التراث العربي بين الأصالة والمعاصرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فريد محمد المقداد
    أديب وكاتب
    • 02-08-2010
    • 69

    التراث العربي بين الأصالة والمعاصرة

    التراث العربي بين الأصالة والمعاصرة




    فريد محمد سليمان المقداد






    [align=justify]من أهم الأسئلة التي تواجه النظم الفكرية والمعرفية على اختلاف مكوناتها ومرجعياتها الفلسفية والمعرفية سؤال التراث ،ماهو التراث؟لماذا التراث ؟هل من الضروري أن نهتم بالتراث ؟هل تصح مقولة القطيعة مع الماضي، أم هل تصح مقولة أنه (ليس بالإمكان أبدع مما كان)وأن السلف لم يترك للخلف شيئاً؟أم يصح قول الشاعر العربي:
    -(وإني وإن كنت الأخير زمانه لآت بما لم تستطعه الأوائل)
    قبل كل هذا وذاك دعونا نبين ماهو التراث ؟

    -(دندنة لغوية):لفظ التراث في اللغة العربية من مادة (و.ر.ث)وتجعله المعاجم القديمة مرادفاًل "الإرث"و"الورث" و"الميراث"وهي مصادر تدل عندما تطلق اسماً على ما يرثه الإنسان من والديه من مال أو حسب،وقد فرق بعض اللغويين القدامى بين الورث والإرث على أساس أن الورث خاص بالمال وأن الإرث خاص بالحسب،ويلتمس اللغويون تفسيرا لحرف التاء في كلمة تراث فبقولون أن أصله "واو"وعلى هذا يكون اللفظ في أصله الصرفي "وراث" ثم قلبت الواو تاء لثقل الضمة على الواو ،وقد وردت لفظة التراث في القرآن الكريم مرة واحدة في سياق قوله تعالى {وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَّمّاً }الفجر19،والتراث هنا هو المال الذي يتركه الهالك وراءه وقد ورد في معلقة عمرو بن كلثوم قوله :
    -ورثنا مجد علقمة بن سيف أباح لنا حصون المجد دينا
    -ورثت مهلهلا والخير منه زهيرا نعم ذخر الذاخرينا
    -وعتابا وكلثوما جميعا بهم نلنا تراث الأكرمينا
    والتراث هنا هو مآثر الآباء والأجداد من صفات كالقوة والشجاعة والكرم التي أهلتهم لأن يصبحوا من كرام القوم،وفي العصر الإسلامي استمر استخدام كلمة تراث،لكنها ظلت ترفع راية العزة وتتغنى بكرم الأصل والتصدي للظلم والغدر ،يقول الشاعر الإسلامي سعد بن ناشب :
    -فإن تهدموا بالغدر داري فإنها تراث كريم لايبالي العواقبا
    وعموماً فإن لفظ "تراث" قد اكتسى في الخطاب العربي الحديث والمعاصر حتى معنى مختلفاً إن لم يكن مناقضاً لمعنى مرادفه الميراث في الاصطلاح القديم ،فبينما يفيد لفظ الميراث التركة التي توزع على الورثة أو نصيب كل منهم فيها أصبح لفظ التراث يشير إلى ما هومشترك بين العرب أي التركة الفكرية والروحية التي تجمع بينهم ،فإذا كان الإرث هو عنوان اختفاء الأب وحلول الابن محله فإن التراث أصبح في الوعي العربي المعاصر عنواناً على حضور الأب في الابن ،وحضور السلف في الخلف وحضور الماضي في الحاضر لذلك فإنني أستطيع أن أعرف التراث بأنهامتداد السلف في الخلف ،واستمرار مآثر الآباء والأجداد في الأبناء والأحفاد) فهو(الماضي يحاور الحاضر عن المستقبل)في حين يرى محمد أركون أن التراث هو (تاريخ اجتماعي وسياسي وثقافي زاخر،ترك أساطير ومخطوطات ومؤلفات وشروحا وتفاسير وسير وفلسفات وعلم كلام وفقها وأحكاما وشرائع استنبطها الأئمة المجتهدون ،ويخضع لها جميع المكلفين والتابعين)،في حين برى الدكتور حسن حنفي أن التراث هو (كل ما وصل إلينا من الماضي داخل الحضارة السائدة)ويرى المفكر محمد عابد الجابري أن التراث هو(كل ما هو حاضر فينا أو معنا من الماضي)0
    أنواع التراث:
    يضم التراث العربي عدة أنواع من التراث يمكننا أن نصنفها على النحو التالي:
    1-التراث الشفوي :كل ما نقل مشافهة أو تعليما من الآباء للأبناء من روايات وحكايات وأساطير وموسيقى ورقص شعبي وغير ذلك.....
    2- التراث المكتوب:وثائق ،مخطوطات، نصوص تاريخية.....
    3-التراث المبني:المدن القديمة ،المساجد ،المدارس،الأبواب، الزخارف ،النقوش...
    4-التراث المنقول:القطع الأثرية كالنقود والحلي والأواني الخزفية والأسلحة القديمة وغيرها من الأدوات المنزلية والفلاحية والحرفية التي قد نجدها محفوظة في المتاحف
    5-المواقع الأركيولوجية: وهي المواقع الأثرية القديمة0
    -أشكال التراث:
    بما أن التراث هو المخزون الحضاري للأمة الذي يتراكم دوماً ليشكل الرصيد العلمي والثقافي للأمة، فقد دعت الضرورة إلى اتخاذ موقف فكري محدد من هذا المخزون التراثي وفي هذا الموقف لابد من مراعاة أمرين :
    ا-الفهم العميق للتراث والمعرفة الواعية بمكوناته 0
    ب- القدرة على استشراف المستقبل ومتابعة إمكاناته واحتمالاته وتحدياته اللانهائية0
    أما الأشكال الثلاثة للتراث فهي :
    أولا-التراث الفاعل هو ذلك الجانب من التراث الذي من شأنه أن يفعل أو يمهد للفعل في حاضرنا أو مستقبلنا ، فإذا كنا نعيش عصر العلم ونتهيأ للدخول أو المشاركة فيه فإن التراث الفاعل في هذه الحالةهوالتراث العلمي للعرب ،ولايمكن لأي كان أن ينكر دور العلماء العرب المسلمين في تطور فروع العلم، الحقيقة التي يؤكدها العدو قبل الصديق ،وهذا التراث لن يقدم لنا إجابات عن تساؤلات العلم الحالية،ولن يصوغ لنا مخترعات تكنولوجية متقدمة،ولكن أضعف الإيمان أن يسمح لنا بالدخول إلى هذا العصر من منطلق الندية ،أي أنناأصحاب فكر ومعرفة وقد أسهمنا في دفع ركب الحضارة العالمي ، كما أنه ضروري لفهم طبيعة العقل العربي المعاصر وتطوره العلمي وهو فهم ضروري للحاضر والمستقبل معاً0
    ثانيا-التراث الخامل : وهو ذلك الجزء من التراث الذي فقد أهميته مع مرور الزمن،واختلاف الأحوال الحضارية وإن كان له في الماضي شأن عظيم أدى إلى اتساعه، لكنه اليوم خامل بالنسبة إلى مقتضيات العصر،ومثاله في تراثنا العربي مباحث السيمياء والكيمياء السحرية، ويضاف إلى ذلك تلك التفا ريع الكلامية (نسبة إلى علم الكلام )التي طال الحديث فيها ولم ينته بعد حتى أن العقل المعا صر ليصاب بالدوار منها ، المهم أن مثل هذه التراثيات خاملة لاتضيف إلى العقل العربي شيئاً ومن الخير تركها وعدم الاهتمام بها، ناهيك عن أن طرحها اليوم لم يعد يجدي فتيلاً.
