الحلزون***
(1)
الحلزون نوعان __برى ,وبحري,وهو كسائر المخلوقات.....
ولا أعرف أن كان هناك نوعا جويا....
كان المدرس يشرح . ....وفى الأسبوع القادم سنرحل إلى البر لنكتشف ذلك
والتلاميذ يستمعون ...!
(2)
عندما وصل التلاميذ... في رحلة ربيعية طلب منهم المدرس التعرف على الحلزون عن قرب , انطلق الأولاد للبحث عنه ..لم يجدوا سوى صدفات فارغات تركها الحلزون وهاجر إلى مكان أخر لذلك قرر الأطفال جمعها في أكوام وتحطيمها لا لشئ إلا لغريزة في أنفسهم ولحكمة تعلموها ( أن كان الشئ ليس له مالكا منظورا فالأجدى له أن يهشم كسائر اللعب )
إلا: تلميذا واحدا.. كان مجدا في البحث...جاء من بعيد تسبقه صيحاته حتى ظن المدرس انه وقع في الفخ الذي حذرهم منه وهى العقارب والأفاعى التي تسكن مع الحلزون.
ما إن هدأت أنفاسه حتى قال : لقد وجدت الحلزون ...بل حلزون فوق حلزون !وتابع : هذا مايفعله الجميع يااستاذ ..كما يفعل الحلزون ! في البيوت الخربة, وحما مات المدرسة, وفى ظل جوابي العمارات, وفوق أسطحها.....
يفعله الصغار مع الصغار ...., والكبار مع الصغار ...ولم أكن اعرف أن الحلزون أشبه بالرجال .......
(3)
انطلق فريق المدرسة هذه المرة إلى البحر للتعرف على حلزون البحر ...ومعهم المدرس غير أنهم ابتعدوا عنه ...منهم من غطس فيه, و منهم من توارى وراء الكثبان, ومنهم من ظل واقفا لا يفعل شيئا ينتظر الأمر.
حضر نفس التلميذ وبنفس الطريقة حتى ظن الجميع انه عثر على ضالته كما فعل الأسبوع الماضي وبعد آن التقط أنفاسه قال: مالهذا الحلزون وارتباطه بالناس !؟
حيثما وجهت وجهي وجدت الناس كالحلزون ولم أجد الحلزون .
وجدت سيارة وراء الكثيب ورجل مع امرأة يفعلان فعل الحلزون
وعند لائكة هناك مجموعة تحتسى شرابا أظنه العنب, وعند ملتقى البحر بالسبخة مجموعة تفترش الأرض يدخنون بشراهة ويضحكون...ورأيت , ورأيت ....حتى اضطر المدرس أن يأمره بالكف عن الحديث عما رأى, ويطلب منهم الذهاب.
(4)
أنا مدرس المادة الجديد إلى أي درس وصلتم
التلميذ ذاته : إلى درس الحلزون
المدرس الجديد: هذا الدرس يلغى بتاتا من المقرر
التلميذ ذاته: أين مدرس المادة يا أستاذ ؟!
الأستاذ: لقد طار..... يبحث عن الحلزون الطائر .....
مع تحياتي
واعتذاري...عن غياب المدرس القديم .
أخوكم جميعا : المصراتى *
تعليق