قراءة في رواية سلمى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • صبري رسول
    أديب وكاتب
    • 25-05-2009
    • 647

    قراءة في رواية سلمى

    رواية سَــلمَـى

    للوزير المرحوم غازي القصيبي



    (*) قُدِّمتْ هذه الورقة إلى ملتقى قراءة الرّواية السعودية بجدة في إطار قراءة الرواية المحلية من قبل نادي القصة بجدة و(كانت القراءة الرئيسة، التي جرت المناقشات حولها في ربيع 2004) وبمناسبة رحيله أنشرها هنا.


    صبري رسول

    سلمى مدينة أُدميت قدماها ، ومن بين جنباتها أنّاتٌ وآهات ، وتصهل فيها الأوجاع ، وجهها رغيف خبزٍ دوّنت على صفحته حروف التاريخ ، ولهاثها أفقٌ من المفاتيح الخفية ، أفقٌ من صفحاتٍ ما قرئت أحداثها ، وما فكّ أحد ألغازها وصهيل الحقّ مختفٍ وراء انهزاماتها المريرة . تلك هي سلمى ، امرأة تأخذ من مرارة أمتها زاداً ، وتطوع زهرة شبابها في سبيل الارتقاء بأمتها والحفاظ على وطنها حرّاً آمناً ، تزدهر بين جوانبها حضارة ، صبغت العالم القديم بنورها ، وأوصلت البشرية إلى مرتبة الشمس في الرقي والرخاء ، سلمى هي تلك الروح التي حملت بين أجنحتها قوة الإيمان ونشر الفضيلة ، وسعت إلى إيجاد كل السبل التي توحّد قوة الأمة ، وتجعل من الإنسان سوراً منيعاً للوطن ، لا يسقط الوطن إلا بعد تسليم الروح لبارئها.
    الوطن هو سلمى و سلمى هي الوطن ، وهي القوة ، والأمل ، والشعب ، والوسيلة والهدف ، وهي المحرّك الخفي للتاريخ ، بل هي الصياغة الأخيرة والنهائية للتاريخ ، إنها التاريخ نفسه ، والتاريخ هو الحاضر الوحيد . رواية سلمى تتألف من سبع حكايات تاريخية ، مكانها يمتد على رقعة جغرافية واسعة ، من بغداد شرقاً إلى الأندلس غرباً ، وزمانها موغّل في عمق التاريخ من سقوط بغداد ومعركة حطين إلى مجازر شارون بحق الفلسطينيين .
    فكلُّ حكاية تختلف عن سابقتها ولاحقتها زمانياً ومكانياً فقط وحدها سلمى هي الحاضرة في كلِّ تفاصيلها ، فسلمى هي التاريخ .
    سلمى كانت تعرف بحكمة وكفاءة نادرتين أن المؤامرة التي تُحاك ضد مصر ، مصيدة وإغراء ، وأن مصر ستقع في شباكها بسهولة ، وأتت الضربةُ قويةً قوة حكمتها وبصيرتها ، بينما عبد الحكيم عامر كان غافلاً ، لأن صاحب الخطب النارية أغفل قائمة الأسماء التي ضمت اسمه في البداية حيث هناك رأي واحد يختزل كلّ الآراء ، وفي مرآته ترتسم صورة الوطن ، وهو من يحدد اتجاه الرياح والأنهار بجرة قلم . لذا عيّن ذلك الزعيم المرأة في منصب حساس لأنها (أكثر وفاء من أي رجل وأقل خطراً على النظام من أي رجل).
    ينقضي شهرٌ وتحتفي العجوز سلمى براديو روسي جديد . فيجعل من أبي عبد الله الكبير أبا عبد الله الصغير :
    ابك مثـل النـساء ملـكاً مـضاعاً لـم تحـافظ علـيه مثـل الرجـال
    عرفت سلمى أن الجرم الأكبر لملوك الطوائف هو تحالفهم مع الإسبان ، وعملت بصبر وثبات على توحيد كلمة الأمة ممثلة بزوجها وأبي زوجها وعمه ، وأكملت كلّ مرحلة بأخرى ، توحدت كلمتهم فألحقوا الهزيمة بعدوهم ، فهو ليس أبا عبد الله الصغير بل هو أبو عبد الله الكبير ، وسلمى هي من رسمت الأبعاد التاريخية لتلك الحقائق ، أبو عبدالله الصغير صغيرٌ بانحداره من سلالة منسية في ذاكرة التاريخ العربي والإسلامي في الأندلس ، وكبيرٌ بحجم الإنجاز الذي صنعته له سلمى ، فأعادت سلمى بذلك صياغة ذلك التاريخ برؤيتها وأعادت الاعتبار إلى أحداثها التي كتبها المنتصرون . ((والدّنيا لمن غلبا)) . سلمى امرأة جاءتْ من لهاث التاريخ لتعيدَ لفصوله أنساغ الحياة . لكن مع المتنبي حكاية أخرى .


