مأساة كاتب شاب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالكريم وحمان
    أديب وكاتب
    • 18-05-2010
    • 127

    مأساة كاتب شاب

    أغمض زروال المراكشي عينيه و غاص في عوالم روايته الجديدة.
    منذ أسبوع ، خطرت له فكرة قصة بوليسية للخروج من نمط الروايات و المسرحيات التي فكر فيها من قبل. يريد أن يصوغ رواية على شاكلة كاتبه الأنجليزي المفضل جيمس هادلي شيز الذي قرأ له عددا من الروايات. و فعلا ، لقد استطاع خلق أحداث و شخصيات يعتقد انها قادرة على جذب انتباه القارئ و عدم افلات الرواية من يديه حتى آخر صفحة.
    بعد اكتمال كل فصول الرواية في ذهنه ، ارتسمت ابتسامة رضا على شفتيه و استسلم لنوم عميق. لديه الآن مخططات لأربع مسرحيات و روايتان اجتماعيتان و أخرى بوليسية.
    كان زروال قارئا نهما منذ طفولته. أحب التعرف على شخصيات و السفر الى مدن و حتى التعرف على حقب تاريخية سابقة بمجرد فتح رواية و الغوص في أحداثها.
    في سن العشرين ، كتب زروال قصتان قصيرتان رأتا النور على صفحات احدى الجرائد المغربية. كانت فرحته لا توصف و هو يحدق في اسمه المكتوب على صفحة الجريدة. أخبر عائلته الصغيرة و أصدقاءه الأمر و تمنوا له النجاح و تحقيق متمنياته الأدبية.
    بدأ عندها حلم كتابة و نشر روايات يراوده – ولما لا – لينضم الى كوكبة الأدباء المغاربة الذين غذوا الساحة المغربية و العربية بابداعاتهم الأدبية. كان يعتقد أنه يمتلك الموهبة و أن باستطاعته صياغة احداث في قالب مشوق و بأسلوب يظاهي ما أدمن قراءته من روايات لأدباء أحب انتاجاتهم الأدبية و تأثر بطريقة كتابتهم.
    في سن الرابعة و العشرون ، وقع حادث مأساوي لزروال غيّر كل حياته الى الأبد. لقد أصيب بكسور بالغة الخطورة في عموده الفقري و جمجمته أدت الى شلل كلي. أصبح زروال عاجزا عن تحريك أي عضو من اعضاء جسمه – باستثناء عينيه – و لا يستطيع التنفس أو الأكل الا بمساعدة آلات طبية أحضرت خصيصا من ألمانيا و وضعت بجانب سريره.
    في الأيام الأولى لمأساته ، كانت الدموع تنهمر كشلالات من دموعه دون توقف و هو يبكي على حاله و عجزه الكلي. كان يتمنى أن تخرج من فمه و لو صرخة مدوية تعبر عن مدى الألم الذي يعتصر قلبه. في المرحلة الأولى من محنته ، أعياه التفكير و أسهده و هو يتساءل لماذا اختاره القدر هو بالذات ليحد من تحركاته و يسكت صوته الى الأبد . و لكن بعد اليأس ، بدأ تفكيره يحته على تقبّل قدره . و كانت السور القرآنية التي تقرأها له أمه كل مساء كيد حنون تمسح كل همومه و يأسه.
    في هذه المرحلة ، اكتشف سحر السفر الى عوالم متخيلة و خلق شخصيات و أحداث يقوم بصياغتها في قالب درامي. عندها فقط أدمن تأليف المسرحيات و الروايات الإجتماعية و التفكير في هموم و مشاكل شخصياته المتخيلة ليهرب من مشكلته و لو مؤقتا. و كان يشعر بالفرحة و السعادة و قد أكمل رواية أو مسرحية ما. و لكن كان كالمدمن على المخدرات ، ما أن يضع نقطة نهاية لعمل ادبي ما حتى يبحث عن بداية سفر أدبي آخر.
    لقد بلغ اليوم زوال الثالثة و الثلاثين من العمر و هو لا يزال سجينا لسريره لم يغادره منذ ما يقرب على العقد من الزمن. ولكن ، و بالرغم من ذلك ، فقد استطاع وضع مخططات لأعمال أدبية يطمح أن ترى النور يوما و يصبح اسمه متداولا في الأوساط الأدبية. فلديه أمل كبير أنه لابد سيأتي يوم يقف فيه على قدميه و يستطيع التحكم في جسمه و خط رواياته و مسرحياته على الورق و نشرها.
    كان لديه أمل كبير في المستقبل رغم كل شيء


