خميس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • خالد يوسف أبو طماعه
    أديب وكاتب
    • 23-05-2010
    • 718

    خميس

    خميس

    لا يملك من الدنيا سوى غرفة صغيرة ، تحوي مكتباً صغيراً عليه أوراق مبعثرة وبقايا طفولة ...
    مسكين أنت يا خميس ، أتظن أن تلك الأوراق المتآكلة الأطراف وكأنها الكفن ستجعل منك شيئاً آخر...
    أنت لا تملك سوى هذه الملابس الرثّة ، البالية ، وقلب مليء بالدفء ، أخرسه الصمتُ ولفه السكون ....
    أشياء كثيرة لم يكن يعرفها غير تلك الغرفة وذاك المكتب المتهالك على نفسه ، لا يعرف من عالم النساء
    غير صدر أمه وقلبها المليء بالحنان ، ولما ماتت انطوى على نفسه والتحف الوحدة ...

    وقف أمام المرآة ، نفض عنها الغبار وبقايا غبش ليل ، وقف عارياً من كل شيء .. تجرد من أحاسيسه
    الجامدة ومشاعره القاسية ، وقف عارياً كما ولد ، تماماً كما ولد ...
    ارتجف وارتعب ، انكمش على ذاته وتكوّر في مكانه ، قال في نفسه ، كيف حدث ذلك ، تذكّر الفتاة
    " وأبو عبده " الذي سلبت قلبه امرأة حتى أصبح يدور في الشوارع .

    قالوا إنه أحب فتاة من منطقة عمان الغربية ، أعطاها كل ما يملك القلب من الحنان .. ثم تركته ورحلت !!!
    بدت أمامه عارية من كل شيء ، حتى من الملابس ، أقسم أنها كانت عارية تماماً إلا من بقايا مشاعر
    خجولة ، دقات قلبه كأنها طبول حرب ، لمعت في ذهنه فكرة ، بدأت تدغدغ عقله العقيم ، تدفقت فيه
    رغبة جامحة ، ارتعشت أوصاله ، سرى الدم في عروقه ، أصبح كتلة لهب متقدة ، تذكّر حزنه العقيم
    وصدر أمه الدافئ ، خمدت نار جسده وهدأت دقات قلبه وقال لها ... هل تعرى الناس من مشاعرهم إلى
    هذا الحدّ ؟!
    غريبة عمان هذه في كل شيء ، أناسها ، خبزها ، مائها ، حتى ملحها !!!
    لملم أوراقه البالية كسني العمر ، ظن أنه سيكون له شأن ذات يوم ، نصحوه بالقراءة وخاصة القصص
    منها والروايات ... والابتعاد عن الغرام ، الحب يُتلف العقل ... إياك يا خميس أن تسلب قلبك امرأة ...
    إن حدث ذلك سيدور خلفك أطفال المخيم في الشوارع ، سيضربون على تنكة فارغة ويرقصون ويُغنّون..
    يا خميس ألم تسمع أن من العشق ما قتل ؟؟ ألم تسمع بمجنون ليلى ؟ يا خميس إن المجانين لا مكان لهم
    هنا ؟ أعني هنا في عمان ، أما هناك ، أقصد في المخيم ...فإنهم يحيون حياة الكسير !! عندها تكثر
    التساؤلات في الأذهان وتوضع علامات الاستفهام ؟؟
    يقول خميس : ويحك يا امرأة ألا تستحين ، كيف تجرؤين على التعري أمامي ...
    أوّ تظنين بأني رجل ؟ مسكينة أنت ، إن الرجولة ماتت فيّ منذ طفولتي !!
    أنا خميس ... ألم تسمعي بخميس ؟
    خميس الذي أخصوه كي يُسمنّوه ليُقدم قرباناً في العيد ؟؟؟
    القلب مليء بالجراحات التي تنزف ، إن قلبي يا امرأة مثل بلور مكسور !!
    لملم أوراقه ، شرع في الكتابة ، تتعثر الكلماتُ على شفتيه ... تدمدم في نفسه تناقضات كثيرة ، تصَلّبت
    أصابعه على القلم ثم تراخت ، ارتمى على المكتب وارتمت أطرافه كأنها السيف المتعب ، غرق في
    سبات عميق ، لا أعلم إن كان هو النوم أو ؟؟؟
    sigpicلن نساوم حتى آخر قطرة دم فينا
  • محمد فطومي
    رئيس ملتقى فرعي
    • 05-06-2010
    • 2433

