تويت
هل أنت مشرف، يا فرحة أمك بيك!
كتب مصطفى بونيف
هل أنت مشرف، يا فرحة أمك بيك!
نحن في زمن الأنترنت، والذي ليس مشتركا في الفايس بوك سوف يعامل معامل الشيخة بديعة، وإذا كنا سابقا نفتخر بانتماءاتنا إلى النوادي فإننا اليوم نفتخر بانتماءاتنا إلى المجاميع والمنتديات التي تملأ هذا الفضاء الالكتروني.
لدرجة أنني استقبلت ذات مرة رسالة خاصة على أحد المنتديات ومضمونها، لقد حاولت أن أتصل بك في الهاتف المحمول فوجدته مغلقا، أتمنى أن تحضر معك الخبز والحليب وأنت عائد إلى البيت، إمضاء أمك الفرحانة بيك!.
سألتني أمي عن سبب اهتمامي بالجلوس أمام الأنترنت كل هذا الوقت،وقالت بكل عفوية " هل يعطونكم راتبا جيدا نظير هذا العمل؟"...في الحقيقة شعرت بالإحراج أمام هذا السؤال البريئ الذي لم أجد له جوابا سوى أن أكذب قائلا.." نحن نقبض رواتبا هامة يا أمي"..فقالت : " إذن نريد بوتجازا جديدا في المطبخ، لأن القديم أصبح لا يعمل، اشتر لنا واحدا من راتبك بالعمل على النت"...
تدخل خالتي إلى البيت، وهي تحملق في منظري وأنا أجلس أمام شاشة الكمبيوتر كالأبله ، ثم تسأل أمي عن الذي أفعله...فتقول لها ، لقد أصبح ابني مشرفا العاقبة لابنك سعيد، ألم يجد وظيفة بعد؟.
فتجيبها خالتي متحسرة: " ياحسرتي، هو يعمل مع خاله في ورشة البناء ثم يعود مهدودا آخر اليوم.."
ثم صرخت : " شوف لسعيد وظيفة معك، سيكون مشرفا جيدا مثلك".
أنظر إلى الشاشة بعصبية، ثم أضغط على الفأرة..." لقد تم تقليص صلاحياتي".
ثم أنتقل غاضبا إلى صفحة الفايس بوك...سأكون جروبا...لكن ماهو اسم الجروب، وما أهدافه؟.
أنظر إلى شاشة التلفزيون لأشاهد المطرب ثامر حسني وهو يعني ويرقص والبنات حوله يصرخن ويرمين تحت أقدامه الذهب...
تبرق في ذهني فكرة..سيكون اسم الجروب ..حملة كراهية لتامر حسني، وسيكون الهدف هو مقاطعة أغانيه وكليباته، والدعوة إلى محاكمته بعد أن سرق البنات منا نحن معشر الرجال العاديين.
تزكم أنفي رائحة الباذنجان المقلي والتي هي أقرب إلى غاز الأعصاب، فأصرخ غاضبا : "كل يوم باذنجان يا أمي، والله سوف أكون جروب مناهضة الباذنجان في البيوت، وسوف أدعو إلى مقاطعته هو الآخر لأنه بتسبب في العجز الجنسي عند الرجال، ويتسبب في سواد بوجوه النساء.."
أخرج من البيت قبيل المغرب تماما كما لو أنني موظف، ثم أجلس بالمقهى حيث يجتمع الأصدقاء...
يقول لي أحد أصحابي: " هل بإمكانك أن تحدث مدير الموقع عني بأن يرفع عضويتي إلى درجة مشرف، أنا عضو منذ أربع سنوات ولم أستفد من أية ترقية أو علاوة ؟".
ثم يرد عليه الآخر : " لا أنصحك بأن تفتح الموضوع مع المدير مباشرة، ابعث برسالة إلى المشرفة لسان العصفور وهي تستطيع أن ترقيك إلى درجة مشرف لأنني سمعت كلاما في أروقة المسنجر ومفاده بأن المدير قد أعطى لها كافة الصلاحيات..".
فأقول لهم وأنا واثق من نفسي " هناك حركة سوف تحدث هذه الأيام في سلك المشرفين، إذ أن المدير سوف ينقل البعض إلى الفروع البعيدة التي لا يدخلها كثير من الأعضاء، وعليه سوف يفتتح مناصب جديدة في سلك المشرفين على حسب الكفاءة والخبرة، لهذا أنصحكم أن تكثفوا نشاطكم خلال هذه الايام بكتابة تقارير سرية إلى السيد مدير الموقع حول الأعضاء المشاغبين والإداريين المتهاونين، وأن تجتهدوا قدر المستطاع لنقل أخبار المجموعات المسنجرية وماذا تخطط للإطاحة بالموقع..".
فيهمس لي أحدهم: " لقد سمعت بأن العضو بوس الواوا أح، قد جهز برنامجا خطيرا للتهكير على الأعضاء وكشف أرقامهم السرية، وكذا اختلاس إيميلاتهم ".
فأجيبه هامسا: "أنت لا تعرف لماذا يفعل كل هذا، هو يريد التقرب من العضوة لئيمة بنت العشرين، خاصة عندما وضعت صورتها الشخصية، إنها موزة يا صاحبي..رغم أن مدير الموقع حريص على مناداتها بتفاحة الموقع، لقد شاهدت لها كم صورة في الفايس بوك، و الهوت تبارك الله فيما خلق".
ثم أعود إلى البيت لأقضي الليلة في متابعة أعمالي الإشرافية، تقول والدتي " يجب أن أزود ساعات العمل على اعتبار أن عملي منزلي لأشتري غرفة نوم جديدة.."
