أرق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مزن أتاسي
    عضو الملتقى
    • 07-01-2010
    • 46

    أرق

    1 – أرق


    من الواضح أنها ستكون ليلة طويلة، فأنا أعرف هذه الظواهر جيدا لطول العشرة: هطول أفكار غزيرة داخل رأسي ما إن تأتلف وتنسجم، حتى تتضارب وتتنافر، وحين تبدو أنها اتخذت سبيلا لها‘‘سربا‘‘يسمح لخيط نعاس أن يتسلل إلى قلبي.. حتى تفترق وتضيع في هموم لم تجد حلولا لها في النهار، ولكنني - وأنا أمضي قدماً في عنادي بقهر الأرق وأقوم بخطواتي المرتبة والمحفوظة: في إجبار جفوني على الإطباق أولا، ثم محاولة التقاط فكرة واحدة من بين هذه الدغلة والتوغل فيها.. لعلني أثناء السير معها أغفو .. فأنام- أعرف مسبقا وأعرف جيدا أن نهاية واحدة وحيدة بانتظاري: الهزيمة، وأن ‘‘العزيز النوم‘‘ سيوغل في الابتعاد مثل كل شيء مطلوب ومرغوب، لذا أبتكر ذريعة وجيهة كأن أدّعي لنفسي بأنني عطشى وأنني أنهض الآن لهذا السبب وليس لأن الأرق هزم عنادي! أشرب الماء البارد على مهل وأطيل المكوث أمام نافذتي المفضّلة مركزة ناظريّ على جهة الشرق حيث أمّني النفس بمشهد شروق جليل و.. كتابة وصف له يغري بقراءته، ويغوي الآخرين بالنهوض من أسرّة الأرق إلى فضاء نهار يولد..
    طموح براق يجعلني أسارع إلى حيث أكتب – إلى هذه الشاشة - أحملها وأخرج بها إلى الشرفة وأنظر إلى الشروق، أكتب:(تنسلّ خيوط الشمس الذهبية من سمائها الليلية لتهبها نهارا جديدا..) أتوقف هنيهة عن الكتابة وأنظر إلى الشمس لأتأكد أن خيوطها ‘‘ذهبية‘‘ وليست ‘‘فضية‘‘، وأبتسم حين أتذكر أنني في حياتي كلها لم أستطع التوصل إلى حقيقة لون شعاع الشمس: أذهبي هو أم فضي؟ ولم أستطع أن أعرف سرّ إصرار الناس على وصفه‘‘بالذهبي‘‘، وهل أية ‘‘حقيقة‘‘ تكتسب اسمها بسبب شيوعها على ألسنة الناس بصرف النظر عن مدى تطابقها مع ماهيتها؟؟ وهل توجد ‘‘حقيقة‘‘ لأي شيء أصلا؟؟ أم أن حقيقة الأشياء ليست سوى ما نراه نحن فيها بحسب مبلغنا من العلم وزاوية النظر والوجهة والاتجاه؟ وقد تتدخل الرغائب، ويتدخل الهوى والخيال في إضفاء حقائق على الأشياء وعلى الناس ليست لها / لهم، أليست مفردة‘‘الشرق‘‘ مصحوبة دائما بكلمة ‘‘السحر‘‘ قبلها كما لو أنها حقيقته الوحيدة التي تختزله على الرغم من غموض معناها ؟ أليست مفردة ‘‘الإمبريالية‘‘ تستدعي دائما كلمة‘‘الاستعمار‘‘ معطوفة عليها ومغيبة بذلك كتلة كبيرة من منجزاتها الحضارية الكونية؟ ومؤخرا ألصقت مفردة ‘‘الإرهاب‘‘ بالإسلام وأصبحت كل واحدة منهما تستدعي الأخرى على نحو فج وتعميم غبي مقصود، يصير معه الباحث عن الحقيقة كالقابض على جمرة نار، أما أنا الأرقة فوداعا لأملي في إغفاءة ترتاح فيها جفوني من التحديق في هذه المساحة الضيقة، وسلام على الملك الضليل الذي أعطى الليل حقيقته كما رآها:
    وليل كوج البحر أرخى سدوله / عليّ بأنواع الهموم ليبتلي
  • بسمة الصيادي
    مشرفة ملتقى القصة
    • 09-02-2010
    • 3185

