القصيدة البغدادية ...شعر: د زياد محاميد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • زياد
    عضو الملتقى
    • 22-11-2007
    • 43

    القصيدة البغدادية ...شعر: د زياد محاميد

    القصيدة البغدادية ...
    (إليك يا بغداد... فنومك لن يطول...)
    *****
    شعر: د زياد محاميد
    *****
    نامي يا بغداد
    يا مدينة الغبار والنار
    يا عذراء تلحفت نهرين ورماد
    وفي رحمها الولود ..
    خبأت مليون شهادة ميلاد
    لأجنة الحب والثورة بين العباد..
    لكنهم ..
    استباحوها القوادون..والأسياد
    سيد ينجب قواد
    وقواد يورثها لقواد..
    *******
    نامي..يا بغداد
    على مجدِك الذي كان..
    نامي فوقَ رمادك الساخن والحطام
    وتقلبي..
    وتمددي..بين أكوام العظام
    ****
    ‏نامي ..يا بغداد..
    على مجدِك الذي كان
    منذ صرخة ميلاد حمورابي..
    إلى سقوط آخر رفيق وإمام..
    ******
    نامي..واسترخي..
    فهل يطيق الجسد الممزق
    حين يصحو..
    سخونة القنابل والرصاص
    و جراح الحسامِ ؟؟
    ********
    نامي يا بغداد..
    نامي على حُلُمِ السلاطين والأمراء
    وأنت عارية..
    عن قرب..
    وعن بعد..
    يرمونك بالسهام..
    ************
    نامي ..
    نامي..وخذي لك غفوة..
    تحت أحذية الجيوش
    وجنازير الدبابات العاتية..
    فرق من السماء..على خصرك تهبط
    وأخرى من البحر نحو صدرك .. آتيه
    ******
    تراقِصَي مع وجعك..
    ومنه ترنحي
    وتراقِصَي وترنحي.. يا بغداد
    في صالونات خاوية ..وفي الساحات
    وتراقصي ..
    على إيقاع الوجع تحت السياط
    في قبضه جنرالات وضباط..
    يجلدون الأجساد والقصائد والكلمات
    لا بهجة تؤجل موت..أو إعدام
    ولا آذان عيد .. أو دعاء أو قيام..
    *******
    وتغازلـي
    وتغازلي يا بغداد..
    في ظلمات السجون" الغريبة"
    واستلقي على مهد من عذاب الورد والزنابق
    فلا عطر من أنفاس النخيل والشقائق
    ولا حناء يستر الجلد الممزق
    بأنياب الكلاب وأعقاب البنادق
    *******

    وتوسَّدِي..
    وتوسَّدِي.. يا بغداد
    رماد صخر ساخن..
    بلا أخضر العشب, من حوله يعانق..
    بلا نبض الخرير في النهرين والمضائق
    سوى "الخضراء"..
    بها يخترعون الموت.. والمحارق
    ********
    وإستفرشي
    وإستفرشي يا بغداد
    وخز الحَصَى تحت المشانق..
    هو حصى الهلال الخصيب..
    تبكيه سواعد ومعاول ومطارق .
    *******
    وَتَلَحَّفي
    َتَلَحَّفي يا بغداد ..
    برد جدران السجون ..والخنادق
    واستلقي
    على فراشك المحشو بالقنابل والبنادق
    وأغفي يا بغداد..
    في عتمة ليلك الباردة..
    وهي تسمر على لهب ادمي
    من أجساد..
    صارت في لحظة.. وقودا للمحارق
    ****
    واسترخي..استرخاء الاحتضار
    واسترخي ..يا بغداد
    على ذراع الموت..فهل ضاع الانتصار؟؟
    وصلي بصمت وسكون
    فوحيدة أنت.. تنامين ..
    لا كواكب في ليلك ولا أقمار
    وغريبة أنت تصحين...
    حين يوقظك الجنون..
    وحين يفوح موتك اليومي في الأخبار
    *************
    نامي...
    نامي يا بغداد..
    فنحن..عشاقك الأبديون
    نكتب اسمك ..
    بالدم مره ..
    ومرات بالرماد..
    أما أنت..
    فما نكتب .. تمحين
    بالدمع ,بنزيف الأكباد
    ونحن..
    نغرق بدموع تزف احلامنا..