    #2
    الصّديق العزيز خالد أبو طماعة/
    تحيّة طيّبة.
    نجحت باقتدار في دمج حوار الذّات داخل شرنقتها و استحضار حوار الذّات مع طيف الآخر ،و العكس فلم نشعر بأنّ هناك شرخا بين كلّ هذه المسائل.
    أعجبتني سلاسة السّرد و نموّ الفورة بهدوء.
    ***
    نُسبت الأحداث لضمير الغائب "هو"؛تخلّل ذلك الخطاب المباشر أي استعمال ضمير المخاطب "أنت"؛فكان التّناوب رشيقا و محكما.

    روى الكاتب الأحداث بكلّ حياد و فسح المجال للنّاس ليتكلّموا دون نقل من جهته في البداية ،و نقل عنهم بعدها،و تكلّم خميس بنقل من الكاتب،ثمّ في الأخير نطق الكاتب ،أقصد الرّاوي ،علنا و بكلّ وضوح لمّا أدلى برأي منسوب لأناه عندما لاذ خميس بالكتابة فخذله عقله المشوّش و أطرافه المتيبّسة في خاتمة النصّ :" ..لا أعلم إن كان هو النّوم أو؟؟؟" ليتحوّل(الرّاوي) لزاما إلى أحد الشّخوص الثّانويّة الفاعلة في القصّة،و الموكل لها دور الشّهادة و الإخبار عن ظاهر الأشياء المجرّد من كلّ ادراك لباطنها،متسائلا ،موهما بأنّه لا يعلم أكثر ممّا يعلمه القارىء في هذا الشّأن (أي ما إذا كان سبات خميس يعزى إلى النّوم أو إلى حالة أخرى..)
    تقنيّة جائزة ،شاقّة و رائعة،أحببت زاوية التّجديد فيها و في الطّرح عامّة،لكن هذا لا ينفي أنّ هناك ربّما من سيتفطّن إمّا : - إلى أنّ الرّاوي تناقض لمّا نقل لنا ما قاله خميس في سرّه ثمّ استقال عن اشتقاق الباطن و أعلن عجزه عن معرفة حقيقة السّبات الذي ألمّ به.و في هذه الحالة ربّما تخلّينا فنّيّا عن قدرة الرّاوي على ملاحقة خواطر خميس السرّيّة،كحلّ للمسألة.
    - أو إلى أنّ هناك ما يجب تعديله في دعوة القارىء للتّأمّل و البحث و التّفكير و التّحصيل في الخاتمة.و إنّي إلى ذلك أميل .
    - " قال في نفسه ، كيف حدث ذلك ، تذكّر الفتاة
    و أبو عبده الذي ..."

    - " تدمدم في نفسه تناقضات كثيرة"
    تليها :
    " لا أعلم إن كان النوم أو ؟؟؟"

    صديقي خالد أرجو أن لا أكون قد أرهقتك و سبّبت لك الصّداع بثرثرتي .
    أحبّ النّصوص التي تجعلني أفكّر،بعيدا عن الثّناء و تجديد البيعة..

    أتمنّى لك في النّهاية أوقاتا سعيدة.

    مدوّنة

    فلكُ القصّة القصيرة

    تعليق

    • ريمه الخاني
      مستشار أدبي
      • 16-05-2007
      • 4807

      #3
      مررت لالقي تحيتي وسلامي
      وفقك الله ورعاك

      تعليق

      • خالد يوسف أبو طماعه
        أديب وكاتب
        • 23-05-2010
        • 718

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة محمد فطومي مشاهدة المشاركة
        الصّديق العزيز خالد أبو طماعة/
        تحيّة طيّبة.
        نجحت باقتدار في دمج حوار الذّات داخل شرنقتها و استحضار حوار الذّات مع طيف الآخر ،و العكس فلم نشعر بأنّ هناك شرخا بين كلّ هذه المسائل.
        أعجبتني سلاسة السّرد و نموّ الفورة بهدوء.
        ***
        نُسبت الأحداث لضمير الغائب "هو"؛تخلّل ذلك الخطاب المباشر أي استعمال ضمير المخاطب "أنت"؛فكان التّناوب رشيقا و محكما.

