صديقاتي الناعمات و أخص منهن بنات الرمل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فيصل أبو سعد
    عضو الملتقى
    • 12-10-2007
    • 29

    صديقاتي الناعمات و أخص منهن بنات الرمل

    صديقاتي الناعمات و أخُصُّ منهنّ بنات الرمل

    وكما وعدتك يا أميرة فقد بدأت أعالج نفسي منك , إذ من غير المعقول أن أبقى هكذا , لا أكتب حرفا ً إلا ويذهب إليك , ولا أرفع سطرا ً إلا و أراك تحته .
    وكما وعدتك أيضا - بشأن الجهاز – فقد بقرت شاشته التي عرفتني إليك , أخرجت أحشاءه ورميتها لعمال النظافة , نزعت روح السيشوار وشريط الغسالة و أزرار المذياع الذهبية دون رأفة , ارتديت أوسخ لباس لدي وهو ما يدعوه الناس عندنا بلباس العمل , ثم رميت هويتي وجواز سفري في البالوعة وخرجت .
    نصف ساعة في الباص ومثلها سيرا فوق زجاج الندم حتى وصلت , خلعت حذائي وجواربي عند باب البستان ودخلت , قدماي تنغرسان في التربة وتدين راسخين وغرتي تمشط الغيوم .
    ركضت شجرة اللوز إلي بكامل فتنتها , فاحتضنتها , قبلتها فعاتبتني وذرفت أزهارها عليّ . رأيت الجدول يتلوى مخاصرا ً شجيرات الحور الفتية , ومحبرة الندى تندلق فوق الحشيش , عندها تملكتني رغبة في البكاء لكن الأخضر لفني بعنايته فأينعت روحي إلى أن كدت أزهر .
    ومن فرط سعادتي – صحيح نسيت أن أخبرك يا أميرة أن تلك الشجرة ذكرتني بك ولكنها لم تكن تتكلم كثيرا ً مثلك – المهم من فرط سعادتي بدأت بخلع ملابسي باحتفالية تشبه رقص الباليه . أعتقت زر بنطالي فتخلى عني , سقط إلى فخذي ّ, فركبتي , ثم تكور عند قدمي كالكعكة , فقفزت منه مرة واحدة . أما القميص فلم يكن أمتع من أن أمسكه بكلتا يدي وطرررر ...لأسمع فرقعة أزراره الواحد تلو الأخر كأنني أفرقع أصابعي .
    ما تبقى – من ملابسي - لا يستحق الذكر , فقد تحررت منه دون أن ألتفت ذات صخرة أو ذات دالية .
    وقفت ُ داخلَ البستانِ شجرة ً مزهرة ً , أغصاني تمتد لتحضن هذا الترتيب الإلهي الرائع , ضحكاتي تتناثر حولي مثل الفراشات , بينما تلاعب الريح شعري دون حقد أو ضغينة .
    يا إلهي كم أنا شاكر لذلك الطبيب ولوصفته السحرية , فبعد أن تفقَّد أعضائي وفرَّق أعصابي المتشابكة عن بعضها , صورني " طبقي محوري " من أصغر خطوة تسعى باتجاهك حتى آخر شعرة تسجد من أجلك صباح مساء . ولا بد أن حالتي كانت مألوفة لديه جدا ً , فما أن وجد صورتك بين أضلعي حتى ابتسم ابتسامة علمية وقرر سريعا ً

    - لازم تتطلع عالبرية .