    سلمى هي من أكثر أسرار المتنبي غموضاً ، فـ (حياته ظلٌ زائل) وشعره حقيقة أبدية ، وسلمى سرُّ قصيدته وهي ((فلاةٌ إلى غير اللقاء تُجاب)) . وعليها أن تكون السرّ الأخير في حياته و على حياته:
    وللسـرِّ مِنّـي مَـوضِعٌ لا يَنالُـهُ نَـدِيمٌ وَلا يُفضِـي إليــهِ شَـرابُ
    فتشهر (سيف زوجها من غمده ، وتضعه على صدره ، وتضغط ، وتسمعُ الشهقة ) ص38. هذا الراديو يشوّه التاريخ ، ((فالمتنبي سقط صريع مؤامرة كبرى شارك فيها كلُّ ولاة عصره)) ص39 تقول العجوز سلمى العجوز ثمّ تتقلّب ثمّ تغفو وهي منبسطة الأسارير .
    كان عضد الدولة يقيم بشيراز ويتطلع لخلافة أبيه للحكم في بغداد، وبحاجة لشاعر كبير يقدمه للناس ويعرفهم بخصاله. وفي طريق عودته إلى بغداد كان مقتله قريبا من دير العاقول 354هـ وكان مع المتنبي جماعة من أصحابه وابنه محسد وغلامه مفلح اللذان قتلا معه على يد فاتك بن أبي جهل الأسدي وجماعته.
    ودُفِنَنتْ أسرارُه معه ، وخُلِدَتْ قصائدُه على صفحات تاريخ سلمى . وسلمى هي قصيدة المتنبي الأخيرة وهي الإيقاع الشعري في ديوان العرب .
    وفي بغداد عاصمة الدّنيا في دهر من التاريخ كانت سلمى تسعى لجمع خيوط السلطة في يدها أمام عجز زوجها الخليفة المستعصم والمنصرف دائماً إلى القنص والغناء والمحظيات .


