أخينا على خلفية ابو رجل مسلوخة ادب الرعب الشعبى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • روان عبد الكريم
    أديب وكاتب
    • 21-03-2010
    • 185

    أخينا على خلفية ابو رجل مسلوخة ادب الرعب الشعبى

    على خلفية أبورجل مسلوخة"اخينا"
    أعود للبلدة القديمة كل حين.. لشجرة الصفاف الحنون الرؤوم ...أخبرتنى جدتى أنها زرعت يوم زفافها ..ذهبت الجدة ... وبقيت الشجرة تظل الإستراحة وتلقى ببعض أغصانها بدلال على أمواج النهر العاشق, وتحفظ على جذعها أسماءنا التى نقشت منذ ثلاثين عاماً ...حيث اعتدنا كل صيف أن نمكث فى الإستراحة بصحبة الجدة الحبيبة... تشعل التنور على العشب الأخضر ونلتف حولها لتروى لنا كل ليلة حكاية جديدة.. تقول بصوتها الرخيم :-
    العهد ..إلا العهد...وتلفنا بسحر الحكاية
    مسعد ومرجان ..أصحاب شقاء .. تعاهدا على رى الأرض قبيل الفجر.
    .تصمت الجدة وتنظر إلينا فى وجل:-
    -هل تدرون من سمع حديثهما
    .-نهز رؤوسنا خائفين ونتمتم بالبسملة وصوتها العميق ردد :-
    ( أخينا), الذى يسكن المقابر الشرقية المهجورة
    وقد التفت أجسادنا الصغيرة مرتعشة بجانب البعض وهى تكمل ونظرتها تغرق فى النهرالغافى :-
    -الخائب مسعد ..غرق فى النوم ونسى عهده وموعده ..نسى رفيقه مرجان ..الذى ذهب عند الساعة الثانية بعد منتصف الليل فى ليلة حالكة السواد تجوبها رياح باردة تهز الزرع البكر بقسوة وتثير الغبار ...و فوق الجسر تربص به "أخينا" فى صورة مسعد وهو يقول له فرحاً بفريسته:-
    نتسابق فى الرى , فضحك المسكين وهرع لحقله الناعس بكل نشاط بينما أخينا خلفه كتلة من سواد دامس ,ثم يعود فى صورة مسعد ويروى فدانا مقابل قيراط لمرجان ...الذى شد عزمه وغرق فى العمل حتى ارتواء الأرض و.تلاشت طاقته فألقى بجسده المكدود على الأرض الرطبة المرتجفة قرب الفجر ...تكرر جدتى قرب الفجر ...احذروا من ليل ما قبل الفجر ..تتلاشى أصوات الليل ..كل الأصوات ، عدا صوت الرياح الهائجة تجوب الوديان بجنون..وتهمد الأبدان ..تماماً كما همد مرجان الذى أيقظه أخينا ليعطيه كوباً من الشاى الأسود الساخن ..وقف فوق رأسه ينتظر
    هتف فيه مرجان
    -ألن تشرب!!!؟
    -يضحك "أخينا" فى غل.. والنار تتراقص فى عينيه الحمراوتين وفمه يتسع كبئر عميق .. أنا لا آكل ولا أشرب فقط مسعد يفعل

    فضحك مرجان هازئا وقد ظنها دعابة
    مسعد:- ..دعك من هزر العفريت..أنا لا أخاف ويكمل شرب شايه الأثير ...فيصرخ "أخينا" العفريت وجسده يتموج فى قلب الرياح كألسنة النار ثم يعود مرة أخرى لصورة مسعد
    ألا تصدقنى ...ألا تصدقنى...يسقط كوب الشاى من يد مرجان الذى ألجمه الذهول واخينا يدور حوله ويدور.. ألا تصدقنى ثم يجلس جانبه فى وداعة ضاحكا ..هل فزعت يا صديقى .. فيتنهد مرجان المسكين وكأنه مر بحلم ويشتاط غيظا من مسعد
    ..دعابتك سمجة ..ويلقى نفسه مرة اخرى على العشب الرطب ثم يقوم متمتما حان وقت الرحيل ...بينما أخينا يجلس مستكيناً يمد له يده فلا يتأخر مرجان عن مساعدته فى النهوض ..ولكن مهلاً فاليد ليست بشرية على الإطلاق .بل أشبه بحافر حمار أشهب .لم يصدق مرجان فى البداية ..يشده أخينا نحوه وهو يضحك ملء فمه الأسودالعميق كفوهة بئر مهجورة وعيناه البيضاوتان تدوران فى محجريهما.. ثم يفلته ...طار مرجان يسابق الريح ..الأرض تتسع أسفله وتتسع ..وتتسع… والعفريت يطير فوق رأسه و يصرخ ليطرب الليل الصامت:-
    أنا لا آكل ولا أشرب...مسعد يأكل ويشرب..مازال مرجان ينهب الأرض جرياً..حتى توقف قلبه عن الخفقان..وبعدها أذن الفجر..واستيقظ الليل للرحيل ...فتلاشى العفريت كالضباب الثقيل. لتنقطع معه أنفاسنا....تحكى جدتى وهى تلفنا بذراعيها العحوزين:-
    وفى الصباح وجدوه..مرجان جثة هامدة يحتضن أرضه الجبارة..ومن يومها وقرب الفجر وعفريت مرجان يخبط على بيت مسعد ويزعق بصوت سحيق :-
    مسعد .......مسعد..مسعد الذى عاش عمره خائفاً خلف الأبواب الموصدة .. يرقب من شرفة منزله القريبة من الحقل إثنين يرويان حقله كل يوم قرب الفجر .. "أخينا" ورفيقه الجديد.
    التعديل الأخير تم بواسطة روان عبد الكريم; الساعة 05-08-2010, 07:25.
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    جميلة
    قدمت هذا الشفاهى الرائع
    فى أجمل ثوب من الممكن تقديمه به
    كمادة قصصية لها المعنى و القيمة و الدلالة
    أعجبني البناء كثيرا
    و طريقة الرصد ، و عدم الارتماء فى أحضان اللعبة
    بل كانت القطفة سريعة
    و مؤكدة لهدف القص
    شكرا لك أستاذة روان على تلك
    و فى انتظار جديدك دائما !!


    أرجو قراءة النص

    تقديري و احترامي
    sigpic

    تعليق

    • روان عبد الكريم
      أديب وكاتب
      • 21-03-2010
      • 185

      #3
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      أستاذنا الكبير ربيع يشرفنى طلتك البهية فى صفحتى

      دمت بود

      تعليق

      يعمل...
      X