معركة رمضانية ( أهلا رمضان ) جابر جابر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جابر جابر
    عضو الملتقى
    • 11-07-2010
    • 10

    معركة رمضانية ( أهلا رمضان ) جابر جابر

    معركة بدر الكبرى
    معركة عين جالوت
    وحرب اكتوبر المجيدة
    كلها معارك وحروب مفصلية لا في تاريخ العرب والمسليمن فقط بل وفي تاريخ البشرية جمعاء
    لكن اعتقد جازما ان المعركة التي ساحدثكم عنها لا يعرفها منكم الا القليل
    وان ما يعرفه هؤلاء هو اقل القليل
    ففي الاول من رمضاننا هذا الذي نحيا حدثت هذه الموقعة " المشرفة" في تاريخنا الاردني الحديث
    ومكان حدوثها بالضبط هو محل رمضان الخليلي للعصير المحل الاشهر على الاطلاق في مجاله
    الساعة الخامسة مساءا
    وباقي على اذان المغرب ساعتان ونصف
    اقف في طابور لا يذكرني الا بطوابير الخبز المصرية
    وكما كل الطوابير بدا لي انني لن اصل الى حيث اريد ابدا
    وان هذا الطابور لا يتحرك الا خطوة الا الامام وخطوتين الى الوراء
    لكن الحاجة وحدها هو ما يدفعني الى هذا الشقاء اللا نهائي
    وكما يعلم الجميع انه بامكانك ترك صلاة التراويح في رمضان ولن يلومك احد !!!
    بامكانك ترك الصلاة كلها ايضا
    ولن يلومك الا اقل القليل
    بل حتى انك لن تلام الا قليلا ان تركت الصيام
    ربما سيلومك البعض في البداية الا انهم سيكفون عن ذلك بعد بضعة ايام
    لكن الامر الذي لن تنال على تركه مغفرة
    ولن تكف السنة الناس عن شتمك لاجله
    هو ان لا يكون عندك وقت الفطور لتر واحد على الاقل من العصير
    والافضل ان يكون من عند المناضل رمضان الخليلي


    الساعة الخامسة والنصف
    ولم اتقدم في الدور الا مترا واحدا
    ما الذي يحدث ؟؟
    الشمس لا تشعر برغبة في التنحي والارجح انها لن تفعل ذلك ابدا
    المشهد الماثل امامي لا يذكرني الا بيوم الحشر
    حيثث يغرق البشر في عرقهم والخوف والوجل يملؤ القلوب
    لكن الفارق ها هنا اننا نفعل هذا مختارين طائعين
    بوادر التذمر تظهر جلية على وجوه كبار السن وعدد من النسوة اللاتي لا زلت اسائل نفسي كيف سيتمكن من اعداد الطعام لازواجهن


    الساعة السادسة
    لا زال الصراع محتدما بيننا نحن الواقفين على الطابور _على غير العادة نقف على الطابور دون اعتماد على قوة العضلات _ وبين تلك الكرة الصفراء
    الملتهبة في كبد السماء وكلنا اصرار على حسم المعركة لصالحنا وعلى اجبارها على افساح المجال للعتمة بالظهور

    لكن مع صمودنا الاسطوري تزداد حدة التذمرات ويبدو ان مشاكلنا لم تعد تتعلق بالحرارة الجهنمية فقط فقد تحول اهتمامنا فجأة الى امر واحد فقط وهو تلك الشائعة الخبيثة التي سرت كالنار في الهشيم
    "العصير لن يكفينا جميعا "
    فلنحترق بنار جهنم لا بنار الشمس فقط ولكننا نريد العصير الان وعلى الفور
    بدات عبارات كهذه تطفو على السطح والاخطر ان محاولات البعض لتجاوز الدور عبر القوة البدنية او عبر استخدام الجمال الانثوي قد نجحت
    الامر الذي دفع عددا من العجائز الى اعلاء الصوت بالاحتجاجات

    لم استطع معرفة الوقت على وجه الدقة الا انني اظن ان الساعة لابد كانت بعد السادسة والنصف وقبل السابعة
    احد العجائز يخرج علبة سجائره من جيبه ويشعلها لم يحن موعد الاذان طبعا ولم يلتفت الى هذه الفعلة احد سواي والحقيقة ان احدا لم يكن يابه الى اشعال هذا الرجل سيجارته او حتى اشتعاله هو نفسه
    شاب ثلاثيني سئم الانتظار في الطابور فتقدم الى البائع ووضع في جيبه مبلغا من المال وحصل على عصيره ومضىوسط نظرات الاعجاب من البعض والحسد من البعض الاخر
    "ان كان هذا الشاب القوي قد تعب من الانتظار فنحن اشد منه تعبا "
    تصدر هذه العبارة عن عجوز كبير السن ويتقدم هو الاخر بدوره الى البائع وتتبعه جموع المنتظرين
    احك يدي بفرح لا مثيل له
    اخيرا لم نعد نقف على الدور اخيرا عدنا الى طبيعتنا
    اخيرا توقفنا عن التمثيل
    يحاول صاحب المحل اعادة النظام لكن هيهات
    فالمسبحة انفرطت والثورة اشتعلت ودقت ساعة العمل الثوري
    الامور خرجت عن السيطرة
    دقائق قليلة في المعمعة والافواه الجافة باتت تقطر شتائم لا تتحدث الا عن الاعراض
    والاجساد التي كانت قبل دقائق واهنة استعادت قدرتها على الركل واللكم والرفس
    دقائق اخرى وقوات الامن تحاصر المكان والنتيجة ثلاثة جرحى ومعتقلان


    نسيت ان اقول لكم رمضان كريم
    والقاكم على خير في غزوة القطايف
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    وكم من مبكيات مضحكات
    نعم كانت موقعة رهيبة ، لكن للاسف سمعت عنها كثيرا
    لكثرة وقوعها هنا سيدي الجميل و كل يوم و على عينك ياتاجر
    الطوابير ياللأعمارنا التى لا تثمن إلا بالباذنجان
    بلا قيمة
    و لا معنى


    أرى أن تنزلها فى ملتقى الساخر

    لي عودة إليها فقد أزف موعد صلاة الفجر !!