    ثالثاً –التراث القاتل : وهو ذلك الجزء من التراث الذي يلحق ضرراًبالغاً بالتكوين الفكري والعقلي والحضاري للأمة العربية ،ومن أمثلة ذلك الجانب القاتل من التراث العربي"فنون السحر والشعوذة والتنجيم"فهذا النوع من التراثيات من شأنه تخدير العقل العربي المعاصر والإلقاء به في متاهات السحر والشعوذة ناهيك عن بعده عن الواقع والروح العلمية.
    كيف تكون قراءة التراث ؟إن الحاجة ماسة اليوم إلى قراءة مستبصرة للتراث العربي وفق معاييرمنضبطة تسهم في نهضة الأمة العربية وتأخذ بيدها نحو الصراط المستقيم ،مثلاً نقرأ الشعر العربي فنأخذ منه روائع التصوير ،وبدائع التعبير عن النفس والطبيعة والحياة ،ونقتبس غوالي الحكم ،ونترك المديح المسرف والهجاء المقذع والعصبية القبلية،والمجون المكشوف والشك المتحير، نقرأ حجة الإسلام الغزالي وننهل من تراثه الرحب في التربية والأخلاق ونترك ما تضمنته كتبه من غلو الصوفية أو من معارف أثبت العصر بطلانها أو ما استند إليه من أحاديث واهية أو موضوعة لاسند لها ،نقرأ التفسير ونحذر من الإسرائيليات والأقوال الفاسدة ،نقرأ الحديث ونحذر من الموضوعات والواهيات، نقرأ التصوف ونحذر من الشطحات والتطرفات ،نقرأ علم الكلام ونحذر من الجدليات والسفسطات ، نقرأ علم الفقه ونحذر من الشكليات والتعصبات
    ماذا تعني الأصالة: لقد تعمدت الحديث عن مفهوم الأصالة بعد الحديث عن التراث مباشرة ،لأنه كثيراً ما يشار إلى التراث على أنه هو الأصالة باعتبارها هوية ثقافية ثابتة نسبياً نابعة من التراث وتابعة له ،وأن نكون أصيلين يعني أن نحافظ على التراث ونخلص له ونؤكد انتماءنا إليه،فالأصالة مشتقة من أصل الشيء وجذره وهي تتحدد بالإجابة على السؤال من نحن؟ ما هويتنا ؟ بماذا نختلف عن الآخرين؟ ونحن نرى أن الأصالة بهذا لمعنى تعني الهوية الثقافية المستقلة عن الآخرين وهو الأمر الذي يحيلنا إلى التراث باعتباره هو الذي يشكل شخصيتنا الحضارية وهويتنا الثقافية وبما أن فهمنا للتراث يتعلق بانتماءاتنا واتجاهاتنا الإيديولوجية بالدرجة الأولى فإذا سألت اسلامياً عن هويته يجيبك أنا مسلم ،وإذا سألت قومياً يجيبك أنا عربي ،وإذا سألت صاحب النزعة الإقليمية والقطرية الضيقة فسيجيبك أنا مصري أو لبناني أو سوري أو قد يجيبك أنا فرعوني أو فينيقي أو بربري ،أما الماركسي فيعلن هويته الأممية قبل كل شيء .لكن مهما كان الأمر فالأصالة لاتعني الانغلاق على الذات ، أو على التراث والثبات وعدم التغير والتطور مما يقود إلى التعفن والاندثار والموت البطيء،ذاك أن الأصالة ليست كياناً ثابتاً دائماً لايحول ولا يزول نشأ دفعة واحدة وإلى الأبد ،استلمناه من أسلافنا دون تغيير ونسلمه بالأمانة لخلفنا دون أن نتصرف فيه ، وحتى لو أردنا ذلك لانستطيع لأن التغيير حاصل لامحالة، وهو يحدث رغماً عنا ومن الأفضل أن نعرف كيف نتعامل معه من أن يفرض علينا ونحن عنه غافلون... الأصالة يجب أن تعني القدرة على الإستمراروالتجدد الدائم والحوار النقدي الإيجابي مع المتغيرات الجديدة ، لأن الأصالة بغير ذلك مجرد جثة هامدة ،ذاك أن الثقافة التي لاتتجدد وتتغير هي جثة لاحراك بها خالية من الإبداع ونحن لانريد لثقافتنا ذلك ،وخطورة قضية الأصالة تأتي من سوء فهم هذه الكلمة والتستر بها لإبقائنا في قبضة التخلف والتبعية ، حين تروج الفكرة التي تحاول أن تقنعنا بأن أصالتنا إنما تكمن في أننا شرقيون ، من سماتنا أن نؤمن بالقضاء والقدر ،والغيب ، والاستسلام للخيال والأساطير،وأن ذهيتنا ميثيولوجية دينية ،وترفض الحرية والسببية ،وبالتالي فإن جوهر تكويننا يتناقض مع العلم والتفكير العلمي والعقلانية والمنطق التي هي بنظر معظم المستشرقين والمفكرين الغربيين من خصائص العقل العربي وحده فالشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا كما يقول الشاعر (كبلنغ)القلب للشرق والعقل للغرب ،الشرق روحاني والغرب مادي وهي أفكار تعبر عن النزعة المركزية الأوروبية صيغت لتبرر سيادتهم وسيطرتهم على العالم ،ووقع في فخها عدد من المفكرين العرب ويضاف على هذه التهم تهمة الإرهاب على اعتبار أن عقلنا وفكرنا مرتع خصب لها.وبدعوى حماية الأصالة تجري الدعوة إلى الانغلاق على الماضي ورفض التجديد وإثارة المخاوف من أن المزيد من التغيير سوف يؤدي في النهاية على القضاء على أصالتنا وهويتنا الثقافية ،وكأنه ينبغي على العرب حتى يحافظوا على أصالتهم وخصوصيتهم أن يحاربوا التجديد وحقيقة أن هذه الدعوة في أساسها معادية لجوهر الأصالة ،وتحت شعار الأصالة تجري محاربة كل المفاهيم المدنية الحديثة كالديمقراطية والعقلانية والعلمانية والتحديث على اعتبار أنها مؤامرة مبيتة على الإسلام والعروبة أو أنها غزو ثقافي وبذلك تصبح الصالة سجناً ضيقاً يرفض الواقع وينعزل عنه عوضاً عن التفاعل المثمر البناء ، وقد بدأت بوادر الانغلاق والجمود في العقل العربي منذ إغلاق باب الاجتهاد زمن العباسيين ،والخطورة في هذه القضية أنها تتحرك مستغلة الدين والمقدسات الدينية وليس بعد هذا الاستبداد استبداد ،فبدلاً من أن تتسع الشريعة بالفقه والاجتهاد لتستوعب الواقع التاريخي المتجدد تتحول مع هذه الأصولية إلى سرير بروكست حيث يفصل الواقع على قده مع أن أسلافنا رحمهم الله تحدثوا عن أسباب النزول معبرين بوضوح تام عن ارتباط الشريعة بالظروف المتغيرة وتحدثوا عن الناسخ والمنسوخ فالأحكام تتحدد طبقاً لمتطلبات العصر وقد وضعوا قاعدة فقهية تنص على (تغير الأحكام بتغير الأزمان )والإمام الشافعي وضع مذهبه على نسق شرعي معين وهو في بغداد لكنه عندما ارتحل إلى القاهرة ظهرت له أدلة جديدة وأخذ بعين الإعتبارالأوضاع الاجتماعية والمادية للناس فغبر وبدل في مذهبه ،وهكذا فإننا حين نفهم الأصالة على أنها الهوية الثقافية القابلة للتجدد والإستمرارفإنها تصبح صلة الوصل بين التراث والمعاصرة ،ويجب أن ننتبه أن أي موقف من التراث ومما هو قديم يفترض ضمناً أو صراحة موقفاً مما هو جديد أو معاصر.
