صديقاتي الناعمات و أخُصُّ منهنّ بنات الرمل
وكما وعدتك يا أميرة فقد بدأت أعالج نفسي منك , إذ من غير المعقول أن أبقى هكذا , لا أكتب حرفا ً إلا ويذهب إليك , ولا أرفع سطرا ً إلا و أراك تحته .
وكما وعدتك أيضا - بشأن الجهاز – فقد بقرت شاشته التي عرفتني إليك , أخرجت أحشاءه ورميتها لعمال النظافة , نزعت روح السيشوار وشريط الغسالة و أزرار المذياع الذهبية دون رأفة , ارتديت أوسخ لباس لدي وهو ما يدعوه الناس عندنا بلباس العمل , ثم رميت هويتي وجواز سفري في البالوعة وخرجت .
نصف ساعة في الباص ومثلها سيرا فوق زجاج الندم حتى وصلت , خلعت حذائي وجواربي عند باب البستان ودخلت , قدماي تنغرسان في التربة وتدين راسخين وغرتي تمشط الغيوم .
ركضت شجرة اللوز إلي بكامل فتنتها , فاحتضنتها , قبلتها فعاتبتني وذرفت أزهارها عليّ . رأيت الجدول يتلوى مخاصرا ً شجيرات الحور الفتية , ومحبرة الندى تندلق فوق الحشيش , عندها تملكتني رغبة في البكاء لكن الأخضر لفني بعنايته فأينعت روحي إلى أن كدت أزهر .
ومن فرط سعادتي – صحيح نسيت أن أخبرك يا أميرة أن تلك الشجرة ذكرتني بك ولكنها لم تكن تتكلم كثيرا ً مثلك – المهم من فرط سعادتي بدأت بخلع ملابسي باحتفالية تشبه رقص الباليه . أعتقت زر بنطالي فتخلى عني , سقط إلى فخذي ّ, فركبتي , ثم تكور عند قدمي كالكعكة , فقفزت منه مرة واحدة . أما القميص فلم يكن أمتع من أن أمسكه بكلتا يدي وطرررر ...لأسمع فرقعة أزراره الواحد تلو الأخر كأنني أفرقع أصابعي .
ما تبقى – من ملابسي - لا يستحق الذكر , فقد تحررت منه دون أن ألتفت ذات صخرة أو ذات دالية .
وقفت ُ داخلَ البستانِ شجرة ً مزهرة ً , أغصاني تمتد لتحضن هذا الترتيب الإلهي الرائع , ضحكاتي تتناثر حولي مثل الفراشات , بينما تلاعب الريح شعري دون حقد أو ضغينة .
يا إلهي كم أنا شاكر لذلك الطبيب ولوصفته السحرية , فبعد أن تفقَّد أعضائي وفرَّق أعصابي المتشابكة عن بعضها , صورني " طبقي محوري " من أصغر خطوة تسعى باتجاهك حتى آخر شعرة تسجد من أجلك صباح مساء . ولا بد أن حالتي كانت مألوفة لديه جدا ً , فما أن وجد صورتك بين أضلعي حتى ابتسم ابتسامة علمية وقرر سريعا ً
- لازم تتطلع عالبرية .
هممت بالضحك , لكن حاجبيه الكثيفين ونظرته الطبية بقسوتها ويقينها الأكاديمي وشهادته المعلقة فوق رأسه كالأيقونة كلها جعلتني أبلع ضحكتي و أستمع صاغرا ً .
- ولازم تشتغل شغل عضلي , يعني بدك إجهاد جسدي .
هذا الطبيب أعجبني أكثر من ا
بن عمتك , طبيب القلبية المتعجرف , الذي قال لي في آخر مرة زرته فيها :
- " بدك تبعد عن الزعل . "
هكذا ببساطة كأن الزعل شخص أجرب , ويكفي أن نبتعد عنه كي لا نصاب بالعدوى .
ربما كان يقصد في حينها " بدك تبعد عن بنت خالي " ولكنني لم أفهم .
أما طبيب العصبية هذا فلم يكن عصبيا ً أبدا ً , بل وصف حالتي بكل هدوء ودقة , وأرشدني إلى ما يجب أن أفعله .
في البرية يا أميرة لا معنى للخطأ , ولا حاجة لأجهزة القياس ومساطر النقد ودفتر الملاحظات , هناك تعيش الكائنات كما يحلو لها , لا تثرثر بشأن رغائبها لكنها تحياها , بصدق وصمت .
ولأن البستان كان متناسقا ً جدا ً كجسدك الذي يشع ألقا ً ومرتبا ً كتسريحة شعرك المذهلة فلم يكن هناك الكثير لأعمله , لكنني وجدت تسلية في نقل الحجارة المستقرة من هذه الضفة إلى تلك ومن تلك الضفة إلى هذه .
