حكايات لزمن قادم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ناهد تاج هاشم
    عضو الملتقى
    • 28-12-2007
    • 207

    حكايات لزمن قادم

    تصطف الذكريات على الطاولة والأوراق المبعثرة تحيك قصصا لزمن قادم , و ربما لزمن انقضى. المطر يتساقط بغزارة والليل ليل- ليس كأي ليل- يحمل معه الوعود وربما المزيد من الأحزان . لاشئ يجعلها تشعر بالمكان والزمان سوى صوت المطر ووهج النار في ذلك الموقد , ويأتي صوت الساعة ودقاتها كأنه نبض قلب أعيد لتوه للحياة بعد أن أتعبته المواد الحافظة وقوانين المخابر. تبقى تطالع الأوراق ولاشئ يحمل سوى الطلاسم ومجازر أحلام انقضت . ويبقى صوت رقاص الساعة الجدارية يعلن أنه هنا وأن الوقت كالمطرقة يقف على حدود عتباتنا ونهرب منه. الزائر القادم لا يعرف ماذا حضرنا له لاشئ في جعبتنا سوى الوعود ." أتراه طفلا لن نقدر ان نوفر له الأمان في أرضنا اليتيمة ؟ " لاجواب يشفي تساؤلاتها . تخرج الأوراق التي لطالما احتفظت بها تلقيها بالنار , اللهب يزداد ورائحة الذكريات مؤلمة . وتبقى النار مشتعلة ولا تنطفئ ربما لأن في داخل تلك الأوراق أرواح ومدن وبلاد وصدى صرخات . يتهوج المنزل الفقير وتبقى النار مشتعلة وهي باردة برودة المشردين في خيام الحزن, " سأركض للشارع وسأفتش عن بائعة الكبريت لأخبرها أنني مثلها باردة رغم أن منزلي يحترق" تبقى تركض والزمن واللهيب يتسارع ولاشئ يوفقها . صوت واحد يوقظ هذيانها إنه صوت ولادة العام الجديد...

    ناهد تاج هاشم
  • ناهد تاج هاشم
    عضو الملتقى
    • 28-12-2007
    • 207

    #2


    بائعة الكبريت مثلي
    نحفر في أخاديد الانتظار لهفتنا للقادم, سألتني" هل مازال المنزل يشتعل؟ هل أقدر أن أجد ملاذا من البرد ؟" كان وجهي وجهها شاحبين , وحزن الإنسانية يلف صمتنا.
    "سأخبرك قصة ياصديقتي" خاطبتها علني أجعلها تنسى بردها.لاتنفع القصص ولا الحلوى عندما يفقد الأطفال الأمان... "وجهها يشبه بنات حيينا وشوارعنا ومدننا المنسية ,أترانا جميعا سكنتنا هذه الطفلة وأشعلت بعود ثقابها الوحيد نار انتظارنا؟

    "

    تعليق

    • د. جمال مرسي
      شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
      • 16-05-2007
      • 4938

      #3
      ذكريات ـ مطر ـ ليل ـ وقت ـ ورق ـ أحلام ـ وعود ـ حرائق ـ قلق ـ مشاعر
      كل هذه جمعها فكر واحد و ترجمها قلم أنيق على الورق لنعيش مع صاحبتها حالات مختلفة أظنها ستكون بشكل حلقات يومية نتابعها بشغف
      الأخت الكاتبة ناهد تاج هاشم
      أحييك و أرحب بك في الملتقى قلما أشعر أنني سأقرأ له المزيد المفيد
      و لهذا سأثبت تلك الخواطر تحية و تقديرا
      و أهلا بك أختي الكريمة
      د. جمال
      sigpic

      تعليق

      • ناهد تاج هاشم
        عضو الملتقى
        • 28-12-2007
        • 207

        #4
        شكرا د جمال مرورك اأسعدني جدا وسأحتاج لنصائحك الأدبية إن شاء الله.
        دمت بخير
        مودتي واحترامي
        ناهد