    قضية المعاصرة : تعني المعاصرة التفاعل الإيجابي مع القضايا الراهنة والحضارة ومنجزاتها ومعاييرها العلمية التكنولوجية والفكرية والفلسفية والأخلاقية والسياسية باعتبارها إرثاً عاماً للبشرية ،وبإمكان جميع الشعوب نظرياً الاستفادة من هذه الحضارة بما يتناسب مع حاجاتها ويتلاءم مع اختياراتها القومية، فالمعاصرة قبل كل شيء تفتح على حصيلة المعارف والفنون والتقنيات ،وعلى الأفكار التي تسود الفترة المعيشية مما يتطلب حرية الفكر ومرونة الذهن للتكيف مع ما يستجد في مختلف الميادين ، فالتعصب والانغلاق ورفض التطور خصال تعادي المعاصرة ،وبهذا المعنى تكون المعاصرة حركة تطور وتقدم ،دون أن يعني ذلك بحال من الأحوال التخلي عن التراث أو الأصالة ، لكن المشكلة هي أن الحضارة الراهنة هي حضارة الغرب ، وهكذا فالمعاصرة تقترن بالغرب ،وهنا تكمن معضلة المعضلات فالغرب في العقل العربي يرتبط بذكريات مؤلمة ،فهو عند بعض السلفيين والمتعصبين مقترن بحروب الفرنجة وبالإلحاد والصراع مع الدين في مجرى النهضة التي أسفرت عن الحضارة المعاصرة ،وتقترن صورة الغرب عموماً عند العرب بالاستعمار واتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور وتبني الصهيونية ونهب البلاد والعباد ،وبذلك ترسخ في الذهنية العربية نوع من التفسير التآمري لكل ما يجري مع العرب من هزائم واحباطات بإلقاء مسؤوليتها على الغرب ، حتى ساد في أذهان الكثيرين أن الغرب لاهم له سوى حياكة المؤامرات الشيطانية ضد العرب والمسلمين ،وبالإضافة إلى ذلك فإن ما يجري تداوله عن الحضارة الغربية المعاصرة رغم تفوقها العلمي ورقيها المادي من أنها تعاني من أزمات نفسية وقيمية وأخلاقية وإباحية ومن اختلال وتفكك على كافة المستويات ،كل ذلك أثار ويثير دوماً ردود فعل متناقضة ، وغالباً ماتكون مضادة للحضارة الغربية ، وهذه الصورة السلبية تصاحبها مشكلة وجانية في العلاقة مع الغرب وتؤدي أغلى إعاقة التفاعل الايجابي مع قيم ومعايير الحضارة السائدة ،والذي يظهر في الأفكار والحركات النكوصية الداعية إلى المحافظة على الأصالة والتراث بالمعنى الانغلاقي السلبي مما ينشأ أزمة في التفاعل مع الحضارة المعاصرة،وللحقيقة فالحضارة الغربية ليست شراً كلها ففيها من العوامل والتطورات الايجابية ما لايمكن إنكاره حتى عند أكثر الناس تحجراً وأشدهم جموداً وانغلاقاً بل لربما أن الصفات السلبية المعروفة للحضارة الغربية هي نتيجة التطورات الايجابية بالذات ،فكما هو معروف من يتحرك يثير غباراً ،مع العلم أننا كثيراً ما نضخم السلبيات لمجرد أنها تخالف عاداتنا وتقاليدنا ،وهذا لايعني دائماً أن أسلوب حياتنا هو الصحيح ،ومن ثم فإنه لايصح القول أن الناس في الغرب بلا أخلاق وضمير ،وأنهم يعيشون في ضلال وانحراف كما يظن الكثير من الناس،بل لعل الفرق ما بيننا وبينهم هو أن فسادنا الخلقي في السر ،في حين أنهم يتصرفون في العلن ،وأتمنى أن لايفهم من هذا الكلام أنه تبرير للفساد،لكنني أقول بأننا إذا تساوينا معهم في الفساد فينبغي أن نقر أنهم يتفوقون علينا بالعلم ،لقد حققت الحضارة الغربية تقدماً رائعاً في العلوم التطبيقية في مجال التنظيم السياسي والاجتماعي والتنمية الاقتصادية وامتلاك مفاتيح السيطرة على الطبيعة(الدقة-حب العمل –الانجاز-احترام الوقت-الإخلاص في تأدية الواجب -السعي للإبداع-الارتفاع المستمر في الإنتاج- الانضباط—التجديد-الحرية-تقنين المسؤولية الفردية والاجتماعية-تعزيز مكانة العقل والنزعة العقلانية- الترشيد الاقتصادي-المؤسسات الدستورية والديمقراطية).
    هذه هي معايير المعاصرة ولايمكن تحقيق تطور وتقدم في بلادنا دون إدماجها ،لنكون عصريين دون تردد وعندما نحققها نثبت أصالتنا بجدارة وهي ليست غريبة عن تراثنا ،بل هي بضاعتنا ردت إلينا...أما لماذا يوضع التراث والأصالة مقابل المعاصرة وكأنه لاعلاقة للتراث والأصالة بالعصر خصوصاً مع الحضارة الأوروبية الراهنة وكأنها قادمة من كوكب آخر ولا علاقة للعرب بها...
    الحضارة الأوروبية لم توجد هكذا وبمعجزة إلهية بل هي الحلقة الأخيرة في التطور الإنساني العالمي أسهمت فيها شعوب وحضارات سابقة بدرجات متفاوتة بل إن حضارتنا العربية في الماضي قد أعطت للنهضة الأوروبية من الأسس الفكرية العلمية والفلسفية ما لم تقدمه أي حضارة أخرى..فبداية انطلاقة النهضة الأوروبية الحديثة كانت من الجنوب من ايطاليا من جنوب فرنسا من اسبانيا أي من مناطق الاتصال والاحتكاك مع العرب فعلينا أن ندرك مدى دلالة ذلك ...وأرجو أن لايفهم ذلك على أنه نوع من الاستعلاء والتفاخر والتغني المجاني بالأمجاد الغابرة،كعادتنا في أوقات الأزمات والإحساس بالعجز والضعف والتخلف أمام تفوق الغرب الذي يفقأ عيوننا ،لكنني أورد ذلك في سياق حديثي لأؤكد أن من حقنا بل من واجبنا حتى نكون مخلصين لأصالتنا وأمينين لتراثنا أن نأخذ بالمعاصرة بمعناها الايجابي المشار إليه، ونقبل عليها دون تردد بثقة كاملة ودون شعور بالنقص،عندما قام العرب بنهضتهم الأولى في العصور الوسطى لم يخافوا على هويتهم أو على أصالتهم من الضياع لم يترددوا وهم يأخذون من الحضارات الهندية والفارسية والصينية والرومانية واليونانية التي جاورتهم وسبقتهم في ركب الحضارة وقد استقوا من تراثهم الخاص قبل الإسلام ما يناسبهم ويفيدهم في بناء حضارتهم والأوروبيون في بدايات نهضتهم أخذوا من حضارتنا العربية كل ما هو مناسب ومفيد لهم دون تردد أو خوف أو شعور بالنقص كما هو عليه حالنا اليوم الحضارة الحديثة انطلقت من أوروبا لكنها أصبحت اليوم شاملة وكونية (لايجوز إطلاق صفة الغربية عليها)بل توصف بأنها معاصرة لأنها إنسانية وكونية وتخص جميع الشعوب ،لقد كانت هذه الحضارة حضارة العلم والعقل والتكنولوجيا والتقدم في استكمال سيطرة البشر على شروط وجودهم الطبيعية والاجتماعية ، وهي اليوم حضارة المعرفة والثورة المعلوماتية المذهلة .والتقدم في استكمال تواصل الشعوب والأمم وتعرفها على بعضها وخلق إمكانيات أكبر للحوار بينها...هذه هي المعاصرة أو هذا هو مبدأ فهمها من منطلق قومي إنساني إن وضع الأصالة والخصوصية والهوية العربية الإسلامية في تضاد مع حضارة العصر يناقض التطور التاريخي الإنساني. [/align]
    [poem=font=",6,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
    سوف تظل فريد زمانك =تشرق وتنير الأكوان
    عش وتهنى واسكن قلبي=واهنأ بجمان التيجان
    بدرك يسطع من عليائك=يابن المقداد سليمان