وهكذا بدأت تخرجين من جسدي مع كل قطرة عرق , لأن أعضائي كلها ممتلئة بك فما أن يتعب عضو حتى تتلاشي في داخله ويأخذ بالتحرر منك , فحينها تكون كل أفكاري قد توجهت لمساعدة عضلاتي على العمل والنسيان , و هكذا بقيت منتشيا بين فداحة الفقد وحرارة الانشغال عنك إلى أن تعبت وخشيت أن يبرد عرقي علي فجلست أستريح .
كنت قد جلبت بالإضافة إليك زوادة من اللبن والجبنة و البيض المسلوق وقليلا من الذكرى , وما أشهاها من لقمة بين شراشف المدى و نسائم الحنين .
ما أن قشرت البيض حتى أطلت من بين الحجارة , رأسها مدبب يكشف عن وجه صاف , عيناها كبيرتان وصافيتان كالبلور .
هل تصدقين يا أميرة أنني رأيت الجوع والشوق في عينيها . أطلت علي بخفر شرقي شفيف , تراجعت لحظة ً ثم أشرقت ثانية ً كرفيقة في هذه البرية الشاسعة .
ارتعد جسمي لمرأى من يتقَّرب مني أنا دون غيري , وكل الذين أحبهم تبخروا من حولي كالسراب . حال رؤيتها كوَّرت قطعة ً من البيض بين سبابتي والإبهام , ونقفتها باتجاهها . كانت أولى علائم تعاطفها أن عضت عليها وعادت إلى جحرها بعينين يملؤهما الشكر و الرضى . أعدت الكرة َ ورميت لها قطعة جبن ٍ ولكن لمسافة أقرب إلي منها . فخرجت متوجسة ً بعض الشيء ثم أخذتها أيضا ً . كررت المحاولة وكنت في كل مرة أجعل المسافة أقرب إلى قلبي . وهكذا أخذت أستدرجها إلى أن وضعت حبة زيتون بين أصابع قدمي وقدمتها لها كعرض صداقة ....
يا إلهي , لقد خرجت من مخدعها تتلوى بغنج ٍ ودلال ٍ ودعة , جسدها الأزرق يلمع مبتهجا ً بعريه الساحر , عيناها تفيضان سلاما ً داخليا ً وسحرا ً لا يقاوم .
التقطت حبة الزيتون ثم سحبت كامل فتنتها وتمطت أمامي . بهدوء ٍ شديد ٍ ملت على مرفقي الأيمن تاركا ً لها حرية الاختيار بين أن تنضم إلي أو تغادر كسابقاتها الناعمات ( ولا أعتقد أنها فكرت كثيرا ً وحللت واستنتجت كما تفعلين يا أميرة في مثل هذه الحالات ) . فقد بدأت تحك رأسها بظهري ثم تسلقت خاصرتي اليسرى , وانسلت إلى أمامي كأنها تمازحني فانقلبت على جانبي الأيسر مستجيبا لدعابتها فما كان منها إلا أن دخلت في قميصي لفت سخونتها حول عنقي ,و أخذ الزغب النامي فوق حراشفها يستثير كل خلية في جسدي , ثم انزلقت تداعب شعيرات صدري وبدأت تلفني مثلك في الأحلام يا أميرة . كل ذلك و أنا أرتجف لا خوفا ولكن من الشهوة والحمى , وكلما تغلغلت أكثر في جسارتها ارتفعت مراتب الإثارة في نفسي , إلى أن بدأت أنفاسي تنعم بالاضطراب والتهدج وجسدي يميل بنفسه صوب النهايات بسخونة مريبة وعاطفة لم أعشها في حياتي . روحي تعلو وتنخفض و أنفاسي تتقطع ثم تتلاحق بسرعة الشوق دون أن أنبس بآهة أو أتجاسر على اجتراء حركة إضافية لا معنى لها في الحب .
.
.
بعد أن انتهينا عادت إلى مخدعها و أغلب الظن كي تغتسل بالتراب والندى أما أنا فغفوت لحظة ً رأيتك فيها يا أميرة , وتذكرت كل المحاولات التي باءت بالفشل لدعوتك إلى شقتي أو الكافتريا القريبة أو صالة الإنترنت . يومها قلت لي إنك لا تستطيعين الخروج فالأهل لا يسمحون لك , و أخوك الذي تخرج من كلية الشريعة , لم يجد عملا ً بعد , لذلك يقيم الفروض كلها في البيت ولا يسمح لك حتى بفتح النافذة ....
تذكرتك ورأيت نفسي أشدك صارخا ً بك ملء يقيني :
اخرجي إلى الشمس يا أميرة
اخرجي إلى البرية ولا تخافي .