    هممت بالضحك , لكن حاجبيه الكثيفين ونظرته الطبية بقسوتها ويقينها الأكاديمي وشهادته المعلقة فوق رأسه كالأيقونة كلها جعلتني أبلع ضحكتي و أستمع صاغرا ً .
    - ولازم تشتغل شغل عضلي , يعني بدك إجهاد جسدي .
    هذا الطبيب أعجبني أكثر من ا
    بن عمتك , طبيب القلبية المتعجرف , الذي قال لي في آخر مرة زرته فيها :
    - " بدك تبعد عن الزعل . "
    هكذا ببساطة كأن الزعل شخص أجرب , ويكفي أن نبتعد عنه كي لا نصاب بالعدوى .
    ربما كان يقصد في حينها " بدك تبعد عن بنت خالي " ولكنني لم أفهم .
    أما طبيب العصبية هذا فلم يكن عصبيا ً أبدا ً , بل وصف حالتي بكل هدوء ودقة , وأرشدني إلى ما يجب أن أفعله .
    في البرية يا أميرة لا معنى للخطأ , ولا حاجة لأجهزة القياس ومساطر النقد ودفتر الملاحظات , هناك تعيش الكائنات كما يحلو لها , لا تثرثر بشأن رغائبها لكنها تحياها , بصدق وصمت .
    ولأن البستان كان متناسقا ً جدا ً كجسدك الذي يشع ألقا ً ومرتبا ً كتسريحة شعرك المذهلة فلم يكن هناك الكثير لأعمله , لكنني وجدت تسلية في نقل الحجارة المستقرة من هذه الضفة إلى تلك ومن تلك الضفة إلى هذه .
    وهكذا بدأت تخرجين من جسدي مع كل قطرة عرق , لأن أعضائي كلها ممتلئة بك فما أن يتعب عضو حتى تتلاشي في داخله ويأخذ بالتحرر منك , فحينها تكون كل أفكاري قد توجهت لمساعدة عضلاتي على العمل والنسيان , و هكذا بقيت منتشيا بين فداحة الفقد وحرارة الانشغال عنك إلى أن تعبت وخشيت أن يبرد عرقي علي فجلست أستريح .
    كنت قد جلبت بالإضافة إليك زوادة من اللبن والجبنة و البيض المسلوق وقليلا من الذكرى , وما أشهاها من لقمة بين شراشف المدى و نسائم الحنين .
    ما أن قشرت البيض حتى أطلت من بين الحجارة , رأسها مدبب يكشف عن وجه صاف , عيناها كبيرتان وصافيتان كالبلور .
    هل تصدقين يا أميرة أنني رأيت الجوع والشوق في عينيها . أطلت علي بخفر شرقي شفيف , تراجعت لحظة ً ثم أشرقت ثانية ً كرفيقة في هذه البرية الشاسعة .
    ارتعد جسمي لمرأى من يتقَّرب مني أنا دون غيري , وكل الذين أحبهم تبخروا من حولي كالسراب . حال رؤيتها كوَّرت قطعة ً من البيض بين سبابتي والإبهام , ونقفتها باتجاهها . كانت أولى علائم تعاطفها أن عضت عليها وعادت إلى جحرها بعينين يملؤهما الشكر و الرضى . أعدت الكرة َ ورميت لها قطعة جبن ٍ ولكن لمسافة أقرب إلي منها . فخرجت متوجسة ً بعض الشيء ثم أخذتها أيضا ً . كررت المحاولة وكنت في كل مرة أجعل المسافة أقرب إلى قلبي . وهكذا أخذت أستدرجها إلى أن وضعت حبة زيتون بين أصابع قدمي وقدمتها لها كعرض صداقة ....
    يا إلهي , لقد خرجت من مخدعها تتلوى بغنج ٍ ودلال ٍ ودعة , جسدها الأزرق يلمع مبتهجا ً بعريه الساحر , عيناها تفيضان سلاما ً داخليا ً وسحرا ً لا يقاوم .
    التقطت حبة الزيتون ثم سحبت كامل فتنتها وتمطت أمامي . بهدوء ٍ شديد ٍ ملت على مرفقي الأيمن تاركا ً لها حرية الاختيار بين أن تنضم إلي أو تغادر كسابقاتها الناعمات ( ولا أعتقد أنها فكرت كثيرا ً وحللت واستنتجت كما تفعلين يا أميرة في مثل هذه الحالات ) . فقد بدأت تحك رأسها بظهري ثم تسلقت خاصرتي اليسرى , وانسلت إلى أمامي كأنها تمازحني فانقلبت على جانبي الأيسر مستجيبا لدعابتها فما كان منها إلا أن دخلت في قميصي لفت سخونتها حول عنقي ,و أخذ الزغب النامي فوق حراشفها يستثير كل خلية في جسدي , ثم انزلقت تداعب شعيرات صدري وبدأت تلفني مثلك في الأحلام يا أميرة . كل ذلك و أنا أرتجف لا خوفا ولكن من الشهوة والحمى , وكلما تغلغلت أكثر في جسارتها ارتفعت مراتب الإثارة في نفسي , إلى أن بدأت أنفاسي تنعم بالاضطراب والتهدج وجسدي يميل بنفسه صوب النهايات بسخونة مريبة وعاطفة لم أعشها في حياتي . روحي تعلو وتنخفض و أنفاسي تتقطع ثم تتلاحق بسرعة الشوق دون أن أنبس بآهة أو أتجاسر على اجتراء حركة إضافية لا معنى لها في الحب .
    .
    .
    بعد أن انتهينا عادت إلى مخدعها و أغلب الظن كي تغتسل بالتراب والندى أما أنا فغفوت لحظة ً رأيتك فيها يا أميرة , وتذكرت كل المحاولات التي باءت بالفشل لدعوتك إلى شقتي أو الكافتريا القريبة أو صالة الإنترنت . يومها قلت لي إنك لا تستطيعين الخروج فالأهل لا يسمحون لك , و أخوك الذي تخرج من كلية الشريعة , لم يجد عملا ً بعد , لذلك يقيم الفروض كلها في البيت ولا يسمح لك حتى بفتح النافذة ....
    تذكرتك ورأيت نفسي أشدك صارخا ً بك ملء يقيني :
    اخرجي إلى الشمس يا أميرة
    اخرجي إلى البرية ولا تخافي .
  • نورالدين حسن
    • 30-03-2010
    • 1

    #2
    صديقاتي الناعمات وأخص منهن بنات الرمل

    أستاذ فيصل سلام عليك
    بداية: هذه هي مشاركتي الأولى في الملتقى وأغتنمها في توجيه التحية إليك والتعبير عن سعادتي في وجودك في ملتقى القصة القصيرة وأؤجل التعليق على نصك الجميل والممتع إلى وقت قريب.
    سبق وأن عرفتك من نصوص لك منشورة عن طريق اتحاد الكتاب العرب في سورية في مجموعة قصصية من نتاجك المتميز, وهي فرصة سانحة لأتعرف عليك أكثر بعدما عرفني عليك ابن عم لك وصديق حميم لي هو الأستاذ "زياد أبو سعد" أرجو أن تبلغه تحياتي.
    أتمنى أن نتواصل عن طريق الملتقى أو عبر البريد الإلكتروني.
    بريدي هو noor091@mail.sy
    التعديل الأخير تم بواسطة نورالدين حسن; الساعة 18-08-2010, 10:09.

    تعليق

    • آسيا رحاحليه
      أديب وكاتب
      • 08-09-2009
      • 7182

      #3
      نص مدهش.
      اسجل إعجابي .
      تحيّتي.
      يظن الناس بي خيرا و إنّي
      لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

      تعليق

      • الحسن فهري
        متعلم.. عاشق للكلمة.
        • 27-10-2008
        • 1794

        #4
        [align=center]
        المشاركة الأصلية بواسطة فيصل أبو سعد مشاهدة المشاركة
        صديقاتي الناعمات و أخُصُّ منهنّ بنات الرمل

