خان الزيت
مسرحية من فصل واحد
المسرح : بنايتان متقابلتان وبينهما شارع وبه دكان لبيع العطور والعطارة ، على جانبي الدكان كرسيان خشبيان من القش وكرسيان بداخل الدكان وجرة فخار ( زير فخار ) مقابل الدكان أو بجانبها ، تشكيلة من الخضروات ، نعنع ، بقدونس ، جرجير ، فجل مرصوصة على كيس من ( الخيش ) أو فرش خشبي ، أو ما يراه المخرج مناسباً ...
الشخصيات :
1 : امرأة تبيع الفجل والخضروات ...
2 : صوت من خارج المسرح ، أو صوت الراوي ...
3 : جندي صهيوني يحمل رشاش ...
4 : مجموعة من الناس يشترون من بائعة الخضروات ...
5 : امرأة تقف بين الناس ... أم لشهيدين ....
6 : شاب ...
7 : صاحب الدكان ...( أبو محمود ) ....
8 : أبو العبد ...
9 : أبو فايز ...
10: طفل
يبدأ العرض المسرحي بأصوات للباعة وجندي إسرائيلي يحمل الرشاش وتأتي مجموعة من الناس يتجمهرون حول البائعة وأمام دكان العطارة بشكل فوضوي ثم يأتي صوت أم الشهداء وهي تصرخ ....
المرأة : لوكتيش العرب بدهم يظلو يكولو للبيت رب يحميه .. ( أصلاً ما في حدا بيسمع من ساكت والا إحنا صرنا زي الدراويش ) هاذي الأرض هاذي الكدس ( القدس ) هاذي فلسطين بدها رجال ... بدها زلام ... مثل عمر إبن الخطاب أُوّ صلاح الدين وكطز مش نسوان مش نسوان مش نسوان ...ثم تبكي ...صوت موسيقى حزين..
بعد ذلك تخفف الإضاءة ( أو كما يراه المخرج مناسباً )... ثم يأتي الصوت من خارج المسرح ...
الصوت : في القدس مدرسةٌ لمملوكٍ أتى مما وراء النهر
باعوهُ بسوق نِخَاسَةٍ في أصفهان لتاجرٍ من أهل بغدادٍ
أتى حلباً فخافَ أميرها من زُرقَةِ في عينهِ اليسرى
فأعطاه لقافلةٍ أتت مصراً
فأصبحَ بعدَ بضعِ سنين َغلاّبَ المغولِ وصاحبَ السلطان
في القدسِ رائحةٌ تُلَخّصُ بابلاً والهندَ في دكانِ عطارٍ بخان الزيت
واللهِ رائحةٌ لها لغةٌ ستفهَمُها إذا أَصغيتْ
وتقولُ لي إذ يُطلِقونَ قنابل الغازِ المسيّلِ للدموعِ عليَّ ... لا تحفل بِهم
وتفوحُ من بعدِ انحسارِ الغازِ وهي تقولُ لي ....أرأيتْ !!!!!!!!!!
يتلفت الجميع وينظرون ببعضهم وتأخذهم الدهشة ويتلفتون يمنة ويسرة ثم يأتي الصوت مرة أخرى فيلوذ الجميع بالصمت ... ( تُسَلط إنارة خفيفة على المرأة بشكل متحرك )
الصوت : مخاطباً المرأة : من أنتِ ؟
المرأة : أنا من جاء من رحم الأرض رصاصاً يزغرد في صدور الحاقدين !!!
ثم تقول من أنتْ ؟؟؟
الصوت : أنا من لفه ذلٌ عتيق .... ويقول : من أنتِ ؟؟؟
المرأة : من هنا ، من بين الحطام ، من بين الركام ، مِنْ ... مهلاً من أنت ؟؟؟
الصوت : أنا من غاب في طيات الهجرة ، في ركام الغابرين ، الضائعين ، التائهين في زقاق عين الحلوة واليرموك وهذا المخيم الحزين ..... من بين أكوام الثكالى وأنّات المحرومين ، أغني بأعلى صوتي ..(تطفئ الإنارة) ويصرخ الجميع ويرددون عاشت فلسطين ..
