ها هو شعبان يستعد إلى الرحيل في حوار مع رمضان المبارك
- تفضل يا سي رمضان الكل بانتظارك.. الشركات التجارية أعدت لك آلاف البرامج الإشهارية. والجمعيات الاستهلاكية مولت لك أطنان المواد الغذائية . .... وشركات الإنتاج الفني أعدت لك ما لا يعد ولا يحصى من المسلسلات العربية ( تاريخية - إجتماعية - ترفيهية - وكاميرا خفية ) للتسلية والترفيه على الفضائيات العربية ..!..
- رمضان (بحسرة ): أو تسخر مني يا عزيزي شعبان ؟
- شعبان : لا لا معاذ الله... ولكنني أحدثك عن استعداد أحبابك للقائك ..!
-رمضان (بحزن شديد ): ونعم الحديث ..فمن أشتاق إليهم حولوني من شهر الصوم والغفران، إلى شهر اللهو والمرح والبهتان ....كل عام أتأمل فيهم خيراً وأنتظر أن يقوم القرآن سلوكهم ، لكنهم ساهين لاهين أعوذ بالله منهم .
شعبان (ساخراً من نفسه ) : ولكن حالك أفضل من حالي .. فأنا المسكين أدخل وأخرج دون أن ينتبه إلي أحد ..وكثر الله خير من ينتبه إلى خروجي من أجل دخولك بألف زفة .
- رمضان : وما الفائدة من دخولي ؟...فأنا لم أعد أجد لي مكانا بينهم ..بل لا أجدهم ..وبالكاد أراهم من كثافة دخان النراجيل ..كنت بالماضي أشعر بينهم بالهدوء والراحة و الاطمئنان..كانت أجواؤهم كلها عبادة..أدعية وقراءة وإيمان ..أما اليوم كلها توتر وصخب ..يقضون النهار نياماً والليل هياماً . لم يعد حضوري يذكرهم بالتوبة عن المعاصي و الإحسان .. بات كل همهم على التهام موائد الطعام العريضة التهاما ..موائد تكفي قرية من الجياع، و إفساد الأماكن بدخان النراجيل، وإفساد العباد بتهريج الفضائيات و الشاشتين ،شاشة اللهو والأفلام ، والشاشة الرقمية ، شاشة العزلة والأوهام ..
لقد اختفت طقوس العبادة وتقدمت طقوس البلادة.
لقد اختفت طقوس العبادة وتقدمت طقوس البلادة.
شعبان : حان وقت انصرافي يا عزيزي ..
آمل لك ولهم دوام السعادة ...
تعليق