عصيــر الألـم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فاطمة أحمـد
    أديبة وشاعرة
    • 29-11-2009
    • 344

    عصيــر الألـم

    عصيــر الألـم

    * وضعت الأم بأطراف أصابعها بعضاً من البخور
    في المبخرة .. الدخان يتصاعد ـ يملأ الحجرة .. ويملأ
    رئتي الابنة المريضة.. الأم تردد بعض الآيات القرآنية
    وبعض التعويذات.. تسعل ( فردوس ) كما لم تسعل
    من قبل والعرق يتصبب من وجنتيها بغزارة..
    تخرج الكلمات واهنة من بين شفتين
    جافتين : كفي يا أمي كفي ـ أكاد أختنق ..
    لا تبالي الأم بشكوي ابنتها التي لا تعرف
    أن هذا الدخان هو الذي سيشفيها ،
    لاعتقادها أنها ( محسودة)..!!

    · تقص الأم عروسة من الورق ـ وتمسك بالإبرة ـ
    وتغرزها في العروس الورقية وهي
    تردد : ( من عين أمك .. من عين أبوكِ ـ
    ومن عين أختك ومن عين أخوكِ .. ومن
    عين خالتك أم حامد.. ومن عين خالتك الشيخة صالحة ـ
    ومن عين أم نبيل أم عيون مدورة ومقورة..
    ومن عين أم حميدة أم عين صفرة.. ومن عين
    كل اللي شافوكِ وما صلوش على النبي..
    ومن شر حاسدٍ إذا حسد..!!
    وتحرق الأم العروس التي قد امتلأت بالثقوب..! ) !!
    يزداد السعال ـ وتزداد السخونة.. ويتبخر العرق..!
    * يصرخ الأب : لا بد من إحضار الطبيب ..
    تشيح الأم بيدها وهي تقول له : الشر برَّه وبعيد ـ
    البنت لا يلزمها طبيب ـ البنت محسودة ..!
    يدنو الأب من ابنته الممددة على السرير ..
    يمسك بيدها التي تضعها فوق صدرها المريض..
    تلتفت الابنة ببطء شديد ـ وتنظر إلى والدها بعينين
    غائرتين حائرتين ـ بهما من السكينة والهدوء
    ما يكفي لألآف الأعين..!!
    لم يتحمل الأب تلك النظرة الساكنة من عيني
    ابنته الجميلة ذات الستة عشر ربيعاً..
    يهرول خارجاً من البيت ، لم يأبه بنداء زوجته ،
    ولا بنداء الشيخة صالحة..
    يجري مسرعا ً وهو يكاد يتعثر
    في ذيل جلبابه الواسع الطويل..!!
    * يصل إلى الوحدة الصحية التي تقع على
    طرف القرية.. لم يجد الطبيب الوحيد بها
    الذي نادراَ ما يتواجد.. لم يجد أمامه سوى التمرجي
    الذي لم تتحرك فيه شعرة واحدة رغم
    توسلات الأب ودموعه ..!
    يعلم الأب أن ذلك التمرجي لا يتحرك من مكانه سوى بجنيهين
    كاملين .. آاهـ ..ومن أين له بهذين الجنيهين..
    والجنيه الأخير في جيبه أخذته منه زوجته
    كي تعطيه للشيخة صالحة التي استدعتها لرقية ابنتها ..!!