        وكما وعدتك يا أميرة فقد بدأت أعالج نفسي منك , إذ من غير المعقول أن أبقى هكذا , لا أكتب حرفا ً إلا ويذهب إليك , ولا أرفع سطرا ً إلا و أراك تحته .
        وكما وعدتك أيضا - بشأن الجهاز – فقد بقرت شاشته التي عرفتني إليك , أخرجت أحشائه ورميتها لعمال النظافة , نزعت روح السيشوار وشريط الغسالة و أزرار المذياع الذهبية دون رأفة , ارتديت أوسخ لباس لدي وهو ما يدعوه الناس عندنا بلباس العمل , ثم رميت هويتي وجواز سفري في البالوعة وخرجت .
        نصف ساعة في الباص ومثلها سيرا فوق زجاج الندم حتى وصلت , خلعت حذائي وجواربي عند باب البستان ودخلت , قدماي تنغرسان في التربة وتدين راسخين وغرتي تمشط الغيوم .
        ركضت شجرة اللوز إلي بكامل فتنتها , فاحتضنتها , قبلتها فعاتبتني وذرفت أزهارها عليّ . رأيت الجدول يتلوى مخاصرا ً شجيرات الحور الفتية , ومحبرة الندى تندلق فوق الحشيش , عندها تملكتني رغبة في البكاء لكن الأخضر لفني بعنايته فأينعت روحي إلى أن كدت أزهر .
        ومن فرط سعادتي – صحيح نسيت أن أخبرك يا أميرة أن تلك الشجرة ذكرتني بك ولكنها لم تكن تتكلم كثيرا ً مثلك – المهم من فرط سعادتي بدأت بخلع ملابسي باحتفالية تشبه رقص الباليه . أعتقت زر بنطالي فتخلى عني , سقط إلى فخذي ّ, فركبتي , ثم تكور عند قدمي كالكعكة , فقفزت منه مرة واحدة . أما القميص فلم يكن أمتع من أن أمسكه بكلتا يدي وطرررر ...لأسمع فرقعة أزراره الواحد تلو الأخر كأنني أفرقع أصابعي .
        ما تبقى – من ملابسي - لا يستحق الذكر , فقد تحررت منه دون أن التفت ذات صخرة أو ذات دالية .
        وقفت ُ داخلَ البستانِ شجرة ً مزهرة ً , أغصاني تمتد لتحضن هذا الترتيب الإلهي الرائع , ضحكاتي تتناثر حولي مثل الفراشات , بينما تلاعب الريح شعري دون حقد أو ضغينة .
        يا إلهي كم أنا شاكر لذلك الطبيب ولوصفته السحرية , فبعد أن تفقَّد أعضائي وفرَّق أعصابي المتشابكة عن بعضها , صورني " طبقي محوري " من أصغر خطوة تسعى باتجاهك حتى آخر شعرة تسجد من أجلك صباح مساء . ولا بد أن حالتي كانت مألوفة لديه جدا ً , فما أن وجد صورتك بين أضلعي حتى ابتسم ابتسامة علمية وقرر سريعا ً

        - لازم تتطلع عالبرية .