    [/poem][align=center]
    عميد الشعر المقاوم
    الأستاذ ياسر طويش
    رئيس الجمعية الدولية الحرة للمترجمين واللغويين العرب
    [/align]
  • قتيبة الحاج طه
    شاعر
    • 29-08-2010
    • 44

    #2
    أشكرك على هذا المقال فقد أغنى مفهومنا عن التراث و أجاب العديد من الأسئلة التي كانت مجهولة بالنسبة لي...أشكرك لأنك أغنيت التراث و سلطت الضوء عليه
    دمت بخير
    قصة السلام مسرحية... و العدل مسرحية
    إلى فلسطين طريق واحد
    يمر من فوهة بندقية

    تعليق

    • مصطفى ربيع
      أديب وكاتب
      • 03-01-2009
      • 66

      #3
      [align=justify]
      الأستاذ الفاضل فريد محمد المقداد
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      المقالة طويلة وشيقة وقد أسهبت فى تعريفكم معنى التراث لغويا واصطلاحا بداية من (امتداد السلف في الخلف ،واستمرار مآثر الآباء والأجداد في الأبناء والأحفاد) فهو(الماضي يحاور الحاضر عن المستقبل)
      وفعلا قد قال النبى صلى الله عليه وسلم فى الحج ( انكم على ارث من ارث أبيكم ابراهيم) أى ملة أبينا ابراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام
      وكان أخى الفاضل من الأفضل أن تقسم المقالة على حلقات فاننا حين نقرأ نتدبر حتى نستوعب ونستطيع المشاركة
      وجزاك الله خيرا فهو موضوع جيد ولى فيه مشاركة اخرى ان شاء الله
      [/align]

      تعليق

      • محمد فهمي يوسف
        مستشار أدبي
        • 27-08-2008
        • 8100

        #4
        جزاك الله خيرا أخي الأستاذ فريد محمد المقداد

        مقالك عن التراث يحتاج إلى وقفات طويلة
        للآستفادة منه أكثر
        مررت عليه بدعوة فاضلة من الأخ الموجي
        فأعجبني أسلوب المقال وتنظيمه ومضمونه العام .
        وأرجو أن تكون لي معه إطلالة أخرى متأنية .

        تعليق

        • فريد محمد المقداد
          أديب وكاتب
          • 02-08-2010
          • 69

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى ربيع مشاهدة المشاركة
          [align=justify]
          الأستاذ الفاضل فريد محمد المقداد
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          المقالة طويلة وشيقة وقد أسهبت فى تعريفكم معنى التراث لغويا واصطلاحا بداية من (امتداد السلف في الخلف ،واستمرار مآثر الآباء والأجداد في الأبناء والأحفاد) فهو(الماضي يحاور الحاضر عن المستقبل)
          وفعلا قد قال النبى صلى الله عليه وسلم فى الحج ( انكم على ارث من ارث أبيكم ابراهيم) أى ملة أبينا ابراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام
          وكان أخى الفاضل من الأفضل أن تقسم المقالة على حلقات فاننا حين نقرأ نتدبر حتى نستوعب ونستطيع المشاركة
          وجزاك الله خيرا فهو موضوع جيد ولى فيه مشاركة اخرى ان شاء الله
          [/align]
          [align=justify]
          أخي الكريم الأستاذ :مصطفى ربيع
          أحييك بتحية الإسلام تحية أهل الجنة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،وبعد فهذا المقال هو عبارة عن موجز شديد الإختصار لما ذهب إليه الباحثون والمفكرون ممن درسوا فلسفة التراث وقد راعيت في إعداده أن أوثق آراؤهم في مبحث واحد وأن أضعه أمام أدمغة وعقول الأمة في ملتقى الأدباء والمفكرين العرب ليكون مادةً خصبة للنقاش والدرس والتحليل ،مرحباً بأي حوار فكري حول الموضوع ،وما تفضلت به أخي هو إقتراح جديرٌ بالإحترام وأن يؤخذ بعين الإعتبار وسأعمل مستقبلاً على تطبيقه....لك كل الشكر والتقدير على هذا المرور العطر الذي زاد المتصفح ألقاً وبهاءً
          مع فائق الإحترام والتقدير
          فريد
          [/align]
          [poem=font=",6,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
          سوف تظل فريد زمانك =تشرق وتنير الأكوان
          عش وتهنى واسكن قلبي=واهنأ بجمان التيجان
          بدرك يسطع من عليائك=يابن المقداد سليمان

          [/poem][align=center]
          عميد الشعر المقاوم
          الأستاذ ياسر طويش
          رئيس الجمعية الدولية الحرة للمترجمين واللغويين العرب
          [/align]

          تعليق

          • قرويُّ الجبال
            أديب وكاتب
            • 26-12-2008
            • 247

            #6
            التراث هو التاريخ المتواصل لامة من الامم

            المشاركة الأصلية بواسطة فريد محمد المقداد مشاهدة المشاركة
            التراث العربي بين الأصالة والمعاصرة







            فريد محمد سليمان المقداد






            [align=justify]من أهم الأسئلة التي تواجه النظم الفكرية والمعرفية على اختلاف مكوناتها ومرجعياتها الفلسفية والمعرفية سؤال التراث ،ماهو التراث؟لماذا التراث ؟هل من الضروري أن نهتم بالتراث ؟هل تصح مقولة القطيعة مع الماضي، أم هل تصح مقولة أنه (ليس بالإمكان أبدع مما كان)وأن السلف لم يترك للخلف شيئاً؟أم يصح قول الشاعر العربي:
            -(وإني وإن كنت الأخير زمانه لآت بما لم تستطعه الأوائل)
            قبل كل هذا وذاك دعونا نبين ماهو التراث ؟
            :
            :
            :
            توصف بأنها معاصرة لأنها إنسانية وكونية وتخص جميع الشعوب ،لقد كانت هذه الحضارة حضارة العلم والعقل والتكنولوجيا والتقدم في استكمال سيطرة البشر على شروط وجودهم الطبيعية والاجتماعية ، وهي اليوم حضارة المعرفة والثورة المعلوماتية المذهلة .والتقدم في استكمال تواصل الشعوب والأمم وتعرفها على بعضها وخلق إمكانيات أكبر للحوار بينها...هذه هي المعاصرة أو هذا هو مبدأ فهمها من منطلق قومي إنساني إن وضع الأصالة والخصوصية والهوية العربية الإسلامية في تضاد مع حضارة العصر يناقض التطور التاريخي الإنساني. [/align]

            ايها الاخوة

            التراث العربي او التاريخ العربي بين الاصالة والمعاصرة

            بالمختصر المفيد هذا التاريخ له بداية اي له اصل ...
            وله استمرارية اي المعاصرة للتطور مع كل الحقب الزمنية...

            وهذا الاصل او التاريخ يرجع ل 7 الاف سنة االى الوارء
            منذ سومر واكد والاشوريين والفراعنة والقرطاجيين والحميريين الى يومنا هذا..
            اي الى عصر القومية العربية حاليا الممتدة من الخليج العربي الى المحيط الطلسي...
            اي انقطاع بهذه السلسلة عبر التاريخ يوقعنا تحت نير العبودية الى القوى الخارجية من الشرق والغرب.. والتاريخ شاهد على ذلك؟!