    *****
    * في طريق عودته يمر بالأرض التي يعمل
    بها أجيرا ً.. وبالكاد يجد ليمونة صغيرة خضراء ..
    يمسكها بكلتا يديه ـ وهو ينظر إليها بابتسامة
    أمل ..! ويتحدث إلى نفسه بصوت
    مسموع : سأعصرها وأعمل منها كوبا ً
    من الليمونادة لابنتي الحبيبة ..!!
    ويجري بسرعة وابتسامة الأمل تملأ وجهه ـ
    وكأنه يحمل لابنته البلسم الشافي !!
    كلما اقترب من البيت كلما اتسعت
    ابتسامته واتسعت خطواته..!
    اتسعت حتى صارت أوسع من ذيل جلبابه ..
    و .. يتعثر .. يقع على الأرض.. تتدحرج الليمونة ..
    يزحف بسرعة كي يلحق بها قبل أن يدهسها ذلك
    الحمار أو يأكلها.. لكن العربة التي يجرها الحمار
    كانت أسرع من الحمار ومنه ـ دهست الليمونة ..
    إعتصرتها بقسوة..! ينقبض قلب الأب ..
    وهو ينظر إلى بقايا الليمونة بحسرة.. وقد ضاعت
    ابتسامته ـ كما ضاع أمله في كوب
    الليمون لابنته .. يتحامل على نفسه ـ
    وينهض عن الأرض ـ وقد تهالكت قواه تماما ً..
    سار يجرجر قدميه ـ وقد اسودت الدنيا في وجهه..
    * ويقترب من البيت.. وفجأة تلتقط أذنيه
    أصواتا ً تمنى أن يصم كي لا يسمعها..
    وتصل إليه رائحة
    البخور .. يرفع عينيه فلم ير أمامه باب بيته.!
    بل رأى سيدات يتشحن بالسواد ..!!!


    تـــــــــمت


    * الذي بين الأقواس وبلون مختلف ..
    معتقدات كانت سائدة .. وأعتقد أنها ما زال
    يعمل بها حتي الآن في ريف مصرنا الجميلة ..



    فاطمة أحمـد


    التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة أحمـد; الساعة 09-08-2010, 11:29.
  • جمال عمران
    رئيس ملتقى العامي
    • 30-06-2010
    • 5363

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة فاطمة أحمـد مشاهدة المشاركة
    عصيــر الألـم

    * وضعت الأم بأطراف أصابعها بعضاً من البخور
    في المبخرة .. الدخان يتصاعد ـ يملأ الحجرة .. ويملأ
    رئتي الابنة المريضة.. الأم تردد بعض الآيات القرآنية
    وبعض التعويذات.. تسعل ( فردوس ) كما لم تسعل
    من قبل والعرق يتصبب من وجنتيها بغزارة..
    تخرج الكلمات واهنة من بين شفتين
    جافتين : كفي يا أمي كفي ـ أكاد أختنق ..
    لا تبال الأم بشكوي ابنتها التي لا تعرف
    أن هذا الدخان هو الذي سيشفيها ،
    لاعتقادها أنها ( محسودة)..!!

    · تقص الأم عروسة من الورق ـ وتمسك بالإبرة ـ
    وتغرسها في العروس الورقية وهي
    تردد : ( من عين أمك .. من عين أبوكِ ـ
    ومن عين أختك ومن عين أخوكِ .. ومن
    عين خالتك أم حامد.. ومن عين خالتك الشيخة صالحة ـ
    ومن عين أم نبيل أم عيون مدورة ومقورة..
    ومن عين أم حميدة أم عين صفرة.. ومن عين
    كل اللي شافوكِ وما صلوش على النبي..
    ومن شر حاسدٍ إذا حسد..!!
    وتحرق الأم العروس التي قد امتلأت بالثقوب..! ) !!
    يزداد السعال ـ وتزداد السخونة.. ويتبخر العرق..!
    * يصرخ الأب : لا بد من إحضار الطبيب ..
    تشيح الأم بيدها وهي تقول له : الشر برَّه وبعيد ـ
    البنت لا يلزمها طبيب ـ البنت محسودة ..!
    يدنو الأب من ابنته الممددة على السرير ..
    يمسك بيدها التي تضعها فوق صدرها المريض..
    تلتفت الابنة ببطء شديد ـ وتنظر إلى والدها بعينين
    غائرتين حائرتين ـ بهما من السكينة والهدوء
    ما يكفي لألاف الأعين..!! لم يتحمل الأب تلك
    النظرة الساكنة من عيني ابنته الجميلة ذات
    الستة عشر ربيعاً.. يهرول خارجاً من البيت
    ـ لم يأبه بنداء زوجته ـ ولا بنداء الشيخة صالحة..
    يجري مسرعا ً وهو يكاد أن يتعثر
    في ذيل جلبابه الواسع الطويل..!!
    * يصل إلى الوحدة الصحية التي تقع على
    طرف القرية.. لم يجد الطبيب الوحيد بها
    الذي نادراَ ما يتواجد.. لم يجد أمامه سوى التمورجي
    الذي لم تتحرك فيه شعرة واحدة رغم
    توسلات الأب ودموعه ..! يعلم الأب
    أن ذلك التمورجي لا يتحرك من مكانه سوى بجنيهين