        هممت بالضحك , لكن حاجبيه الكثيفين ونظرته الطبية بقسوتها ويقينها الأكاديمي وشهادته المعلقة فوق رأسه كالأيقونة كلها جعلتني أبلع ضحكتي و أستمع صاغرا ً .
        - ولازم تشتغل شغل عضلي , يعني بدك إجهاد جسدي .
        هذا الطبيب أعجبني أكثر من أبن عمتك , طبيب القلبية المتعجرف , الذي قال لي في آخر مرة زرته فيها :
        - " بدك تبعد عن الزعل . "
        هكذا ببساطة كأن الزعل شخص أجرب , ويكفي أن نبتعد عنه كي لا نصاب بالعدوى .
        ربما كان يقصد في حينها " بدك تبعد عن بنت خالي " ولكنني لم أفهم .
        أما طبيب العصبية هذا فلم يكن عصبيا ً أبدا ً , بل وصف حالتي بكل هدوء ودقة , وأرشدني إلى ما يجب أن أفعله .
        في البرية يا أميرة لا معنى للخطأ , ولا حاجة لأجهزة القياس ومساطر النقد ودفتر الملاحظات , هناك تعيش الكائنات كما يحلو لها , لا تثرثر بشأن رغائبها لكنها تحياها , بصدق وصمت .
        ولأن البستان كان متناسقا ً جدا ً كجسدك الذي يشع ألقا ً ومرتبا ً كتسريحة شعرك المذهلة فلم يكن هناك الكثير لأعمله , لكنني وجدت تسلية في نقل الحجارة المستقرة من هذه الضفة إلى تلك ومن تلك الضفة إلى هذه .
        وهكذا بدأت تخرجين من جسدي مع كل قطرة عرق , لأن أعضائي كلها ممتلئة بك فما أن يتعب عضو حتى تتلاشين في داخله ويأخذ بالتحرر منك , فحينها تكون كل أفكاري قد توجهت لمساعدة عضلاتي على العمل والنسيان , و هكذا بقيت منتشيا بين فداحة الفقد وحرارة الانشغال عنك إلى أن تعبت وخشيت أن يبرد عرقي علي فجلست أستريح .
        كنت قد جلبت بالإضافة إليك زوادة من اللبنة والجبنة و البيض المسلوق وقليلا من الذكرى , وما أشهاها من لقمة بين شراشف المدى و نسائم الحنين .
        ما أن قشرت البيض حتى أطلت من بين الحجارة , رأسها مدبب يكشف عن وجه صاف , عيناها كبيرتان وصافيتان كالبلور .
        هل تصدقي يا أميرة أنني رأيت الجوع والشوق في عينيها . أطلت علي بخفر شرقي شفيف , تراجعت لحظة ً ثم أشرقت ثانية ً كرفيقة في هذه البرية الشاسعة .
        ارتعد جسمي لمرأى من يتقَّرب مني أنا دون غيري , وكل الذين أحبهم تبخروا من حولي كالسراب . حال رؤيتها كوَّرت قطعة ً من البيض بين سبابتي والإبهام , ونقفتها باتجاهها . كانت أولى علائم تعاطفها أن عضت عليها وعادت إلى جحرها بعينين يملؤهما الشكر و الرضى . أعدت الكرة َ ورميت لها قطعة جبن ٍ ولكن لمسافة أقرب إلي منها . فخرجت متوجسة ً بعض الشيء ثم أخذتها أيضا ً . كررت المحاولة وكنت في كل مرة أجعل المسافة أقرب إلى قلبي . وهكذا أخذت أستدرجها إلى أن وضعت حبة زيتون بين أصابع قدمي وقدمتها لها كعرض صداقة ....
        يا ألهي , لقد خرجت من مخدعها تتلوى بغنج ٍ ودلال ٍ ودعة , جسدها الأزرق يلمع مبتهجا ً بعريه الساحر , عيناها تفيضان سلاما ً داخليا ً وسحرا ً لا يقاوم .
        التقطت حبة الزيتون ثم سحبت كامل فتنتها وتمطت أمامي . بهدوء ٍ شديد ٍ ملت على مرفقي الأيمن تاركا ً لها حرية الاختيار بين أن تنضم إلي أو تغادر كسابقاتها الناعمات ( ولا أعتقد أنها فكرت كثيرا ً وحللت واستنتجت كما تفعلين يا أميرة في مثل هذه الحالات ) . فقد بدأت تحك رأسها بظهري ثم تسلقت خاصرتي اليسرى , وانسلت إلى أمامي كأنها تمازحني فانقلبت على جانبي الأيسر مستجيبا لدعابتها فما كان منها إلا أن دخلت في قميصي لفت سخونتها حول عنقي ,و أخذ الزغب النامي فوق حراشفها يستثير كل خلية في جسدي , ثم انزلقت تتداعب شعيرات صدري وبدأت تلفني مثلك في الأحلام يا أميرة . كل ذلك و أنا أرتجف لا خوفا ولكن من الشهوة والحمى , وكلما تغلغلت أكثر في جسارتها ارتفعت مراتب الإثارة في نفسي , إلى أن بدأت أنفاسي تنعم بالاضطراب والتهدج وجسدي يميل بنفسه صوب النهايات بسخونة مريبة وعاطفة لم أعشها في حياتي . روحي تعلو وتنخفض و أنفاسي تتقطع ثم تتلاحق بسرعة الشوق دون أن أنبس بآهة أو أتجاسر على اجتراء حركة إضافية لا معنى لها في الحب .
        .
        .
        بعد أن انتهينا عادت إلى مخدعها و أغلب الظن كي تغتسل بالتراب والندى أما أنا فغفوت لحظة ً رأيتك فيها يا أميرة , وتذكرت كل المحاولات التي باءت بالفشل لدعوتك إلى شقتي أو الكافتريا القريبة أو صالة الإنترنت . يومها قلت لي إنك لا تستطيعين الخروج فالأهل لا يسمحون لك , و أخاك الذي تخرج من كلية الشريعة , لم يجد عملا ً بعد , لذلك يقيم الفروض كلها في البيت ولا يسمح لك حتى بفتح النافذة ....
        تذكرتك ورأيت نفسي أشدك صارخا ً بك ملئ يقيني :
        أخرجي إلى الشمس يا أميرة
        أخرجي إلى البرية ولا تخافي .
        بسم الله.

        مررت بهذه البرية..
        فوقفت عند العنوان الطويل،
        ثم عند بعض الكلمات التي يبدو لي أنها في حاجة
        إلى مراجعة إملائية أو نحوية أو لغوية..
        والله أعلم.

        رمضان كريم،
        وتحية من أخيكم.
        [/align]
        التعديل الأخير تم بواسطة الحسن فهري; الساعة 18-08-2010, 13:39.
        ولا أقـولُ لقِـدْر القـوم: قدْ غلِيَـتْ
        ولا أقـول لـباب الـدار: مَغـلـوقُ !
        ( أبو الأسْـود الدّؤليّ )
        *===*===*===*===*
        أنا الذي أمرَ الوالي بقطع يدي
        لمّا تبيّـنَ أنّي في يـدي قـلــمُ
        !
        ( ح. فهـري )

        تعليق

        • خالد يوسف أبو طماعه
          أديب وكاتب
          • 23-05-2010
          • 718

          #5
          الأستاذ القدير / فيصل أبو سعد
          كل عام وأنت بخير ورمضان كريم
          وقفت مطولا وأنا أتأمل النص وأغوص بين طياته
          وهنا تمكن السارد من فرض سيطرته على النص
          والتحكم بجميع أدواته من سرد ومتانة اللغة والحبكة
          والحكي الجميل وهذا يدل من تمكنه من موضوعه
          وأدواته كما أسلفت .....
          نص مباشر جدا
          يأخذنا السارد للمباشر في الحدث ودون تكليف
          أو تعقيد أو لف ودوران في إيصال الفكرة التي
          أراد وهذا الأمر يحسب له ويدل على تمكنه من النص
          وليس كل شخص يجيد هذه التقنية الفريدة في الدخول
          مباشرة في الأحداث والولوج في التفصيل .....