    وعلى صور لك.. نغفو..
    فيها تداعبين هارون الرشيد..
    وتمسكين ذيل..هولاكو الشديد
    وتقهقهين..مع أبي النواس
    وتخطبين في مجالس العلم
    وتهللين في أفراح الناس

    وقبل ان نغفو يا بغداد..
    نرسمك جنب السرير..
    وعلى ظهر الوسادة..
    وعلى السقف المغبر نكتبك, شعارا للسيادة
    وحين يأتي صباحنا ..
    اسمك نحفره
    على الجدران والقبب ومآذن العبادة
    ونرسم بماء الذهب الأسود..
    وجهك القمري المعطر بعبق التمر
    على البراميل..
    والحافلات ..
    وعلى حواجز الشهادة
    في كل زقاق, وفي كل جادة.
    يا بغداد ..
    نكتبك على أكياس الرمل والطحين ..

    وفوق صدورنا ,اسمك نخبئه
    في قلب القلادة..
    نسجناها من نرجس وياسمين

    ونحفرك وشما بالنار والجمر..
    خلف الكتف
    وعلى السواعد.. وفوق الجبين..
    ونسافر فيك.. ونسافر إليك ..يقتلنا الحنين
    من كربلاء إلى حطين..
    نخبئك في صناديق التمر
    ونخبئك في أغنيات الحب
    وذكريات العمر..
    نلفك بالحلم العربي.. فلا تبردين..
    لكن يا بغداد..
    لا في حلمنا
    ولا في صحوتنا..
    لا نرى الأفق فوقك أزرقا ..
    ولا الفضاء ولا الأثير
    ضيقة صارت أشياؤك..
    مزدحمة جدا سماؤك..
    بنار الجيوش ودخان الخفير
    بلا صقور ونسور
    بلا بلابل وعصافير,
    تفجير يأتي بعده تفجير
    وصفير يتلوه صفير..
    ******
    أقف مهموما جدا... أمام النافذة ..
    أشاهدك مناورة عسكرية..
    في عمق الغيمة
    تحتل السماء.
    أمد يدي إليك يا بغداد ..
    فلا تسلمين..
    ولا تهمسين
    وأنت وحدك تعرفين ..
    أن الحجر العتيق منذ زمن النبل والكبرياء
    يلعن من خانوا شموخ التاريخ والبيداء
    ومن باعوا الحضارة والنهرين في سوق البغاء
    وتتساءلين..
    وكأنك جلادك القادم.. تنتظرين
    أين النخيل.. يعانق السحب الهاربة
    حين تعبر على وجه الفضاء..
    وأين الفرات يشق بلطف ثوب الصحراء
    وأين دجلة..يداعب الواحات الخضراء
    يئن الألم فيك ,,
    حين تنظرين للوراء..
    هي المعابد تتجمد تحت جدران بابل
    حين تصرخ فى العراء
    أين الأرقام والحروف والسنابل
    أين النقوش والسدود والجداول
    تقفين بحزنك العظيم ..
    على الجسور المهشمة فوق النهرين
    لكن كيف ..؟
    وفي نبض قلبك الشرقي
    شيء يموت..كل دقيقه مرتين...
    فمتى من نومك العميق تفيقين؟؟
    وللصحوة الكبرى تعودين؟؟
    ومتى في وجه الموت ..كفى !!ستصرخين..
    وذراعك الأموية.. تمتشقين
    لتغرسي في قلب الموت الزاحف
    ألف خنجر ومليون سكين
    ألف خنجر ومليون سكين...
    ولا تخافين هذا الموت الزاحف.....ولا تهابين...
    آمين يا بغداد الرشيد ..آمين
    آمين...آمين ..آمين.
    8 آذار 2007-03-08
    أم الفحم
  • مؤمن مجدي
    عضو الملتقى
    • 22-12-2007
    • 18

    #2
    بغداد مفتاح كل الطرق
    أنت تعلم وأنا أعلم
    كلنا وكلهم يعلمون
    وماذا بعد؟؟
    الألم طويل بطول أعمارنا
    وما يفوقها

    ______

    تحياتي لجمال حرفك

    تعليق

    • د. جمال مرسي
      شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
      • 16-05-2007
      • 4938

      #3
      الجميل د. زياد محاميد
      فاجأتني حين قرأت اسمك كاملاً
      و هنا أقرأ لك ملحمة طويلة في حبيبتنا بغداد ..
      و كيف لا .. و جرح بغداد الراعف ما زال ينزف و ألمها لا يتوقف
      و نحن في غينا نعمه و في صمتنا لا نتجرك
      شكرا لقلمك الأبي
      و أهلا بك ناثرا حروف الورد و الثورة