    كاملين .. آاهـ ..ومن أين له بهذان الجنيهان..
    والجنيه الأخير في جيبه أخذته منه زوجته
    كي تعطيه للشيخة صالحة التي استدعتها لرقية ابنتها ..!!

    *****
    * في طريق عودته يمر بالأرض التي يعمل
    بها أجيرا ً.. وبالكاد يجد ليمونة صغيرة خضراء ..
    يمسكها بكلتا يديه ـ وهو ينظر إليها بابتسامة
    أمل ..! ويتحدث إلى نفسه بصوت
    مسموع : سأعصرها وأعمل منها كوبا ً
    من الليمونادة لابنتي الحبيبة ..!!
    ويجري بسرعة وابتسامة الأمل تملأ وجهه ـ
    وكأنه يحمل لابنته البلسم الشافي !!
    كلما اقترب من البيت كلما اتسعت
    ابتسامته واتسعت خطواته..!
    اتسعت حتى صارت أوسع من ذيل جلبابه ..
    و .. يتعثر .. يقع على الأرض.. تتدحرج الليمونة ..
    يزحف بسرعة كي يلحق بها قبل أن يدهسها ذلك
    الحمار أو يأكلها.. لكن العربة التي يجرها الحمار
    كانت أسرع من الحمار ومنه ـ دهست الليمونة ..
    إعتصرتها بقسوة..! ينقبض قلب الأب ..
    وهو ينظر إلى بقايا الليمونة بحسرة.. وقد ضاعت
    ابتسامته ـ كما ضاع أمله في كوب
    الليمون لابنته .. يتحامل على نفسه ـ
    وينهض عن الأرض ـ وقد تهالكت قواه تماما ً..
    سار يجرجر قدميه ـ وقد اسودت الدنيا في وجهه..
    * ويقترب من البيت.. وفجأة تلتقط أذنيه
    أصواتا ً تمنى أن يصم كي لا يسمعها..
    وتصل إليه رائحة
    البخور .. يرفع عيناه فلم يرى أمامه باب بيته.!
    بل رأى سيدات يتشحن بالسواد ..!!!


    تـــــــــمت


    * الذي بين الأقواس وبلون مختلف ..
    معتقدات كانت سائدة .. وأعتقد أنها ما زال
    يعمل بها حتي الآن في ريف مصرنا الجميلة ..



    فاطمة أحمـد


    الأاستاذة العزيزة / فاطمة أحمد
    حدث بالفعل مع إختلاف بسيط ، ووالله لقد مات أخى الأصغر بين يدى جارتنا التى ترقيه ، والتى صممت على أن إرتداء الجلباب الأحمر وحرق العروسة الورق ،
    يكمن فيهما سر شفاء أخى من الحصبة ..
    ألا لعنة الله على أيام الفقر والجهل والمرض والخزعبلات ...
    سامحك الله فلقد أحييتى فى ذاكرتى صورة كنت أظنها ماتت ..
    أشكرك على إبداعك هنا وتقبلى تحيتى .
    * جمال عمران *
    *** المال يستر رذيلة الأغنياء، والفقر يغطي فضيلة الفقراء ***

    تعليق

    • بسمة الصيادي
      مشرفة ملتقى القصة
      • 09-02-2010
      • 3185

      #3
      صباح الورد يا أستاذة فاطمة
      لفتّ النظر إلى موضوع مهم ...
      التخلف ... وتلك العادات التي تقتل لا تداوي ..
      إضافة إلى الفقر والحرمان ..
      قصة جميلة ومؤلمة، أجدت الوصف..
      فكرة الليمونة رائعة .. أظهرت مشاعر الأبّ وحنيته ..
      أعتصر قلبي مع إعتصارها ..عرفت ساعتها أن البنت رحلت معها ..
      شكرا لك عزيزتي فاطمة
      تحياتي
      في انتظار ..هدية من السماء!!