        تعليق

        • ناهد تاج هاشم
          عضو الملتقى
          • 28-12-2007
          • 207

          #5
          طوال الليل كنت أحاول أن ألهي بائعة الكبريت بقصصي, أخبرتها عن قصة ماوكلي الذي تعامل مع الحيوانات وعن قصص ابن المقفع. إلا أن صمتها كان يقتلني ويشرد ني كالملايين من أطفال هذا العالم العبثي.
          كانت في عينيها كل أحزان وطني وكل شوارع بلادي وكل أهات هذا العالم من القطب إلى القطب. سفية وحدة غرقت ذات يوم ومعها مخطوط عمر الخيام. " ماهذه الثرثرة ؟ لماذا أثقل أذن هذه الملاك بتعاسات الإنسانية؟ لماذا لا أخبرها عن شئ جميل ؟ كنت سأخبرها عن محمد الدرة لكنني توقفت , رأفت بحزنها الخرافي , ودمعتها الأسطورية , وخجلت أن أقول لها كم أحتاج لدفء صبرها " صمت لا مثيل له. سألتني " متى سأشعر بالدفء ؟ وهل ستشترين لي الحلوى ؟ كنت أريد أن اقبل وجنتيها الدافئتين رغم زرقتهما وحرارة قلبها المجمد , " سنشتري الحلوى" أجبتها, " سانتا كلوز سيأتي بالهدايا وسنشعر بالدفء" غابت الطفلة في الصمت وكنت أنا أحاول أن أجعلها تبقى على قيد الحياة للصبح ولمابعد الصبح وربما طويلا طويلا لأن عودثقابها الوحيد أضرم الحياة الحياة في جسدي.

          تعليق

          • حميد
            عضو الملتقى
            • 04-07-2007
            • 306

            #6
            القاصة ناهد تاج هاشم

            أنت أبدعت بتلك الخواطر أو القصص القصيرة
            وقد كانت من النوع السهل الممتنع فما حرف
            لك إلا ونعرفه وكذلك كلماتك .. لكن هيهات
            الصياغة

            ما شاء الله عليك

            تعليق

            • ناهد تاج هاشم
              عضو الملتقى
              • 28-12-2007
              • 207

              #7
              حكايات لزمن قادم

              أشكرك أستاذ أنس وشكرا لكلامك الذي شجعني وربما أعطيتني أكثر من حقي , وأرجو أن أكتب شئ يليق بمن يقرأ.
              كل مودتي واحترامي
              ناهد

              تعليق

              • ناهد تاج هاشم
                عضو الملتقى
                • 28-12-2007
                • 207

                #8
                [size=5]الصبح أتى" بائعة الكبريت تجمدت! لا حياة في ذلك الوجه الذي أعطاني قيمة الحياة, هل قتلتها بقصصي المؤلمة؟ لكنني مازلت مثلها طفلة أنتظر الحلوى ! لاحياة في ذلك الجسد الرقيق, غض هو ألمنا. لابد أنني سارعت بقتلها, وماذنبها أن أثقل أذنها بقصص الموت؟ أنا وهي نحضر حفل تأبين أحلامنا. لابد أنني قتلتها بقصصي! لماذا ؟ لماذا لم أخبرهاعن سندريلا ؟ لماذا لم أحاول ضمها وتقبيلها ؟ أتراها كانت شبحا أتخيل وجوده؟ مازال بيتي يحترق وتتصاعد من الدخان رائحة الرحيل, مازال بيتي يشتعل والدخان يتحول إلى أشخاص. ومازلت أنا باردة وباردة جدا! صديقتي ماتت ولم أقدم لها سوى قصصاً وقصصاً مؤلمة لحزننا الإنساني. ماأشد أنانيتي؟ شهرذاد ماتت وأجلت موتها بقصص كل يوم ! هل تبادلنا الأدوار ؟ ومن هو أصلا شهريار؟ دخان المنزل يتصاعد حتى أشعر أنني أسمع أصواتاً تخرج من النار. أتراها كلماتي تبكي لأني أردت أن أدفنها على الطريقة الهندوسية! لا لا لابد أني أهذي وأنني أتخيل الأشياء , صوت من البعيد البعيد يناديني " لاتقتليني ! لا تحرقيني! " هل يعقل أن تتكلم السطور؟كأن روما كلها تصرخ بوجه نيرون! صمت كل شئ .
                والتفت إلى عود الثقاب كان مازل يشتعل !! ]
                [/size]
                ناهد تاج هاشم[/size][/color]

                تعليق

                • على جاسم
                  أديب وكاتب
                  • 05-06-2007
                  • 3216