وكما وعدتك يا أميرة فقد بدأت أعالج نفسي منك , إذ من غير المعقول أن أبقى هكذا , لا أكتب حرفا ً إلا ويذهب إليك , ولا أرفع سطرا ً إلا و أراك تحته .
وكما وعدتك أيضا - بشأن الجهاز – فقد بقرت شاشته التي عرفتني إليك , أخرجت أحشاءه ورميتها لعمال النظافة , نزعت روح السيشوار وشريط الغسالة و أزرار المذياع الذهبية دون رأفة , ارتديت أوسخ لباس لدي وهو ما يدعوه الناس عندنا بلباس العمل , ثم رميت هويتي وجواز سفري في البالوعة وخرجت .
نصف ساعة في الباص ومثلها سيرا فوق زجاج الندم حتى وصلت , خلعت حذائي وجواربي عند باب البستان ودخلت , قدماي تنغرسان في التربة وتدين راسخين وغرتي تمشط الغيوم .
ركضت شجرة اللوز إلي بكامل فتنتها , فاحتضنتها , قبلتها فعاتبتني وذرفت أزهارها عليّ . رأيت الجدول يتلوى مخاصرا ً شجيرات الحور الفتية , ومحبرة الندى تندلق فوق الحشيش , عندها تملكتني رغبة في البكاء لكن الأخضر لفني بعنايته فأينعت روحي إلى أن كدت أزهر .
ومن فرط سعادتي – صحيح نسيت أن أخبرك يا أميرة أن تلك الشجرة ذكرتني بك ولكنها لم تكن تتكلم كثيرا ً مثلك – المهم من فرط سعادتي بدأت بخلع ملابسي باحتفالية تشبه رقص الباليه . أعتقت زر بنطالي فتخلى عني , سقط إلى فخذي ّ, فركبتي , ثم تكور عند قدمي كالكعكة , فقفزت منه مرة واحدة . أما القميص فلم يكن أمتع من أن أمسكه بكلتا يدي وطرررر ...لأسمع فرقعة أزراره الواحد تلو الأخر كأنني أفرقع أصابعي .
ما تبقى – من ملابسي - لا يستحق الذكر , فقد تحررت منه دون أن ألتفت ذات صخرة أو ذات دالية .
وقفت ُ داخلَ البستانِ شجرة ً مزهرة ً , أغصاني تمتد لتحضن هذا الترتيب الإلهي الرائع , ضحكاتي تتناثر حولي مثل الفراشات , بينما تلاعب الريح شعري دون حقد أو ضغينة .
يا إلهي كم أنا شاكر لذلك الطبيب ولوصفته السحرية , فبعد أن تفقَّد أعضائي وفرَّق أعصابي المتشابكة عن بعضها , صورني " طبقي محوري " من أصغر خطوة تسعى باتجاهك حتى آخر شعرة تسجد من أجلك صباح مساء . ولا بد أن حالتي كانت مألوفة لديه جدا ً , فما أن وجد صورتك بين أضلعي حتى ابتسم ابتسامة علمية وقرر سريعا ً
- لازم تتطلع عالبرية .
هممت بالضحك , لكن حاجبيه الكثيفين ونظرته الطبية بقسوتها ويقينها الأكاديمي وشهادته المعلقة فوق رأسه كالأيقونة كلها جعلتني أبلع ضحكتي و أستمع صاغرا ً .
- ولازم تشتغل شغل عضلي , يعني بدك إجهاد جسدي .
هذا الطبيب أعجبني أكثر من ا
بن عمتك , طبيب القلبية المتعجرف , الذي قال لي في آخر مرة زرته فيها :
- " بدك تبعد عن الزعل . "
هكذا ببساطة كأن الزعل شخص أجرب , ويكفي أن نبتعد عنه كي لا نصاب بالعدوى .
ربما كان يقصد في حينها " بدك تبعد عن بنت خالي " ولكنني لم أفهم .
أما طبيب العصبية هذا فلم يكن عصبيا ً أبدا ً , بل وصف حالتي بكل هدوء ودقة , وأرشدني إلى ما يجب أن أفعله .
في البرية يا أميرة لا معنى للخطأ , ولا حاجة لأجهزة القياس ومساطر النقد ودفتر الملاحظات , هناك تعيش الكائنات كما يحلو لها , لا تثرثر بشأن رغائبها لكنها تحياها , بصدق وصمت .
ولأن البستان كان متناسقا ً جدا ً كجسدك الذي يشع ألقا ً ومرتبا ً كتسريحة شعرك المذهلة فلم يكن هناك الكثير لأعمله , لكنني وجدت تسلية في نقل الحجارة المستقرة من هذه الضفة إلى تلك ومن تلك الضفة إلى هذه .