المرأة : إذاً نحن شركاء ، نتقاسم خبز الشقاء ، وقمر المساء ، ونجمات يتيمة في السماء ...وأحزان قديمة في قعر الزمان ، من أين أنت أيها الشقي الحزين ؟؟؟؟
الصوت : من هنا من بين الكروم الشامخات في يافا ، من بين الدمار ... من بين الحصار ، من هناك من شاطئ غزة الثائرين ......
يأتي الجندي الإسرائيلي يتمشى بين الناس ثم يقف بينهم ويتقدم نحو المرأة ويطلب منها الهوية .
الجندي : هويتك يا عجوز....
المرأة : خذ الله يوخذك ( الله يريحنا منك ) ...
الجندي يحملق في الهوية وينظر إلى المرأة ويكرر الأمر عدة مرات ..........
الجندي : إنتا أم إللي فجر حاله في تل ابيب ؟؟
المرأة : نعم أنا إم الشهيد اللي فجر حاله في تل ابيب ( ترفع رأسها عالياً وتُلَوّح بيدها ) وأنا إم اللي فجر حاله كمان في حيفا وأنا إم اللي بدو إنشا الله يفجر حاله في نيتساريم وأنا كمان اللي بدي أفجر راسك يا ابن الكلب ..... وتقوم بضربه والبصق عليه ..... فيقوم الجندي يضربها ببندقيته ويركلها بقدمه .....
يتدخل في هذه اللحظات الجميع ، يسحبون المرأة ، والجندي يحاول دفعهم ويقول له ( ولك روخ من هون يلا روخ يلا روخ ) تكون أصوات جلبة وفوضى ثم يدخل من بين الصفوف شاب متعلم ويقوم بضرب الجندي بحجر وهو يصرخ ... في هذه اللحظات... يقف بجانب المرأة وهو يهدهد على كتفيها ويمسح الغبار عن وجهها ويقول إنت إم الشهيد عمار !!!
المرأة : بل إم الشهيدين ، عمر وعمار ...
الشاب : ينشد قائلاً .....
ليس في موطني الكبيرعظيمٌ
يستحقُ الثناءَ غير ُ الشهيد
أو إمامٍ يقودُنا لجهاد ٍ
في رحاب الأقصى لدحر اليهودِ
عندَها تشرقُ العوالمُ بالنورِ
وينداحُ فجر يومٍ جديد
المرأة : يسلم فُمك يَمه ...
ُيوَلي الجندي هارباً ومضرجاً بدمائه ( وبحركات تضحك المشاهد ) ...
أبو محمود : تعال يا إبني والله غير أحلى كزازة عطر إلك ...
الشاب : ولو يا عمي هذا واجبي أصلاً هِوِ أنا شو سوّيت ...
أبو محمود : له يا عمي والله إللي إنتَ اعملته أمة عرب بحالها ما سوّتو (عِملَتو )...
الشاب : لسه يا عمي المشوار طويل ، هاذي الكدس مش أي إشي ثاني (تاني ) ...
أبو محمود : مبين عليك يا إبني إنك متعلم ...
الشاب : أصلاً كل الشعب الفلسطيني اتعلم أو الأصح متعلم لأنو سلاحه الوحيد بعد
النكبات اللي مرو فيها فرضت عليهم يتسلحوا بالعلم ...
أبو محمود : طيب ، كيف بيكول اليهود الكلاب إنهم أكدم منا في فلسطين ...
الشاب : أنا قرأت كتاب إسمه العرب واليهود في التاريخ ، قال فيه المؤلف أحمد سوسة عن صموئيل هوك بأن الوجود العربي الإسلامي سبق الوجود اليهودي أكثر من ألف سنة ، وهذا أيضاً بشهادات علماء يهود يرفضون الزعم الصهيوني بأنهم أقدم من الوجود العربي الإسلامي في فلسطين ، ومن هؤلاء ( نورمان كانتور ) و ( روبرت آلتر ) والصهيونية ( شولا ميت جيفا ) !!!!!!!!!!!
أبو محمود : يعني هم كذابين لما بيكولو إنو في هيكل إلهِم ....
الشاب : طبعا .... بالأذن يا عمي أنا ماشي ...
أبو محمود : وين بدك تروح ....
الشاب : هالكيت بتيجي دورية الكلاب ، خليني أروح كبل ما يكلبشوني .....
أبو محمود : ليش ‘ إنت عمرك إنحبست ....
