مشاعر في احتفال عيد ميلاد .. نظرة إسلامية
اعتاد أكثر الناس أن يحتفلوا بأعياد مواليدهم أو أعياد مواليد متعلقيهم في احتفال يملؤه الفرح والأناشيد يجمع الأقارب والأصدقاء والأحبة وتوقد فيه شموع العمر التي تعلو (كيكة) لذيذة، يقوم صاحب الفرحة بإطفاء تلك الشموع ضمن أهازيج الفرح والضحكات، ثم يتناول الجميع ما لذ وطاب من الطعام والشراب، حتى يغادروا مسرورين ليخلّفوا وراءهم صاحب الفرحة وقد انتابه شعور غريب ممزوج بالفرح والخوف والغربة كإحساس من فقد شيئاً لا يعرف ما هو.
والذي أراه أن ذكرى مولد أي شخص يجب أن تكون عبر أفعال تعكسها المشاعر والأفكار التي ينبغي أن يتحسسها المرء ويعيشها في ذلك اليوم الذي تحمل ذكراه أكثر من ذكرى، وأهم تلك المشاعر هي:
1. إحساس بالحزن والندم على ما فرط الإنسان وضيّع من سنوات العمر المتعددة والتي مرّت ولم يعطها حقها من الترقي في الكمال عبر التزود من العلم الحقيقي، والتحلي بمكارم الأخلاق وزيادة التقرب من الله تعالى بالأعمال الصالحة والشعور بالغبن تجاه تجارة خاسرة ما زال يمارسها في سوق الحياة الدنيا.
2. التوجس والخوف والقلق من حساب الله تعالى على ما بدر منه في سنوات عمره الفائتة من ذنوب وإساءات لنفسه وللآخرين، والاعتذار لله تعالى من ظلم لحق شخصاً فاستطاع دفعه عنه ولم يدفعه، أو معروف أسدي إليه فلم يشكره، أو اعتذار مسيء له لم يقبله، أو سائل لم يؤثره، أو كبير سنِّ أو علم لم يوقّره، أو حق لم يؤدّه، أو عيب لمسلم لم يستره، أو إثم عرض له فلم يجتنبه .. ونحوها.
3. الشعور بالحرص والمسارعة للتعويض من خلال النظر الى هذا اليوم وهو مفتتح عام جديد يضاف الى عمره الفائت بأنه فرصة إضافية وهبها إياه الله تعالى بعد أن نفذ عمره لاستلحاق ما فات وتلافي الأخطاء والسعي نحو حياة جديدة ملؤها حب الخير والعمل الصالح وإصلاح ما فسد، فكأنه جواب لطلب الاستزادة من العمر بعد اليأس منها كما قال تعالى: (حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ، لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا) المؤمنون 99-100، فكأن الله تعالى قد قال له: نعم، أرجعناك ووهبنا لك أياماً إضافية لنرى ما تعمل..
4. إحساس بالتفاؤل والأمل وحسن ظن بالله تعالى بأن يغفر له ويوفقه في عامه الجديد الى عمل الخير والهداية الى الصواب في الأفكار واتخاذ المواقف الصحيحة وإصلاح ما أفسده في سنوات عمره التي مرت، بعد أن منَّ عليه بطول العمر واجتياز هذه السنوات، وأن يختم عمره بالخير فخير الأمور خواتيمها.
5. العزم على وضع خطة عمل لأيامه القادمة تزيده إيماناً وقرباً من ربه، وتصلح ما بينه وبين أبناء جنسه من المؤمنين، ويكون متابعاً لنفسه في تطبيقها ومحاسباً إياها في الإهمال، وجعل هذا اليوم نقطة للانطلاق نحو رحاب الله عزَّ وجلَّ، حتى نفس هذا اليوم من العام القادم إن وهبه الله تعالى طول العمر، وإلا فتكفيه النية والعزم - والنية خير من العمل - إن توفاه الأجل قبل ذلك، ومزاولة محاسبة النفس كل ليلة كي لا يسهو عنها.
وهذا كلّه مما يدفع بالمرء الى أن يجعل يوم عيد ميلاده يوم دعاء وتذكر وإيمان واستغفار وذكر لله تعالى وانطلاق الى رحاب ملكوت الله عز وجل.
