عناقيد النور ( أهلا رمضان ) ربيع عقب الباب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    عناقيد النور ( أهلا رمضان ) ربيع عقب الباب

    عناقيد النور


    كنت بصحبة جدي الكبير ، عائدين من الغيط ، تركنا الشمس خلفنا هناك ، تسبح فى بحر أحمر ، و انطلقنا نسابق الطريق ، و السكة الزراعية تخترق الغيطان الخضراء ، وهناك المدينة كحلم ، هاهى تدنو كنهار أبيض رويدا .. رويدا ، صامتة هادئة ، كأنها تنتظرنا بفارغ الشوق ، كما تنتظر زائرا مهيبا ، ووجدتنى أطالع المآذن العالية فى إكبار ، هاهى ذي تمتد معانقة السماء فى شموخ ، يحمل جمالا و إجلالا .
    كان هدوء عجيب يخيم على كل شىء ، رغم أن المتوقع عكس ذلك ؛ فاليوم تتحرك سيارات النقل فى مواكب تطوف فى شوارع المدينة ، تصدر رنينا و طرقا صاخبا ، لأصحاب الحرف من حدادين و صناع من كافة الأسواق ، ليعلنوا ترحيبهم بالزائر القادم بعد طول غياب .
    هاهى المآذن تقترب ، هاهى عناقيد النور تطوق كل منها .. نعم . وحين يحط الليل على المدينة ، تحيل ظلامه نهارا أبيض ، و أحمر و أصفر و أزرق ، وساعتها أسرع إلى أصحابي حاملا فانوسي الجميل الملون ، ونروح ندور فى أرجاء الحى ، ونحن نردد غناءنا المعتاد " وحوي ياوحوي ".
    نزور كل البيوت ، ننادي على أصحابها ، مباركين دخول العم رمضان عندهم ، رمضان ذلك الجميل الذى يجعلنا نصوم .. نصوم طول النهار ، ونجلس جميعا عند المغرب حول طبلية واحدة !
    رمضان الرجل الطيب جعلني أرى أبي كل يوم ؛ فيأتي لنا بالفاكهة ، و التمر و المكسرات ، وغيرها . أنا أحب رمضان كثيرا .. نعم أحبه .. و لكن كيف يدخل كل بيوت الحي و الأحياء المجاورة فى وقت واحد ؟
    أنا لم أره عندنا ، لكن جدي فى العام الماضي قال وهو يضحك : أخذ شربة ماء ، وذهب إلى بيت جارنا ".
    يومها بكيت لأنني لم أره ، كنت أتمني رؤيته عندنا ، لأنني أحبه .. أحبه كثيرا ؛ فهو يجعل الناس سعداء طيبين ، لا يسبون ، لا يشتمون ، لا يتعاركون !
    فجأة و أنا أسير إلى جوار جدي ، ارتفع صوته :" باكر يأتي رمضان ".
    ارتعش جسدي ، وقلت :" هل قابلته ياجدي ؟".
    قهقه جدي ، وقال :" نعم .. كثيرا ياولد .. وقال أنا قادم عند السحور الليلة ".
    صحت بتهلل و فرح : " ما شكله ياجدي .. مثلك هو .. أم يشبه أبي .. أله شاربان و لحية ، و يلبس الطاقية و الجلباب أم البنطال ؟!".
    قال جدي الطيب :" إنه رجل طيب جميل ، يحب الخير و البر .. يحب الصغار و الكبار ، يحب كل الناس الغنى و الفقير ، و يفرح بهم كثيرا ، وحين يأتي لا يأكل إلا عند أذان المغرب ، والناس تحبه ، وتفعل مثله تماما ، و الذى لا يفعل مثلما يفعل يخاصمه ، و لا يدخل بيته ".
    انتفض جسدي ، قلت فى نفسي :" سوف أراه الليلة .. نعم .. لا بد أن أراه عندما يأتي فى السحور .. نعم .. لن أنام ؛ فعندما أنام لا يوقظني أحد .. لا أمي و لا أبي .. لن أنام !!
    بفرح قلت لجدي :" هل يزورنا ياجدي ؟!".
    قال الجد :" نعم ؛ فهو يحبنا كما نحبه .. نحبه كثيرا .. ألا تحبه يا إبراهيم ؟! ".
    قلت متلعثما :" نعم .. نعم ياجدي . لكنني العام الماضي لم أستطع الصوم مثله ، أخاف أن يكون غاضبا مني ؛ فلا يزورنا !!".
    ربت جدي على كتفي ، و قال :" هذا العام يجب أن تحرص على حبه لك ، إنه يحب الصوم و العطف و الحب ، و الكلام الحلو ، و القرآن ؛ فلا تؤذ أحدا من جيرانك أو أصدقائك .. أحب جميع أصدقائك وجيرانك كما تحب رمضان ، و الذي يحبه رمضان يحبه الله الخالق العظيم ".
    كان فرحي صافيا ، ونفسي ترفرف بين رياش صدري .
    فجأة تعلقت عيناي بالسماء ، كانت صافية صامتة ، رائعة ، تحوم فى فضائها الطيور .
    قلت لجدي :" ألا تر يا جدي .. انظر .. القمر .. لقد خرج من داره قبل حلول الظلام !!".
    تنهد جدي بفرح ، ونظر مثلي إلى القمر الذى كان يبدو باهتا :" لهذا سوف يأتي رمضان باكرا ، إنه هلال الرؤية ، وسوف أشتري لك فانوسا لاستقباله ، لتلعب مع أصحابك ، وتدور فى الحي ، و تبارك للناس زيارة رمضان لهم ، وعند السحور تخرج به ، و تسحرهم حتى يحبك رمضان ، فيسمح لك بالطلوع إلى أعلى مئذنة المسجد ، لتنادي عليهم رمضان بدأ صومه ، كونوا مثله ، و أمسكوا عن الطعام و الشراب !".
    الله .. ما أحلى رمضان ، ما أجمله يا جدي !
    هذا الرجل الذى لم أره إلى الآن ، لكنني سوف أراه الليلة .. لن أنام حتى أراه ، إنه يجعل الأولاد طيبين ، يلعبون فى رفق وحب و سماحة ، لا يغضب بعضهم بعضا .. نعم .
    فى العام الفائت حين أتى رمضان ، الولد بكر سب زكريا ، فقال له : سامحك الله .. اللهم أنى صائم . رغم أن زكريا كان أكبرنا سنا ، و أكثرنا قوة ؛ فهو يغلب الجميع .. جميع الأولاد ، ومع ذلك لم يضرب بكرا ، وساعتها خجل بكر من نفسه ، وطيب خاطر زكريا ، وتصالحا فى الحال .
    وفى نفس الليلة جلسنا قريبا من المسجد بعد صلاة التراوح ، نحكي و نتحدث ، ونقلد الشيخ حجوجة فى خطبته الأخيرة ، نروي القصص الجميلة التي كان يرويها للناس عن النبي و الصحابة و عن الحسن و الحسين و الناس من حوله مشدودون ، ينظرون إليه مثلنا نحن الصغار ، صامتين يمصمصون شفاههم ، ثم يخفضون وجوههم .. لقد رأيت دموع أبي فى المسجد ، وهو ينصت إلى حديث الشيخ عن رمضان !

