[align=justify]يمضي العمرولا يعود ، وتذوب في هذا العمر أعمار من أحلامنا ، كم كُتب لنا أنْ نعيش ؟ وإلى متى نبقى نجري لاهثين خلف حلمِ هرب منا وما زال يهرب ؟
هي ذكريات مضت عليها أعوام ، وتسأل الجرح سؤالًا ؛ ألم تلتئم بعد أيها الجرح ؟ ألا تتوب علينا ؟
يصمت الجواب ، وتتدلى من عنق الزجاجة آخر قطرة دم لزمنِ مضى ورغم قسوته لم يترك لنا خيارًا آخر سوى النوم في أحضان قلق يستجدي الأمل .
هذا العمر هو لك أو عليك ، وشهادته لا تجرح ولا يُقدح بها ، كم نحتاج إلى صفاء الذهن ومراجعة أوراقنا التي تحلّلت حروفها منْ شدّة هول آثار هذا العدوان الهمجي المبرمج ، والذي أذاقنا إياه صنّاع هذا الزمن الذي سرق منّا حتى الأحلام ، كم نحتاج إلى موجة غضب لإزالة خوفنا منْ رقيب مارس دور العسس على أقلامنا مخافة الوقوع في جرم البحث عن حقيقة أنفسنا وواقعنا .
نحتاج إلى الأمل أم نحتاج إلى الشجاعة في استقدامه ؟ وخلق المناخ المناسب لاستمرار تدفق الدماء إلى أعلى الجبين ، حيث ماتت الخلايا بفعل انعدام الجاذبية التي لم تسمح للدم بالمرور و البقاء ، ليتصحّر بعدها كل شيء ؛ القلب والعقل في ضربة واحدة سدّدها عدو اسمه اليأس ، يحمل رتبة منافق يمارس دورالحبيب والشقيق ، من خلال مسرحية عبثية تلاعبت بمقدراتنا ، فرضينا بها ، وقبلنا بأنْ نكون مجرد كومبارس في فصول جنونها اللا متناهية في سلبية تامة حسدنا عليها إبليس نفسه .
تقف على قدميك بين الأنقاض كطائر فينيق نسيَ أنْ ينفض ركام الرماد عن عينيه ، وتأمل بأنْ تطير ، والنّاس من حولك تتعالى صرخاتهم وآهاتهم ، ولم يستيقظ أحد ، فالجميع يحلم بكوكب آخر ، وبمشاهدة مسلسل لا وجود فيه للوطن و حلقاته لا تنتهي ، هل ثمّة حلم لم تكتبه بعد في أحلامك أيها الطائر ؟ لمَ لا تطير إذن ؟ سؤال مبعثر لم يلقى آذانًا صاغية لدى السيد الأمل .
رماد كثير حوّل الجفون إلى سواد قاتم ، لكننا لم ننتبه إليه إلا بعد فوات الأوان ، وبعد أن نظرنا إلى أنفسنا في مرآة أهملناها لسنيين طويلة ، هكذا نحن ، نصرخ ألمًا ، وننزف ذلّا ، ونحترق شوقًا ؛ ونكتب شعرًا في جمال الذات ، ونرجسيتنا تأكل ماضينا وحاضرنا وتكاد أن تلتهم مستقبلنا ، ما حاجتنا إلى الورد بعد أنْ فقدنا حاسة الشمّ وحوّلنا الممكن إلى مستحيل ؟ كيف لك أنْ تطير ، وتنفض عن كاهلك غبار الوهم ، وأنت تلتهم أجمل لحظات العمر في فوضى مركّبة صنعتها بنفسك ، وشيطانك مستلقٍ على ظهره وقد أغشاه الضحك منك وعليك .
ها قد قطعت منتصف الطريق فلا تلتفت كثيرًا إلى الوراء ، فقط أنظر من حولك ، لعلّك تجدُ نافذة أمل تنسيك تلك السنيين العجاف ، وتُعيدك إليك ؛ إلى واقعك وحلمك المشروع ، كن فقط كما أحببت أنْ تكون ، عند أول حلم نسجته الطفولة فيك قبل الهزيمة ، وقبل دخولك في نفق أمعائك وتكوّرك على شكل دودة شريطية ، لا مجال للشفاء منها إلا بلفظها وطردها خارج نطاق حلمك ، وداخل أقرب مزبلة دُفن فيها - وسيدفن لاحقًا - زعماء الظرف الراهن ومرتزقة هذا العصر الموبوء بالكذب والنفاق والتآمر .
هل الحياة ما زالت مشرّعة أبوابها في وجوهنا التي أصابتها الكآبة وتغيّرت ملامحها من هول فواجع عصرنا ؟
ربما نعم وربما لا ، وها هو العمر يمضي ، يستقل قطارًا لا يتوقف إلا وفق جدول قد تمت برمجته في غموض لا يترك مجالًا للعبث ، ولأنّك لا تدري فلا تتوقف فالأمل لم يقل كلمته بعد ، ونحن ما زلنا ننتظر ...