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)
مهند حسن الشاوي
في أول يوم من الأيام الإضافية
التي وهبني الله إياها لعمر جديد
اعتاد أكثر الناس أن يحتفلوا بأعياد مواليدهم أو أعياد مواليد متعلقيهم في احتفال يملؤه الفرح والأناشيد يجمع الأقارب والأصدقاء والأحبة وتوقد فيه شموع العمر التي تعلو (كيكة) لذيذة، يقوم صاحب الفرحة بإطفاء تلك الشموع ضمن أهازيج الفرح والضحكات، ثم يتناول الجميع ما لذ وطاب من الطعام والشراب، حتى يغادروا مسرورين ليخلّفوا وراءهم صاحب الفرحة وقد انتابه شعور غريب ممزوج بالفرح والخوف والغربة كإحساس من فقد شيئاً لا يعرف ما هو.
والذي أراه أن ذكرى مولد أي شخص يجب أن تكون عبر أفعال تعكسها المشاعر والأفكار التي ينبغي أن يتحسسها المرء ويعيشها في ذلك اليوم الذي تحمل ذكراه أكثر من ذكرى، وأهم تلك المشاعر هي:
1. إحساس بالحزن والندم على ما فرط الإنسان وضيّع من سنوات العمر المتعددة والتي مرّت ولم يعطها حقها من الترقي في الكمال عبر التزود من العلم الحقيقي، والتحلي بمكارم الأخلاق وزيادة التقرب من الله تعالى بالأعمال الصالحة والشعور بالغبن تجاه تجارة خاسرة ما زال يمارسها في سوق الحياة الدنيا.
2. التوجس والخوف والقلق من حساب الله تعالى على ما بدر منه في سنوات عمره الفائتة من ذنوب وإساءات لنفسه وللآخرين، والاعتذار لله تعالى من ظلم لحق شخصاً فاستطاع دفعه عنه ولم يدفعه، أو معروف أسدي إليه فلم يشكره، أو اعتذار مسيء له لم يقبله، أو سائل لم يؤثره، أو كبير سنِّ أو علم لم يوقّره، أو حق لم يؤدّه، أو عيب لمسلم لم يستره، أو إثم عرض له فلم يجتنبه .. ونحوها.
3. الشعور بالحرص والمسارعة للتعويض من خلال النظر الى هذا اليوم وهو مفتتح عام جديد يضاف الى عمره الفائت بأنه فرصة إضافية وهبها إياه الله تعالى بعد أن نفذ عمره لاستلحاق ما فات وتلافي الأخطاء والسعي نحو حياة جديدة ملؤها حب الخير والعمل الصالح وإصلاح ما فسد، فكأنه جواب لطلب الاستزادة من العمر بعد اليأس منها كما قال تعالى: (حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ، لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا) المؤمنون 99-100، فكأن الله تعالى قد قال له: نعم، أرجعناك ووهبنا لك أياماً إضافية لنرى ما تعمل..
4. إحساس بالتفاؤل والأمل وحسن ظن بالله تعالى بأن يغفر له ويوفقه في عامه الجديد الى عمل الخير والهداية الى الصواب في الأفكار واتخاذ المواقف الصحيحة وإصلاح ما أفسده في سنوات عمره التي مرت، بعد أن منَّ عليه بطول العمر واجتياز هذه السنوات، وأن يختم عمره بالخير فخير الأمور خواتيمها.
5. العزم على وضع خطة عمل لأيامه القادمة تزيده إيماناً وقرباً من ربه، وتصلح ما بينه وبين أبناء جنسه من المؤمنين، ويكون متابعاً لنفسه في تطبيقها ومحاسباً إياها في الإهمال، وجعل هذا اليوم نقطة للانطلاق نحو رحاب الله عزَّ وجلَّ، حتى نفس هذا اليوم من العام القادم إن وهبه الله تعالى طول العمر، وإلا فتكفيه النية والعزم - والنية خير من العمل - إن توفاه الأجل قبل ذلك، ومزاولة محاسبة النفس كل ليلة كي لا يسهو عنها.
وهذا كلّه مما يدفع بالمرء الى أن يجعل يوم عيد ميلاده يوم دعاء وتذكر وإيمان واستغفار وذكر لله تعالى وانطلاق الى رحاب ملكوت الله عز وجل.
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)
مهند حسن الشاوي
في أول يوم من الأيام الإضافية
التي وهبني الله إياها لعمر جديد
تعليق