    حين حلّ الظلام ، وهلل الناس و الأولاد فى الحي .. جميع من بالبيت يردد :" رمضان يأتى صباحا .. السحور الليلة ".
    وكان النوم يداعب جفوني ، فأقاوم ، لكنه غلبني ، فرحت فى سبات عميق ، وشاهدته فى الحلم رجلا جميلا ، يحمل فوانيس كثيرة ملونة ، وتحيط بصدره عناقيد من الأنوار ، كان أكثر شبها بجدي الكبير ، وكان يسير بها فى الشارع ، يوزعها على الأولاد ، ثم يخرج من جيبه التمر الأحمر الجميل ، ويوزعه أيضا .. فجأة خلع جدي عناقيد النور ، أعطاها لي ، وطلب مني أن أعلقها على حائط بيتنا .
    حين رحت أعلقها على الحائط ، زلقت قدمي ، فصحوت مرعوبا لأجد كل من بالبيت يتحلقون طاولة الطعام ، فجريت و أنا أفرك عيني ، ثم توقفت .
    ناداني جدي الكبير :" تعال يا إبراهيم لتري عمك رمضان .. تعال ".
    قعدت بينهم ، وكان إحساس داخلي بأن عناقيد النور تشع نورا فى صدري ، و أن جدي كان الأكثر شبها برمضان .
    فرحت ، وأكلت حتى اكتفيت ، وخرجت راكضا صوب المسجد لأكون أعلى مئذنة المسجد ، و العناقيد من حولي و داخلي ، أرفع صوتي مع الكبار : ارفع .. ارفع سحورك ياصائم !!
    التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 01-08-2011, 18:57.
    sigpic
  • بسمة الصيادي
    مشرفة ملتقى القصة
    • 09-02-2010
    • 3185

