المنحوس!!
كان في إنسان متشائم جدا ، كل تصرف يصدر منه يحدث عكس ما يتوقعه، بل فيأغلب الأحيان يجده ينقلب ضده وفوق رأسه كما يقال، في البداية كان حلمه الكبير أن يتزوج فتاةجميلة لا يوجد مثل جمالها في بلده, وذات يوم رأى في المدينة القريبة من قريتهفتاة جميلة جدا ( قال هيه دي اللي بدور عليها ) لم يتردد لحظة في الذهاب لخطبها، في الاسبوع نفسه عقد قرانه عليها، وكانتالمفاجأة الكبرى في ليلة الدخلة ، عندما اكتشف ان شعر عروسه الأصفر الطويل أسود (مكرمش) وعيونها الخضر الجميلة عين منهما حوله، والأشياء الأخرى ظهرت بعد إزالة العدساتاللاصقة!, بعد هذا الموقف صار يؤمن بعبارة (المنحوس منحوس ولو وضعوا فوقرأسه فانوس) ، كان يرددها دائما عند كل حادثة تحصل له، وبعد هذا الزواج ( المنيل بستيننيلة ) ، قرر صاحبنا السفر إلى بلاد بعيدة، وفي ليلة سفره أرادت والدته ذبح طيرمن الطيور التي تحرص على تربيتها وإطعامها في فمها بالذرة والقمح والخبز المبلول بالماء والطعام المتبقي منهم، جاءت أمه ( بذكر بط ثقيل ) لتذبحه لأبنها، لكنه فلت وهرب من يدها بعد جرحه جرح بسيط في رقبته ، يبدو أن السكين كان حادا فلم يقطع رقبتة بالصورة المطلوبة،أخذ الأبن شنطة سفره وذهبإلى المطار وهو يندب حظه ويقول ذكر البط !!، وصل إلى المطار ودخل الطائرة وهو يأمل من الله أن يفك عنه التشائموالنحس الذي يلازمه في حياته، جلس على كرسيه وينتابه خوف شديد من تعطل الطائرة أوأن يحدث أي شئ يتسبب في عودته إلى بيته مرة أخرى، أقلعت الطائرة بسلام ، أطمئن قلبه ، ثم جاءت لحظات الخوف والهلع وحدثما كان يتوقع حدوثه، الطائرة تميل بقوة إلى يمين وإلى اليسار، سمعنداء من كابتن الطائرة يقول: يوجد عطل مفاجئ في محرك الطائرة أدى إلى توقفه ونحنالآن نحاول الهبوط إلى أقرب مكان، لما أفاق وجد نفسه ملقيا على الارض وسط غاباتمكتظة بالأشجار ، ليدرك أن الطائرة سقطت على الأرض، نظر حوله ثم سأل نفسه أين حطامالطائرة ؟ وأين بقية ركاب الطائرة، قال بصوت مرتفع: جالك الموت ياتارك الصلاة واضح أن هذه هي نهايتي يلا خليني ارتاح من الدنيا وبلاويها!! ، بعدمضي أسبوع على تواجده في هذا المكان لم يرى أي آدمي فيه ، في صباح اليومالثامن كعادته منذ أن كتب له القدر وجوده هنا ، أشعل بولاعته التي نجت معه النار فيمجموعة من الحطب، ثم ذهب ليصطاد سمك من البحيرة القريبة منه، أوعسى أن يجد طائراحائرا بين أغصان الشجر يسد به جوعه, لما عاد رأى النار قد شبت في الكوخ الصغير الذيصنعه في الايام الماضية، فرفع يداه إلى السماء وهو يقول ( ليه يا ربي كده ماذا فعلتفي دنياي؟!!) ، بعد لحظات قليلة سمع صوت طائرة نظر إلى السماء فوجد هليوكوبتر تقترب منه، قال الحمد لله والشكر لله فلما سألهم كيف علموا مكانه،قالوا : صار لنا أسبوع كامل نبحث عن ناجين أو مفقودين من الطائرة المنكوبة واليوم كانآخر يوم في عملية البحث عنهم وكنا على وشك أنتهاء المهمة بعد أن فقدنا الأمل في الحصول على أحياء أوأي جثث آخرى، ولكن لما رأينا النار الكثيف في هذه المنطقة أدركنا تواجد أحياء فيها فتوجهنا على الفور إلىهذا المكان مكان النار المشتعلة ، رد الرجل قائلا سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، عندما علم من الجرائد أنه الناجي الوحيد من بين ركاب الطائرة، قال: الحمد لله إذن أنا محظوظ ... أتكتب لي عمر جديد !!...
أحمد محمد أحمد مليجي
كل عام وأنتم بخير جميعا
تعليق