        روى الكاتب الأحداث بكلّ حياد و فسح المجال للنّاس ليتكلّموا دون نقل من جهته في البداية ،و نقل عنهم بعدها،و تكلّم خميس بنقل من الكاتب،ثمّ في الأخير نطق الكاتب ،أقصد الرّاوي ،علنا و بكلّ وضوح لمّا أدلى برأي منسوب لأناه عندما لاذ خميس بالكتابة فخذله عقله المشوّش و أطرافه المتيبّسة في خاتمة النصّ :" ..لا أعلم إن كان هو النّوم أو؟؟؟" ليتحوّل(الرّاوي) لزاما إلى أحد الشّخوص الثّانويّة الفاعلة في القصّة،و الموكل لها دور الشّهادة و الإخبار عن ظاهر الأشياء المجرّد من كلّ ادراك لباطنها،متسائلا ،موهما بأنّه لا يعلم أكثر ممّا يعلمه القارىء في هذا الشّأن (أي ما إذا كان سبات خميس يعزى إلى النّوم أو إلى حالة أخرى..)
        تقنيّة جائزة ،شاقّة و رائعة،أحببت زاوية التّجديد فيها و في الطّرح عامّة،لكن هذا لا ينفي أنّ هناك ربّما من سيتفطّن إمّا : - إلى أنّ الرّاوي تناقض لمّا نقل لنا ما قاله خميس في سرّه ثمّ استقال عن اشتقاق الباطن و أعلن عجزه عن معرفة حقيقة السّبات الذي ألمّ به.و في هذه الحالة ربّما تخلّينا فنّيّا عن قدرة الرّاوي على ملاحقة خواطر خميس السرّيّة،كحلّ للمسألة.
        - أو إلى أنّ هناك ما يجب تعديله في دعوة القارىء للتّأمّل و البحث و التّفكير و التّحصيل في الخاتمة.و إنّي إلى ذلك أميل .
        - " قال في نفسه ، كيف حدث ذلك ، تذكّر الفتاة
        و أبو عبده الذي ..."
        - " تدمدم في نفسه تناقضات كثيرة"
        تليها :
        " لا أعلم إن كان النوم أو ؟؟؟"

        صديقي خالد أرجو أن لا أكون قد أرهقتك و سبّبت لك الصّداع بثرثرتي .
        أحبّ النّصوص التي تجعلني أفكّر،بعيدا عن الثّناء و تجديد البيعة..

        أتمنّى لك في النّهاية أوقاتا سعيدة.

        الأستاذ الحبيب ........ محمد فطومي
        كل عام وأنت بخير
        لا أملك الكلمات التي أعبر فيها عن مدى امتناني
        وتقديري لقلمك الراقي والرائع لما أبديت من تحليل
        وقراءة عميقة للنص وهذا لا يتقنه إلا المتمرس والمتمكن
        من أدواته وعلى العكس تماما أخي الفاضل وصديقي الرائع
        أنت لم تزعجني ولم تسبب لي الصداع بل أشفيتني بقرائتك الرائعة
        لا أجد الكلمات التي تعبر عن شكرك
        أخي محمد أشكرك على هذا المرور الوارف الذي زين النص
        شكرا لك من القلب
        تحيتي ومحبتي
        ورمضان كريم
        sigpicلن نساوم حتى آخر قطرة دم فينا

        تعليق

        • خالد يوسف أبو طماعه
          أديب وكاتب
          • 23-05-2010
          • 718

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة ريمه الخاني مشاهدة المشاركة
          مررت لالقي تحيتي وسلامي
          وفقك الله ورعاك
          الأخت الغالية ........ ريمه
          أشكرك على المرور العبق
          بوركت أخيتي على دعائك لي
          وأتمنى أن أحظى به دائما
          ولا تنسيني منه عند الإفطار
          وتقبلي ودي وسلامي
          كل عام وأنت بخير
          رمضان كريم
          مودتي
          التعديل الأخير تم بواسطة خالد يوسف أبو طماعه; الساعة 15-08-2010, 12:43.
          sigpicلن نساوم حتى آخر قطرة دم فينا