    #2
    لن أقول الآن سوى رمضان كريم وكل عام وأنت بألف خير
    وسأعود لاحقا إلى هذه القصة الحلوة، القريبة جدا من القلب ..
    تحياتي
    في انتظار ..هدية من السماء!!

    تعليق

    • إيمان الدرع
      نائب ملتقى القصة
      • 09-02-2010
      • 3576

      #3
      ومازالت عناقيد النور تشعّ في صدرك حتى هذه اللحظة..
      أستاذ ربيع:
      من يمتلك هذه الروح الشفّافة.. لطفولةٍ مازالت تسكن قلبك
      لهذه الفطرة الطيّبة التي احتفظت بكلّ تداعيتها..وعالمها الخصب..
      غير من يساكن قلبه الوفاء المطلق لفيض النور..وللناس وللزمان والمكان
      لقد اكتنزت لحظات ..تمنّينا لو بقينا طويلاً عندها..
      أن نراها بهذه العيون الوادعة التي انشغلت بنور شهر من أحلى الشهور..
      ليتنا نرى رمضان الآن بنفس العيون...
      قبل أن تأخذه رياح الحياة ومستجدّاتها إلى طقوسٍ أخرى يتواجد فيها كلّ شيء
      كلّ الصور..إلاّ تلك العناقيد المدهشة المليئة بالنور التي كنت تحملها بصدرك..
      عناقيد غابت مع أشخاصٍ أهدوها لنا ورحلوا وخلّفوا لنا غُصّة تتجدّد
      كلّما يُزهر الحنين..وتوجعنا الأيام بذكراهم..
      من أجمل ما قرأت ياربيعنا..عن نسيمات رمضان ..لوحة ولا أجمل
      كان من الصعب استرجاعها بتفاصيلها المشوّقة ، بنفس المشاعر البكر
      وقد فعلتها أنت باقتدارٍ ملفتٍ ليس بمستغربٍ عن قلمك الجميل..
      رمضان كريم... وكل عام وأنت بخيرٍ

      تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

      تعليق

      • محمد الطيب يوسف
        أديب وكاتب
        • 29-08-2008
        • 235

        #4




        رمضان كريم يا استاذنا
        صفحتي الخاصة

        http://www.facebook.com/group.php?gid=500474340299

        تعليق

        • ربيع عقب الباب
          مستشار أدبي
          طائر النورس
          • 29-07-2008
          • 25792

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة بسمة الصيادي مشاهدة المشاركة
          لن أقول الآن سوى رمضان كريم وكل عام وأنت بألف خير
          وسأعود لاحقا إلى هذه القصة الحلوة، القريبة جدا من القلب ..
          تحياتي
          الله أكرم .. الله أجمل .. و كل عام و أنت بخير و الأمة كلها بخير !!
          سأنتظر هذا الحضور بلا شك !!


