طفولة الأشياء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سامي البدري
    عضو الملتقى
    • 06-01-2009
    • 40

    طفولة الأشياء

    طفولةالأشياء
    ملحقثقافي
    9/2/2010
    المؤلف:سامي البدري:
    أي المرايا تسع وجوهنا عندما نكون أمامتساؤل: أنا ضمير من فيّ؟
    هذا السؤالالملح في طلب جدالاته، يتعدى لحظته الشعرية باعتبار الشعر ذاتياً بامتياز، إلىماخلف وجه مرايانا وتأويلاتها الخجلة.. خجلة من نفسها طبعاً!.‏
    هي لحظة الوقوف،بصبر نافذ في مواجهة مرآة تقف على ساقٍ واحدة.. والغريم سؤال-تمساح سقطت أسنانه- مازال يتشبث في تجويف المرآة!.‏
    المرايا عنادبلا ذاكرة! هذا مايقوله الشعر، ويصر على تأسيسه بعد كل هزيمة له أمام التأريخي!‏
    وخلف المرآة،خلف خاصرة التأويلات أعني، من يقف إلى جانب القصيدة؟.‏

    الشاعر ببحثه عنأناه في حرث اللغة!‏
    هل هذا مقتربلتلمس لغة شاعرة فرغت من حرث ذاكرة «مرآتها» لتقول إني أنا وأن قصة تفاحة الغوايةلم تكن أكثر من حكاية ليل وأن ليس لي إلا «تأويل واحد فقط» وبه «أرتب تفاصيل حكايةأخرى» أووجه جديد لها؟!.‏
    أي من تفاصيلالأنثى سيستوفيها عري الكلمات.. لتكون كثيرة بذاتها ولذاتها؟‏
    في أي منعطفتكون أنثى لتقول: كثيرة أنت؟ وبصياغة ثانية: أين تقف الأنثى لتقول لذاتها: كثيرةأنت؟كثيرة بأي شوط؟ هل هي لحظة الوقوف على الرأس، بعد نفض كل ماعلق بالخاطرمن وجعالذاكرة؟‏
    كثيرة أنت، خدٌيشغل حيزه بجدله المناوب بإعادته الكر على اشتراطات الذاكرة الجمعية، لا كمعلقاتالشعر القديم: بياض متوال على وداعة القطيفة الصماء.‏
    كثيرة أنت،تأسيس اشتباكي لاتطلع.. فثمة جسد «جسد الحكاية طبعاً» يناوب ارتعاشه ويحترفه،والأنثى في الناصة، سوزان ابراهيم، تؤكد على ذاتها..‏
    كوني كما ينبغي‏
    امرأة أقلّ‏
    وهذه «المرأةالأقل» نساء في امرأة، أي كل حالات «سطوة الأنثى» في أنا واحدة تشهد لنفسها..‏
    أشهد أن لا أناإلا أناي‏
    حامل غيمالخطيئة‏
    المبشربالخلود..‏
    السؤال المضمرهناهو: لماذا آدم من سبق وليس أنا، وكل ماتساقط عن جسد الحكاية. وما وصل إليه خطأفق آدم يقول أن كفي كان دلوالماء وأن أول حرائق اللغة كان غضبها جسدي، ومن أديمهاتقطر الشعر.. وأيضاً خطيئة التفسير!‏
    هذا السؤاللايحاجج «أعند الأنثى وحدها؟!» بقدر مايسعى- كحية على رمل- لتوطيد أركان خيمته وسطمجرى سيول الحكي.‏
    معمار سوزانالتوريطي في فعل القنص، لم يعتمد فجاءة تقاطعات الإقتراح لوحدها، بتسلسلهاالأيقوني، من أعلى إلى أسفل وبالعكس بنفس ضراوة التفخيخ، بل وبضراوة الحث علىالاشتباك بتلك التقاطعات... وسوزان تقول: هذا الاشتباك فرض عين رغم مراوغته لبعضالمرايا...وأول تلك المرايا الانتظار.. في موقف غير مضاءٍ‏
    وهوبالتأكيد ليسانتظاراً «لغودو» لايأتي بل انتظار لـ»وهم» لذيذ يؤخر الموت.. خمساً وعشرين دقيقةانتظار..‏
    لن تأخذ مني‏
    لن تضيف إليّ‏
    مكتفية أنا مثلكمال البحر‏
    لاغيم يجزرمداً‏
    لانهر يمدجزراً‏
    من المخاطب هنا؟هل هو»الوهم اللذيذ» الذي قادتنا إليه تلمسات الناصة في غمام ارتعاشاتها؟ واكتفاءكمال البحر ألا يحتاج من يتلمسه ويرتعش أمام سطوته، إن لم نقل الغوص فيه وتجريف بعضهالات ضراوته؟‏
    هل هوخط دفاعفردانية الأنثى أمام إلحاح الحاجة إلى «ضراوة» الرجل للمحافظة على كمال البحر فيفسحة الحلم؟ آدم الذي لايأخذه في الأنثى غير كمال البحر هذا له رأي آخر في عمليةالأخذ والإضافة التي تتحصن بها أنثى الناصة.. بل وإن «لغيمة» أن يجزر مد كمال البحرأيضاً، تحت طقس الفصل الخامس من مناخ الأنثى!‏
