزتها قليلاً .. سقطت على المقعد الحريري ... أغلقتُ الباب ورائي خارجاً لأمارس عمليةً أكثر ربحاً .
        عدتُ بعد زمن .. لحاجتي الشاذة لإشباع رغبتي ، وجدتها ذليلة ...
        -ماذا أصابك ؟؟!!
        -الغابة ..
        -ألا تحبينني ؟؟
        -الغابة ..
        حاولت الخروج ، لكني منعتها بقوة و شراسة
        -أيُّها الحرس .. اجلدوا هذه المرأة حتى تُمحى الغابة من مخيلتها ..
        و تساقطت النيازك على وجهها الهادئ تلونه كقوس القزح ، أبعدت الحرس عنها لأغرس أنيابي في لحمها الطري .. شعرتُ بالنشوة ..
        -ها قد انتصرت ... أيها الحرس .. تابعوا عملي حتى تنجزوه ..
        نظرت في وجهي بهدوء ، ثم بصقت فيه دماً أحمر ...
        أقفلت الباب خارجاً لأمسح البصقة عن وجهي ، ..
        و حين حاصرتني شرنقة العفونة ... أحسست بحاجتي ليدٍ تمسح عني تلك الأقنعة ، ذهبت إليها .. كانت منغمسة في موتها ...
        بينما قوارير على هيئة عجائز تدور حول نفسها و حولي كالكرة الأرضية ، ينتصب فوقها خيالٌ يشيرً إليَّ بإصبع الاتهام :
        -أنت قاتل –

        نص جميل عميق

        اعجبني الاسلوب وكذلك لغتك غنية عن التعريف

        الصور فتحت آفاقا للتخيل والرؤى

        لي سؤال

        بدأت النص بجملة

        قوارير على هيئة عجائز تدور حول نفسه و حولي كالكرة الأرضية ، يغفو على قمتها خيالٌ يشير إليَّ بإصبع الاتهام
        -أنت قاتل –


        وانهيته بجملة

        بينما قوارير على هيئة عجائز تدور حول نفسها و حولي كالكرة الأرضية ، ينتصب فوقها خيالٌ يشيرً إليَّ بإصبع الاتهام :
        -أنت قاتل –

        حاولت الربط بينهما لكن كلمتي نفسه و نفسها كانتا حائلا

        ارجو التوضيح

        تحيتي وتقدير
        التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى الصالح; الساعة 03-08-2010, 09:36.
        [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

        ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
        لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

        رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

        حديث الشمس
        مصطفى الصالح[/align]

        تعليق

        • ربيع عقب الباب
          مستشار أدبي
          طائر النورس
          • 29-07-2008
          • 25792

          #5
          النص للتثبيت

          محبتي
          sigpic

          تعليق

          • مهتدي مصطفى غالب
            شاعروناقد أدبي و مسرحي
            • 30-08-2008
            • 863

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى الصالح مشاهدة المشاركة
            نص جميل عميق

            اعجبني الاسلوب وكذلك لغتك غنية عن التعريف

            الصور فتحت افاق للتخيل والرؤى

            لي سؤال

            بدأت النص بجملة

            قوارير على هيئة عجائز تدور حول نفسه و حولي كالكرة الأرضية ، يغفو على قمتها خيالٌ يشير إليَّ بإصبع الاتهام

            -أنت قاتل –




            وانهيته بجملة


            بينما قوارير على هيئة عجائز تدور حول نفسها و حولي كالكرة الأرضية ، ينتصب فوقها خيالٌ يشيرً إليَّ بإصبع الاتهام :
            -أنت قاتل –



            حاولت الربط بينهما لكن كلمتي نفسه و نفسها كانتا حائلا

            ارجو التوضيح

            تحيتي وتقدير
            [align=center]
            الأديب الصديق مصطفى الصالح
            شكراً لك ...
            و معك حق تماماً هو خطأ طباعي أنا مسؤول عنه ..ز
            و هي ( نفسها) في الجملتين .. و واضح أنها خطأ لغوي و بالتالي الصح ما ورد في الجملة الثانية ..
            آمل أن يتم إصلاح هذا الخطأ من قبل الأصدقاء في الاشراف
            شكراً لك ثانية ... مع المحبة و المودة و التقدير
            [/align]
            ليست القصيدة...قبلة أو سكين
            ليست القصيدة...زهرة أو دماء
            ليست القصيدة...رائحة عطر أو نهر عنبر
            ليست القصيدة...سمكة .... أو بحر
            القصيدة...قلب...
            كالوردة على جثة الكون

            تعليق

            • ربيع عقب الباب
              مستشار أدبي
              طائر النورس
              • 29-07-2008
              • 25792

              #7
              رؤية كابوسية
              كأنه بالفعل كابوس يجثم على صدر بطلنا
              فهل تراه أفاق منه
              أم ظل إلى ما بعد انتهاء الكاتب ؟
              ربما مازال يرزح تحت وقع و نيره !!

              ربما كانت الرؤية فى أول الأمر قريبة و سهلة
              بشكل غريب ،
              أو لنقل بشكل مبسط جدا
              غاية فى التبسيط
              ثم ياتى الفعل الغريب الذى لا أدري مبرره
              إلا أن كان بطلنا مريضا نفسيا
              أو يعانى من ماشوسية رهيبة
              لم يستطع الحب أن ينتصر عليها بأية حال !!
              بل أنه عرى هذه المحبوبة للحرس
              و الدون من الخلق لتكون مستباحة لهم
              ثم نعود إلى نقطة البداية
              وهذا التدوير .. إلى نقطة البداية لنظل فى نفس الدوائر الحيتانية

              أهلا بك أستاذنا الكبير مهتدي و مرحبا بأعمالك القصصية هنا

              محبتي
              sigpic

              تعليق

              • مهتدي مصطفى غالب
                شاعروناقد أدبي و مسرحي
                • 30-08-2008
                • 863

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                رؤية كابوسية
                كأنه بالفعل كابوس يجثم على صدر بطلنا
                فهل تراه أفاق منه
                أم ظل إلى ما بعد انتهاء الكاتب ؟
                ربما مازال يرزح تحت وقع و نيره !!

                ربما كانت الرؤية فى أول الأمر قريبة و سهلة
                بشكل غريب ،
                أو لنقل بشكل مبسط جدا
                غاية فى التبسيط
                ثم ياتى الفعل الغريب الذى لا أدري مبرره
                إلا أن كان بطلنا مريضا نفسيا
                أو يعانى من ماشوسية رهيبة
                لم يستطع الحب أن ينتصر عليها بأية حال !!
                بل أنه عرى هذه المحبوبة للحرس
                و الدون من الخلق لتكون مستباحة لهم
                ثم نعود إلى نقطة البداية
                وهذا التدوير .. إلى نقطة البداية لنظل فى نفس الدوائر الحيتانية

                أهلا بك أستاذنا الكبير مهتدي و مرحبا بأعمالك القصصية هنا

                محبتي
                الأديب الصديق ربيع
                شكراً لك ..
                كلماتك سيجت النص بالنور ..فأزاحت بعض غموضه القصدي
                لك محبتي و مودتي و تقديري
                ليست القصيدة...قبلة أو سكين
                ليست القصيدة...زهرة أو دماء
                ليست القصيدة...رائحة عطر أو نهر عنبر
                ليست القصيدة...سمكة .... أو بحر
                القصيدة...قلب...
                كالوردة على جثة الكون

                تعليق

                يعمل...
                X