          تقديري و احترامي
          sigpic

          تعليق

          • أ . بسام موسى
            ناقد
            • 20-06-2010
            • 69

            #6
            عناقيد النور ( أهلا رمضان )

            الأخ المبدع / ربيع عقب الباب
            استبقتَ الشهرَ الكريمَ قبلَ أن يهلَّ هلالُهُ بساعاتِ قدومِهِ ، فجاشت بنا الذكرياتُ ونحن في زمنٍ قد مضى .
            أذكر أخ ربيع عندما كنا في عمر الزهور تَراوَدَ إلى أذهانِنا أن رمضانَ هو ذاته الطبال الذي كان يصدح بأعذب الكلمات قبل نداء الفجر إيذانًا بحلول وقت السحور لنبدأًَ معاً يوما جديدا من أيام الصيام وحتى نهاية الشهر ، كما وأذكر أن ذاك الطبال كان يشقُّ طريقَهُ في اليوم الأول من عيد الفطر الكريم ليتسلم من الناس عيديته نظير إيقاظه الدائم لهم أيام كان يتنقل في الحواري بعقيرته التي كان يسعد بها الجميع ، وتكتمل اللوحة الجميلة له باصطفاف الأطفال حوله بحُلَلِهم الجميلة الزاهية والمتنوعة الأشكال والألوان .
            وكفلسطيني عاش إبَّانَ الاحتلال لقطاع غزة - قبل الانسحاب - تستحضرني في هذه اللحظات العاطرة التي نتنسّمُ فيها عبق رمضان صور الشباب الفلسطيني الوثّاب الذين كانوا يتنقلون في الطرقات الدامسة الظلام مستخدمين طبولهم الصادحة في جنح الظلام وعند اقتراب فجر الصيام غير عابئين بالأخطار التي قد تحدق بهم من كمائن الوحدات الاسرائيلية الخاصة التي تتربص عند كل رابية أو عند مدخل كل زقاق ، ولا أنكر أن عدداً من هؤلاء الأبطال دفع حياته ثمناً لذلك ... ولكنها الجنة التي تطلب أبناءها ، والإرادة التي ترجو الكرامة ، وتأمل الحصول على الأجر، والمثوبة من الله في إيقاظ المتسحرين ، وعبّاد الليل .
            ولعل أجمل مايميز أدبيات الأستاذ ربيع /
            أنه فنان بارع في صنع اللحظة الموقفية والتعبير عنها بطريقة عذبة متسلسلة السياق ، والقدرة البارعة على تطويع اللغة واستدعاء الكلمات الفخمة التي تزيد الأسلوب تألقاً وتميزاً .
            كما أن لديه قدرة فذة على توظيف التصوير والخيال مما يعطي الأسلوب الروائي قوة ، وإبداعاً

            تحياتي لك أخ ربيع وننتظر المزيد من إبداعاتك الرائعة .
            التعديل الأخير تم بواسطة أ . بسام موسى; الساعة 08-08-2010, 18:51.

            تعليق

            • آسيا رحاحليه
              أديب وكاتب
              • 08-09-2009
              • 7182

              #7
              تصوير رائع لأيام لا تزال تعشش في الذاكرة رغم مرور الزمن .
              نصك استفزّني ..جعل الذكريات تجيش في قلبي .
              قد اكتب نصا عن رمضان و انا صغيرة .و لكن اكيد لن يكون في مستوى نصك .
              تحية لك و لإبداعك الجميل .
              التعديل الأخير تم بواسطة آسيا رحاحليه; الساعة 08-08-2010, 19:37.
              يظن الناس بي خيرا و إنّي
              لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

              تعليق

              • ربيع عقب الباب
                مستشار أدبي
                طائر النورس
                • 29-07-2008
                • 25792

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة أ . بسام موسى مشاهدة المشاركة
                الأخ المبدع / ربيع عقب الباب
                استبقتَ الشهرَ الكريمَ قبلَ أن يهلَّ هلالُهُ بساعاتِ قدومِهِ ، فجاشت بنا الذكرياتُ ونحن في زمنٍ قد مضى .
                أذكر أخ ربيع عندما كنا في عمر الزهور تَراوَدَ إلى أذهانِنا أن رمضانَ هو ذاته الطبال الذي كان يصدح بأعذب الكلمات قبل نداء الفجر إيذانًا بحلول وقت السحور لنبدأًَ معاً يوما جديدا من أيام الصيام وحتى نهاية الشهر ، كما وأذكر أن ذاك الطبال كان يشقُّ طريقَهُ في اليوم الأول من عيد الفطر الكريم ليتسلم من الناس عيديته نظير إيقاظه الدائم لهم أيام كان يتنقل في الحواري بعقيرته التي كان يسعد بها الجميع ، وتكتمل اللوحة الجميلة له باصطفاف الأطفال حوله بحُلَلِهم الجميلة الزاهية والمتنوعة الأشكال والألوان .