          ومن فرط سعادتي – صحيح نسيت أن أخبرك يا أميرة أن تلك الشجرة
          هنا يبدو التحكم في عناصر السرد واضح جدا ولو نظرنا لكلمة ( ومن فرط سعادتي ) والقفزة المباشرة للحديث مع أميرة وها أيضا أمر يحتسب للكاتب.
          ذكرتني بك ولكنها لم تكن تتكلم كثيرا ً مثلك – المهم من فرط سعادتي بدأت بخلع ملابسي باحتفالية تشبه رقص الباليه . أعتقت زر بنطالي فتخلى عني , سقط إلى فخذي ّ, فركبتي , ثم تكور عند قدمي كالكعكة , فقفزت منه مرة واحدة . أما القميص فلم يكن أمتع من أن أمسكه بكلتا يدي وطرررر ...لأسمع فرقعة أزراره الواحد تلو الأخر كأنني أفرقع أصابعي .
          ما تبقى – من ملابسي - لا يستحق الذكر , فقد تحررت منه دون أن التفت ذات صخرة أو ذات دالية .
          وقفت ُ داخلَ البستانِ شجرة ً مزهرة ً , أغصاني تمتد لتحضن هذا الترتيب الإلهي الرائع , ضحكاتي تتناثر حولي مثل الفراشات , بينما تلاعب الريح شعري دون حقد أو ضغينة .
          يا إلهي كم أنا شاكر لذلك الطبيب ولوصفته السحرية , فبعد أن تفقَّد أعضائي وفرَّق أعصابي المتشابكة عن بعضها , صورني " طبقي محوري " من أصغر خطوة تسعى باتجاهك حتى آخر شعرة تسجد من أجلك صباح مساء . ولا بد أن حالتي كانت مألوفة لديه جدا ً , فما أن وجد صورتك بين أضلعي حتى ابتسم ابتسامة علمية وقرر سريعا ً

          - لازم تتطلع عالبرية .

          هنا جاء الوصف دقيقا جدا وكأننا أمام كاميرا فيديو
          وأتقن الخرج التصوير والفن فيها بطريقة عالية الجودة
          وبراعة في الإخراج .
          في نهاية الأمر استطاع البطل أن يروض بنات الرمل
          وربما هي الأفعى أو أي حيوان آخر وأعتقد بأنها الأفعى
          ولم يستطع ترويض عشيقته أو ربما يريد أن يثبت لها
          بأنه قادر على ترويضها فقط لو سنحت له الفرصة .
          نص كامل متكامل من الألف إلى الياء ودون مجاملة
          أو محاباة أو نفاق لا سمح الله ويستحق الوقوف عليه
          وعناء وتعب القراءة .....
          أستاذ فيصل أبو سعد
          تقبل مني المرور وهذه الرؤية المتواضعة
          لنصك الرائع والجذاب والعملاق بحق .
          محبتي وودي ورمضان كريم
          sigpicلن نساوم حتى آخر قطرة دم فينا

          تعليق

          • فيصل أبو سعد
            عضو الملتقى
            • 12-10-2007
            • 29

            #6
            الأستاذ الكريم نور الدين حسن
            شرف كبير لي يا سيدي أن أتعرف إليكم
            سررت جدا ً بأن أحدا ً مر بقصتي أو مجموعتي في هذه البرية الموحشة , أتمنى أن أتواصل معكم دائما ً
            شكرا ً من القلب

            تعليق

            • فيصل أبو سعد
              عضو الملتقى
              • 12-10-2007
              • 29

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
              نص مدهش.
              اسجل إعجابي .
              تحيّتي.
              الأخت الأديبة أسيا رحاحليه
              شكرا ً لمرورك وتعليقك
              تحياتي

              تعليق

              • فيصل أبو سعد
                عضو الملتقى
                • 12-10-2007
                • 29

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة الحسن فهري مشاهدة المشاركة
                [align=center]


                بسم الله.

                مررت بهذه البرية..
                فوقفت عند العنوان الطويل،
                ثم عند بعض الكلمات التي يبدو لي أنها في حاجة
                إلى مراجعة إملائية أو نحوية أو لغوية..
                والله أعلم.

                رمضان كريم،
                وتحية من أخيكم.
                [/align]
                تحية أستاذ الحسن فهري
                شكرا ً لمرورك الكريم
                كنت أتمنى أن تراجع ما قلت أنه بحاجة للمراجعة و أن تحدد إن كانت الأخطاء إملائية أم نحوية أم لغوية فنحن لا نبصّر بالفناجين لنعرف المقصود !!!
                رمضان كريم
                تحياتي

                تعليق

                • بسمة الصيادي
                  مشرفة ملتقى القصة
                  • 09-02-2010
                  • 3185

                  #9
                  صباح النور ...
                  أراد التخلص منها ..فكانت في كل مكان، وتطلع من كل النوافذ ..
                  الذكريات قاتلة، والحنين سم يفتك بالروح .. كان عليه الخروج إلى حضن الطبيعة، بعد التخلص من مظاهر الحضارة التي تخنق الإنسان، لذلك كانت ثورته "على السيشوار والراديو ...."
                  لكن حتى في البرية كان كل شيء يذكره بها، وذلك الكائن الصغير ماهو إلى صورة عنها هو جسدتها ...
                  وفي النهاية عرفتنا على الأميرة، التي لا تبارح مملكتها، وتقبع تحت سلطة أخيها ..لكن لم لم يفكر البطل طلبها للزواج؟ أم أن الظروف لم تساعده على ذلك.. وقدره أن تبقى الفتاة أميرة أحلامه فقط!
                  النص جاء بأسلوب سردي مباشر، كنت واقعيا في والصف في البداية ومن الواقع كنت تخرج إلى الخيال والتصور .. وهذا جميل جدا
                  حتى الحواس اندمجت، وكان إحساس النص عالي .. وشخصية البطل فرضت نفسها ..فتساؤلاته العفوية وتحليلاته لكلام الأطباء، دلت على شخصية عميقة جدا وليس بسيطة كما تبدو ..لكنه أحب العيش ببساطة ..
                  وأعجبتني بعد الوقفات الساخرة بل أضحكتني .. هذا الأسلوب يجعل النص ممتعا ..
                  وهذه الجملة بالذات راقت لي كثيرا :
                  هكذا ببساطة كأن الزعل شخص أجرب , ويكفي أن نبتعد عنه كي لا نصاب بالعدوى
                  .
                  .
                  أهلا بك استاذ فيصل أبو سعد معنا
                  سعدت بمصافحة قصتك، حاولت قراءتها وأرجو تكون قراءتي صحيحة ..
                  شكرا لك
                  أطيب التمنيات
                  ورمضان كريم
                  في انتظار ..هدية من السماء!!