    وبدأت تتحالف مع الفرقة الباطنية ، وأخبرت حاكم " قلعة الموت" الشيخ ركن الدين بنوايا التتار ، بل واستطاعت استـمالة زوجة هولاكو التي سهَّلت دخول أفراد الفرقة إلى الخيمة الكبرى . وكوّنت قوة في الداخل تساعدها قوة في قلب قوات التتار وبدأت تشرف على الخطة يوم الزحف ، لتنقل الخبر المفرح إلى زوجها الخليفة المنصرفِ إلى اللهو والعبث وتنسب إليه النصر العظيم . فسلمى بقايا حرائق بغداد ، وبقايا الحضارة المرمية في دجلة ، أعاد دجلة الحضارة المترسبة في قاعه إلى سلمى فصاغت وجه بغداد من جديد .
    (تـذرع سـلمى خيمتها وهي في حـالة قريبة من الجـنون متأرجحة بين الخـوف والأمل) ص45 تتذكّر سلمى وتتذكّر . تتذكّر ما دار بينها وبين زوجها وسلطانها صلاح الدين وكيف أقنعته بخطتها ، وكيف عادت بمعلوماتٍ دقيقة (لأنّ أقوى الرجال لا يستطيع أن يتغلب على امرأة ضعيفة في فن الخديعة) ص47
    وتسرح مع ذكرياتها في فنّ التنكّر وكيف دخلت خيمة (قلب الأسد) ملك الفرنجة ، ثم استولت على معلومات دقيقة لتكون نقطة قوة لصالح المسلمين في تحقيق النصر في حطين .
    سلمى هي تمثيل للشعر العربي بمختلف اتجاهاته وتياراته وهي من السلم الموسيقية بل من أهم أركان التخت الشرقي ، تكمّل القافية بالوزن والصوت بالأداء ، إنها عشيقة شوقي وملهمة محمد عبد الوهاب . في أحمد شوقي يتجمع صفاء خمريات أبي نواس مع همسات سينية البحتري ليكمّلا معاَ المشهد الحزين لعلاقة ابن زيدون بولادة المستكفي :
    بنتم وبنّا فما ابتلّت جوانحنا شوقاَ إليكم ولا جفّت مآقينا وتدعو سلمى أمير الشعراء إلى كتابة قصيدة على وزن وقافية كافية ابن زيدون :
    يا أخا البدر سـناءً وسنىً رحم اللّـه زمـانا أطلـعك
    وعاشت سلمى ليلة من أجمل الليالي وهي تسمع صوت محمد عبد الوهاب :
    موقـعي عندك لا أعلـمه آه ! لو تـعلم عندي موقـعك
    وتزداد الصفوة صفاء وتبدأ أم كلثوم بصوتها البلوري الشفاف تغني :
    ما ضرّ لو جعلت كأسي مراشفها ولو سقتني بصافٍ من حُميّاها
    وتنهمر دموع شوقي وسلمى وأم كلثوم عندما وصلت إلى :
    يا جارةَ الأيك ، أيامُ الهوى ذهبت كالحلم ...آهاً لأيام الهوى آها

    لكن دمـوع شـوقي دمـوع حبٍّ ودموع أم كلثوم دموع غيرة بينما دموع سلمى هي للشفقة.