          تعليق

          • محمد الزاكي
            عضو الملتقى
            • 08-08-2010
            • 14

            #6
            قرأت قصتك أخي خالد ، فوجدتها تحمل ملامح شخصية قصصية قوية بكل أحلامها وشؤونها وشجونها .. تملك رؤيتك الخاصة في رسم موقف الشخصية من الوجود بأسلوب يجمع طرائق الحكي وبخاصة السرد والحوار ..لغة صافية
            تحيتي ومودتي .
            التعديل الأخير تم بواسطة محمد الزاكي; الساعة 15-08-2010, 14:05. سبب آخر: تعديل بعض الكلمات أثناء الرقانة

            تعليق

            • إيمان الدرع
              نائب ملتقى القصة
              • 09-02-2010
              • 3576

              #7
              الأستاذ القدير: خالد أبو طماعة..
              نصّ ثريّ بالمشاعر الإنسانيّة وتناقضاتها...
              لقد أحسنت التوغّل في شخصيّة خميس..
              وأنطقت حتى البوح ..حتى الأنّات الدفينة..
              أسلوبك رائع وقويّ يشدّ القارئ..
              دُمتَ بسعادةٍ....تحيّاتي
              رمضان كريم أخي خالد...
              وكلّ عام وأنت وكلّ أحبابك بألف خير..

              تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

              تعليق

              • خالد يوسف أبو طماعه
                أديب وكاتب
                • 23-05-2010
                • 718

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة محمد الزاكي مشاهدة المشاركة
                قرأت قصتك أخي خالد ، فوجدتها تحمل ملامح شخصية قصصية قوية بكل أحلامها وشؤونها وشجونها .. تملك رؤيتك الخاصة في رسم موقف الشخصية من الوجود بأسلوب يجمع طرائق الحكي وبخاصة السرد والحوار ..لغة صافية
                تحيتي ومودتي .
                الأستاذ القدير ....... محمد الزاكي
                أشكرك على مرورك الزاكي على النص
                وهذه القراءة الجميلة والعميقة له وأتمنى
                أن تجد ما يروقك فيما أكتب من خربشات
                كل عام وأنت بخير أخي الغالي ورمضان كريم
                مودتي وتقديري الكبيرين
                sigpicلن نساوم حتى آخر قطرة دم فينا

                تعليق

                • عبدالكريم وحمان
                  أديب وكاتب
                  • 18-05-2010
                  • 127

                  #9
                  الأديب خالد
                  نص رسم الشخصية باتقان
                  و بأسلوب رائع
                  فلم يترك لنا الأستاذ محمد فطومي ما نقوله
                  بعد تتحليله الرائع
                  لك و له كل التقدير


                  تعليق

                  • ريما منير عبد الله
                    رشــفـة عـطـر
                    مدير عام
                    • 07-01-2010
                    • 2680

                    #10
                    و من الحزن ما قتل
                    عانق خياله وحاول أن يتمرد على واقعه
                    حاول أن ينسى كل شيء إلا رغبته
                    وفجأة عاد كما كان
                    بقايا رجل
                    أستاذ خالد استطعت أن تنقلنا إلى شوارع قصتك حتى بدوت وكأني أحد أعمدة الانارة بها أتطلع من فوق للبؤس الذي يعيشه ذلك المكان
                    قلم قدير ونفس خلاقة
                    دم بود رعاك الله

                    تعليق

                    • خالد يوسف أبو طماعه
                      أديب وكاتب
                      • 23-05-2010
                      • 718

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
                      الأستاذ القدير: خالد أبو طماعة..
                      نصّ ثريّ بالمشاعر الإنسانيّة وتناقضاتها...
                      لقد أحسنت التوغّل في شخصيّة خميس..
                      وأنطقت حتى البوح ..حتى الأنّات الدفينة..
                      أسلوبك رائع وقويّ يشدّ القارئ..
                      دُمتَ بسعادةٍ....تحيّاتي
                      رمضان كريم أخي خالد...
                      وكلّ عام وأنت وكلّ أحبابك بألف خير..
                      الأخت الفاضلة والغالية / إيمان الدرع
                      وأنت أحسنت القراءة والتمعن في باطن
                      وظاهر النص والولوج في شخصية خميس
                      خميس ذاك الذي حاول الوصول لأهون أسباب
                      العيش وهو الحلم ولكن للأسف حتى الأحلام
                      أبت أن تتحق له !!!
                      كل عام وأنت بألف خير أخيتي الغالية
                      وكل من عندك من أحباب ورمضان كريم
                      مودتي
                      sigpicلن نساوم حتى آخر قطرة دم فينا