      تعليق

      • زينب حبيب
        مـــطر
        • 26-09-2007
        • 52

        #4
        عاقبة محزنة
        ونتيجة طبيعية للاعتقادات الخاطئة

        الكريمة فاطمـة
        وضعت يدك على الجرح بلغة جميلة وسرد سلس
        [align=center]لنا غائب[/align]

        تعليق

        • إيمان الدرع
          نائب ملتقى القصة
          • 09-02-2010
          • 3576

          #5
          الأستاذة الرائعة فاطمة أحمد..
          نصّ جميل أوردت به صوراً كاشفة لمجتمع منسيّ ..
          يحيط به الجهل...والمعتقدات القديمة..والفقر والحرمان
          كان مؤلماً ما قرأت أختي الحبيبة..
          لامست دموع الأب ، وانفطار قبل الأمّ
          لأنها بدورها كانت ضحيّة لمعتقدات مليئة بالجهل..
          سلمت يداك ..
          القصّة واقعيّة على قدر دموعها..
          كان قلمك رائعاً وسخيّاً..
          دُمتِ بسعادةٍ....تحيّاتي...

          تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

          تعليق

          • ربيع عقب الباب
            مستشار أدبي
            طائر النورس
            • 29-07-2008
            • 25792

            #6
            جميلة القصة فاطم
            أين أنت ؟
            لم أنت بعيدة ؟
            قرأ قصا جميلا ، حمل الكثير من الهم
            فى بيت أحد الأسر الفقيرة
            التى لا حيلة لها ، سوى بعض عادات
            تمارسها و تتحكم فيها
            و الرقية .. ليست عيبا و لا سلوكا متخلفا كما قد يتبادر
            إنها من العادات الحسنة و هى عن سنة للنبي المصطفى صلى الله عليه و سلم
            كما أن البخور له شأن آخر ،
            و لكن العادات غير المستحبة فعلا لم تكن هنا أبدا وبأية حال
            ناهيك عن الأم التى تفعل فى مثل هذه المواقف الكثير
            و الكثير .. و لن يتوقف الأمر عند الرقية أو البخور
            و الرقية ربما من الطقوس المحببة حتى بدون مرض أو توعك
            وأيضا هناك الزار و الحضرة و أشياء جميلة و تعد علاجا لبعض حالات ندريها .. أما إذا ما ابتعدت عما كانت له فهذا هو ألأمر الصعب و هنا الخطورة

            كان الفقر هنا هو سيد الموقف
            و هو الجرثومة التى أتت على الصغيرة



            أهلا بك فاطم و هذا اليوم الكريم غرة شهر رمضان المعظم !!

            تحيتى و محبتي
            sigpic

            تعليق

            • المعطاوي المصطفى
              محظور
              • 31-07-2010
              • 88

              #7
              نهاية درامية يا فاطمة..
              غير أن الأكيد هو أنك أتقنتِ اللعبة - لعبة السرد..حتى التعويذات الحاضرة لا تبدو مقحمة بل تتآلف بشكل جميل في البنية.
              جميل ما قرأت لك
              كل الود

              تعليق

              • أ . بسام موسى
                ناقد
                • 20-06-2010
                • 69