                  تعليق

                  • ربيع عقب الباب
                    مستشار أدبي
                    طائر النورس
                    • 29-07-2008
                    • 25792

                    #10
                    أهلا بك أستاذنا الغالي فيصل
                    و هذه الحالة الصوفية القريبة من السحر لما تحمل من غرابة



                    القصة للتثبيت

                    و لي عودة للتعليق
                    sigpic

                    تعليق

                    • الحسن فهري
                      متعلم.. عاشق للكلمة.
                      • 27-10-2008
                      • 1794

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة فيصل أبو سعد مشاهدة المشاركة
                      صديقاتي الناعمات و أخُصُّ منهنّ بنات الرمل


                      وكما وعدتك يا أميرة فقد بدأت أعالج نفسي منك , إذ من غير المعقول أن أبقى هكذا , لا أكتب حرفا ً إلا ويذهب إليك , ولا أرفع سطرا ً إلا و أراك تحته .
                      وكما وعدتك أيضا - بشأن الجهاز – فقد بقرت شاشته التي عرفتني إليك , أخرجت أحشائه ورميتها لعمال النظافة , نزعت روح السيشوار وشريط الغسالة و أزرار المذياع الذهبية دون رأفة , ارتديت أوسخ لباس لدي وهو ما يدعوه الناس عندنا بلباس العمل , ثم رميت هويتي وجواز سفري في البالوعة وخرجت .
                      نصف ساعة في الباص ومثلها سيرا فوق زجاج الندم حتى وصلت , خلعت حذائي وجواربي عند باب البستان ودخلت , قدماي تنغرسان في التربة وتدين راسخين وغرتي تمشط الغيوم .
                      ركضت شجرة اللوز إلي بكامل فتنتها , فاحتضنتها , قبلتها فعاتبتني وذرفت أزهارها عليّ . رأيت الجدول يتلوى مخاصرا ً شجيرات الحور الفتية , ومحبرة الندى تندلق فوق الحشيش , عندها تملكتني رغبة في البكاء لكن الأخضر لفني بعنايته فأينعت روحي إلى أن كدت أزهر .
                      ومن فرط سعادتي – صحيح نسيت أن أخبرك يا أميرة أن تلك الشجرة ذكرتني بك ولكنها لم تكن تتكلم كثيرا ً مثلك – المهم من فرط سعادتي بدأت بخلع ملابسي باحتفالية تشبه رقص الباليه . أعتقت زر بنطالي فتخلى عني , سقط إلى فخذي ّ, فركبتي , ثم تكور عند قدمي كالكعكة , فقفزت منه مرة واحدة . أما القميص فلم يكن أمتع من أن أمسكه بكلتا يدي وطرررر ...لأسمع فرقعة أزراره الواحد تلو الأخر كأنني أفرقع أصابعي .
                      ما تبقى – من ملابسي - لا يستحق الذكر , فقد تحررت منه دون أن التفت ذات صخرة أو ذات دالية .
                      وقفت ُ داخلَ البستانِ شجرة ً مزهرة ً , أغصاني تمتد لتحضن هذا الترتيب الإلهي الرائع , ضحكاتي تتناثر حولي مثل الفراشات , بينما تلاعب الريح شعري دون حقد أو ضغينة .
                      يا إلهي كم أنا شاكر لذلك الطبيب ولوصفته السحرية , فبعد أن تفقَّد أعضائي وفرَّق أعصابي المتشابكة عن بعضها , صورني " طبقي محوري " من أصغر خطوة تسعى باتجاهك حتى آخر شعرة تسجد من أجلك صباح مساء . ولا بد أن حالتي كانت مألوفة لديه جدا ً , فما أن وجد صورتك بين أضلعي حتى ابتسم ابتسامة علمية وقرر سريعا ً

                      - لازم تتطلع عالبرية .