            نحن امة العقل .... وليس صحيح كما يدعون نحن امة القلب ...

            لندرس تجارب الامم الاخرة الناجحة مثل
            الامة الصينية
            الامة اليابانية
            الامة الهندية
            الامة الروسية تلك الامة التي وصل اليها ابن فضلان ووجدهم قبائل رحل عندما يموت زعيمهم يضعوه على كومة حطب ويشعلون النار ويدورون حول النار يرقصون او يؤدون طقوس دينية معينة ؟؟؟


            لندرس هؤلاء ونرى كيف استمر نهوضهم التاريخي دون ان يكسروا هذه السلسلة من ارثهم المتواصل ؟؟؟

            البناية لاتبنى بدون اساس... واذا كان البناء على ملح اتى السيل واخذ البناء وكل مافيه؟!

            بورك جهدك اخي فريد
            ومزيدا من البحث والتعمق بتجارب الاخرين وخاصة الامم الناجحة
            وملاجظة اياكم ان تأخذون بالامريكان مثلا ..؟ الامريكان هم مساجين اوروبا وقطاع الطرق الذين تجمعوا ببلاد الارض الجديدة وقضوا على حضارة الهنود الحمر .... يعني دولة وجمع وكتل بشرية بدون تاريخ بل يجمعها الاله دولار ..؟!

            القروي

            تعليق

            • اديب الاحوازي
              • 23-08-2010
              • 1

              #7
              الاستاذ الفاضل محمد فريد مقداد
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
              علي ارسال هذا المقال لي وانا اعيش هنا في الضفه الشرقيه من وطننا العربي الي وهي الاحواز المحتله
              اما عن مضمون المقال لقد تطرقت في موضوع الاصاله الي التمسك بل دين و المقدسات من اجل المعاصره وانا اود القول لك انه في الاحواز تختلف هذه الحاله تماما عن العالم العربي بل هنا الاصاله تعني قضيه هويه لان هنا تجري كثير من المحاولات لتجريد العرب الاحوازين من اصالتهم لكي يقضوا علي هويتنا العربيه رغم كل تلك المحاولات فاننا حافضنا علي اصالتنا رغم ايماننا بل معاصره فا ها انا اراسلك بلغه العربيه رغم حرماننا في ايران من دراسه اللغه العربيه ولاكن زوجتي صاحبه شهاده جامعيه ولعلمك في انتخابات ثاني شوري بلديه في الاحواز فازن ثلاث عربيات احوازيات وبنسبه اعلي الاصوات بين المرشحين
              اما عن قراتك لموضوع المعاصره فقراتك جدا صحيحه واعجبتني كثيرا وللاسف قليل ما يوجد مثقف عربي يقرا الامور علي هذه الشاكله الصحيحه
              موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

              تعليق

              • مصطفى ربيع
                أديب وكاتب
                • 03-01-2009
                • 66

                #8
                [align=justify]
                [align=justify]
                الأخ الفاضل فريد محمد المقداد[align=center][/align]
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته[align=center][/align]
                جزاك الله خيرا على ردك الكريم - وفعلا فى المقالة ليس ادعاءا أننا أصحاب فضل على أوروبا فى حضارتها الأن - فقد كان جنوب أوروبا المتاخم لسكنى العرب وخاصة الأندلس ( أسبانيا الحالية ) كانت زاخرة فى شتى العلوم المختلفة
                فمثلا كان ابن حزم الأندلسى الذى كتب عنهم ما لم يوجد فى كتبهم وأرشيفهم - حتى أنه سبق الحضارة الحالية فيما وصل اليه العالم الجليل الدكتور أحمد زويل - عندما سئل ابن حزم عن ( الجزء ) هل يتجزأ أم لا - فأجاب رحمه الله من منطلق الاجابة الشرعية - أن الجزء يتجزأ وما يتجزأ منه الجزء يتجزأ الى ما لا نهاية ولا بد فان الذى لا يتجزأ هو الواحد الأحد الفرد الصمد
                فقد أجاب ابن حزم عن تجزئة الأجزاء الى ما لانهاية وهو ما وصل اليه الأن الدكتور أحمد زويل
                وأيضا تحدث ابن حزم عن معنى الكمون - وعن أن الذى لا يرى بالعين المجردة الهواء والنفس - وتحدث عن الهواء الذى هو الأن تكنولوجيا العالم وذلك فى كتابه (الفصل)
                وكان فى الأندلس الفلاسفة من العرب كأمثال ابن رشد الكبير والحفيد وبرعوا فى كل العلوم ومنهم ابن عبد ربه ومنهم الابشيهى وغير هؤلاء من علماء الدنيا فللعرب فضل على أوروبا فى حضارتهم الأن وليس ذلك ادعاءا
                فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما معناه ( أنا سيد ولد ادم ولا فخر)
                وقد علمنا أن أفضل البطون فى الدنيا بطون العرب - وأفضا بطون العرب قريش - وقد أعلمنا الله عز وجل فى كتابه أن مكة أم القرى
                وموضوعك كما قلت لك شيق جدا وفيه مسائل وأطروحات ومشاركات للجميع فجزاك الله عنا خير الجزاء على ما قدمت من تراث وأصالة
                [/align]
                [/align]

                تعليق

                • فريد محمد المقداد
                  أديب وكاتب
                  • 02-08-2010
                  • 69

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة محمد فهمي يوسف مشاهدة المشاركة
                  جزاك الله خيرا أخي الأستاذ فريد محمد المقداد

                  مقالك عن التراث يحتاج إلى وقفات طويلة
                  للآستفادة منه أكثر
                  مررت عليه بدعوة فاضلة من الأخ الموجي
                  فأعجبني أسلوب المقال وتنظيمه ومضمونه العام .
                  وأرجو أن تكون لي معه إطلالة أخرى متأنية .

                  [align=center]
                  أستاذنا وموسوعتنا اللغوية الجميلة محمد فهمي يوسف
                  مرور عطر تستحق كل الشكر والتقدير عليه
                  فنحن لانزال تلاميذاً في مدرستكم السامية
                  نحبو على مدارج الحرف
                  لك ودي ووردي
                  فريد
                  [/align]
                  [poem=font=",6,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
                  سوف تظل فريد زمانك =تشرق وتنير الأكوان
                  عش وتهنى واسكن قلبي=واهنأ بجمان التيجان
                  بدرك يسطع من عليائك=يابن المقداد سليمان

                  [/poem][align=center]
                  عميد الشعر المقاوم
                  الأستاذ ياسر طويش
                  رئيس الجمعية الدولية الحرة للمترجمين واللغويين العرب
                  [/align]

                  تعليق

                  • مهتدي مصطفى غالب
                    شاعروناقد أدبي و مسرحي
                    • 30-08-2008
                    • 863

                    #10
                    [align=center]
                    أرى و بكل تواضع أن مشكلتنا مع التراث و الأصالة و المعاصرة .. هي في قراءة هذا التراث ...و في قراءة الأصالة و في قراءة المعاصرة ....
                    شكراً لك يا صديقي موضوع يستحق أكثر من القراءة
                    لك محبتي و مودتي و تقديري
                    [/align]
                    ليست القصيدة...قبلة أو سكين
                    ليست القصيدة...زهرة أو دماء
                    ليست القصيدة...رائحة عطر أو نهر عنبر
                    ليست القصيدة...سمكة .... أو بحر
                    القصيدة...قلب...
                    كالوردة على جثة الكون

                    تعليق

                    • مهتدي مصطفى غالب
                      شاعروناقد أدبي و مسرحي
                      • 30-08-2008
                      • 863

                      #11
                      [align=center]