                #8
                عصير الألم

                الأخت العزيزة / فاطمة أحمد
                أهنئكِ ابتداءً بحلول شهر رمضان المبارك متمنياً لكِ كلَّ خيرٍ ، ودوامَ إبداعٍ .
                أنا أوافق الأخ ربيع عندما أشار إلى ألوانٍ من الرقية ، والبخور المحبب المستمد من الأثر الصالح الذي وردنا عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، ولكن المبالغة فيها ، ولو على حساب الدواء والعلاج أمرٌ غير مقبول ، وهناك أحاديث كثيرة في ذلك .
                بيدَ أنَّ المعضلة الرئيسة في هذه القصة الحزينة هي معضلة التخلف والجهل ، ومشكلة الفقر الذي أدى إلى هذه النهاية المأساوية التي فقدت فيها الفتاة البريئة حياتها ثمناً فالأب الغلبان لاي
                متلك من المال مايساعده على توفير نفقات علاج ابنته ، وعلّق آماله على ليمونة ذهبت أدراجَ الرياح ليفقد بفقدانها الأمل المرجو في برء ابنته .
                ثم أين ذهب الطبيب الذي وظفت
                ه الحكومة ليمارس دور ملائكة الرحمة في علاج المناطق الريفية الفقيرة والنائية ؟ وهل أدى رسالة القسم التي عاهد عليها لحظة تخرجه ، أو عند استلام عبء مسئوليته المهنية تجاه أبناء القرية البسطاء ؟ وهذا الممرض التعيس الذي استحال كتلة من الجماد بلا مشاعر تحركه لإنقاذ الفتاة من لحظة الموت والعذاب ...أحقاً ماتت المشاعر ، هل كُتِبَ على الفقراء أن تتلاصق جباههم بثرى الأرض لأن قدرهم أراد لهم ضنك الحياة فهم بالكاد لايملكون مايطعمون فيه مَنْ يعولون ..... أهو الذلُّ المغمَّس بالقهر .
                القصة إنسانية بامتياز .. واقعية وتصف حوادث لها مثيلاتها في مواقع الفقر أينما وِجِدَت ... الكاتبة أقحمتنا في العمق الإنساني لتطلق صرخةً من طرفها لعلاج الواقع المُرِّ ... شكراً لكِ أخت فاطمة وننتظرإبداعك المتميز .
                التعديل الأخير تم بواسطة أ . بسام موسى; الساعة 13-08-2010, 10:40.

                تعليق

                • فاطمة أحمـد
                  أديبة وشاعرة
                  • 29-11-2009
                  • 344

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة جمال عمران مشاهدة المشاركة
                  الأاستاذة العزيزة / فاطمة أحمد
                  حدث بالفعل مع إختلاف بسيط ، ووالله لقد مات أخى الأصغر بين يدى جارتنا التى ترقيه ، والتى صممت على أن إرتداء الجلباب الأحمر وحرق العروسة الورق ،
                  يكمن فيهما سر شفاء أخى من الحصبة ..
                  ألا لعنة الله على أيام الفقر والجهل والمرض والخزعبلات ...
                  سامحك الله فلقد أحييتى فى ذاكرتى صورة كنت أظنها ماتت ..
                  أشكرك على إبداعك هنا وتقبلى تحيتى .
                  * جمال عمران *
                  أخي العزيز الأستاذ / جمال عمران
                  كل الشكر علي ردك الراقي ..
                  وأأسف بشدة إن كانت قصتي قد
                  ذكرتك بشقيقك رحمه الله .. ورحمنا من
                  هذه الأفكار والخزعبلات ..

                  الرقية مستحبة وتريح النفس ..
                  لكن لا بد من الطب والدواء ..

                  تحياتي لك واحترامي

                  فاطمة أحمـد

                  تعليق

                  • فاطمة أحمـد
                    أديبة وشاعرة
                    • 29-11-2009
                    • 344

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة بسمة الصيادي مشاهدة المشاركة
                    صباح الورد يا أستاذة فاطمة
                    لفتّ النظر إلى موضوع مهم ...
                    التخلف ... وتلك العادات التي تقتل لا تداوي ..
                    إضافة إلى الفقر والحرمان ..
                    قصة جميلة ومؤلمة، أجدت الوصف..
                    فكرة الليمونة رائعة .. أظهرت مشاعر الأبّ وحنيته ..
                    أعتصر قلبي مع إعتصارها ..عرفت ساعتها أن البنت رحلت معها ..
                    شكرا لك عزيزتي فاطمة
                    تحياتي
                    البسمة الجميلة .. أشكر ردك الراقي
                    سعدت بإعجابك بالقصة وفكرة الليمونة ..
                    وأنا أيضاً إنقبض قلبي باعتصار الليمونة
                    وشعرت أن البنت ماتت ..
                    ماتت من الجهل .. ومن غياب ضمير
                    هذا الطبيب .. وان كان هذا أجلها .. !