                      هممت بالضحك , لكن حاجبيه الكثيفين ونظرته الطبية بقسوتها ويقينها الأكاديمي وشهادته المعلقة فوق رأسه كالأيقونة كلها جعلتني أبلع ضحكتي و أستمع صاغرا ً .
                      - ولازم تشتغل شغل عضلي , يعني بدك إجهاد جسدي .
                      هذا الطبيب أعجبني أكثر من أبن عمتك , طبيب القلبية المتعجرف , الذي قال لي في آخر مرة زرته فيها :
                      - " بدك تبعد عن الزعل . "
                      هكذا ببساطة كأن الزعل شخص أجرب , ويكفي أن نبتعد عنه كي لا نصاب بالعدوى .
                      ربما كان يقصد في حينها " بدك تبعد عن بنت خالي " ولكنني لم أفهم .
                      أما طبيب العصبية هذا فلم يكن عصبيا ً أبدا ً , بل وصف حالتي بكل هدوء ودقة , وأرشدني إلى ما يجب أن أفعله .
                      في البرية يا أميرة لا معنى للخطأ , ولا حاجة لأجهزة القياس ومساطر النقد ودفتر الملاحظات , هناك تعيش الكائنات كما يحلو لها , لا تثرثر بشأن رغائبها لكنها تحياها , بصدق وصمت .
                      ولأن البستان كان متناسقا ً جدا ً كجسدك الذي يشع ألقا ً ومرتبا ً كتسريحة شعرك المذهلة فلم يكن هناك الكثير لأعمله , لكنني وجدت تسلية في نقل الحجارة المستقرة من هذه الضفة إلى تلك ومن تلك الضفة إلى هذه .
                      وهكذا بدأت تخرجين من جسدي مع كل قطرة عرق , لأن أعضائي كلها ممتلئة بك فما أن يتعب عضو حتى تتلاشين في داخله ويأخذ بالتحرر منك , فحينها تكون كل أفكاري قد توجهت لمساعدة عضلاتي على العمل والنسيان , و هكذا بقيت منتشيا بين فداحة الفقد وحرارة الانشغال عنك إلى أن تعبت وخشيت أن يبرد عرقي علي فجلست أستريح .
                      كنت قد جلبت بالإضافة إليك زوادة من اللبنة والجبنة و البيض المسلوق وقليلا من الذكرى , وما أشهاها من لقمة بين شراشف المدى و نسائم الحنين .
                      ما أن قشرت البيض حتى أطلت من بين الحجارة , رأسها مدبب يكشف عن وجه صاف , عيناها كبيرتان وصافيتان كالبلور .
                      هل تصدقي يا أميرة أنني رأيت الجوع والشوق في عينيها . أطلت علي بخفر شرقي شفيف , تراجعت لحظة ً ثم أشرقت ثانية ً كرفيقة في هذه البرية الشاسعة .
                      ارتعد جسمي لمرأى من يتقَّرب مني أنا دون غيري , وكل الذين أحبهم تبخروا من حولي كالسراب . حال رؤيتها كوَّرت قطعة ً من البيض بين سبابتي والإبهام , ونقفتها باتجاهها . كانت أولى علائم تعاطفها أن عضت عليها وعادت إلى جحرها بعينين يملؤهما الشكر و الرضى . أعدت الكرة َ ورميت لها قطعة جبن ٍ ولكن لمسافة أقرب إلي منها . فخرجت متوجسة ً بعض الشيء ثم أخذتها أيضا ً . كررت المحاولة وكنت في كل مرة أجعل المسافة أقرب إلى قلبي . وهكذا أخذت أستدرجها إلى أن وضعت حبة زيتون بين أصابع قدمي وقدمتها لها كعرض صداقة ....
                      يا ألهي , لقد خرجت من مخدعها تتلوى بغنج ٍ ودلال ٍ ودعة , جسدها الأزرق يلمع مبتهجا ً بعريه الساحر , عيناها تفيضان سلاما ً داخليا ً وسحرا ً لا يقاوم .
                      التقطت حبة الزيتون ثم سحبت كامل فتنتها وتمطت أمامي . بهدوء ٍ شديد ٍ ملت على مرفقي الأيمن تاركا ً لها حرية الاختيار بين أن تنضم إلي أو تغادر كسابقاتها الناعمات ( ولا أعتقد أنها فكرت كثيرا ً وحللت واستنتجت كما تفعلين يا أميرة في مثل هذه الحالات ) . فقد بدأت تحك رأسها بظهري ثم تسلقت خاصرتي اليسرى , وانسلت إلى أمامي كأنها تمازحني فانقلبت على جانبي الأيسر مستجيبا لدعابتها فما كان منها إلا أن دخلت في قميصي لفت سخونتها حول عنقي ,و أخذ الزغب النامي فوق حراشفها يستثير كل خلية في جسدي , ثم انزلقت تتداعب شعيرات صدري وبدأت تلفني مثلك في الأحلام يا أميرة . كل ذلك و أنا أرتجف لا خوفا ولكن من الشهوة والحمى , وكلما تغلغلت أكثر في جسارتها ارتفعت مراتب الإثارة في نفسي , إلى أن بدأت أنفاسي تنعم بالاضطراب والتهدج وجسدي يميل بنفسه صوب النهايات بسخونة مريبة وعاطفة لم أعشها في حياتي . روحي تعلو وتنخفض و أنفاسي تتقطع ثم تتلاحق بسرعة الشوق دون أن أنبس بآهة أو أتجاسر على اجتراء حركة إضافية لا معنى لها في الحب .
                      .
                      .
                      بعد أن انتهينا عادت إلى مخدعها و أغلب الظن كي تغتسل بالتراب والندى أما أنا فغفوت لحظة ً رأيتك فيها يا أميرة , وتذكرت كل المحاولات التي باءت بالفشل لدعوتك إلى شقتي أو الكافتريا القريبة أو صالة الإنترنت . يومها قلت لي إنك لا تستطيعين الخروج فالأهل لا يسمحون لك , و أخاك الذي تخرج من كلية الشريعة , لم يجد عملا ً بعد , لذلك يقيم الفروض كلها في البيت ولا يسمح لك حتى بفتح النافذة ....
                      تذكرتك ورأيت نفسي أشدك صارخا ً بك ملئ يقيني :
                      أخرجي إلى الشمس يا أميرة
                      أخرجي إلى البرية ولا تخافي .


                      (.. كنت أتمنى أن تراجع ما قلت أنه بحاجة للمراجعة وأن تحدد إن كانت الأخطاء إملائية أم نحوية أم لغوية فنحن لا نبصّر بالفناجين لنعرف المقصود !!!)
                      ----------------------------------

                      بسم الله.

                      أخانا/ فيصل،
                      أحييك..
                      يبدو أن الأمر لا يحتاج إلى فناجين،
                      ولا إلى من يقرأها أو يبصّر أو ينجّم...
                      الأمر يسير..
                      وبصفتك كاتبا مبدعا، متمكنا من أدواتك،
                      ستدرك بقليل مراجعة مَكمن الغلط ونوع الغلط فيما كتبت،
                      ونحن هنا لا نفرض شيئا على أحد،
                      ولا نأمر بشيء أحدا..

                      فإن بدا لك أخي مثلا أن: أحشائـَهُ،
                      صوابه هو: أحشاءَهُ..
                      وأن: حتى تتلاشَيْنَ،
                      صوابه: حتى تتلاشَيْ..
                      وأن: مِلْئَ،
                      صوابه هو: مِلْءَ...

                      فعدل إن أردت، أو فاصنع ما تشاء..
                      فأنت حر في نصك، وفي ما تراه صائبا..

                      واعذر أخاك إن كان قد مس نصك الجميل،
                      بما شاب صفوه ورُواءَه..

                      غفر الله لنا ولكم،
                      في هذا الشهر الكريم.



