(1)
الجدار
بقلم : منى العمد
(1)
لم يمل أبو غازي الحديث عن هذا الجدار اللعين ، قال لأم غازي وقد اجتمعت الأسرة لتناول الشاي ، إذا مر الجدار من الناحية الشرقية فسيكون لزاماً علينا أن نبحث عن مدارس للأولاد ، قالت وإذا مر من الناحية الغربية فسينبغي علينا أن نمشي مسافات شاسعة حتى نصل إلى المركز الصحي ، ونحن نحتاجه باستمرار من أجل هذا الصغير ، لا أدري من أين جاءه هذا الربو ، قال غازي وجدتي المسكينة كيف سنوصلها إلى المركز وهي لا تستطيع المشي على قدميها منذ أعوام .
(2)
كانوا يعيدون هذا الحديث كل يوم في انتظار هذا الجدار ، حتى أصبح شغلهم الشاغل ، من أين سيمر الجدار ؟ وهل سيكونون مع الشرق أم مع الغرب ؟
تنظر إلى بعض المرتفعات أمامها وتنظر إلى الأعشاب التي جاء بها الربيع معه وعلى رؤوسها أزهار ملونة , ترى هل سيحجب الجدار عنهم منظر الربيع يمين دارهم أم شماله .
(3)
تحلقت الأسرة حول مائدة العشاء وأخذوا يتناولون طعامهم ولم يغب حديث الجدار عنهم أيضاً ، لم تطل تساؤلاتهم هذه المرة ، صوت طرق شديد على الأبواب يخالطه صوت نداءات بمكبرات الصوت ، قام الجميع بينما دخل بعض الجنود المنزل وهم يقولون أمامكم خمس دقائق للخروج من المنزل بعدها سوف نبدأ بهدمه ، سائق الجرافة ينتظر الإشارة ، قالت المرأة في فزع : ولماذا تهدمون منزلنا ؟ ماذا فعلنا ؟ لم نشارك في أي عمليات ضدكم ؟ وضع الجندي قدمه في منتصف المنزل وهو يقول في صلف :
من هنا سيمر الجدار!!
الجدار
بقلم : منى العمد
(1)
لم يمل أبو غازي الحديث عن هذا الجدار اللعين ، قال لأم غازي وقد اجتمعت الأسرة لتناول الشاي ، إذا مر الجدار من الناحية الشرقية فسيكون لزاماً علينا أن نبحث عن مدارس للأولاد ، قالت وإذا مر من الناحية الغربية فسينبغي علينا أن نمشي مسافات شاسعة حتى نصل إلى المركز الصحي ، ونحن نحتاجه باستمرار من أجل هذا الصغير ، لا أدري من أين جاءه هذا الربو ، قال غازي وجدتي المسكينة كيف سنوصلها إلى المركز وهي لا تستطيع المشي على قدميها منذ أعوام .
(2)
كانوا يعيدون هذا الحديث كل يوم في انتظار هذا الجدار ، حتى أصبح شغلهم الشاغل ، من أين سيمر الجدار ؟ وهل سيكونون مع الشرق أم مع الغرب ؟
تنظر إلى بعض المرتفعات أمامها وتنظر إلى الأعشاب التي جاء بها الربيع معه وعلى رؤوسها أزهار ملونة , ترى هل سيحجب الجدار عنهم منظر الربيع يمين دارهم أم شماله .
(3)
تحلقت الأسرة حول مائدة العشاء وأخذوا يتناولون طعامهم ولم يغب حديث الجدار عنهم أيضاً ، لم تطل تساؤلاتهم هذه المرة ، صوت طرق شديد على الأبواب يخالطه صوت نداءات بمكبرات الصوت ، قام الجميع بينما دخل بعض الجنود المنزل وهم يقولون أمامكم خمس دقائق للخروج من المنزل بعدها سوف نبدأ بهدمه ، سائق الجرافة ينتظر الإشارة ، قالت المرأة في فزع : ولماذا تهدمون منزلنا ؟ ماذا فعلنا ؟ لم نشارك في أي عمليات ضدكم ؟ وضع الجندي قدمه في منتصف المنزل وهو يقول في صلف :
من هنا سيمر الجدار!!
تعليق