                    كل شكر لكِ حبيبتي والتحايا

                    تعليق

                    • فاطمة أحمـد
                      أديبة وشاعرة
                      • 29-11-2009
                      • 344

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة زينب حبيب مشاهدة المشاركة
                      عاقبة محزنة
                      ونتيجة طبيعية للاعتقادات الخاطئة

                      الكريمة فاطمـة
                      وضعت يدك على الجرح بلغة جميلة وسرد سلس
                      العزيزة زينب كل الشكر لردك الراقي
                      وكما قلتِ هذه نتيجة طبيعية
                      للاعتقادات الخاطئة ..كفانا الله شرها
                      ومتعنا بالوعي .. وبأطباء
                      مستيقظي الضمير..!

                      مع تحيتي وودي الأكيد

                      تعليق

                      • فاطمة أحمـد
                        أديبة وشاعرة
                        • 29-11-2009
                        • 344

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
                        الأستاذة الرائعة فاطمة أحمد..
                        نصّ جميل أوردت به صوراً كاشفة لمجتمع منسيّ ..
                        يحيط به الجهل...والمعتقدات القديمة..والفقر والحرمان
                        كان مؤلماً ما قرأت أختي الحبيبة..
                        لامست دموع الأب ، وانفطار قبل الأمّ
                        لأنها بدورها كانت ضحيّة لمعتقدات مليئة بالجهل..
                        سلمت يداك ..
                        القصّة واقعيّة على قدر دموعها..
                        كان قلمك رائعاً وسخيّاً..
                        دُمتِ بسعادةٍ....تحيّاتي...

                        الغالية دوماً الأديبة الجميلة إيمان الدرع
                        سعدت كل السعادة لإعجابك بالقصة ..
                        ولا سيما أنك أوضحتي ما لم أوضحه في النص
                        أن الأم ضحية للمعتقدات المليئة بالجهل..
                        فكل الشكر لك ِ ..
                        والقصة وان كانت من الخيال .. فهي
                        واقعية جداً وموجودة في القري والنجوع
                        المغموسة في الفقر والجهل .. كان الله في عونهم ..
                        ويرحمهم ويكرمهم بالوعي ..

                        الأديبة الرائعة إيمــــــان
                        متعك الله حبيبتي بالخير والسعادة

                        تعليق

                        • فاطمة أحمـد
                          أديبة وشاعرة
                          • 29-11-2009
                          • 344

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                          جميلة القصة فاطم
                          أين أنت ؟
                          لم أنت بعيدة ؟
                          قرأ قصا جميلا ، حمل الكثير من الهم
                          فى بيت أحد الأسر الفقيرة
                          التى لا حيلة لها ، سوى بعض عادات
                          تمارسها و تتحكم فيها
                          و الرقية .. ليست عيبا و لا سلوكا متخلفا كما قد يتبادر
                          إنها من العادات الحسنة و هى عن سنة للنبي المصطفى صلى الله عليه و سلم
                          كما أن البخور له شأن آخر ،
                          و لكن العادات غير المستحبة فعلا لم تكن هنا أبدا وبأية حال
                          ناهيك عن الأم التى تفعل فى مثل هذه المواقف الكثير
                          و الكثير .. و لن يتوقف الأمر عند الرقية أو البخور
                          و الرقية ربما من الطقوس المحببة حتى بدون مرض أو توعك
                          وأيضا هناك الزار و الحضرة و أشياء جميلة و تعد علاجا لبعض حالات ندريها .. أما إذا ما ابتعدت عما كانت له فهذا هو ألأمر الصعب و هنا الخطورة

                          كان الفقر هنا هو سيد الموقف
                          و هو الجرثومة التى أتت على الصغيرة



                          أهلا بك فاطم و هذا اليوم الكريم غرة شهر رمضان المعظم !!

                          تحيتى و محبتي
                          الكاتب الكبير الأستاذ / ربيع عقب الباب
                          يا لسعادتي الكبيرة بإعجابك بالقصة ..
                          ويا لسعادتي التي لا توصف لافتقادك لي ..

