[frame="11 90"]
القهوة.. :لا حاجه اليوم
بريطانيا.. أو المملكة المتحدة.. هي وجه لمخلوق.. يحمل شراسة كل الأشياء مُجتمعة.. هذا المخلوق الكثير الأطراف عاث فساداً بكياننا حتى الموت وأسكن الفاجعة بقلوبنا..
تلك الفاجعة التي لا زلنا نحياها الى اليوم..
في تلك الأيام من عمر وجودنا..
كان اجدادنا كغيرهم من الشعوب البسيطة يحملون على أكتاف أعمارهم هموم اللقمة والكساء
في ظل استعمار مفترس يغرس انيابه في المكان والزمان
ويخطط ويبرمج مستقبل البسطاء الغافلين عن اوطان
وضعت كأجساد الذبائح على طاولات الجزارين خرائطاً تقسم وفق قلوب وضمائر مريضة بالشهوة والخداع والاحتيال في الثاني من تشرين الثاني 1917..
كانت الشمس عاديه.. والرياح عاديه.. والاشجار عاديه..
وكان جدي عبد الله يلتفت الى اليمين والى اليسار ويقول السلام عليكم ورحمة الله. ويلملم حصيرة الصلاة الصغيرة..
ويكمل مشواره على ظهر حمار هزيل من الياجورالى حيفا.. ليبيع بعض حليب الماعز بوادي النسناس..وواد الصليب
في تلك الأثناء كان آرثر جيمس بلفور وزير خارجية بريطانيا
يضع سبابته بانفه وينظف ما علق بتلك الشعيرات الطويلة من اوساخ التبغ ويرتشف نبيذاً احمراً بلون الدم ويكتب
"عزيزي اللورد روتشلد.. إن حكومة جلالتها تنظر بعين العطف والارتياح الى انشاء وطن قوي للشعب اليهودي في فلسطين وسوف تعمل كل ما بوسعها من اجل تحقيق هذا الهدف"
وهكذا.. وبجرةِ قلم على الورق كجرة سكين يفصل اللحم عن العظم
كان ذلك الوعد.. الذي سلبنا كل شيء
وأعطى لغيرنا كل شيء..
ومن يومها.. لم يرجع جدي عبد الله الى الياجور
ولا عادت الياجور هي الياجور. ولا عادت الشمس هي الشمس
ولا الرياح هي الرياح ولا الأشجار هي الأشجار..
ولاالبحر الأبيض المتوسط.. لا أبيضاً - ولا متوسطاً
الشعر...المفتاح
***
ألملم الرياح
في قبضتي الصغيرة
كزهرةٍ صغيرة..
وأضعها بكأس
على طرف نافذةٍ
تنتظر الصباح
***
لأنك قد تأتي
ذات صبح تأتي
من عتمة اللحظات
تُثقلك الجراح..
قد تبحث عن مفتاح
وينكسر المفتاح
لذلك
وذاك
لملت الرياح
في قبضتي الصغيرة
كزهرة.. صغيرة
ووضعتها في كأس
على طرف نافذة
تنتظرالصباح..
***[/frame]

القهوة.. :لا حاجه اليوم
بريطانيا.. أو المملكة المتحدة.. هي وجه لمخلوق.. يحمل شراسة كل الأشياء مُجتمعة.. هذا المخلوق الكثير الأطراف عاث فساداً بكياننا حتى الموت وأسكن الفاجعة بقلوبنا..
تلك الفاجعة التي لا زلنا نحياها الى اليوم..
في تلك الأيام من عمر وجودنا..
كان اجدادنا كغيرهم من الشعوب البسيطة يحملون على أكتاف أعمارهم هموم اللقمة والكساء
في ظل استعمار مفترس يغرس انيابه في المكان والزمان
ويخطط ويبرمج مستقبل البسطاء الغافلين عن اوطان
وضعت كأجساد الذبائح على طاولات الجزارين خرائطاً تقسم وفق قلوب وضمائر مريضة بالشهوة والخداع والاحتيال في الثاني من تشرين الثاني 1917..
كانت الشمس عاديه.. والرياح عاديه.. والاشجار عاديه..
وكان جدي عبد الله يلتفت الى اليمين والى اليسار ويقول السلام عليكم ورحمة الله. ويلملم حصيرة الصلاة الصغيرة..
ويكمل مشواره على ظهر حمار هزيل من الياجورالى حيفا.. ليبيع بعض حليب الماعز بوادي النسناس..وواد الصليب
في تلك الأثناء كان آرثر جيمس بلفور وزير خارجية بريطانيا
يضع سبابته بانفه وينظف ما علق بتلك الشعيرات الطويلة من اوساخ التبغ ويرتشف نبيذاً احمراً بلون الدم ويكتب
"عزيزي اللورد روتشلد.. إن حكومة جلالتها تنظر بعين العطف والارتياح الى انشاء وطن قوي للشعب اليهودي في فلسطين وسوف تعمل كل ما بوسعها من اجل تحقيق هذا الهدف"
وهكذا.. وبجرةِ قلم على الورق كجرة سكين يفصل اللحم عن العظم
كان ذلك الوعد.. الذي سلبنا كل شيء
وأعطى لغيرنا كل شيء..
ومن يومها.. لم يرجع جدي عبد الله الى الياجور
ولا عادت الياجور هي الياجور. ولا عادت الشمس هي الشمس
ولا الرياح هي الرياح ولا الأشجار هي الأشجار..
ولاالبحر الأبيض المتوسط.. لا أبيضاً - ولا متوسطاً
الشعر...المفتاح
***
ألملم الرياح
في قبضتي الصغيرة
كزهرةٍ صغيرة..
وأضعها بكأس
على طرف نافذةٍ
تنتظر الصباح
***
لأنك قد تأتي
ذات صبح تأتي
من عتمة اللحظات
تُثقلك الجراح..
قد تبحث عن مفتاح
وينكسر المفتاح
لذلك
وذاك
لملت الرياح
في قبضتي الصغيرة
كزهرة.. صغيرة
ووضعتها في كأس
على طرف نافذة
تنتظرالصباح..
***
تعليق