    وسلمى هي سراب ذلك الحب الخفي الذي يسعى الشعراء نحوه فيحرقون حياتهم لبناء قصيدة واحدة وسلمى هي أجمل قصيدة لم يكتبْها أحدٌ بعد ، وقافيتها معلقةٌ بين نغمات الموسيقى وعمود الشعر العربي .
    والنافذة الأخيرة التي تطلُّ سلمى برأسها لتنقل لنا حكايتها الأخيرة مع التاريخ هي الصفحة المأساوية والفصل الدامي من تاريخ فلسطين ، حيث لا يتردد شارون وقواته الضاربة في ارتكاب المجازر وهدم البيوت وكسر أضلاع الأطفال وقتل الشيوخ والنساء ، وأمام كلّ ذلك يأتي رئيس الوزراء ويتحدث باسم العالم المتحضر ضد الهمجية ، سلمى تتألم من داخلها وتتلّوى مما ترى ، لكنها ستكمّل المهمة ، فتحصل على توقيع شارون مقابل جعله قطعاً متناثرة في فضاء شاسع . باكتمال هذا الفصل تنتنهي سلمى من كتابة سلسلتها التاريخية من أربعة أجزاء (مواقف حاسمة في التاريخ) .
    الخطاب الروائي في رواية سلمى
    ثمة وجهان لهذا الخطاب ، بل ثمة خطابان ،. الخطاب الأول على لسان الراوي – السارد – بضمير الغائب ، وينقل الحوار بين سليم وأمه العجوز ، وهو الراوي الأساسي لأحداث الرواية وفصولها المختلفة رغم اختفائه أحيانا وراء الخطاب الثاني . والخطاب الثاني – الراوي الثاني – هو الراديو بمختلف أنواعه وأحداثه .
    وبذلك يأخذ الخطاب الروائي عند القصيبي خصوصية في هذا النص ، خصوصية تتعدد دلالاته ، وبتعدد أوجه الخطاب تتعدد أوجه التفسير والتأويل ، والشخصية المحورية في النص (سلمى) توحّد هذه الأوجه في سياق عام وتزيد البعد الجمالي والدلالي عمقا من الناحية السردية والفنية ، بخلاف الناحية اللغوية حيث سيطر الخطاب السياسي والتاريخي على لغة الرواية فأصابها بالترهل جمالياً .
    في الفصل الخامس يُلاحظ لجوء الكاتب إلى عبارة بعينها لينقل إلينا استسلام سلمى لطوفان الذكرى حيث يستخدم فعل (تتذكَّر) أكثر من سبع مرات في مقطوعة واحدة : (تتذّكر كيف رفض صلاح الدين ، تتذكَّر ردّها الرقيق ، تتذكَّر كيف اتسعت ابتسامتها ، وتتذكَّر قهقهة السلطان ، .....)
    هذا التكرار كان يمكن تلافيه لأنه يُضعفُ البنية اللغوية في سرد الرّواية ، ومعها تضعف فنية الرواية .
    وفي الخطاب الروائي يظهر للقارئ زمنان منفصلان والعجوز هي المفصل بين الزمنين ، زمن الحاضر حيث العجوز تبحث عن إذاعة ما من خلال جهاز الراديو وذلك دلالة على النافذة التي يبحث عنها الكاتب في الوقت الحاضر ليُطلَّ من خلالها على التاريخ ، ويستحضر وقائع تاريخية حقيقية ومتخيلة وزمن الماضي الاسترجاعي الذي حدثت فيه تلك الوقائع ويتمُّ إخبارنا بها من خلال الراديو الرابط بين الزمنين ، ويتحدد من العلاقة بين العجوز والراديو ، التشكيل السردي الروائي .
    وعلى ضوء استحضار الزمن التاريخي للرواية يتحدد المكان الروائي الممتد من الأندلس غربا إلى عاصمة السلام شرقا مرورا بمصر وبلاد الشام ، وعلى هذه المساحة الجغرافية الشاسعة تجري وجرت أحداث عظام ، كانت تشكل منعطفات تاريخية في رسم شخصية الأمة وحضارتها ودورها في صياغة السياسة الدولية آنذاك . فالقاهرة وغرناطة وبغداد وحطين وغزة أمكنة هامة وعلامات فارقة غيّرت أحداثها وجه التاريخ . وكلّ هذه الأمكنة تستحضرها العجوز من عمق التاريخ وهي على سريرها من خلال نافذتها الصوتية.