                          رأيت في رد حضرتك أنني كارهة لرقية
                          المريض أو البخور وأعتبره جهلاً ..

                          أنا لم أقصد أن الرقية عيباً وسلوكاً متخلفاً ..
                          واللهِِِِِِ ما أحد يرقي أولاده قدر ما أرقي أنا
                          أولادي خاصة حين كانوا صغاراً ..

                          نرقي أولادنا حين نشعر بتوعكهم أو ببعض السخونة
                          البسيطة .. نجدهم أحياناً يشفيهم الله بهذه الرقية
                          النبوية المباركة .. ونؤمن بالحسد .. ونطلق البخور..
                          لكن حين نري مرضهم قد ازداد
                          نفكر في الطبيب والدواء فوراً ..

                          وأقسم أننا نحن الأمهات أثناء
                          ما نرقي أولادنا .. نكون في حالة يرثي لها من
                          القلق والخوف علي فلذة كبدنا أن يختطفه الموت ..
                          حتي مع بعض السخونة والكمادات
                          نري وكأننا سنفقدهم .. !! ورأيتك تشعر جداً
                          بالأم في القصة .. وتوضح جهد الأمهات ..

                          وكما علمي أن أطباء القري والنجوع
                          قلما يتواجدون حين الطلب في نجدتهم
                          كما هذا الأب المسكين ..

                          ربيعناالغالي جداً دمت لنا منارة ونبراثاً

                          مع كل المحبة لك والتقدير

                          فاطمة أحمـد

                          تعليق

                          • صبري رسول
                            أديب وكاتب
                            • 25-05-2009
                            • 647

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة فاطمة أحمـد مشاهدة المشاركة
                            عصيــر الألـم

                            * وضعت الأم بأطراف أصابعها بعضاً من البخور
                            في المبخرة .. الدخان يتصاعد ـ يملأ الحجرة .. ويملأ
                            رئتي الابنة المريضة.. الأم تردد بعض الآيات القرآنية
                            وبعض التعويذات.. تسعل ( فردوس ) كما لم تسعل
                            من قبل والعرق يتصبب من وجنتيها بغزارة..
                            تخرج الكلمات واهنة من بين شفتين
                            جافتين : كفي يا أمي كفي ـ أكاد أختنق ..
                            لا تبالي الأم بشكوي ابنتها التي لا تعرف
                            أن هذا الدخان هو الذي سيشفيها ،
                            لاعتقادها أنها ( محسودة)..!!

                            · تقص الأم عروسة من الورق ـ وتمسك بالإبرة ـ
                            وتغرزها في العروس الورقية وهي
                            تردد : ( من عين أمك .. من عين أبوكِ ـ
                            ومن عين أختك ومن عين أخوكِ .. ومن
                            عين خالتك أم حامد.. ومن عين خالتك الشيخة صالحة ـ
                            ومن عين أم نبيل أم عيون مدورة ومقورة..
                            ومن عين أم حميدة أم عين صفرة.. ومن عين
                            كل اللي شافوكِ وما صلوش على النبي..
                            ومن شر حاسدٍ إذا حسد..!!
                            وتحرق الأم العروس التي قد امتلأت بالثقوب..! ) !!
                            يزداد السعال ـ وتزداد السخونة.. ويتبخر العرق..!
                            * يصرخ الأب : لا بد من إحضار الطبيب ..
                            تشيح الأم بيدها وهي تقول له : الشر برَّه وبعيد ـ
                            البنت لا يلزمها طبيب ـ البنت محسودة ..!
                            يدنو الأب من ابنته الممددة على السرير ..
                            يمسك بيدها التي تضعها فوق صدرها المريض..
                            تلتفت الابنة ببطء شديد ـ وتنظر إلى والدها بعينين
                            غائرتين حائرتين ـ بهما من السكينة والهدوء
                            ما يكفي لألآف الأعين..!!
                            لم يتحمل الأب تلك النظرة الساكنة من عيني
                            ابنته الجميلة ذات الستة عشر ربيعاً..
                            يهرول خارجاً من البيت ، لم يأبه بنداء زوجته ،
                            ولا بنداء الشيخة صالحة..
                            يجري مسرعا ً وهو يكاد يتعثر
                            في ذيل جلبابه الواسع الطويل..!!
                            * يصل إلى الوحدة الصحية التي تقع على
                            طرف القرية.. لم يجد الطبيب الوحيد بها
                            الذي نادراَ ما يتواجد.. لم يجد أمامه سوى التمرجي
                            الذي لم تتحرك فيه شعرة واحدة رغم
                            توسلات الأب ودموعه ..!
                            يعلم الأب أن ذلك التمرجي لا يتحرك من مكانه سوى بجنيهين
                            كاملين .. آاهـ ..ومن أين له بهذين الجنيهين..
                            والجنيه الأخير في جيبه أخذته منه زوجته
                            كي تعطيه للشيخة صالحة التي استدعتها لرقية ابنتها ..!!