  • المعطاوي المصطفى
    محظور
    • 31-07-2010
    • 88

    #2
    أهلا بك الأخ عبد الكريم:
    أعتقد أن بطل هذه القصة( كعمل أدبي) سيقوم يوما من مكانه ويكتب وينشر على الورق، لأن لديه إصرارا وإرادة. وعليه أن يأخذ حذره من لوبيات القراءة التي تفشت في ثقافتنا العربية، فأُهمِل الكثيرُ من الإبداع المتميز، وتم تضليل القراء بالكثير من الرديء منه.
    غير أني لا أتفق معك في هذه التراكيب التي ربما انفلتت بضربة آلة:
    في سن الرابعة و (العشرون )
    في سن العشرين ، كتب زروال (قصتان قصيرتان )
    (ولما) لا
    أما لغة السرد فقد أخذت حقها من بنيته العامة وكان ضمير الغائب قد تحمل المسؤولية بأمانة..
    كل الود

    تعليق

    • عبدالكريم وحمان
      أديب وكاتب
      • 18-05-2010
      • 127

      #3
      أخي العزيز المعطاوي
      أولا و قبل كل شيء ، لك و لكل الأدباء و المبدعين في المنتدى خالص المتمنيات
      برمضان كريم و بمزيد من الأجر و الثواب
      أشكرك أخي الكريم على كلماتك بخصوص نصي
      فلولا الأمل لظل بطل القصة حبيس سجنين
      سجن جسده المريض و سجن أفكاره و عذاباته
      و أعتذر عن الأخطاء التي جاءت في نصي
      كل الود و التقدير



      تعليق

      • محمد فطومي
        رئيس ملتقى فرعي
        • 05-06-2010
        • 2433

        #4
        مُدهش أخي العزيز عبد الكريم ما صوّرته من مأساة،و منحته لنصّك من مشقّة حرص و رصانة و بساطة.
        سجّلت ملاحظات ليتها تلقى لديك سعة الصّدر و حسن القبول:
        - تفشّى الشّرح بين مفاصل النصّ بشكل يحجب إن صحّ التّعبير على القارىء متعة رسم انطباعه بنفسه دون مساعدة أو توجيه إلى فهم بعينه،و لك صديقي العزيز أن تمتحن ذلك قارئا محايدا.
        - كان العنوان مباشرا ،مختزلا للنصّ ،لا يدع ذرّة شكّ في أنّنا سنكون إزاء مأساة لكاتب شابّ كما عبّر صراحة.أقول لك هذا -و الأمر يستحقّ- لأنّ هناك من سيهجر قراءته مكتفيا بما أتحته له من اختزال لمضمونه و تكون قد قصّرت عليه بالتّالي مشقّة ولوجه.
        مدوّنة

        فلكُ القصّة القصيرة

        تعليق

        • عبدالكريم وحمان
          أديب وكاتب
          • 18-05-2010
          • 127

          #5
          الأخ الفاضل محمد فطومي
          شكرا أولا على كلماتك بخصوص قصتي القصيرة
          أما بخصوص ملاحظاتك ، فقد اختلف معك في الأولى . أعتقد أنني لم أطل ما فيه الكفاية.
          بحيث تكلمت فقط عن البطل و لم أتحدث عن عائلته و محنتها معه ، و ايضا تخيل خطيبة تتخلى عن البطل بمجرد وقوع المأساة
          أما بخصوص العنوان ، صحيح انه جاء مباشر ، و لكن كنت أظن أن من يقرأه سيفكر في انني سأعالج مشكلة سرقة الأعمال الأدبية للشباب أو معاناة نشر العمل الأول. و على العمةم ، أحترم وجهة نظرك و سعيد ان نصي أعجبك
          كل التقدير لك أخي الفاضل محمد


          تعليق

          • محمد الزاكي
            عضو الملتقى
            • 08-08-2010
            • 14

            #6
            قصة تحمل نفسا تراجيديا دراميا لشخصية مأساوية حزينة ..السرد حاضر بقوة أكثر من طرق الحكي الأخرى ...أعجبني غوصك أثناء السرد في رسم الموقف من الوجود لبطلك .. تحيتي ومودتي .

            تعليق

            • إيمان الدرع
              نائب ملتقى القصة
              • 09-02-2010
              • 3576

              #7
              الأستاذ الغالي: عبد الكريم وحمان
              قل لزروال..أن يبقى على هذا الحلم الجميل
              وألاّ يُحبط مهما كانت الظروف..
              فما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
              لقد تعمّقت في رسم ملامحه لدرجة التوحّد مع ألمه
              فأتى النصّ على هذا الصدق..
              دُمتَ بسعادةٍ...تحيّاتي أخ عبد الكريم..

              تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

              تعليق

              • عبدالكريم وحمان
                أديب وكاتب
                • 18-05-2010
                • 127

                #8
                أستاذي العزيز محمد الزاكي
                شكرا لكلماتك و مرورك الكريم على نصي
                تقبل تحياتي


                تعليق

                • عبدالكريم وحمان
                  أديب وكاتب
                  • 18-05-2010
                  • 127

                  #9
                  الأديبة ايمان الدرع
                  زروال سيصبر على ما ابتلي به
                  لأن ايمانه بالله أقوى من أي شيء
                  شكرا سيدتي الكريمة على كلماتك


                  تعليق

                  • خالد يوسف أبو طماعه
                    أديب وكاتب
                    • 23-05-2010
                    • 718

                    #10
                    الأستاذ القدير ........ عبد الكريم
                    بصراحة نص جميل ورائع فقط لو ابتعد عن القرير
                    ولو بشيء قليل جدا وهذه ذائقة فنية تختلف من شخص
                    لآخر وما تم طرحه من مشكلة كبيرة في نشر الأعمال
                    للأدباء لهو من أعظم ما يعانيه الكتاب والأدباء في
                    عصرنا الحالي من ظروف صعبة لتحقيق المنال والأحلام
                    يظاهي .... أظنك تقصد .... يضاهي ....

                    و بالرغم من ذلك .... أرى الصواب .... وعلى الرغم من ذلك ...

                    والأمر عائد إليك وتبقى هذه مملكتك أخي وأنت القاضي فيها ...
                    نص يستحق عناء القراءة والتأمل .
                    أرجو ألا أكون ثقيل الظل في ملاحظاتي التي تناولتها أتمنى
                    أن تجد رحابة الصدر التي بين جنبيك .
                    وكل عام وأنت بخير ورمضان كريم
                    مودتي وتقديري الكبيرين
                    التعديل الأخير تم بواسطة خالد يوسف أبو طماعه; الساعة 16-08-2010, 20:27.
                    sigpicلن نساوم حتى آخر قطرة دم فينا

                    تعليق

                    • عبد العزيز عيد
                      أديب وكاتب
                      • 07-05-2010
                      • 1005

                      #11
                      ما أروع زروال ، أما زال قادر على الحلم رغم ما حدث له ، أما زال قلبه ينبض بالأمل وعقله يتوق إلى الحرية والخلاص ،
                      لست أدري أأدعو لك الله يازروال بالشفاء لتصح ، فتفقد مثلي الأمل في كل شيء حتى في أن تحلم ، أما أدعو أن أكون مثلك حتى أستطيع أن أحلق في عالم من الخيال والحلم الجميل .
                      الأحرار يبكون حريتهم ، والعبيد يبكون جلاديهم

                      تعليق

                      • عبدالكريم وحمان
                        أديب وكاتب
                        • 18-05-2010
                        • 127

                        #12
                        الأديب خالد
                        تقبل تحياتي و خالص تشكراتي
                        لمرورك الكريم على نصي المتواضع
                        و تعليقك عليه
                        أما بخصوص الأخطاء
                        فانا شاكر لك لفت انتباهي اليها
                        أعتذر لأنني لم أنتبه اليها
                        و ملاحظاتك دائما تؤخد بعين الإعتبار
                        و سعيد بمداخلتك
                        لك كل الود


                        تعليق

                        • عبدالكريم وحمان
                          أديب وكاتب
                          • 18-05-2010
                          • 127

                          #13
                          أستاذي الكريم عبدالعزيز عيد
                          نجاك الله من كل مكروه
                          و أعانك على تحقيق ما تصبو اليه
                          و التحليق في عالم الأحلام و انت بصحة و عافية
                          ربما مأساة زروال هي التي فرضت عليه
                          التحليق في عالم الأحلام
                          و التشبت بحبل الأمل كي لا يسقط في بئر
                          اليأس ..... و ربما الجنون
                          لك كل التقدير و خالص متمنياتي لك و للجميع بالنجاح
                          و تحقيق الأحلام


                          تعليق

                          • عبدالرحيم الطورشي
                            أديب وكاتب
                            • 08-08-2010
                            • 4

                            #14
                            فعلا فهي دعوة للأمل و العمل رغم الضعف و العجز الظاهري.

                            تعليق

                            • عبدالكريم وحمان
                              أديب وكاتب
                              • 18-05-2010
                              • 127

                              #15
                              و هل سنحس حلاوة الدنيا لولا الأمل
                              و هل سنستطيع الإستمرار لولا الأمل
                              لك كل الود و التحيات
                              أستاذ عبدالرحيم




                              تعليق

                              يعمل...
                              X