                      تعليق

                      • وفاء الدوسري
                        عضو الملتقى
                        • 04-09-2008
                        • 6136

                        #12
                        مساء الخير.. أستاذ/خالد
                        نظرتي ربما تختلف قليلا إلى خميس.................
                        حصاد الأيام .............اللحظة الثانية.. المنفية بالعراء .. خميس دائرة نبض.. حصار طعن بدوائر الوقت أكثر من مرة..لعن بالغياب بالوداع .. وعلق على جدار العمر.. ثواني .. أطلت من شرفات.. اللحظ الشريد.. وشيئاً من بعيد.. مع مرتبة الشرق
                        السعيد.. صافحه المطر بالنسيان
                        والبقاء لله
                        أرجو أن تتقبل مروري
                        لك أطيب وأعذب تحية
                        دمت بخير

                        تعليق

                        • ربيع عقب الباب
                          مستشار أدبي
                          طائر النورس
                          • 29-07-2008
                          • 25792

                          #13
                          قدمت خميس بإجادة
                          قدمته عاريا كما ولدته أمه
                          من الخارج و الداخل
                          و أبحت لنفسك أن ترهقه بحب امرأة
                          وفشله أمامها ، محملا بأوهام القبيلة
                          و قصص الغابرين
                          رأيت شجنه و ألمه ، و تشوهات روحه
                          و الصورة الأبعد فى قياسات الناس
                          و عند انهيار الإنساني فيه


                          كنت بارعا خالد ، و أظنها أوحت لأخينا مختار عوض بقصته
                          أبو صفيحة !!

                          محبتي
                          وكل سنة و أنت طيب

                          بالحق خالد .. اللغة كانت ممتعة حتى لا تحاكمني !!
                          sigpic

                          تعليق

                          • الحسن فهري
                            متعلم.. عاشق للكلمة.
                            • 27-10-2008
                            • 1794

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة خالد يوسف أبو طماعه مشاهدة المشاركة
                            خميس


                            لا يملك من الدنيا سوى غرفة صغيرة ، تحوي مكتباً صغيراً عليه أوراق مبعثرة وبقايا طفولة ...
                            مسكين أنت يا خميس ، أتظن أن تلك الأوراق المتآكلة الأطراف وكأنها الكفن ستجعل منك شيئاً آخر...
                            أنت لا تملك سوى هذه الملابس الرثّة ، البالية ، وقلب مليء بالدفء ، أخرسه الصمتُ ولفه السكون ....
                            أشياء كثيرة لم يكن يعرفها غير تلك الغرفة وذاك المكتب المتهالك على نفسه ، لا يعرف من عالم النساء غير صدر أمه وقلبها المليء بالحنان ، ولما ماتت انطوى على نفسه والتحف الوحدة ...

                            وقف أمام المرآة ، نفض عنها الغبار وبقايا غبش ليل ، وقف عارياً من كل شيء .. تجرد من أحاسيسه الجامدة ومشاعره القاسية ، وقف عارياً كما ولد ، تماماً كما ولد ... ارتجف وارتعب ، انكمش على ذاته وتكوّر في مكانه ، قال في نفسه ، كيف حدث ذلك ، تذكّر الفتاة " وأبو عبده " الذي سلبت قلبه امرأة حتى أصبح يدور في الشوارع .