      محبتي
      sigpic

      تعليق

      • هيام مصطفى قبلان
        أديب وكاتب
        • 27-10-2007
        • 502

        #4
        القصيدة البغدادية : زياد محاميد

        د. زياد محاميد : نثريتك جميلة فيها من سمو المعاني النبيلة
        والبكاء على قتل بغداد وتلوث الفضاءالذي كان يطهره نهر دجلة
        والآن لا يسعنا الاّ أن نشاطرك هذه الغيرة وهذا الحزن
        فمن منا لا يبكي بغداد , هي لنا جميعا
        أحييك : هيام قبلان

        تعليق

        • مراد الساعي
          أديب وكاتب
          • 18-06-2007
          • 504

          #5
          أخي النبيل // د. زياد

          هنيئاً لنا هذا الحرف الذي صاع لنا بغداد بأبهى وأشجى العبارات

          بهذا الحرف الهادر الذي ينزف عشقاً ورثاءً وأملاً في بغداد

          بغدادالأمجاد والخلافة

          بغداد الرشيد

          بلاد
          الرافدين

          كم نحن في أسر الحزن لبغداد

          للتثبيت


          تحيتي وتقديري


          مراد الساعي
          ما أكتبهُ لا يعني بالضرورة تعبيراً عنْ حياتي الخاصة
          بل محض خيال ، و رؤية ، أو تجربة حياتية ومعايشة إنسانية.
          فهذهِ أشعاري وأفكاري، أقولُ وأكتبُ ما أعتقدهُ وأظل مقتنعاً به ، لأنّي أؤمن بهِ .
          مراد الساعي​

          تعليق

          • جوتيار تمر
            شاعر وناقد
            • 24-06-2007
            • 1374

            #6
            دكتور.........
            على مشارف اسم بغداد تصمت الاحرف لتلجم افواه صاحبها .........كما فعلت معي الان....

            دم بخير
            ومحبتي لك
            جوتيار

            تعليق

            • على جاسم
              أديب وكاتب
              • 05-06-2007
              • 3216

              #7
              السلام عليكم

              د . زياد

              نص نثري يُعبر عن حس مواطن عربي شريف

              بارك الله فيك

              سلمت لنا أخي

              تقديري وأعتزازي بك
              عِشْ ما بَدَا لكَ سالماً ... في ظِلّ شاهقّةِ القُصور ِ
              يَسعى عَليك بِما اشتهْيتَ ... لَدى الرَّواح ِ أوِ البكور ِ
              فإذا النّفوس تَغرغَرتْ ... في ظلّ حَشرجَةِ الصدورِ
              فهُنالكَ تَعلَم مُوقِناَ .. ما كُنْتَ إلاََّ في غُرُور ِ​

              تعليق

              • ناهد تاج هاشم
                عضو الملتقى
                • 28-12-2007
                • 207

                #8
                ]هل رأيتم مدينة يتيمة!
                وشوارع تنعي الجدود!
                وشرايينا وأوردة عمرهابعمر الخلود!
                هل رأيتم نهرا يبكي !
                أو نخلة لاتعرف سوى لله السجود!
                هذه بغداد وليتني ألثم طهرها المعهود
                هذه بغداد التي أدمى خاصرتها نحر العهود
                هذه الحسناء التي قتلوا حسنها المشهود
                هناك نخلة ووطن وأرض وشعب
                حضارات من صلبها انبعث تاريخ الوجود
                وملاحم أرض علمت الشرائع على مر العصور
                هذه بغداد وويح قلبي ينفطر على حزنها المشهود
                لاأملك سوى ان اتضرع لرب العالمين سوى ان يحرر قيدها المعقود

                سلم قلمك وفمك دكتور زياد يبدو أن قصيدتك الرائعة حركت فيني بعض الرغبة لممارسة الخربشة فكتبت ماكتبت.
                لاأملك سو أن ابقى أصلي لبغداد وأتذكر بألم يوم سقطت وبكينا جدا كالأطفال الذين فقدوا أهلهم ووجدوا أنفسهم يتيمين دون مأوى. هذه كانت مشاعرنا يوم سقطت بغداد.[/color]

                تعليق

                يعمل...
                X