    السؤال الذي يلحعلي كقارىء في هذه اللحظة هو: كم عمر الفصول الأربعة المتبقية في حياة الأنثى.... طبعاً قياساً لعمر فصلها الخامس؟!‏
    هذا السؤالنطرحه عقب قراءتنا للمقطعين التاليين من النص واللذين تقرر سوزان فيهما أن «أكثر منالوقت المخصص،استمر عرضنا الميلودرامي».. لأنني أرتب تفاصيل حكاية أخرى.. ومابينهذين القرارين تنحصر مساحة فصول الانثى الأربعة المرصعة بألف لا.. فهل هي بمساحةنعم فصلها الخامس؟‏
    مفاعيل هذهاللاءات موجهة ضد ماهوتأريخي، فضد أي اتجاه تسير مفاعيل «فصلها الخامس» وهي تسجل،دون مواربة..‏
    أن يممت‏
    فثمة وجه قلبي! و‏
    أحتاجياصديقي»؟»‏
    هدنة من كلام‏
    فمازلت أتهجىجملتي الإسمية‏
    وأْعاني مثل بعضالنساء‏
    من ضمة الفاعلدوماً!‏
    وفي فصول الأنثى - فصلها الخامس- سيظل معلقاً ومرهوناً بمعاناة تلك الضمة!‏
    ولكن مازال هناكفصل آخر لتفاصيل «الحكاية الأخرى» التي ترتب لها أنثى تكره»كل مايشتهي الإحاطة بي» رغم معاناتها من ضمة الفاعل التي تحيلها... في حضورك‏
    كما جريدةأنوثتي‏
    يستلها من ركنمهمل سائقٌ‏
    يلمع بها زجاجسيارته‏
    دون كثيرانتباهٍ‏
    ثم يمضي.‏
    .....
    .....
    الجريدة استنفدتقراءتها الأولى‏
    بأي أسئلة تملأأنثى فراغات مابعد استنفاد «قراءتها الأولى» تحت سماء أي فصل، من فصول مناخها «هللي أن أصفه بالعاصف دون أن أطالب بذكر الأسباب!» تصنفه؟ وبصياغة ثانية: هل حكايةالجريدة هذه نتيجة الارتكاس في فصول اللاءات أم الانهمار في فصل الـ «نعم»؟‏
    في الاسطورة،وبعد طرد آدم وحواء من الجنة ونزولهما على الأرض أن حواء هي التي تبحث عن آدم بينمااستسلم آدم للذة الكسل.. وعندما التقيا ادعت حواء إنها استسلمت للذة الكسل تمنعاًفي حين ادعى آدم مواصلة الليل بالنهار بحثاً عنها.. هذا جزء من حكاية فصل حواءالخامس الذي تحاول إعادة ترتيبها.. بأي اتجاه؟ إن كان باتجاه «صيف» فصول اللاءاتفماذا سيتبقى من ربيع فصل «النعم».. وهذا لكي لا أقول ماذا تبقى من ربيعالأنوثة؟!!‏
    لأنني كالأطفال‏
    أعابث وجهه‏
    خلف باب يقضمالوقت أظفاره غيظاً‏
    لأنني كالأطفال‏
    لا أحتاج جوازسنين لأعبره عنوةً‏
    لأنني كالأطفال‏
    لا أحفل كثيراًبمقدسات اللعبة‏
    أسكب رملساعاته‏
    وسم عقاربه‏
    الخائفة منإكسير أصابعي‏
    ماذا يكون إكسيرأصابع حواء غير «وجع» الأنوثة؟! وهل عن غيره يبحث آدم عندما يكون «خلف باب يقضمالوقت أظفاره غيظاً» وهويبتهل! الوحشة تأكلني.. فخبئيني بين شقوق أصابعك؟!‏
    ولأنني الأنثىالمتمسكة بطفولة الأشياء‏
    لاأحفل كثيراًبمقدسات اللعبة!‏
    سنسلم معكياسوزان أنها لعبة وأن قداستها لاتعدو «دفء» طينة ألواحها المعلقة على سياج مخاوفمابعد منتصف حلم الأنا الباحث عن شرعية وجهه..، ولكن هذا الحلم، وعندما يتعلق بوجعآدم، هومن يتمسك باكسير أصابعك دون الالتفاف لنقطة خوفه، في هذه اللحظة من زمنوجعه!وهذه اللحظة هي عينها التي تكون فيها درجات الحرارة أعلى من معدلاتهاو»الرطوبة تهذي وفقاً لمعدلات بحر القلب» وهي لحظة أن تكون الانثى عند خاصرةتأويلاتها لوجهها في مرآة «الأشياء» من حولها لتقول إنني هنا...نعم ! ولكن أيضاًلتلملم خيوط ماتواجه به «صراطها» المستقيم الاختباء بين شقوق أصابع آدم! وهي عتبةعبور أخرى تقول الأنثى... فهل هي عتبة أخرى فعلاً؟‏

    """"""""""""""""""""
    القراءة منشورة في الملحق الثقافي لجريدة الثورة السورية

يعمل...
X