    والعجوز تمثل الأجيال السالفة ، حيث لم يعد ثمة من يرجع إلى التاريخ العربي الحافل بأحداث وتحولات لم يستطع المؤرخون تأريخها موضوعياً . والتاريخ المكتوب هو التاريخ الغالب الذي يصيغ الأحداث كما يراها هو ولا يكتبها كما هي في الحقيقة . والشخصيات الروائية منها ما هي شخصيات تاريخية وإن اختلفت الأحداث الحقيقية والمتخيلة المنسوبة إليها ، كجمال عبد الناصر وأبو عبد الله الصغير وصلاح الدين وأحمد شوقي ومحمد عبد الوهاب ، ومنها ما هي شخصيات فنية كسلمى التي عاصرت العصور التاريخية من أيام العرب في الأندلس وإلى وقتنا الحاضر ، وهي الشخصية المحورية في الرواية وصاحبة الإنجازات التاريخية الكبرى . ومنها ما هي حقيقية معاشة كشارون وجرائمه اللامتناهية ، وإن كانت نهايته المتخيلة في الرواية حلم لكلِّ ضميرٍ حي .
    وما تبثه أجهزة الراديو اليابانية والهولندية والروسية والألمانية تعكس الجوانب السياسية والتاريخية والثقافية والأدبية . وقد يوحي إلى انصراف الناس من المدوّنات الكتابية إلى التاريخ المنقول والشفوي ، لكن سلمى حاولت كتابة التاريخ في منجزها (مواقف حاسمة في التاريخ)
    أما لغة الرواية فتتميّز باللغة التاريخية المبسطة ، حيث يطغى الطابع النقلي للأحداث ، وتبقى المفردة التاريخية بقيمتها النقلية هي الطاغية ، وكأنك أمام كتاب تاريخي مقرر في الدراسة الجامعية ، ولا تشعر أنك تقرأ رواية فنية إلا في بداية كلَّ فصل إذا صحَّ التعبير ونهايته ، حيث العودة إلى سلمى العجوز وراديو جديد من ابنها سليم . وإنصافاً لفصولها أرى أن أجمل فصل من حيث اللغة والفنيات الجمالية هو الفصل السادس وليلة من أجمل ليالي العمر مع أحمد شوقي ومحمد عبد الوهاب وأم كلثوم .
    وللتأكيد على هذا يمكنك فتح أي صفحة من الرواية لتجد اللغة المباشرة السطحية النقلية والشواهد أكثر مما تحصى في سياق الرواية ، وكان يمكن للرواية أن تأخذ بعدًا فنياً آخر لو قدّمها الكاتب بلغة أجمل مما هي عليها في الرواية .
    د . غازي القصيبي
    قال القصيبي في حفل تكريمه في مهرجان القرين الثقافي : ((إنني وجدت في أعماقي نازعا إلى كتابة شعر فكتبت شعرا ولمست في روحي دافعا إلى كتابة الرواية فكتبت الرواية وأنست في مكان ما بين القلب والعقل حافزا يسوقني إلى الخدمة العامة فانسقت معه أعطاني الشعر عددا من المعجبين وأعطتني الرواية مزيدا من الشهرة)) . فهل هذه الرواية ستعطيه مزيداً من الشهرة ؟؟؟.
    الـرواية : سلمى
    الكاتب : غازي القصيبي
    التعديل الأخير تم بواسطة صبري رسول; الساعة 16-08-2010, 20:59.
  • محمد يوب
    أديب وكاتب
    • 30-05-2010
    • 296

    #2
    سعدت بقراءة هذه القراءة الممتعة لرواية ماتعة رحم الله القصيبي لقد كان مبدعا.
    مودتي

    تعليق

    • صادق حمزة منذر
      الأخطل الأخير
      مدير لجنة التنظيم والإدارة
      • 12-11-2009
      • 2944

      #3
      [align=center]

      الأخ الكاتب صبري الرسول

      أشكرك على هذه القراءة لقصة غازي القصيبي " سلمى "
      وأنا في الواقع لم أقرأ القصة وربما كان هذا في صالح دراستك التي ألقت الضوء على القصة ووضعتني أمام عرض شيق ربما يشجعني على قراءتها
      وقد أعجبتني الإسقاطات التاريخية لمواقع الإخفاق والإنجاز في تاريخنا العربي المنصرم .. كما أحببت هذا الدور الطليعي للمرأة الذي تلعبه في القصة وهو بعيد كل البعد عن دور المرأة في مجتمعنا العربي المعاصر عموما وفي المملكة السعودية خصوصا
      حيث مازالت المرأة معتقلة في كيس أسود يخفي ملامح آدميتها وما زالت حتى الآن تخوض حربا للسماح لها بقيادة السيارة .. وربما كان على القصيبي أن لا يكون سعوديا ليكتب هذه القصة ..


      تحياتي لك
      [/align]




      تعليق

      يعمل...
      X