ذئب بلا وطن
شعر /محمدأحمد حسن(محمدالشاعر)
وقد رقصـــــت لصرخته نواحينا
وكل الحيّ قد صــــــارت حكايته
علي الطرقات تملأَُجوفَ ماضينا
فهل نبقي لأنـــــــــــياب ستنهشنا
بلا سيف يزعزع قلـــــــب عادينا
لنا في الحيّ أطـــــــــــفال مشردة
وأنياب تمــــــــزقنا وتفنـــــــــــينا
وصار الذئب ينــــــــمو في مدينتنا
وما عادت تقـــــــــــــاومه مساعينا
مضي عام وأعــــــــــوام ولا أمل
فقد ماتت ويا أســــــــــــــفاً أمانينا
فهل نبقي نصارع في مـــــــــخاوفنا
إذا ما صار صوت الذئب يـــــــبرينا
ألا هبوا أفيــــــقوا قد مضي زمـــــن
لماذا الخوف ؟قد سلبت أراضـــــــينا!
وقد ماتت علي الطرقات طـــــــــفلتنا
ودمع العــــــين لا يكفي ليحيـــــــــينا
فلا الأشــــــــــــعار ترفع من عروبتنا
ولا الأحلام يا وطــــــــني ستكفينا
فكم ثارت جموع الــحي واعتركت
وما أوهي خيوط اللـــــــــيل تطوينا
فكم قلنا وذئب الحيّ يخـــــــــــــدعنا
ويرقبنا ويهــــــجونا ويرميـــــــــــنا
وكم هول وما ارتعـــــــدت فرائصُنا
فنحن الأسُد لا نحــــــــــــــــتاج حامينا
شباب الحيّ من عرب ومن عـــــــــجم
تقوّينا روابـــــــــــطنا تقـــــــــــــــــــّوينا
وفي التاريخ أحـــــــــــــــــــــداث تعلمنا
بأن الموت أسمي ما يغــــــــــــــــــــطينا
صلاح الدين عاش الــــــــــحيّ يذكـــره
فهل للذئب أن يعــــــــــــــوي إلي أين؟
فكم عاشت سيـــــــــــــــــوفُ الدين تبتره
,تمزّقه ,ولكن عاش يرمــــــــــــــــــــــينا
وهذا الذئـــــــــــــــــــــــب لا وطن يؤّمنه
يلطــــــــــــــــــــــــــــــــــخنا بآثام ويبلونا
ولا اســـــــــــــــــــــــــم ولا تاريخ مولده
سفاحا جا ء للدنــــــــــــــــــــــــــيا ليؤذينا
فكل الحيّ عاش العــــــــــــــــــــــمرَ ينكره
فإن يبقي فقد شــــــــــــــــــــــــــــلّت أيادينا
وقد ماتت قصـــــــــــائدنا ولا وطن
يغسّلها , يشيـــــّـــــــــــعها يعزينا
وكل الحيّ ألقي دون عاتقــــــــــــه
فأصبحنا نلـــــــــملم عريَ ماضينا
وأطفال وأحجـــــــــــــار بلا نبض
وثوار بلا صـــــــــــــــوت يقوّينا
وأحجار بأرض الـــقدس قد رعَدَت
وصوت الرعد يطربنا ويشـــــجينا
جبال الصخر صوت الذئب يؤلمها
وجوف الليل تغــــــــــــــــسله مآقينا
دعوا الأقلام فالأقـــــــــــلام قد رُفعت
وكم عاشت صحــــــــــــــــائفُنا تمنّينا
رمال الحيّ ما جفـــــــــــــــت منابعها
بحار الدم تُسكـــــــــــــــــــــرنا وتروينا
وما أغلي دما الـــــــــــــموت إن ُسفكت
فكل العمر لا يكــــــــــــــــــــــــــفي ليُنسينا
محمد أحمد حسن(الشاعر)
بني سويف/سمسطا
1996
تعليق