    #2
    الأرق..!!!
    شدّني العنوان كثيرا، ربما لأنني أعاني أنا أيضا منه ..
    الليل الذي يعرفه الناس فراشا للنوم، بالنسبة لنا هو مسرح نعزف عليه بالناي،
    أو دوامة نقع فيها .. أو مدّ وجزر من الأفكار يختالان على شواطئنا ..
    جفن الليل فضيّ .. وأشعّة الشمس ربما كانت كذلك .. أم أنها فعلا ذهبية!
    أعجبني هذا التساؤل كثيرا، لأنه جاء نتيجة حالة الأرق، التي تحول الليل نهارا والعكس كذلك .....
    ومن الشمس كان الحديث عن الشرق ..ثمّ عن الإمبرالية .. الإستعمار ..والإهراب ،
    في محاولة للبحث عن الحقيقة أو بالأصح عن الحقائق ...
    هي أعباء تنصب أسلاك شائكة ما بين العين والنوم ....
    درجة التوتر كانت عالية وهذه نقطة تحسب لك .. لأن الحالة العصبية التي يسببها الأرق يجب أن يجسّدها القلم ...... وما الكتابة إلى أرق حرف لا يعرف النوم !!!
    خاطرة جميلة لها الكثير من الابعاد، وتطرّقت فيها إلى عدةّ نقاط مهمة،
    اللغة سليمة وجذابة ...
    وأتمنى أن تتبدد سحابة الأرق من سماء عينيك ..
    خالص تقديري
    في انتظار ..هدية من السماء!!

    تعليق

    • خليل سعيد الشويلي
      أديب وكاتب
      • 29-07-2010
      • 15

      #3
      الارق !
      قد يصرخ المرء عفوياً وبصورة غير ارادية عندما يلازمه ذلك اللعين وهو يرى الناس تسعد بنوم هانئ ، مرتخية كل الرخاء ، تغوص في اعماق احلام جميلة كانت ام قبيحة المهم انهم راقدون ، اقابلهم في الطرف الثاني وانا انقل الوسادة من مكان لاخر لاقنع نفسي لعلي اغفوا ولو للحظات لاريح اعصابي واضع حدا لتوتري الذي تلازمة قرينته الازليه ( أف) الذي اكررها بين لحظة واخرى بحيث يسمعها من يرقد بجانبي لعله يوقظ نفسه ليشاركني بعضاً من هم الهم الذي انا فيه لكن دون جدوى !
      سلمت الانامل التي خطت اجمل الكلمات عن الصديق اللدود وضيف العمر الثقيل الذي جعل بعض الناس ينتحرون لعدم استطاعتهم النوم لسنين طويلة واتذكر منهم في العراق ( النقيب عبد الستار العبوسي ) الذي قتل عن طريق الخطا العائلة الهاشمية المالكة صبيحة يوم الثورة في 14 تموز 1958 ، حينما كان كلما يأوي الى الفراش لغرض النوم تاتية ام الملك لتقول له ( لماذا قتلتنا ) ونحن من ذرية النبي (ص) حيث كانت تحمل القرآن الكريم على راسها عندما طلب منها ومن الملك وبعض مرافقية الخروج من قصر الرحاب الذي كان يقيمون فيه ، وقتلت وفي يدها المصحف الشريف ، وسبق وان طلب من رجال الثورة بنقله بمنصب ( سفير العراق في الاتحاد السوفيتي السابق ) ضانا بانه سوف يتخلص من الارق ، وتم له ذلك ولاحقته لعنة العائلة الى هناك حيث نفس الحلم ياتيه في اول دقائق نومه ، الا ان وصل الى رتبة ( عقيد ) في البحرية العراقيه ووجدود في احدى الصباحات منتحراً بمسدسه الشخصي عيار 5 ملم ، لقد وضع حدا للارق الذي لازمه سنين طوال بسبب خطا كبير سواء كان سهواً او متعمدا .
      الف شكر وتقدير على الموضوع وعلى الاسلوب الجميل في الطرح ، تقبلوا مروري مع خالص الود .
      التعديل الأخير تم بواسطة خليل سعيد الشويلي; الساعة 06-08-2010, 05:06.