                وكفلسطيني عاش إبَّانَ الاحتلال لقطاع غزة - قبل الانسحاب - تستحضرني في هذه اللحظات العاطرة التي نتنسّمُ فيها عبق رمضان صور الشباب الفلسطيني الوثّاب الذين كانوا يتنقلون في الطرقات الدامسة الظلام مستخدمين طبولهم الصادحة في جنح الظلام وعند اقتراب فجر الصيام غير عابئين بالأخطار التي قد تحدق بهم من كمائن الوحدات الاسرائيلية الخاصة التي تتربص عند كل رابية أو عند مدخل كل زقاق ، ولا أنكر أن عدداً من هؤلاء الأبطال دفع حياته ثمناً لذلك ... ولكنها الجنة التي تطلب أبناءها ، والإرادة التي ترجو الكرامة ، وتأمل الحصول على الأجر، والمثوبة من الله في إيقاظ المتسحرين ، وعبّاد الليل .
                ولعل أجمل مايميز أدبيات الأستاذ ربيع /

                أنه فنان بارع في صنع اللحظة الموقفية والتعبير عنها بطريقة عذبة متسلسلة السياق ، والقدرة البارعة على تطويع اللغة واستدعاء الكلمات الفخمة التي تزيد الأسلوب تألقاً وتميزاً .
                كما أن لديه قدرة فذة على توظيف التصوير والخيال مما يعطي الأسلوب الروائي قوة ، وإبداعاً


                تحياتي لك أخ ربيع وننتظر المزيد من إبداعاتك الرائعة .

                و نصي القادم ( فى رمضان لا تسلسل الكلاب ) المكان غزة ، الزمان قبل عامين من الآن !!

                لي عودة للرد على تلك المداخلة

                محبتي
                sigpic

                تعليق

                • ربيع عقب الباب
                  مستشار أدبي
                  طائر النورس
                  • 29-07-2008
                  • 25792

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
                  ومازالت عناقيد النور تشعّ في صدرك حتى هذه اللحظة..
                  أستاذ ربيع:
                  من يمتلك هذه الروح الشفّافة.. لطفولةٍ مازالت تسكن قلبك
                  لهذه الفطرة الطيّبة التي احتفظت بكلّ تداعيتها..وعالمها الخصب..
                  غير من يساكن قلبه الوفاء المطلق لفيض النور..وللناس وللزمان والمكان
                  لقد اكتنزت لحظات ..تمنّينا لو بقينا طويلاً عندها..
                  أن نراها بهذه العيون الوادعة التي انشغلت بنور شهر من أحلى الشهور..
                  ليتنا نرى رمضان الآن بنفس العيون...
                  قبل أن تأخذه رياح الحياة ومستجدّاتها إلى طقوسٍ أخرى يتواجد فيها كلّ شيء
                  كلّ الصور..إلاّ تلك العناقيد المدهشة المليئة بالنور التي كنت تحملها بصدرك..
                  عناقيد غابت مع أشخاصٍ أهدوها لنا ورحلوا وخلّفوا لنا غُصّة تتجدّد
                  كلّما يُزهر الحنين..وتوجعنا الأيام بذكراهم..
                  من أجمل ما قرأت ياربيعنا..عن نسيمات رمضان ..لوحة ولا أجمل
                  كان من الصعب استرجاعها بتفاصيلها المشوّقة ، بنفس المشاعر البكر
                  وقد فعلتها أنت باقتدارٍ ملفتٍ ليس بمستغربٍ عن قلمك الجميل..
                  رمضان كريم... وكل عام وأنت بخيرٍ
                  جميل رمضان ، لنا معه ذكريات و أيام
                  صغارا و شبابا
                  له فينا الكثير .. فى الحارة و البيت و الجامع و أيضا فى المدرسة
                  و أيضا كان حديثك أجمل و أرق
                  كما أنه له بعض شجون .. رمضان ياله من شهر
                  كم تكتمل معرفتنا بالناس و الله فى هذا الشهر الكريم !

