[poem=font=",6,darkblue,bold,italic" bkcolor="burlywood" bkimage="" border="double,4,limegreen" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
سكبت الشعر مؤتلقا منيرا = وجدتَّ به ندَى قلبٍ غزيرا
فأغرقتَ القصيد بكفِّ جودٍ= وأسقيت الشذا منك الشعورا
وأخرست ادعاءً من غريرٍ= بنبلٍ يرحم الحرف الصغيرا
ورحتَ ترش عطرا من وفاءٍ= وتُنـْبت من مودتك الزهورا
وبيتين استمرا في هديرٍ= يزلزل فيَّ وجداني الغريرا
فيا لهديرك الالقِ المندَّى= وكيف " جوادُ " أحتمل الهديرا؟
وحرفيَ نازفٌ دمعَ اغترابي= ومقصٍ عن لياليَّ البكورا؟
ومُصـْمٍ صمتيَ الليليُّ مني= كيانًا أرهق القلب الكسيرا
كأني في صحاري الحزن نوحٌ= تكاد تهزُّ نجواه الصخورا
ويوشك أن يحيل الرمل وقْدا=تُضيق لظاه من سكنوا القبورا
وينتفضُ الأسى برًّا وجوًّا= جوىً يزدادُ إن شرب البحورا
ويرسمُ بسمةُ الأمل المسجَّى=ذهولٌ يُقبرُ الحلم الكبيرا
أعرني يا صديقُ السمع ، واعذر= لأحرفيَ التضعضع والقصورا
وكن- إن شئت- لي كفا رؤوما= تكفكف من توقديَ السعيرا
ولا تضجر إذا غنيتُ حزني=بِناياتِ القصيد ، وكن صبورا
عشقتُ الشعر وجدانا ونبضا= وفكرا منه أستافُ العبيرا
وهمت به كأن الوزن فيه = شموس تمنح التحليق نورا
تسابقها إلى الأعماق عِينًا= وتحملها إلى الآفاق حُورا
وتوقد من جناحيَّ انطلاقا= يسامت حينما يعلو النسورا
فأسمر بين أضواء تهادَى= تفجِّرُ فرحةً حولي البدورا
وأنظم من نجوم الليل معنًى= سماويًا يساكبني الحبورا
وألقى من رواهُ العشقُ صبرا =وأصحب من سقاه الصدقُ نورا
وأرحل هائما قلبا وروحا = بلا ملل فأرتاد العصورا
وحين يلملمُ الحرف اشتياقا= لتعزفَ بهجتي حولي الطيورا
ويرتاد الخيال مدًى بعيدا= يروّي لحنيَ الغضَّ النضير
أرى قمم الرجاء غدت سفوحا= يعوق لظى الرمال بها الصقورا
وأبصر ومضة التحليق تهوي= مضرجةًّ الخطى تدمي الجسورا
فكيف يرفرف الزغب المشظَّى؟= وكيف يرومُ- إن شامَ - العبورا؟
وما شعري وقد آمت حروفي= ولم أشرب بها إلا الهجيرا
حنانيك ، اتئدْ ؛ مستغفرا لي=رحيما ، قادرا ، برًّا ، غفورا
[/poem]
تعليق