      أذا جار الأمير وحاجباه
      وقاضي الأرض أسرف في القضاء
      فويل ثم ويل ثم ويـــــل

      لقضاة الأرض من قاضي السماء

      تعليق

      • مزن أتاسي
        عضو الملتقى
        • 07-01-2010
        • 46

        #4
        الأستاذة بسمة المحترمة
        شكرا لمرورك الكريم، ولرأيك الإيجابي في خاطرتي، ولكلماتك المشجعة ، أتمنى لك كل خير، ومزيد من إبداعك الذي أرجو أن أمر به قريبا جدا، وأتمنى أن نلتقي دائما في مساحة الخاطرة أو غيرها بانتظار ذلك لك مني أطيب التحيات والأمنيات في ليال خالية من ‘‘الأرق‘‘

        تعليق

        • مزن أتاسي
          عضو الملتقى
          • 07-01-2010
          • 46

          #5
          الأستاذ خليل المحترم
          شكرا لمرورك الكريم، ولرأيك الإيجابي بخاطرتي، وشكري مضاعف للقصة التي رويتها عن مقتل الأسرة الهاشمية بيد ذاك البائس، ولعلك أستاذي تعرف ماقاله الراحل محمود درويش ذات يوم على لسان الضحية الشهيد للقاتل السجان بما معناه: أنت منذ الآن سجيني حيث صورتي ستحاصرك إلى الأبد، ويبدو أن حصار الضحية لقاتلها مسألة معروفة، عافانا الله جميعا من ان نكون ضحايا أو سجانين، شكرا أستاذي لك مني أطيب الأمنيات أرجو أن أعرف منك أين تكتب، عافى الله العراق

          تعليق

          • بلال عبد الناصر
            أديب وكاتب
            • 22-10-2008
            • 2076

            #6
            مزن ...

            كنتْ كالمطر ...

            شكراً على نصكْ ..

            تقديري ..

            تعليق

            • محمد زكريا
              أديب وكاتب
              • 15-12-2009
              • 2289

              #7
              الحقيقة تختلف دوما باختلاف أرآئنا ووجهات نظرنا
              للشمس لون واحد
              ولكن هناك من ينظر إليها ساعة الغروب ..ومنهم من يناظرها لحظة الشرووق
              والأغبياء فقط هم من يظنون أن للشمس لون باهت حين يلبسون نظاراتهم السوداء
              ((مجرد نظرة لماوراء نور الشمس))
              \\
              مزن ..كالمزنِ كان هطولكِ
              فلاتتوقفي
              نحن الذين ارتمينا على حافة الخرائط ، كحجارة ملقاة في مكان ما ،لايأبه بها تلسكوب الأرض
              ولاأقمار الفضاء
              .


              https://www.facebook.com/mohamad.zakariya

              تعليق

              • مزن أتاسي
                عضو الملتقى
                • 07-01-2010
                • 46

                #8
                الأستاذ بلال المحترم
                شكرا لمرورك الكريم ولكلماتك المشجعة اللطيفة، دمت بخير، مودتي

                تعليق

                • مزن أتاسي
                  عضو الملتقى
                  • 07-01-2010
                  • 46

                  #9
                  الأستاذ زكريا محمد
                  شكرا جزيلا لمرورك الكريم ولرأيك الإيجابي بخاطرتي، أرجو أن نلتقي دائما في هذه المساحة الحرة والجميلة ، أتساءل معك هل للشمس لون؟ أم هي بيضاء أي الألوان كلها مجتمعة؟ دمت بخير

                  تعليق

                  • مزن أتاسي
                    عضو الملتقى
                    • 07-01-2010
                    • 46

                    #10
                    لجميع الأعضاء كل عام وأنتم بخير أعاده الله علينا جميعا باليمن والبركات

                    تعليق

                    يعمل...
                    X