وهكذا بدأت تخرجين من جسدي مع كل قطرة عرق , لأن أعضائي كلها ممتلئة بك فما أن يتعب عضو حتى تتلاشي في داخله ويأخذ بالتحرر منك , فحينها تكون كل أفكاري قد توجهت لمساعدة عضلاتي على العمل والنسيان , و هكذا بقيت منتشيا بين فداحة الفقد وحرارة الانشغال عنك إلى أن تعبت وخشيت أن يبرد عرقي علي فجلست أستريح .
كنت قد جلبت بالإضافة إليك زوادة من اللبن والجبنة و البيض المسلوق وقليلا من الذكرى , وما أشهاها من لقمة بين شراشف المدى و نسائم الحنين .
ما أن قشرت البيض حتى أطلت من بين الحجارة , رأسها مدبب يكشف عن وجه صاف , عيناها كبيرتان وصافيتان كالبلور .
هل تصدقين يا أميرة أنني رأيت الجوع والشوق في عينيها . أطلت علي بخفر شرقي شفيف , تراجعت لحظة ً ثم أشرقت ثانية ً كرفيقة في هذه البرية الشاسعة .
ارتعد جسمي لمرأى من يتقَّرب مني أنا دون غيري , وكل الذين أحبهم تبخروا من حولي كالسراب . حال رؤيتها كوَّرت قطعة ً من البيض بين سبابتي والإبهام , ونقفتها باتجاهها . كانت أولى علائم تعاطفها أن عضت عليها وعادت إلى جحرها بعينين يملؤهما الشكر و الرضى . أعدت الكرة َ ورميت لها قطعة جبن ٍ ولكن لمسافة أقرب إلي منها . فخرجت متوجسة ً بعض الشيء ثم أخذتها أيضا ً . كررت المحاولة وكنت في كل مرة أجعل المسافة أقرب إلى قلبي . وهكذا أخذت أستدرجها إلى أن وضعت حبة زيتون بين أصابع قدمي وقدمتها لها كعرض صداقة ....
يا إلهي , لقد خرجت من مخدعها تتلوى بغنج ٍ ودلال ٍ ودعة , جسدها الأزرق يلمع مبتهجا ً بعريه الساحر , عيناها تفيضان سلاما ً داخليا ً وسحرا ً لا يقاوم .
التقطت حبة الزيتون ثم سحبت كامل فتنتها وتمطت أمامي . بهدوء ٍ شديد ٍ ملت على مرفقي الأيمن تاركا ً لها حرية الاختيار بين أن تنضم إلي أو تغادر كسابقاتها الناعمات ( ولا أعتقد أنها فكرت كثيرا ً وحللت واستنتجت كما تفعلين يا أميرة في مثل هذه الحالات ) . فقد بدأت تحك رأسها بظهري ثم تسلقت خاصرتي اليسرى , وانسلت إلى أمامي كأنها تمازحني فانقلبت على جانبي الأيسر مستجيبا لدعابتها فما كان منها إلا أن دخلت في قميصي لفت سخونتها حول عنقي ,و أخذ الزغب النامي فوق حراشفها يستثير كل خلية في جسدي , ثم انزلقت تداعب شعيرات صدري وبدأت تلفني مثلك في الأحلام يا أميرة . كل ذلك و أنا أرتجف لا خوفا ولكن من الشهوة والحمى , وكلما تغلغلت أكثر في جسارتها ارتفعت مراتب الإثارة في نفسي , إلى أن بدأت أنفاسي تنعم بالاضطراب والتهدج وجسدي يميل بنفسه صوب النهايات بسخونة مريبة وعاطفة لم أعشها في حياتي . روحي تعلو وتنخفض و أنفاسي تتقطع ثم تتلاحق بسرعة الشوق دون أن أنبس بآهة أو أتجاسر على اجتراء حركة إضافية لا معنى لها في الحب .
.
.
بعد أن انتهينا عادت إلى مخدعها و أغلب الظن كي تغتسل بالتراب والندى أما أنا فغفوت لحظة ً رأيتك فيها يا أميرة , وتذكرت كل المحاولات التي باءت بالفشل لدعوتك إلى شقتي أو الكافتريا القريبة أو صالة الإنترنت . يومها قلت لي إنك لا تستطيعين الخروج فالأهل لا يسمحون لك , و أخوك الذي تخرج من كلية الشريعة , لم يجد عملا ً بعد , لذلك يقيم الفروض كلها في البيت ولا يسمح لك حتى بفتح النافذة ....
تذكرتك ورأيت نفسي أشدك صارخا ً بك ملء يقيني :
اخرجي إلى الشمس يا أميرة
اخرجي إلى البرية ولا تخافي .
تعليق