                      التراث ذاكرة و هوية ثقافية
                      [/align]
                      [align=left]إعداد الباحث: مهتدي مصطفى غالب[/align]
                      المقدمة:
                      هل نبش الماضي و التعرف عليه يفيدنا في هذا الوقت و العصر الذي يكتشف في كل ثانية من ثوانيه شيئاً جديداً و مهما في تطور و تقدم المجتمعات البشرية و في تكوين ثقافة عالمية متجاورة و متقاربة هي ثقافة العولمة التي تجاوزت كل الحدود المعرفية و الثقافية و حتى الجغرافية ... بحيث تحاول أخذ كل المكونات البشرية إلى بوتقة واحدها تصهرها فيها لتعيد صبها في قالب يناسب هذه الثقافة .. من حيث المبدأ و الرؤية الخارجية لهذه الثقافة المعولمة فهي تتيح كل المنتجات المادية و غر المادية لكل مكونات المجتمعات البشرية ... هذا إذا أخذناها بكل سذاجة و بساطة ..لكن القضية ليست هنا القضية أن ثقافة العولمة هذه لماذا كانت و ما هي غاياتها .. و لأجل ماذا نتجت ؟؟ ... و لكي نجيب على هذه الأسئلة علينا البدء بالبحث عن تفتحاتها الأولى التي بدأت مع نشوء الشركات المتعددة الجنسيات التي بدأت بإزالة الحواجز الاقتصادية أمام نشاطاتها ... و انطلقت بنهم التهام كل ما يمكن التهامه ...فوجدت عوائق تعيق اندفاعاتها لالتهام الكون ألا و هي تراث الأمم التي ستدخل إليها فحاولت عن طريق مؤسسات اقتصادية أن تتسلل إلى هذه المجتمعات لكن هذا التسلل كان بطيئاً جداً ... بحيث بدأت تفكر في التهام الهوية الثقافية لهذه المجتمعات و استبدالها بهوية ثقافية استهلاكية إعلامية تجعلها هي التي تطلب عولمة الاقتصاد ... فغاية العولمة بصيغتها المطروحة هي أولاً و أخيراً فتح الأبواب لالتهام كل مكونات المجتمعات البشرية و من أهمها ثقافتها التي تعطيها خصوصيتها الحضارية ... و هذه الثقافة هي عبارة عن تراكمات فكرية زمانية و مكانية أنتجتها الشعوب كلٌّ حسب مكانه الجغرافي .. هذه الثقافة المعبرة عن هوية الأمم هي التي سنتعامل معها هنا ك ( تراث ) و لكي لا تفقد هذه الأمم ذاكرتها الثقافية التي يعبر عنها التراث بكل مكوناتها و حيثياته و تصبح مغسولة الدماغ و أرضيتها الثقافية جاهزة لاستقبال ثقافة الاستهلاك و الالتهام ... كان من الضرورة أن تحافظ هذه الأمم على هويتها من خلال محافظتها على تراثها و قراءته بشكل تتكون لدى البشرية تعددية ثقافية حوارها و تبادلها المعارف فيما بينها يخلق الحضارة الإنسانية التي هي بالتأكيد ليست حضارة الاستهلاك و الالتهام.
                      مفهوم التراث:
                      التراث عبارة عن الصيغ الفكرية و المادية ، سواء أكانت اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية أو جمالية أو شعورية و التي تركها لنا كتراكم من سبقنا و ورثناها مطبوعة أو مخطوطة و أضحت تاريخنا و ذاكرتنا و جزء مهم من وعينا الجمعي مكونة بذلك منظومة عقلانية تجسّد قوانين الحياة و علاقتها مع الإنسان ضمن نظام مترابط داخلياً وحيث تنعدم إمكانية الفراغ.
                      أهمية التراث:
                      تنبع أهمية التراث أنه هو الذاكرة الجمعية لمجتمع من المجتمعات و هذه الذاكرة تحتوي كل حيثيات التكوين الفكري و الثقافي لهذا المجتمع. مما يجعله يحمل إلينا الهوية الاجتماعية و الفكرية للكتلة البشرية التي تكون هذا المجتمع ...فالتراث هو الذاكرة و الهوية الناتجة عن تراكم الفعل الإنساني بكل مكوناته علة مدار الأمكنة و الأزمنة ...

                      مكونات التراث:
                      لا بد لنا قبل أن نتعمق في قراءتنا للتراث من أن نتعرف على مكوناته و هناك عدة رؤى لمكونات التراثية أهمها – تقسيم مكونات التراث حسب ماهية الموروث فهناك ( التراث المادي) و ( التراث اللامادي : الروحي أو الفكري) ...
                      و تقسيم آخر حسب المكونات البشرية: ( تراث إنساني)- (تراث الأمم) – (تراث منطقة جغرافية أو تضاريسية أو بيئية معينة ) – ( مجموعات بشرية ذات معتقدات و مكونات فكرية خاصة )
                      (تراث الأسرة) و ( تراث الأفراد)
                      قراءة التراث:
                      إن قراءة التراث لا تعني مجرد قضايا فكرية يختلف حولها المفكرون بل هي مشروعٌ ثقافيٌ يحمل وعياً جديداً لأبنائه و بمعنى أخر هو استحضاراً لعناصر الوعي الجمعي لبناء رؤية عقلية بالوضوح العلمي و العمق الفلسفي
                      و لقراءة التراث أنماط مختلفة أهمها:
                      أ- قراءة التراث حسب موقع القارئ من التراث :
                      1- قراءة خارجية : فهي القراءة التي يقدمها الآخر لتراث ما فيراه كما هو يرغب و يتقدم في تحليله على أساس هذه الرؤية الخارجية لتراث ما ... كما قرأ الغرب و قدم لنا رؤيته للتراث العربي و الإسلامي بأشكال و أنماط تحمي رؤيته الثقافية المنغلقة على ما أصبح بديهيات ما عُرف بحروب الإفرنجة على جغرافية أمتنا فكانت حروباً على التراث الإنساني لهذه الجغرافية حيث قدمت رؤية للتراث تناسب مصالحها الفكرية و الإقتصادية و حتى العسكرية .. بمعنى أن هذه القراءة تتأثر بما لدى القارئ من مكونات فكرية ... التي تؤطرها بعض الرؤى التعصبية فمجمل القراءات الغربية للعرب و الإسلام تعاطفت مع رؤيتهم الفكرية و لا يخلو المر من بعض القارئين الذين يتمتعون بخلفية فكرية حضارية و إنسانية قدموا قراءات فيها بعض الموضوعية.
                      و مع ذلك لهذه القراءة الخارجية أهمية من حيث أنها تعلمنا أن نستنفر وعينا لقراءة تراثنا فهي تساعدنا على استكشاف ما لم تستطع هي استكشافه فهي قد تشكل جسراً أو أداة لقراءتنا الشخصية أي قراءتنا الداخلية .
                      2- قراءة داخلية: و هي القراءة التي يقوم بها أبناء هذا التراث و لقد بدأت القراءة الداخلية للتراث العربي بدءً من ما اصطلح على تسميته عصر النهضة إلا أن هذه القراءات شابها الكثير من الانغلاق الفكري و التكرار و التأثر بالموقف المسبق لهذا التراث من بعض معضلات الحياة.
                      فقدم محمد عبده رؤيته للتراث و دوره في تطور المجتمعات في قراءاته الفكرية المتعددة ( طبائع الاستبداد) و ( أم القرى) و تتابع النهضويون في تقديم قراءتهم النهضوية للمجتمع بما فيه تراثه ..إلا أن هذه القراءات لم تتجاوز عتبة الحنين إلى الماضي ، لمجابهة الغرب الزاحف فجاءت كأنها محاولة لتقديم التراث بمكياج خارجي شكلي .
                      و هو حنين مسطح لأنه يريد الإحياء و ليس القراءة النقدية الهادفة إلى تقديم رؤية حضارية لهذا التراث ... فولد هذا الانكفاء رد فعل عنيف ليقدم وجهاً أخر للقراءة و هي القراءة التي تقارب القراءة الخارجية للتراث لكن من داخله فجاءت هذه القراءات هجينة متخبطة في رؤيتها.
                      فمثلت هاتان القراءتان القراءة طفولة القراءة الداخلية للتراث أو أنها ( وليد صغير ) حسب تعبير طيب تيزيني ، و أدت إلى حدوث (انفصام )ثقافة/ مجتمع) حسب تعبير عبد الله العروي.
                      ب- قراءة التراث حسب موقف القارئ منه:
                      يقودنا ما قلناه إلى الذهاب إلى التقسيم الثاني لقراءة التراث ، حيث يقرر الموقف الفكري و الثقافي للقارئ قراءته للتراث التي تتمثل في القراءات التالية:

                      1- قراءة تقديسية(نقلية) تعتبر أن كل ما جاء به التراث مقدس و علينا ألا نحاول حتى التفكير به ..بل علينا أن نطبق كل رؤيته على واقعنا المعاصر و المعاش فكل ما جاء به السلف صالح لكل عصر و أوان ، فتحول التراث إلى تمثال صنمي ممنوع نحته.
                      2- قراءة إلغائية (نقلية ) متؤربة: و هي أتت كرد فعل على القراءة السابقة حيث ترى انه لا يوجد مكان لكل ما جاء به التراث في هذا العصر ، و لا يصلح لنا إلا كل ما أنتجته الثقافة الغربية من فكر و اقتصاد ...إلخ ..
                      القراءة الأولى تحاول أن تقدم التراث ضد الثقافة الأوربية و الثانية تحاول أن تقدم الثقافة الأوربية ضد التراث .... ؟؟
                      3- قراءة تلفيقية ( توفيقية) : و هي قراءة تحاول أن تجمع بين النقيضين تهدف إلى ( الجمع بين ثقافتنا الموروثة و ثقافة هذا العصر الذي نحياه) زكي نجيب محمود / هي محاولة لتقديم ما يُرضي الماضي و الحاضر معاً ... فبدت هذه القراءة عملية دمج لا منطقي عن طريق حشر الحاضر في الماضي متناسية احتياجات الحاضر الثقافية ، كما أنها تتجاهل طبيعة الماضي و تحضره ليجيب عن أسئلة الحاضر التي لم يعشها لا زماناً و لا مكاناً فظلمت الحاضر و الماضي سوية. و هي قراءة لا تاريخية.
                      4- القراءة العقلية: التي تقر أنه لا مستقبل دون قراءة التراث كي نستخلص منه النتائج الأساسية التي تفيدنا في حاضرنا ..فالتراث بالنسبة لها هو : كائن حي متحول بصيرورة دائمة هي صيرورة الحياة / حسين مروة
                      خطوات قراءة التراث العقلية:
                      1- جمع التراث و أرشفته ( إحياء التراث)
                      2- معرفته : (لمعرفة ما هو ضروري و ما هو ضار أو غير ضروري
                      3- إصلاح علاقتنا به و ليس إصلاحه فهو كما هو.. و ليس كما نريده أن يكون.
                      4- تجاوز شكل التراث إلى ما يقدمه من رؤى تفيدنا في معرفة الحاضر و المستقبل.
                      5- نقد القراءات السابقة (النقلية)
                      6- التخطيط لقراءته المنطقية و العقلية ليس الهدف القراءة فقط بل كي ننجز المشروع الثقافي المرتقب الذي لا ينجز إلا بانخراطنا فيه انخراطا عقلياً واعياً يكسبنا وعياً تراثياً يمنطق رؤيتنا للحياة و يعطيها معناها الفكري و المستقبلي ، و يكشف عن عبقريتنا المجتمعية التي من خلال حراكها الفكري و التعددي تستطيع أن تستكشف رؤيتنا المستقبلية و مستقبلنا الحضاري و التعددي الذي يتسع لكل مكونات المجتمع الاجتماعية و الفكرية و الاقتصادية ...
                      و لكي تكون هذه القراءة عقلية تماماً علينا أن نأخذ بعين الاعتبار النقاط التالية:
                      1- أن تكون شاملة لكل مكونات تراثنا مع الإقرار بالتعددية المجتمعية و الفكرية و بالتالي النظر إلى هذا التراث بكلية محتوياته بحيث لا تكون قراءتنا انتقائية لمكون دون أخر بحيث نعزل و نرفض أحد مكونات هذا التراث لأسباب لا عقلية و لا منطقية بل لأسباب تتعلق بما يحمله الدارس من فكر انتقائي رافض للأخر.
                      2- أن تكون هذه القراءة موظفة لترفد بنتائجها الطريق نحو المستقبل ،المستقبل الحاوي لكلية المجتمع و لتراث كل مكوناته المجتمعية.
                      3- ألا تُغيب هذه القراءة مكونات الحاضر التي هي مكونات التراث المستقبلي للمجتمع و بقدر ما نقدم هذه القراءة العقلية للحاضر نقدم التراث بكليته العقلية.
                      4- أن تركز هذه القراءة على المضامين الحضارية لتراثنا بحيث نشرب من ينابيعها استنتاجاتنا التي تسهم بكل قوة في استثمار نتائج هذه القراءة.
                      الخاتمة: حلول أزمة علاقتنا مع التراث
                      من هنا نخلص لنتيجة أن التراث هو تعبير حامل لهوية المجتمعات بتفاصيلها كافة و بمكوناتها كافة ..و إن كان البعض يشعر أن أزمته هي في تجاهل التراث و البعض الأخر يراها في التمسك التقديسي في التراث ... و من يرى أن التراث في حالتيه السابقتين حجر عثرة في طريق مستقبل المجتمعات .. فهو بالتأكيد لا يمكن أن يعيش دون ذاكرة و بالتالي لا يستطيع أن يعرف مكوناته الفكرية و الثقافية و المجتمعية و لا يستطيع أن يفهم كل ما يدور حوله و في بيئته .. فهو سيكون نابتاً في الفراغ الفكري إلا إذا عبأ ذاكرته بثقافة أخرى قد تحتلها و تأخذه إلى ذاكرة أخرى منفصلة عن بنيته المجتمعية و الأخلاقية و السلوكية ... و يفقد أدواته في التواصل مع المجتمع الذي يحيط به فيبدو معزولاً فاقداً ينظر إلى حركة المجتمع و هو غارق في عزلته أي في عدم كينونته .. هكذا هو الإنسان الكائن الإجتماعي العاقل و لا يمكن أن يكون عاقلاً دون ذاكرة ترسم هويته الفكرية و المكانية و الزمانية فالتراث هو أرضية الحاضر الذي يكشف لنا سماء المستقبل.
                      بعض المراجع:
                      - التراث و إشكالية القراءة – محمد علي الكبسي – الفكر العربي المعاصر –ع29
                      - دراسات نقدية – د. حسين مروة
                      - الإسلام بين العلم و العلمانية – محمد عبده – دار الهلال
                      - تجديد الفكر العربي – زكي نجيب محمود
                      - من التراث إلى الثورة – طيب تيزيني
                      * محاضرة ألقيت في دمشق
                      ليست القصيدة...قبلة أو سكين
                      ليست القصيدة...زهرة أو دماء
                      ليست القصيدة...رائحة عطر أو نهر عنبر
                      ليست القصيدة...سمكة .... أو بحر
                      القصيدة...قلب...
                      كالوردة على جثة الكون

                      تعليق

                      • عارف عاصي
                        مدير قسم
                        شاعر
                        • 17-05-2007
                        • 2757

                        #12
                        [align=center]
                        أستاذي الكريم
                        أخي الحبيب

                        فريد محمد مقداد

                        مقال فريد كصاحبه
                        جمع في دفتيه
                        التراث والأصالة والمعاصرة
                        وكل منهم يحتاج لمقالة في حد ذاته
                        ولكنك جمعتهم ببراعة وأحسنت المقارنة
                        والتنقل من واحد لآخر
                        مع النظرة التاريخية والواقعية لما نحن فيه
                        وكيفية الرؤية الإنطلاق
                        جاء هذا في إطار شيق من البناء الأدبي
                        دون إسراف لفظي أو إخلال فكري

                        المقال لا شك لاتكفيه قراءة واحدة
                        ولكنه يعمق لمشروع التفكر والقراءة الواعية


                        أشكرك
                        وأشكر الأستاذ الموجي للدعوة


                        بورك القلب والقلم
                        تحاياي
                        عارف عاصي
                        [/align]
                        التعديل الأخير تم بواسطة عارف عاصي; الساعة 01-09-2010, 10:09.