مصطفى بونيف
الجزائر.
هل أنت مشرف، يا فرحة أمك بيك!
نحن في زمن الأنترنت، والذي ليس مشتركا في الفايس بوك سوف يعامل معامل الشيخة بديعة، وإذا كنا سابقا نفتخر بانتماءاتنا إلى النوادي فإننا اليوم نفتخر بانتماءاتنا إلى المجاميع والمنتديات التي تملأ هذا الفضاء الالكتروني.
لدرجة أنني استقبلت ذات مرة رسالة خاصة على أحد المنتديات ومضمونها، لقد حاولت أن أتصل بك في الهاتف المحمول فوجدته مغلقا، أتمنى أن تحضر معك الخبز والحليب وأنت عائد إلى البيت، إمضاء أمك الفرحانة بيك!.
سألتني أمي عن سبب اهتمامي بالجلوس أمام الأنترنت كل هذا الوقت،وقالت بكل عفوية " هل يعطونكم راتبا جيدا نظير هذا العمل؟"...في الحقيقة شعرت بالإحراج أمام هذا السؤال البريئ الذي لم أجد له جوابا سوى أن أكذب قائلا.." نحن نقبض رواتبا هامة يا أمي"..فقالت : " إذن نريد بوتجازا جديدا في المطبخ، لأن القديم أصبح لا يعمل، اشتر لنا واحدا من راتبك بالعمل على النت"...
تدخل خالتي إلى البيت، وهي تحملق في منظري وأنا أجلس أمام شاشة الكمبيوتر كالأبله ، ثم تسأل أمي عن الذي أفعله...فتقول لها ، لقد أصبح ابني مشرفا العاقبة لابنك سعيد، ألم يجد وظيفة بعد؟.
فتجيبها خالتي متحسرة: " ياحسرتي، هو يعمل مع خاله في ورشة البناء ثم يعود مهدودا آخر اليوم.."
ثم صرخت : " شوف لسعيد وظيفة معك، سيكون مشرفا جيدا مثلك".
أنظر إلى الشاشة بعصبية، ثم أضغط على الفأرة..." لقد تم تقليص صلاحياتي".
ثم أنتقل غاضبا إلى صفحة الفايس بوك...سأكون جروبا...لكن ماهو اسم الجروب، وما أهدافه؟.
أنظر إلى شاشة التلفزيون لأشاهد المطرب ثامر حسني وهو يعني ويرقص والبنات حوله يصرخن ويرمين تحت أقدامه الذهب...
تبرق في ذهني فكرة..سيكون اسم الجروب ..حملة كراهية لتامر حسني، وسيكون الهدف هو مقاطعة أغانيه وكليباته، والدعوة إلى محاكمته بعد أن سرق البنات منا نحن معشر الرجال العاديين.
تزكم أنفي رائحة الباذنجان المقلي والتي هي أقرب إلى غاز الأعصاب، فأصرخ غاضبا : "كل يوم باذنجان يا أمي، والله سوف أكون جروب مناهضة الباذنجان في البيوت، وسوف أدعو إلى مقاطعته هو الآخر لأنه بتسبب في العجز الجنسي عند الرجال، ويتسبب في سواد بوجوه النساء.."
أخرج من البيت قبيل المغرب تماما كما لو أنني موظف، ثم أجلس بالمقهى حيث يجتمع الأصدقاء...
يقول لي أحد أصحابي: " هل بإمكانك أن تحدث مدير الموقع عني بأن يرفع عضويتي إلى درجة مشرف، أنا عضو منذ أربع سنوات ولم أستفد من أية ترقية أو علاوة ؟".
ثم يرد عليه الآخر : " لا أنصحك بأن تفتح الموضوع مع المدير مباشرة، ابعث برسالة إلى المشرفة لسان العصفور وهي تستطيع أن ترقيك إلى درجة مشرف لأنني سمعت كلاما في أروقة المسنجر ومفاده بأن المدير قد أعطى لها كافة الصلاحيات..".
فأقول لهم وأنا واثق من نفسي " هناك حركة سوف تحدث هذه الأيام في سلك المشرفين، إذ أن المدير سوف ينقل البعض إلى الفروع البعيدة التي لا يدخلها كثير من الأعضاء، وعليه سوف يفتتح مناصب جديدة في سلك المشرفين على حسب الكفاءة والخبرة، لهذا أنصحكم أن تكثفوا نشاطكم خلال هذه الايام بكتابة تقارير سرية إلى السيد مدير الموقع حول الأعضاء المشاغبين والإداريين المتهاونين، وأن تجتهدوا قدر المستطاع لنقل أخبار المجموعات المسنجرية وماذا تخطط للإطاحة بالموقع..".
فيهمس لي أحدهم: " لقد سمعت بأن العضو بوس الواوا أح، قد جهز برنامجا خطيرا للتهكير على الأعضاء وكشف أرقامهم السرية، وكذا اختلاس إيميلاتهم ".
فأجيبه هامسا: "أنت لا تعرف لماذا يفعل كل هذا، هو يريد التقرب من العضوة لئيمة بنت العشرين، خاصة عندما وضعت صورتها الشخصية، إنها موزة يا صاحبي..رغم أن مدير الموقع حريص على مناداتها بتفاحة الموقع، لقد شاهدت لها كم صورة في الفايس بوك، و الهوت تبارك الله فيما خلق".
ثم أعود إلى البيت لأقضي الليلة في متابعة أعمالي الإشرافية، تقول والدتي " يجب أن أزود ساعات العمل على اعتبار أن عملي منزلي لأشتري غرفة نوم جديدة.."
مصطفى بونيف
الجزائر.
تعليق