                  سرنى كثيرا ما كتبتِ
                  شكري و تقديري
                  sigpic

                  تعليق

                  • سحر الخطيب
                    أديب وكاتب
                    • 09-03-2010
                    • 3645

                    #10
                    رمضان بعيون الاطفال هي الفترة الراسخه فى الذاكره .. منها ينبع كل شىء جميل
                    كلما زارنا رمضان تخرج ذكرى الطفوله لتعبق في ذاكرة المكان وإن تغير المكان
                    اسعدنتي هذة الذكرى شكرا لك
                    الجرح عميق لا يستكين
                    والماضى شرود لا يعود
                    والعمر يسرى للثرى والقبور

                    تعليق

                    • ربيع عقب الباب
                      مستشار أدبي
                      طائر النورس
                      • 29-07-2008
                      • 25792

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة محمد الطيب يوسف مشاهدة المشاركة




                      رمضان كريم يا استاذنا

                      محمد الجميل
                      يبدو أنك استأصلت اللوز من أصابعك هه
                      أو من الكيبوورد

                      أحبك يارجل
                      كل سنة و أنت طيب
                      و السودان كلها بخير و سعادة و إبداع



                      محبتي أيها الرائع
                      sigpic

                      تعليق

                      • بسمة الصيادي
                        مشرفة ملتقى القصة
                        • 09-02-2010
                        • 3185

                        #12
                        ها قد عدت وما زلت لا أملك ما أقوله ..
                        فيك شيء يذكرني بكل شيء، بل يعيد لي ما مسحته من ذاكرتي ..
                        حتى الطفولة المبتورة بسحر أنت ترممها ..
                        ذكرتني بالطفل الذي كان يجلس معي على درجات السلم، منتظرين قدوم
                        "عمو رمضان" ...
                        نعم كنا نظنه رجلا .. بل الكل الاطفال يظنونه كذلك ..
                        وأنت تحدثت بصوت الأطفال ..
                        حروفك هذه مختلفة، الشفافية عالية جدا ..
                        هل تغلغل قلمك في طفولته، حتى عاد بهذه البراءة التي ارتسمت فوق الحروف كعيون متلألئة!!
                        إنها فعلا عناقيد النور ... ورجل يكتب بالنور ..
                        ويا رب تكون أيامك كلها نور ...
                        تحياتي وامتناني مجددا ..وأبدا
                        التعديل الأخير تم بواسطة بسمة الصيادي; الساعة 14-08-2010, 08:04.
                        في انتظار ..هدية من السماء!!

                        تعليق

                        • ربيع عقب الباب
                          مستشار أدبي
                          طائر النورس
                          • 29-07-2008
                          • 25792

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة أ . بسام موسى مشاهدة المشاركة
                          الأخ المبدع / ربيع عقب الباب
                          استبقتَ الشهرَ الكريمَ قبلَ أن يهلَّ هلالُهُ بساعاتِ قدومِهِ ، فجاشت بنا الذكرياتُ ونحن في زمنٍ قد مضى .
                          أذكر أخ ربيع عندما كنا في عمر الزهور تَراوَدَ إلى أذهانِنا أن رمضانَ هو ذاته الطبال الذي كان يصدح بأعذب الكلمات قبل نداء الفجر إيذانًا بحلول وقت السحور لنبدأًَ معاً يوما جديدا من أيام الصيام وحتى نهاية الشهر ، كما وأذكر أن ذاك الطبال كان يشقُّ طريقَهُ في اليوم الأول من عيد الفطر الكريم ليتسلم من الناس عيديته نظير إيقاظه الدائم لهم أيام كان يتنقل في الحواري بعقيرته التي كان يسعد بها الجميع ، وتكتمل اللوحة الجميلة له باصطفاف الأطفال حوله بحُلَلِهم الجميلة الزاهية والمتنوعة الأشكال والألوان .