                  #9
                  السلام عليكم

                  تحية وتقدير لكِ اخت ناهد

                  يبدو لي انه ليل طويل وموحش وكيف لا يكون موحش

                  وفيه

                  المطر - البرد - دقات الساعة في صمت موحش حد الجزع

                  قد تكون بائعة الكبريت متعددة الوجوه

                  وانتِ وجه آخر لهذه البائعة

                  فهل هنالك أشياء مشتركة بينكم لتدفعكِ الى للبحث عن بائعة الكبريت ؟

                  وجدت هنا في القسم الاول من هذا الموضوع مشهد في غاية الاتقان

                  حتى تخيلت هذا المشهد وكيف يكون

                  بل حتى تخيلت الساعة وهي معلقة في الحائط وقد اكل الدهر عليها وشرب

                  صورة جميلة على الرغم من أن المشهد كان يرسم لنا صورة من صور الالم


                  بارك الله فيك اخت ناهد

                  وحياك الله معنا

                  سننتظر الجديد وحتماً سيكون مشرقاً بدون ليل ومطر وبرد

                  لابد من كل ليل ان يكون بعده نهار مشرقاً أليس كذلك اختي

                  تشكرات
                  عِشْ ما بَدَا لكَ سالماً ... في ظِلّ شاهقّةِ القُصور ِ
                  يَسعى عَليك بِما اشتهْيتَ ... لَدى الرَّواح ِ أوِ البكور ِ
                  فإذا النّفوس تَغرغَرتْ ... في ظلّ حَشرجَةِ الصدورِ
                  فهُنالكَ تَعلَم مُوقِناَ .. ما كُنْتَ إلاََّ في غُرُور ِ​

                  تعليق

                  • ناهد تاج هاشم
                    عضو الملتقى
                    • 28-12-2007
                    • 207

                    #10
                    أشكر مرورك أستاذ علي
                    في الحقيقة دائما أترك للقارئ حرية التفسير فيما يراه بين السطور. ليلي طويل لأنه ينتظر صبح يليق بحجم هذا الإنتظار وأرجو أن تكون أيامنا مشرقة حتى في الليل هناك النجوم.
                    من جديد كل مودتي واحترامي
                    ناهد

                    تعليق

                    • عبدالرحمن السليمان
                      مستشار أدبي
                      • 23-05-2007
                      • 5434

                      #11
                      [align=justify]ما أكثر بائعات الثقاب في بلاد لم تترك أجيال الاستقلال والوطنية والقومية الفاشية والانقلابات العسكرية فيها لجيل العولمة إلا العظام يتقوون به، وللأطفال إلا الثقاب يتاجرون به، وللعقول ورؤوس الأموال إلا درخوشا للهروب إلى الخارج على أنغام "الله يبعد ويسعد"!

                      في بلاد يكون الوطن بمثابة المزرعة الخاصة لأبي جهل وأبي لهب، ولقبيلة أبي جهل وأبي لهب، وطائفة أبي جهل وأبي لهب، يكثر الثقاب وتكثر بائعاته، وتنتشر ظاهرة "البزنس" على طريقة اليهود، ــ يهود العرب.

                      في بلاد يقامر الحاكم بأمره بالوطن والانسان على طاولات المفاوضات السرية والعلنية، ويهرّب ضباطه حتى أوابد البلاد لبيعها في مزادات أوروبا العلنية .. يكثر الجائعون والجائعات، وتصبح لغة عمر الخيام وشهريار، بل كل اللغات، جد مبتذلة إزاء ما يتعرض له الوطن والانسان.

                      عندها يتحول كل شيء إلى ثقاب، يصبح رمادا بعد اشتعاله. عندها ينطفئ الانسان إلى ما لا نهاية، ويحيا وهو ميت. فنتساءل: هل ثمة حقا لغة قادرة على التعبير؟!

                      شكرا للأديبة ناهد تاج هاشم على هذه التجليات التي تردنا بها إلى عالم بتنا نمارس طقوسا وطقوسا لنسيانه ونسيان همومه التي لا تنقضي قبل أن تقضي علينا. عالم بات كل شيء فيه سورياليا، حتى الماء والهواء!