                        تعليق

                        • محمد ابوحفص السماحي
                          نائب رئيس ملتقى الترجمة
                          • 27-12-2008
                          • 1678

                          #13
                          الاستاذ فريد محمد مقداد
                          سلام الله عليكم ، و شكرا لكم لإثارة هذا الموضوع المهم الذي عرفتم كيف تتطرحونه ، و تفكون رموزه ، و تسهلون صعبه حتى يمكن التعامل معه .
                          أتابعه باهتمام .و أتمنى لكم التوفيق.
                          [gdwl]من فيضكم هذا القصيد أنا
                          قلم وانتم كاتب الشعــــــــر[/gdwl]

                          تعليق

                          • مصطفى ربيع
                            أديب وكاتب
                            • 03-01-2009
                            • 66

                            #14
                            الأستاذ الفاضل مهتدى مصطفى غالب
                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                            بحثك جيد وكل فقرة فيه وعناصره تحتاج الى بحث منك اخرحتى تعم الفائدة ويتم طباعته للاستفاده منه مستقبلا فالانسان يحتاج الى تراثه وأصوله وحضارة مرت لدعم حضارة حالية ومستقبلية فنحن فروع لأصول ثم نكون أصول لفروع فالأصل هو ما يبنى عليه غيره وهو الذى له فرع
                            فطالما يحتاج المرء الى البحث فى أصوله ليوطد حاضره ومستقبله ويزيل همومه عندما يتذكر أصوله التى هو امتداد لها
                            فجزاك الله خيرا

                            تعليق

                            • د. م. عبد الحميد مظهر
                              ملّاح
                              • 11-10-2008
                              • 2318

                              #15
                              بسم الله الرحمن الرحيم

                              [align=right]
                              الأخ الكريم الأستاذ الكريم فريد المقداد


                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                              تحية طيبة و رمضان كريم

                              أهلاً بك فى ملتقى الحوار الفكري والاستراتيجى ، ومرحباً بموضوعك عن التراث و المعاصرة

                              هناك الكثير مما كتب فى هذا الموضوع ، وهناك بعض الأفكار للتعامل مع ما يطلق عليه "تراث" وما يطلق عليه " معاصر" ، و لكن هناك بعض التقصير من وجود من يتابع الافكار و يكملها ويطرح مشروعاً متكاملاً يحدد فيه بشكل واضح تفاصيل ما ذكرته فى طرحك ، ودون ذلك سيظل الطرح طرحاً عاماً لا يستفيد منه القارىء للتراث . ومقارنة بسيطة بما يحدث فى مجال العلم تفيد فى شرح ما أريد.

                              مثلاً فى الفيزياء هناك اطار عام للتعامل مع مشاكل الطبيعة ، فى إطار العلوم الطبيعية هناك قوانين فيزيائية مثل قوانين نيوتن و ماكسويل ، ونظريات مثل نظريات الكم والنسبية و غيرها يستعملعا العلماء للحل مشاكل العلوم الطبيعية. ومن تطبيق الاطار العام وما يتضمنه من افكار و قوانين و نظريات على مشاكل العلوم الطبيعية نخرج بحلول تنشر و يستفاد منها فى الحياة. و بدون التطبيق تظل افكار العلوم الطبيعية غير مفيدة عمليا للحياة ، و لكن ممك ان ينشغل بعا اصحاب الفلسفات فى تكرار الكلام حول النظريات فى شكل تأملات فكرية و تصورات فلسفية.

                              أولاً: التراث

                              لتوضيح ما اريده و دون الدخول فى نقاش تفاصيل ما طرحت حول "التراث والمعاصرة"، سوف اعتبر ما قدمته فى أول لوحة هو إطار عام للتعامل مع التراث ، ولكن متابعة هذا الإطار لابد من خطوة تالية و هى:..

                              كيف يمكن تطبيق ما جاء فيما طرحت والخروج بتفاصيل تغطى مجموعة من الأعمال المنشورة من التراث تمثل نموذجاً تطبيقياً للتصنيف الذى اقترحته.

                              والاقتراح الذى اتصوره هو الآتى....

                              00- انت صنفت التراث إلى..

                              أولا-التراث الفاعل
                              ثانيا-التراث الخامل
                              ثالثاً –التراث القاتل

                              00- نحاول تطبيق هذا التصنيف على بعض الاعمال التراثية المنشورة ، باختيار عدد من الاعمال المنشورة و تطبيق ما اقترحته عليها.

                              تحت العنوان...

                              شارك معنا فى اختيار أعظم مائة كتاب من تراثنا الثقافى و الفكرى والأدبى

                              على الرابط التالى....


                              مجموعة كبيرة من الأعمال الفكرية والأدبية و غيرها ( من التراث) يمكن البدء بها

                              00- نختار احد الأعمال من التراث ، ونقرأها ومن ثم نحلل محتواها و نحدد فيها...

                              00- الفاعل
                              00- الخامل
                              00- القاتل

                              و ينشر هذا العمل كنموذج تطبيقى للإطار الذى طرحته

                              00- بعد اخذ هذا العمل كنموذج نسأل كل مهتم بموضوع التلاث والمعاصرة باختيار عمل من الاعمال المنشورة و يكرر تطبيق الاطار الذى طرحته و من ثم يكمل تحليلة و نشره

                              ثانياً: المعاصرة
                              قلت الآتى.....

                              [frame="1 98"]تعني المعاصرة التفاعل الإيجابي مع القضايا الراهنة والحضارة ومنجزاتها ومعاييرها العلمية التكنولوجية والفكرية والفلسفية والأخلاقية والسياسية باعتبارها إرثاً عاماً للبشرية ،وبإمكان جميع الشعوب نظرياً الاستفادة من هذه الحضارة بما يتناسب مع حاجاتها ويتلاءم مع اختياراتها القومية، فالمعاصرة قبل كل شيء تفتح على حصيلة المعارف والفنون والتقنيات ،وعلى الأفكار التي تسود الفترة المعيشية مما يتطلب حرية الفكر ومرونة الذهن للتكيف مع ما يستجد في مختلف الميادين[/frame]

                              00- هذا هو الإطار العام ، والسؤال من الناحية التطبيقية من جزئين....

                              ا) ما هى القضايا التى تحتاج علاج فى عالمنا العربى-الإسلامى ، و يمكننا حلها بإستخدام هذا الإطار للمعاصرة؟

                              ب) باختيار قضية محددة نقاسى منها فى العالم العربى ، ما هى الخطوات الفكرية والعلمية والعملية التى تقترحها لعلاج هذه القضية بمفهوم المعاصرة السابق؟

                              00- يمكن أخذ علاج القضية السابقة كنموذج تطبيقى يمكن لكل مهتم بمفهوم المعاصرة أن يطبقه لحل احد مشاكلنا الحالية فى اطار "التراث" و " المعاصرة"

                              فما رأيك ؟

                              ودمت

                              وتحياتى
                              [/align]

                              تعليق

                              يعمل...
                              X