                            *****
                            * في طريق عودته يمر بالأرض التي يعمل
                            بها أجيرا ً.. وبالكاد يجد ليمونة صغيرة خضراء ..
                            يمسكها بكلتا يديه ـ وهو ينظر إليها بابتسامة
                            أمل ..! ويتحدث إلى نفسه بصوت
                            مسموع : سأعصرها وأعمل منها كوبا ً
                            من الليمونادة لابنتي الحبيبة ..!!
                            ويجري بسرعة وابتسامة الأمل تملأ وجهه ـ
                            وكأنه يحمل لابنته البلسم الشافي !!
                            كلما اقترب من البيت كلما اتسعت
                            ابتسامته واتسعت خطواته..!
                            اتسعت حتى صارت أوسع من ذيل جلبابه ..
                            و .. يتعثر .. يقع على الأرض.. تتدحرج الليمونة ..
                            يزحف بسرعة كي يلحق بها قبل أن يدهسها ذلك
                            الحمار أو يأكلها.. لكن العربة التي يجرها الحمار
                            كانت أسرع من الحمار ومنه ـ دهست الليمونة ..
                            إعتصرتها بقسوة..! ينقبض قلب الأب ..
                            وهو ينظر إلى بقايا الليمونة بحسرة.. وقد ضاعت
                            ابتسامته ـ كما ضاع أمله في كوب
                            الليمون لابنته .. يتحامل على نفسه ـ
                            وينهض عن الأرض ـ وقد تهالكت قواه تماما ً..
                            سار يجرجر قدميه ـ وقد اسودت الدنيا في وجهه..
                            * ويقترب من البيت.. وفجأة تلتقط أذنيه
                            أصواتا ً تمنى أن يصم كي لا يسمعها..
                            وتصل إليه رائحة
                            البخور .. يرفع عينيه فلم ير أمامه باب بيته.!
                            بل رأى سيدات يتشحن بالسواد ..!!!


                            تـــــــــمت


                            * الذي بين الأقواس وبلون مختلف ..
                            معتقدات كانت سائدة .. وأعتقد أنها ما زال
                            يعمل بها حتي الآن في ريف مصرنا الجميلة ..




                            فاطمة أحمـد



                            العزيزة فاطمة
                            القصة مؤثّرة للغاية
                            ومازالت بعض الأرياف النائية هنا وهناك تتقن وتمارس
                            هذا النوع من المشعوذات والمعتقدات
                            سردك سلس
                            ولغتك جاءت موفقة
                            كوني بخير

                            تعليق

                            • خالد يوسف أبو طماعه
                              أديب وكاتب
                              • 23-05-2010
                              • 718

                              #15
                              الأستاذة القديرة / فاطمة أحمد
                              نص جميل ومشوق جدا
                              هذا هو الجهل سيدتي بعينه
                              بدمه ولحمه بظله وخياله
                              جميل ما خط القلم هنا ورائع
                              ما قرأت من قص مؤلم وحزين
                              عصير الألم الذي عصر قلبه
                              وهو ما زال يتشبث بتلك الليمونة
                              كل عام وأنت بخير
                              مودتي وتقديري
                              sigpicلن نساوم حتى آخر قطرة دم فينا

                              تعليق

                              يعمل...
                              X