    محبتي يارائعا مر من هنا !!

    و فى انتظار موقعة القطايف و غيره و غيره .. هات !!
    sigpic

    تعليق

    • صبري رسول
      أديب وكاتب
      • 25-05-2009
      • 647

      #3
      [align=center]

      العزيز جابر
      تحية لك
      أظنّ أن هذا النوع من الكتابة لا محل لها في هذا القسم
      كما أن الأسلوب جاء مباشراً للغاية
      واللغة مزينة بالأخطاء الكتابية
      يمكنك تصحيحها قبل النشر
      كن بخير

      [/align]

      تعليق

      • أ . بسام موسى
        ناقد
        • 20-06-2010
        • 69

        #4
        معركة رمضانية

        الأخ المبدع / جابر جابر
        من قلب الحصار الظلم ومن غزة الصابرة أهنئك بشهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار وأتمنى لك كل تميز ومحبة .
        ابتسمت وأنا أقرأ قصة هذه المعركة الرمضانية الضارية - معركة العصير عند رمضان الخليلي - فهي صور لتكدس الطوابير البشرية لاستلام احتياجاتها الضرورية وإن كانت من القطايف أوشرابا من الخروب المثلج ، أو العرقسوس أو غير ذلك .
        مايندى له الجبين أحيانا يا أخ جابر أن ترى عددا كبيرا من البشر يصطفون في طوابير تحت حر الشمس المحرقة أو برد الشتاء القارس لاستلام تعيين يعينها على مواجهة متطلبات الحياة فعلى سبيل المثال أدعم فكرتك بمثيلاتها في قطاع غزة حيث ترتعد المنطقة تحت سنابك الحصار الظالم الذي يجثم على صدرها ،ويكتم أنفاسها :
        - في بداية الحصار وصلت الأمور في غزة إلى أدنى دركاتها فالكهرباء مقطوعة فليلُ غزة ظلام دامس - الوقود مفقود ، غاز الطهي يحصلون عليه بشق الأنفس ،المخابز تكاد تكون أغلقت أبوابها إلا النذر القليل ممن تسانده الحكومة ليبقى بارقة أمل للحياة والصمود ، المحلات تكاد تكون فارغة ، معظم السيارات متوقفة عن العمل ، ومن سار منها أصبح يعتمد على زيت الطهي وقودا لسيارته بديلا عن السولار والبنزين ، الناس عادوا إلى العصور الحجرية معتمدين على الحطب والشموع ، الحياة استحالت في ضنك ومشقة مابعدها مشقة ،الموظفون داوموا في منازلهم فلا وسائل مواصلات تقلهم إلى أماكن أعمالهم ،طلاب الجامعات توقفوا عن الدراسة إلا في بيوتهم .....
        في وسط كل هذا الضنك أذكر أن طوابير الناس كانت تصطف بالمئات ساعات طويلةعند مراكز الشئون الاجتماعية التابعة للأونروا أو للحكومة الفلسطينية في غزة منتظرين استلام كابونة أو سلة غذائية تعينهم على تحمل مئونة الصبروالصمود لعدة أيام تحيا فيها مع أبنائها
        - وفي مكان آخر كان المئات من الشبان والشيوخ والأطفال يحملون معهم جالونات فارغة عند محطات البنزين منتظرين استلام جالون قد يحصلون عليه بعد طول انتظار ومشقة تحت حر الشمس المحرقة أوالمطر الشديد ، وربما لايحصلون عليه إلا بعد أيام طويلة من الانتظار وأخذ الدور ، ولايخفى عليك أخ جابر مدى التوتر والمشقة التي يكابدها الناس في تلك اللحظات والتي عادة ما تنتهي إلى معارك بالأيدي وتبادل الشتائم - وللأسف تنشأ لما يعانيه الناس من التوتر والقهر بسبب الانتظار القاتل - .
        - في مكان آخر ترى الآلاف من البشرفي كل أنحاء القطاع ينتظرون في طوابيرطويلة جداً عند محطات تعبئة الغاز يحملون أسطواناتهم الفارغة منتظرين تعبئتها ولو ب 3 كيلو إلى 5 كيلو من الغاز - منظر هذه الطوابير يصيبك بالغثيان فالوصول للدور ليس بالأمر الهين - وهنا تنشأ معارك أصعب من معركة رمضان الخليلي ..فضلا عن الحرب الأخيرة المدمرة والتي بحمد الله خرجت منها غزة منتصرة مرفوعة الرأس رغم فداحة الدمار والأرواح البريئة التي أُزهقت لا لشيئ إلا لأنها تقول ربي الله ...
        الأستاذ جابر صاغ بفكره الخلاق قصة المعركة الرمضانية التي انتهت بهذه النهاية المؤسفة ليمثل نموذجا حيا لما يدور في الواقع وكل واقع تصطف فيه طوابير ذوي الحاجة في كل مكان .
        أهنئك أستاذ جابر على قصتك الرائعة ونتمنى أن نقرأ في أدبك كل جديد
        وتقبل احترامي
        التعديل الأخير تم بواسطة أ . بسام موسى; الساعة 16-08-2010, 21:01.

        تعليق

        يعمل...
        X