                          وكفلسطيني عاش إبَّانَ الاحتلال لقطاع غزة - قبل الانسحاب - تستحضرني في هذه اللحظات العاطرة التي نتنسّمُ فيها عبق رمضان صور الشباب الفلسطيني الوثّاب الذين كانوا يتنقلون في الطرقات الدامسة الظلام مستخدمين طبولهم الصادحة في جنح الظلام وعند اقتراب فجر الصيام غير عابئين بالأخطار التي قد تحدق بهم من كمائن الوحدات الاسرائيلية الخاصة التي تتربص عند كل رابية أو عند مدخل كل زقاق ، ولا أنكر أن عدداً من هؤلاء الأبطال دفع حياته ثمناً لذلك ... ولكنها الجنة التي تطلب أبناءها ، والإرادة التي ترجو الكرامة ، وتأمل الحصول على الأجر، والمثوبة من الله في إيقاظ المتسحرين ، وعبّاد الليل .
                          ولعل أجمل مايميز أدبيات الأستاذ ربيع /

                          أنه فنان بارع في صنع اللحظة الموقفية والتعبير عنها بطريقة عذبة متسلسلة السياق ، والقدرة البارعة على تطويع اللغة واستدعاء الكلمات الفخمة التي تزيد الأسلوب تألقاً وتميزاً .
                          كما أن لديه قدرة فذة على توظيف التصوير والخيال مما يعطي الأسلوب الروائي قوة ، وإبداعاً


                          تحياتي لك أخ ربيع وننتظر المزيد من إبداعاتك الرائعة .
                          أتدري أستاذي بسام الرائع
                          كنت و هذا الجد ذات رمضان
                          و كنا أيضا عائدين من الغيط ، ومازلنا فى العراء بعد آذان المغرب غصبا
                          فالأرض كانت فى حاجة أقوى من الإفطار .. فجأة هتف جدي
                          ادع ياولد .. ادع .. و رأيته ينزل عن ذابته
                          و يركع ، ثم يرفع رأسه صوب السماء ، وهو مازال يردد ادع ياولد
                          وهنا كان الطفل يستجيب ، وهو يدري ، كل ما يدريه أن الليلة ربما ليلة القدر كما أوهموه .ز أو كما علموه .
                          ونظرت لأرى فجوة من نور تأتلق سيدي غير كل السماء
                          نور شاهق بلا مثيل ، كأنه السحر ، و كأن أطياف الملائكة هى لحمته و سداه
                          ودعوت و ابتهلت مثل الجد ( ليلة القدر )
                          أتكون تلك ياجدي الكبير... أتكون ؟!
                          وكما رأيت هلال الشهر .. كان كل شىء واضحا
                          كان سهلا
                          و كان يجب أن نحقق المستحيلات
                          لكنا تقاعسنا حتى أتانا قيظ المتاهة
                          فما عدنا نرى شيئا إلا من خلال غيرنا !!

                          شرفت بحديثك أخي الغالي بسام
                          كل سنة و أنت بخير وسعادة

                          محبتي
                          sigpic

                          تعليق

                          • وفاء الدوسري
                            عضو الملتقى
                            • 04-09-2008
                            • 6136

                            #14
                            الأستاذ/ربيع عقب الباب
                            لمسنا مع عبق الذكريات روحانية رمضان
                            وشاهدنا تفاصيل رسمت بإحساس رائع بين السطور
                            بشفافية وجدان تسلل معه الحرف للأعماق بكل هدوء
                            كل عام وأنت بخير
                            تقديري واحترامي
                            التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الدوسري; الساعة 19-08-2010, 02:06.

                            تعليق

                            • فيصل أبو سعد
                              عضو الملتقى
                              • 12-10-2007
                              • 29

                              #15
                              تصوير جميل و لغة عذبة
                              قصة محبوكة بعنايه
                              أحببت أن أمر و أحييك عليها و إن كنت في حقيقة الأمر أتحفظ بعض الشيء على القصص التي تصور هذا الواقع السعيد , وهذا موقف ٌ ذاتي ٌ مني ربما .
                              أجمل القصص التي قرأتها في حياة كانت قد بنيت على معاناة أو ألم أو حزن ...
                              ألم يقل أحد النقاد ( ليس للسعداء قصة ) ؟ دلالة ً على أن القص هو سلاح الإنسان المستوحش في هذه العزلة .
                              تقبل مروري وقراءتي
                              تحياتي

                              تعليق

                              يعمل...
                              X