                            قالوا إنه أحب فتاة من منطقة عمان الغربية ، أعطاها كل ما يملك القلب من الحنان .. ثم تركته ورحلت !!!
                            بدت أمامه عارية من كل شيء ، حتى من الملابس ، أقسم أنها كانت عارية تماماً إلا من بقايا مشاعرخجولة ، دقات قلبه كأنها طبول حرب ، لمعت في ذهنه فكرة ، بدأت تدغدغ عقله العقيم ، تدفقت فيه رغبة جامحة ، ارتعشت أوصاله ، سرى الدم في عروقه ، أصبح كتلة لهب متقدة ، تذكّر حزنه العقيم وصدر أمه الدافئ ، خمدت نار جسده وهدأت دقات قلبه وقال لها ... هل تعرى الناس من مشاعرهم إلى هذا الحدّ ؟!
                            غريبة عمان هذه في كل شيء ، أناسها ، خبزها ، مائها ، حتى ملحها !!!
                            لملم أوراقه البالية كسني العمر ، ظن أنه سيكون له شأن ذات يوم ، نصحوه بالقراءة وخاصة القصص منها والروايات ... والابتعاد عن الغرام ، الحب يُتلف العقل ... إياك يا خميس أن تسلب قلبك امرأة ...
                            إن حدث ذلك *سيدور خلفك أطفال المخيم في الشوارع ، سيضربون على تنكة فارغة ويرقصون ويُغنّون..
                            يا خميس ألم تسمع أن من العشق ما قتل ؟؟ ألم تسمع بمجنون ليلى ؟ يا خميس إن المجانين لا مكان لهم هنا ؟ أعني هنا في عمان ، أما هناك ، أقصد في المخيم ... فإنهم يحيون حياة الكسير !! عندها تكثر التساؤلات في الأذهان وتوضع علامات الاستفهام ؟؟
                            يقول خميس : ويحك يا امرأة ألا تستحين ، كيف تجرؤين على التعري أمامي ...
                            أوّ تظنين بأني رجل ؟ مسكينة أنت ، إن الرجولة ماتت فيّ منذ طفولتي !!
                            أنا خميس ... ألم تسمعي بخميس ؟
                            خميس الذي أخصوه كي يُسمنّوه ليُقدم قرباناً في العيد ؟؟؟
                            القلب مليء بالجراحات التي تنزف ، إن قلبي يا امرأة مثل بلور مكسور !!
                            لملم أوراقه ، شرع في الكتابة ، تتعثر الكلماتُ على شفتيه ... تدمدم في نفسه تناقضات كثيرة ، تصَلّبت أصابعه على القلم ثم تراخت ، ارتمى على المكتب وارتمت أطرافه كأنها السيف المتعب ، غرق في سبات عميق ، لا أعلم إن كان هو النوم أو ؟؟؟



                            بسم الله.

                            خميس،
                            سرد جميل وممتع،
                            على الرغم من أنني لست من عاشقي مثل هذه النهاية..
                            كان تفاعل الأحداث ينبئ باحتمالات أخرى.. ولكن..
                            لا ضير،

                            سررت بالمرور،
                            وأقترح التفضل بمراجعة الموسوم باللون الأزرق،
                            (التشبيه، والسياق مبنىً ومعنى)
                            وتعديل ما وُسم بالأحمر..
                            والله المستعان.

                            شكرا على المتعة المزجاة.

                            رمضان كريم،
                            وتحيات أخيكم.



                            ولا أقـولُ لقِـدْر القـوم: قدْ غلِيَـتْ
                            ولا أقـول لـباب الـدار: مَغـلـوقُ !
                            ( أبو الأسْـود الدّؤليّ )
                            *===*===*===*===*
                            أنا الذي أمرَ الوالي بقطع يدي
                            لمّا تبيّـنَ أنّي في يـدي قـلــمُ
                            !
                            ( ح. فهـري )

                            تعليق

                            • خالد يوسف أبو طماعه
                              أديب وكاتب
                              • 23-05-2010
                              • 718

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة عبدالكريم وحمان مشاهدة المشاركة
                              الأديب خالد
                              نص رسم الشخصية باتقان
                              و بأسلوب رائع
                              فلم يترك لنا الأستاذ محمد فطومي ما نقوله
                              بعد تتحليله الرائع
                              لك و له كل التقدير
                              الأستاذ والأديب الرائع / عبد الكريم
                              أشكرك بعمق على تشريفك النص
                              وهذه الرؤية الجميلة له
                              شكرا لك وللأخ محمد مما أبديتموه
                              من تحليل وقراءة
                              رمضانك كريم
                              مودتي وتقديري
                              sigpicلن نساوم حتى آخر قطرة دم فينا

                              تعليق

                              يعمل...
                              X