كن بخير أيّها الصّباح[/align]
هي ذكريات مضت عليها أعوام ، وتسأل الجرح سؤالًا ؛ ألم تلتئم بعد أيها الجرح ؟ ألا تتوب علينا ؟
يصمت الجواب ، وتتدلى من عنق الزجاجة آخر قطرة دم لزمنِ مضى ورغم قسوته لم يترك لنا خيارًا آخر سوى النوم في أحضان قلق يستجدي الأمل .
هذا العمر هو لك أو عليك ، وشهادته لا تجرح ولا يُقدح بها ، كم نحتاج إلى صفاء الذهن ومراجعة أوراقنا التي تحلّلت حروفها منْ شدّة هول آثار هذا العدوان الهمجي المبرمج ، والذي أذاقنا إياه صنّاع هذا الزمن الذي سرق منّا حتى الأحلام ، كم نحتاج إلى موجة غضب لإزالة خوفنا منْ رقيب مارس دور العسس على أقلامنا مخافة الوقوع في جرم البحث عن حقيقة أنفسنا وواقعنا .
نحتاج إلى الأمل أم نحتاج إلى الشجاعة في استقدامه ؟ وخلق المناخ المناسب لاستمرار تدفق الدماء إلى أعلى الجبين ، حيث ماتت الخلايا بفعل انعدام الجاذبية التي لم تسمح للدم بالمرور و البقاء ، ليتصحّر بعدها كل شيء ؛ القلب والعقل في ضربة واحدة سدّدها عدو اسمه اليأس ، يحمل رتبة منافق يمارس دورالحبيب والشقيق ، من خلال مسرحية عبثية تلاعبت بمقدراتنا ، فرضينا بها ، وقبلنا بأنْ نكون مجرد كومبارس في فصول جنونها اللا متناهية في سلبية تامة حسدنا عليها إبليس نفسه .
تقف على قدميك بين الأنقاض كطائر فينيق نسيَ أنْ ينفض ركام الرماد عن عينيه ، وتأمل بأنْ تطير ، والنّاس من حولك تتعالى صرخاتهم وآهاتهم ، ولم يستيقظ أحد ، فالجميع يحلم بكوكب آخر ، وبمشاهدة مسلسل لا وجود فيه للوطن و حلقاته لا تنتهي ، هل ثمّة حلم لم تكتبه بعد في أحلامك أيها الطائر ؟ لمَ لا تطير إذن ؟ سؤال مبعثر لم يلقى آذانًا صاغية لدى السيد الأمل .
رماد كثير حوّل الجفون إلى سواد قاتم ، لكننا لم ننتبه إليه إلا بعد فوات الأوان ، وبعد أن نظرنا إلى أنفسنا في مرآة أهملناها لسنيين طويلة ، هكذا نحن ، نصرخ ألمًا ، وننزف ذلّا ، ونحترق شوقًا ؛ ونكتب شعرًا في جمال الذات ، ونرجسيتنا تأكل ماضينا وحاضرنا وتكاد أن تلتهم مستقبلنا ، ما حاجتنا إلى الورد بعد أنْ فقدنا حاسة الشمّ وحوّلنا الممكن إلى مستحيل ؟ كيف لك أنْ تطير ، وتنفض عن كاهلك غبار الوهم ، وأنت تلتهم أجمل لحظات العمر في فوضى مركّبة صنعتها بنفسك ، وشيطانك مستلقٍ على ظهره وقد أغشاه الضحك منك وعليك .
ها قد قطعت منتصف الطريق فلا تلتفت كثيرًا إلى الوراء ، فقط أنظر من حولك ، لعلّك تجدُ نافذة أمل تنسيك تلك السنيين العجاف ، وتُعيدك إليك ؛ إلى واقعك وحلمك المشروع ، كن فقط كما أحببت أنْ تكون ، عند أول حلم نسجته الطفولة فيك قبل الهزيمة ، وقبل دخولك في نفق أمعائك وتكوّرك على شكل دودة شريطية ، لا مجال للشفاء منها إلا بلفظها وطردها خارج نطاق حلمك ، وداخل أقرب مزبلة دُفن فيها - وسيدفن لاحقًا - زعماء الظرف الراهن ومرتزقة هذا العصر الموبوء بالكذب والنفاق والتآمر .
هل الحياة ما زالت مشرّعة أبوابها في وجوهنا التي أصابتها الكآبة وتغيّرت ملامحها من هول فواجع عصرنا ؟
ربما نعم وربما لا ، وها هو العمر يمضي ، يستقل قطارًا لا يتوقف إلا وفق جدول قد تمت برمجته في غموض لا يترك مجالًا للعبث ، ولأنّك لا تدري فلا تتوقف فالأمل لم يقل كلمته بعد ، ونحن ما زلنا ننتظر ...
كن بخير أيّها الصّباح[/align]
تعليق