قربة الماء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الأخضر بركة
    عضو الملتقى
    • 29-06-2010
    • 30

    قربة الماء

    قربة الماء
    ........... جالسًا

    في قاعةِ الأمراض

    ِمُلتفًّا على الروحِ القليلةِ أرقبُ الدنيا من الفتحاتِ في ثوبِ النهارِ المرتخي فوق الهزال:
    قطعانُ أعمارٍ مكسّرةٍ على إسفلتِ أيّامٍ مرقّعةٍ بخيطِ الصبرِ
    أمْ بشرٌ يدعُّون الحياة على ظهورِ دوابِّ قنطرة ِالمعيشة،
    جالسًا في الريح ِأصغي
    من سيأتي من رواقِ الموتِ منْ يأتي من البابِ الذي...
    أملٌ سيفتحُه سمين ُالوجهِ،
    يلبس مئزرًا متلطّخًا بدموع إجهاضٍ فصيح،
    من نوافذِ نفسهِ الأخرى يرى صـّفَ النساءِ الذاهباتِ إلى استلام ِرواتب الشيخوخةِ الثكلى على مرأى من الأعراب خلف زجاج سياراتِ أحزابٍ مغطّاةٍ بأضلاع الشجيراتِ القليلةِ في أزقّةِ بلدةٍ شعثاءَ تنتظرُ انقشاعَ غبارِ أسطولٍ من الخطباءِ ظهرًا كي تمرَّ إلى مشاغلِ عيشها الحافي…
    أَمـَا
    من سنتمرٍ واحدٍ في هذه الأرضِ الكثيرةِ لم تمسَّ ترابَه قدمُ ُالهباءْ

    سنتمرٍ واحدٍ لتدير فيه الروحُ قفل البابِ في روحٍ و تشتمَّ الهواءْ
    رئةُ المعاني حين تندهشُ المعاني.....
    جالسًا....
    في حِجْرِ لحظة ِشيخِ وقتٍ مثخنٍ بالزهدِ في دنيا..
    تمرّ الآن حافيةً على أبواب سكّان الكآبـة،
    مثلما جسدٌ يعبّ غثاءَ ترسّبِ الأيّام من فنجانِ مقهى..
    مثل دينارٍ أخيرٍ سوف يصرفُه قمارُ اليأسِ في سوقٍ مقابلَ حبّةٍ من خردلِ النسيان،
    شيءٌ ما مريضُ العودِ ينبتُ في قوارير الضجرْ
    كالوشمِ في لحمِ الكلام إذا ارتخى الإيمانُ..
    شيءٌ ما ينغّصُ بعضَ موسيقى تُحاولها مساءاتُ انفلاتْ
    ما تبقّى في خزانةِ مفرداتِ العمرِ لا يكفي لكي تجد اللغةْ
    لغةً تمـدّ العمرَ في عمق التعرّي من عباءات النصيحة..
    علبةُ الإيمانِ فارغةٌ سوى من خمرة الشكِّ الذي يرمي
    بأحجارِ الطفولةِ في اتجاهِ زجاجِ أبراجِ اليقين،
    حوافرُ الخذلانِ تضربُ في بقاعِ الوقتْ،
    جـثّةُ وردةٍ في قاعِ ذكرى ،
    أمْ دمٌ ينسلّ من أنبوبِ مستشفى ليسكن بعدها قارورة الأرشيف،
    يارجلاً
    أراه الآن ممتطيا حمارَ التيهِ، متّجهًا إلى اللــهِ انتظرنــي:
    إنّ من يختار عمر فراشة ليطير نحو سراجه في ذاتهِ قعدتْ
    بمرصادٍ لهُ الحرسُ السحالي _قال لي:
    فأرُ المخازنِ سوف يثقب سرة الجدوى
    وأكياس "السميد" ومعطف البوابِ والمغزى و برنوس النشيد،
    وأينما..
    ولّى الصفاءُ ثمارَهُ
    أكلتْه غربانُ العبورِ السهلِ في بستانِ قلب ٍصامتٍ
    ما ثَـمَّ من جبلِ اعتصام ٍغير حيْراتِ الخروجِ إلى هواه