                      ولا أقـولُ لقِـدْر القـوم: قدْ غلِيَـتْ
                      ولا أقـول لـباب الـدار: مَغـلـوقُ !
                      ( أبو الأسْـود الدّؤليّ )
                      *===*===*===*===*
                      أنا الذي أمرَ الوالي بقطع يدي
                      لمّا تبيّـنَ أنّي في يـدي قـلــمُ
                      !
                      ( ح. فهـري )

                      تعليق

                      • إيمان الدرع
                        نائب ملتقى القصة
                        • 09-02-2010
                        • 3576

                        #12
                        الأستاذ فيصل أبو سعد:
                        سُعدتُ بالقراءة لك...
                        نصّ عميق المضمون ..حلو الفكرة..
                        مفرداته سلسة..منسابة بيسرٍ ودون تكلّف وهذه سرّ جماليّتها
                        أهلاً بك بين أسرتك..
                        ننتظر المزيد من المشاركات..
                        دُمتَ بخيرٍ وسعادةٍ...ورمضان كريم

                        تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                        تعليق

                        • ربيع عقب الباب
                          مستشار أدبي
                          طائر النورس
                          • 29-07-2008
                          • 25792

                          #13
                          توقفت أمام العنوان كثيرا ، ووجدت تماهى بينه و عنوان لجبرييال جارثيا ماركيز ، و هذا العنوان الشجي أيضا ( الرواية قبل الأخيرة ) ذاكرة غانيات الحزينات .. و لا أدري وجه الشبه بينها و تلك ، رغم أنى بعد القراءة لم ألمس أى شبه من أى نوع .. ربما طبيعة العنوان الغريب ، الذى كان ابداعا لوحده
                          و أتساءل عن الأميرة ، تلك التى أورثت بطلنا العلة ، ووله بها غاية ما يكون الوله ، للحد الذى ألجأه بالأطباء ، مختلفين .. حتى وصل بهم أحدهم لقرار
                          وهو تغير نمط أو نسق هذه الحياة ، و بذل الكثير من الجهد العضلى ، حتى يستهلك تلك الطاقة الكامنة ، التى هى صلب العلة .. و يبدو أن بطلنا كان بطلا انترنيتيا ، جليسا أو قعيدا مثلنا تماما ، و ربما أكثر و أكثر ، للحد الذى وصل لأن يكون حبه هذه علة تلازمه ، و عليه أن يبرأ منها فورا .. و هناك فى البرية
                          بدت ألأمور سهلة ، و البرية هنا ، أتت بمعناها الواسع ، من نشدان الطبيعة ، الانطلاق ، الحركة ، التعامل وجها لوجه مع الكائنات مهما كانت خطورتها
                          ووعورة هذه المسالك التى ترتع فيها و تعيش .. و يحضرني برغمى تلك التجارب الصوفية ، التى خاضها الرجال متيمين بما سيطر على قلوبهم و أرواحهم .. تجارب الصوفية فى البحث عن التوحد مع الطبيعة و الكون ، بعيدا عن التقاعس ، و الرضوخ لآليات غدت مؤلمة و موجعة ..
                          و من خلال تعامله مع الكائنات فى البرية أو فى رحلة الشفاء المقررة ، نرى هذه الحميمية بين كائناتها و بطلنا ، و كأننا فى حضرة الرفاعى أو أبواليزيد البسطامي .. كيف تم التوحد بعيدا عن مؤامرة العصرنة ، و العلاقات الفاسدة
                          التى تشبه الأوهام ، و لا تبني موقفا أو تعالج علة !!
                          كانت اللغة أستاذى جميلة ، طيبة ، اتكأت على المجاز و التصوير الشاعري
                          بعيدا كل البعد عن المباشرة !!
                          الحديث طويل فطوبي لبطلك هذا و طوبي لنا نحن المسكونون بهذا الداء و ذات العلة !!

                          أشكرك على هذه الوجبة
                          أنك معنا هنا
                          فمرحبا مرحبا

                          محبتي
                          sigpic

                          تعليق

                          • خلود الحداد
                            عضو الملتقى
                            • 05-12-2009
                            • 320

                            #14
                            ما أروع هذا الكلام المكتوب وما أسمى المعاني التي حملتها
                            كانت قصة جميلة طربت لسماعها
                            لك كل ودي
                            [COLOR=gray][FONT=DecoType Thuluth][COLOR=gray][/COLOR][/FONT][/COLOR]

                            تعليق

                            • فيصل أبو سعد
                              عضو الملتقى
                              • 12-10-2007
                              • 29

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة الحسن فهري مشاهدة المشاركة
                              [align=center]


                              بسم الله.

                              مررت بهذه البرية..
                              فوقفت عند العنوان الطويل،
                              ثم عند بعض الكلمات التي يبدو لي أنها في حاجة
                              إلى مراجعة إملائية أو نحوية أو لغوية..
                              والله أعلم.

                              رمضان كريم،
                              وتحية من أخيكم.
                              [/align]
                              أستاذي الفاضل الحسن فهري
                              أرجوك أن تسامحني
                              لقد رددت عليك ردا ً يخلو من التهذيب والسبب ليس جهلا ً بقواعد اللغة فحسب و إنما بسبب السرعة و الصلف كما يبدو ...
                              كنت قد أصلحت الأخطاء الموجودة لكنني نقلت هذا النص من موقع ٍ كنت قد نشرته به قبل تصحيح الأخطاء .
                              أشكر سعة صدرك وتقبلك و أرجو أن تسامحني و إلا لن أعود للكتابة هنا مطلقا ً
                              أما بشأن الأخطاء فلن أصلحها ولن أغير لونها كي اعتبر من هذا الدرس في المرات القادمة
                              تحياتي لشخصك النبيل
                              التعديل الأخير تم بواسطة فيصل أبو سعد; الساعة 21-08-2010, 06:25.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X