                      وتحية طيبة عطرة.[/align]
                      عبدالرحمن السليمان
                      الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                      www.atinternational.org

                      تعليق

                      • ناهد تاج هاشم
                        عضو الملتقى
                        • 28-12-2007
                        • 207

                        #12
                        تحية د عبد الرحمن
                        شكرا لمرورك الذي أثلج صدري.
                        مودتي واحترامي
                        ناهد

                        تعليق

                        • ناهد تاج هاشم
                          عضو الملتقى
                          • 28-12-2007
                          • 207

                          #13
                          حكاية رقم 1

                          "أه كل هذه كان كابوس! يقولون في علم النفس مدة الحلم ثلاثين ثانية ياإلهي!
                          رأيت العالم أجمع واحتضاره بثلاثين ثانيةّ!
                          لا لا يعقل فقط ثلاثين ثانية ! أحتاج أياماً لأقص مارأيته, ويقولون ثلاثين ثانية !
                          وماتفسير مارأيت ؟ بائعة الكبريت ! حرائق! وصراخ!
                          ههههههه لابد أنني كنت أفكر كيف أردت أن أشرب القهوة التي أدمنت عليها وكيف نفذت أعواد ثقابي في الليل! ولم استطع تحضير قهوتي.
                          مضحك جداً ! وطبعا موضوع البرد له علاقة بأني أبرد جدا ! ههههههههه ,لكنني أسمع صوت مطر حقيقي, حقاً إنها تمطر!
                          لاأستطيع تذكر شئ قبل نومي وكأنه صار قبل أعوام, هههههههه لابد أنني أعاني من بوادر شيخوخة !! "

                          كعادتها لا تحب الانهزام ,الطاولة مزدحمة بالأوراق" يا إلهي هذه هي الأوراق التي رأيتها تحترق في منامي! " نعم كان من الطبيعي أن تظل الأوراق تحترق لأن فيها بعضا من عمري"
                          ضحكت بشدة وكأنها وجدت كنزأ أو مخطوطاً قديماً , وضحكت أكثر وأكثر تذكرت كلمة صديقتها عندما قالت لها " أي مجنون سيبتلي بالعيش مع ألف شخصية!"
                          ههههههههه , لا صوت لضحكتها لكنها عالية جدا ! "خرجت بائعة الكبريت من الأوراق , أشعلت النار و شربنا قهوة ليس لها طعم الاحتراق".


                          ناهد تاج هاشم

                          تعليق

                          • ناهد تاج هاشم
                            عضو الملتقى
                            • 28-12-2007
                            • 207

                            #14
                            حكاية رقم 2
                            لا دخان ولا حرائق
                            إنها الساعة الثانية عشر ليلا, أتراها ستقدر أن تصل سندريلا إلى منزلها وتهرب من قصر الأمير؟
                            لابد أنها مازالت في الحدود الفاصلة بين الواقع والحلم... يتسرب الدفء رويدا رويدا تذوب كتل الجليد في أعماقها ... صحراء الروح ستمتص كل المياه !
                            وتسمع صوتا تخشع له أذنها ... ترغرغ الدموع في عينيها ...
                            الحضور المهيب للروح ...
                            سفن تبحر في العمق محملة بالكنوز التي سرقت من متاحف الروح ... "لابد أن عشتارا تسربت إلى جسدي ..."
                            "إيكاروس مات وذابت أجنحته تحت حر الشمس...
                            وأنا نبتت أجنحتي في وهج الشمس , سأطير إلى مملكتي من جديد
                            ", صوت رخيم يخشع له حتى الصخر, تهدأ وتستمع...
                            حرارة الدموع تسيل على الوجه المجمد والشفاه المزرقة , كل شئ بهي الحضور الأن...
                            صوت مازال رخيم يخشع القلب له كلمات الله ...
                            مطر ... مطر ... صوت رقاص الساعة اعلى وأعلى ... المطر صار حبات برد تضرب زجاج النافذة ...

                            الشمعة تتوهج المدفأة تتوهج أكثر ... كتاب جبران يتوهج هو الأخر ..." رائحة الفواحة تسرقني لزمن قديم , فنجان القهوة والنار ..." المطر يزداد غزارة . " أتمنى أن أركض الأن تحت المطر وأبقى أركض وأركض"
                            المطر توقف رائحة الأرض جميلة ...
                            وكل شئ جميل...
                            تستمر الشمعة برسم الظلال والفواحة تنشر عبيرا قادما من البعيد من عوالم قديمة كأنها روائح كل مدن الشرق الفاتنة...
                            مطر ... مطر ... مطر
                            ...

                            تعليق

                            • د. جمال مرسي
                              شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
                              • 16-05-2007
                              • 4938

                              #15
                              و ما أحلى القراءة لك على وقع طرقات المطر على نوافذنا الزجاجية
                              و كأن الدفء يسري من حروفك على وهج شمعتك و انبعاث حرائق الكلمات من محبرتك
                              استمري يا ناهد
                              متابعون
                              مع التحية
                              sigpic

                              تعليق

                              يعمل...
                              X