    ولكلّ لحمٍ دودُه، فاكتبْ على عظم الحقيقة :
    حصّتي من خمرة المعنى تجـفّ أمام قحط فصاحتي
    والوقت مـرّ ولم أعـبّئ قربتي من ماء تجربة المتاه
    مـرّت جنازة نسوة، خرساء، تابوت السكينة فوقها جبل يشوف
    مـرّت تماسيح الخطابة ليلة العيد الذي يرُشى
    بفاتحةٍ وضحكاتٍ لها كفّانِ من إسمَنْت،
    مـرّ الوقتُ،لم يرجعْ من السردابِ غيرُ الثُكْلِ والمرضى
    وأحذيةٍ ملمّعةٍ بدُهْنِ الموتِ،
    مـرّ الوقت، لم ينهضْ منَ النسيانِ غيُر هُويّةِ الصُـبّارِ
    غيُر نَبَالةِ الحيَوانِ معطوبَ الفـؤادِ،
    وكرمةُ الدارِ الصغيرةِ إذ تسيلُ دمُوعُها لبنًا
    على شَفَتَـيِّ قبٍر ساكتٍ كالطفلِ في حوشِ الكلام.
    قـد مـرَّ جيشٌ من فضائحَ وانكسارٍ
    فوق كُمَّثرى الطفولة ،سيّدي،يا شيخ، من أين العبورْ
    كُـلاّبُ يأسٍ عَضَّني ،
    وتعثَّرت في زحمةِ الألغازِ عُـكّـازُ القراءة
    ليس لي زاد ٌسوى جسدي ، انْتظرني
    قبل أن يلتفَّ حبْلٌ من رداءة
    حول عُنْق الجوْهرِ الباقي،إذن كُنْ خيبةً تحتارُ،
    سرًّا يفضحُ المبنى إذا اكتـظّ الغباءُ
    كن كائن اللغة المريض
    كن صفقة مع كارثه.
    التعديل الأخير تم بواسطة الأخضر بركة; الساعة 03-08-2010, 22:09.
    [FONT=Traditional Arabic]بّ ضوء ٍ[/FONT][FONT=Traditional Arabic]هزئتْ منه رُؤًى مظلمةٌ [/FONT]
    [FONT=Traditional Arabic]فاشتاقَ عمقَ الامّحَاءِ[/FONT]
    [FONT=Traditional Arabic]رُبَّ ليلٍ [/FONT][FONT=Traditional Arabic]خاف أنْ يُفضِي إلى صبحٍ سفيهٍ سِرَّهُ[/FONT]
    [FONT=Traditional Arabic]فاندسّ في صمت نجومٍ [/FONT]
    [FONT=Traditional Arabic]حُبِسَتْ في حكمةِ الماءِ...[/FONT]
  • أحمد عبد الرحمن جنيدو
    أديب وكاتب
    • 07-06-2008
    • 2116

    #2
    أي صفاء ملكت بقلمك
    ونثرته حروفا من نور
    وأي حقيقة ملكت لترسلها حكمة للحياة
    رقي رائع بحق
    يا جنون العشق يا أحلى جنونْ.
    يا سكون الليل يا خوف السكونْ.
    إنني أنزف من تكوين حلمي
    قبل آلاف السنينْ.
    فخذوني لم أعدْ سجناً لصيحات العيونْ.
    إن هذا العالم المغلوط
    صار اليوم أنات السجونْ.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ajnido@gmail.com
    ajnido1@hotmail.com
    ajnido2@yahoo.com

    تعليق

    • ريما منير عبد الله
      رشــفـة عـطـر
      مدير عام
      • 07-01-2010
      • 2680

      #3
      نثرية جميلة ورائعة
      ولكنها وضعت في غير مكانها الصحيح
      فلو وضعتها في منتدى الخاطرة كان أفضل لها وكانت أخذت حقها أكثر في المتابعة
      ,,
      تحياتي لقلمك وقلبك

      تعليق

      • الأخضر بركة
        عضو الملتقى
        • 29-06-2010
        • 30

        #4
        الأخت الكريمة ريما منير عبد اللّه.
        شكرا لمرورك، ولذائقتك.
        ويحيّرني كونك ترينها خاطرة. ولا أدري إن كان ذاك منك عدم دراية تامّة بالعروض الشعريّ، فضلا عن التركيب التصويري. وما دافعت يوما عن نص ممّا كتبت أمام قارئ. ولكن يبدو أنّ نمطيّة الكتابة الشعريّة وأحاديّتها وجاهزيّتها المورثة تكرّست إلى درجة أنّ أشكال الكتابة التجريبيّة الجديدة المنزاحة عن النمط السائد صارت تخلخل توقّعات القارئ فيحتار في تصنيفها ضمن الشعر أو النثر. وإن كنت أرى أن ليس ثمّة جنسٌ مطلقا يسمّى خاطرة. ثمّة كتابة وفقط نثرا أو شعراً، ولم تكن المعياريّة البلاغيّة التقليديّة يوما تعبّر
        عن جوهر الشعر.
        أحترم كثيرا رأيك في النّص الذي ما جرأت وأسميته أو أسميت غيره مّما كتبته قصيدة. فما القصيدة إلاّ تقنية تشكيليّة، أمّا الشعر فهو إمكان إبداعي. وكثير ممّا اعتُبِر خواطرَ هو قمّة الشعر، وكثير ممّا اعتُبِرَ قصائد هو دون النثر الشعريّ بكثير، ولعلّ نصّي" قربة الماء" هو واحدٌ منها.
        ولا أريد أن أقول أنّي أخطأت الموقع، فإنّي أحترم وأقدّر فيه أسماء شعريّة كبيرة.
        شكرا لك يا ريما منير عبد اللّه على الإضاءة في الجانب الآخر حيث أرى موقعي من الموقع.
        تحيّاتي للقرّاء على اختلاف مداركهم جميعا..................
        [FONT=Traditional Arabic]بّ ضوء ٍ[/FONT][FONT=Traditional Arabic]هزئتْ منه رُؤًى مظلمةٌ [/FONT]
        [FONT=Traditional Arabic]فاشتاقَ عمقَ الامّحَاءِ[/FONT]
        [FONT=Traditional Arabic]رُبَّ ليلٍ [/FONT][FONT=Traditional Arabic]خاف أنْ يُفضِي إلى صبحٍ سفيهٍ سِرَّهُ[/FONT]
        [FONT=Traditional Arabic]فاندسّ في صمت نجومٍ [/FONT]
        [FONT=Traditional Arabic]حُبِسَتْ في حكمةِ الماءِ...[/FONT]

        تعليق

        يعمل...
        X