[frame="11 70"]
[/frame]
الرّياء
ألـْقِ السَّلامَ ، فما أجَلَّ صباحَنا
إنْ أشرقَ الوجهُ الجَميلُ وصبَّحا
لا يُلـْدَغُ المغرورُ من جُحرٍ إذا
هوَ لم يُطِلْ في غوره ما أطْرحا
سَكـَنُ العزيزِ محصَّنٌ يَرْقاهُ مَنْ
تـَخِذَ السَّماحَةَ والمحبَّةَ أجْنـُحا
لا يرتقي المفتونُ آلاء الرضى
إلاّ إذا قصَدَ الضِّياءَ : مجنَّحا
والنَّظمُ ، لايدنو الكمالُ بيانـَه
إنْ لمْ يكنْ رقَّ الكلامَ وأسجَحا
و رِئاءُ غدْرِ الحاقدين بفعلهم
نَمَطٌ لِما حمَلَ الإناءُ ، ونتّحا
فلربَّما اعتادتْ مَشاربُهم هوىً
أن تكشفَ الأستارَ أو أنْ تفْضَحا
قد أينعَ الطـَّاغوتُ في إيمانِهم
والطَّيـِّبُ المكتوبُ في الرّوعِ امّحا
فالعمرُ يُنْـفـقـهُ الفتى مُتَردِّيا
إنْ لمْ يكنْ حمدَ الإلهَ وسبَّحا
لا يَخرجُ اللغوُ البذيءُ عن الهوى
إن كانَ يعتمدُ الكلامَ الأقبحا
ولطعنةٌ بالرّمحِ أرأفُ بالفتى
من طعْنِهِ بالقولِ : هزءاً أجرَحا
لاتُغرِيَنَّ المرءَ بالذِّكرى فما
يشفيهِ يومٌ في القديمِ قد امّحى
فالمرءُ لا يُغنيه سبرُ عميقِه
مادامَ أقدرَ أن يعومَ ويسبَحا
ماذا يؤمِّلُ في الحياةِ مثابرٌ
عجَنَ الحياةَ فما أفاقَ ولا صحا
تُجري المِلاحُ بنا المراكبَ تائهيـ
نَ ، بـِيـَمّ ِ نازلةٍ تدورُ بها الرَّحى
من كان يقتحمُ الحياةَ تَباهياً
ويزلُّ في سبلِ الحياةِ تبجُّحا
لن يستقرَّ به المقامُ مكرَّماً
ولسوفَ تقذفُـُه الحياةُ : الأقبحا
* * *
[/frame]
تعليق