الشاب : ( مطلقاً زفرة حارة ) ومتأوهاً بحزن ....
يا عمي ، يوم السجن بعشرات السنين ، اليوم في عالم الحرية يمضي مثل البرق الخاطف ؟؟؟
بائعة الفجل : الله يعين أسرانا ، شوف يا إبني كَمَّن سنة إلهِم ، الله يعين الأطفال ويعين أهاليهِم ...
الشاب : ( متحسراً ) ....
الساعة يا إمي في عالم القيود تمشي مثل خطوات السلحفاة !!!!
بائعة الفجل : أنا بعرف صبية وِلدت في السجن ، الله يلعن اليهود ويلعن الساعة إللي
شفناهم فيها ، ( وتمسح بقايا دموع في عينيها ) ....
الشاب : بتعرفي َيمه ، معلش سامحيني عشان بحكي معك بالنحوي ، بس أنا متأكد إنك بتفهمي عليّ....
بائعة الفجل : سدكني َيمه ، أنا بفهم الحكي من نظرة عينيك !!!
الشاب : بتعرفي َيمه ، إنتِ بِجوز ما جربتي السجن ، السجن يَمه ، السجن هو الظلام
بكل ما فيه من عتمة وسواد ، وفي الظلام نتحسس طريقنا كالعميان ....
تبكي بائعة الفجل وأبومحمود معاً ويمسحون مناخرهم بأردانهم ....
أبو محمود وبائعة الفجل معاً : الله لا يوفكهم اليهود ، والله مافي فكلوبهم رحمة ولا شفكة ....
الشاب : لا تبكو يا جماعة ، بتعرفو إن الحب بيصنع المعجزات ؟؟؟
أبو محمود : شو مالك يا بنييَ، بشوفك كلبت الموجة علكلام اللي ما إلو طعمه ...
الشاب : ( مبتسماً ) ....
لَه لَه يا عمي إنت أبعدت بظنك بعيد ...
أبو محمود : ها لعاد شو كصدك ....
الشاب : أنا بعني حبنا للوطن ، حبنا لَفَلَسطين ، حبنا للكدس ...
يدخل في هذه الأثناء رجل يلبس كوفية ( حطة سوداء مبرقعة وعقال ) أبو العبد ...
أبو العبد : السلام عليكم ...
الجميع : أبومحمود والشاب وبائعة الفجل : وعليكم السلام ...
أبو محمود : تفضل يا بو العبد .... ( ويجلس على كرسي القش ) ...
أبو العبد : شو اللي ساير عندكو إليوم في الخان ؟؟؟
أبو محمود : خير ... خير انشا الله ، شو اللي ساير ؟
أبو العبد : إسمعت إنو إنضَرَب في الخان يهودي ، وبالأمرية هون عباب الدكان ...
الشاب : شو الغريب في الموضوع يا بو العبد ؟
أبو العبد : ما عرفتنا مين هو هالشب ؟
بائعة الفجل : هاذا البطل إاللي فَشَخ الكلب ...
أبو العبد : آآآآه ...آآآه كم أتمنى أن أعود شاباً ... آآآه ...
أبو محمود : ليش ؟ وبعدين بشوفك صاير تحكي نحوي زي لِستاز !!!
أبو العبد : أه ، يا أخي ، ما ألذ أن يموت الإنسان وهو قوي !!! بس خَلَص راحت عَليّ راحت عليه !! ( ثم يتحسرويُنَكِس رأسه ) ....
الشاب : إنتو البركة يا عمي ، أنتم قناديل الحياة التي نسير نحن عليها ، أنتم كالنمور الكَهَلة تقع وهي تقاتل !!!
أبو العبد : أنا إللي بستغرب منو كيف العرب بتفرجو عل اليهود وهم بيهدو في المسجد الأكصى وساكتين ....
الشاب : لا بد ييجي يوم يتحركوا فيه لنصرة الأكصى !!
أبو العبد : مُش رح ييجو حتى تكوم ناكة صالح !!!
الشاب : ولكن هناك من وهب نفسه من العرب لنصرة الأقصى قديماً ...
أبو محمود : (متدخلاً ) .....
هاتلي واحد بس ، بس واحد ....
الشاب : هناك شخصا من الأردن وتحديداً من الجنوب ....
أبو العبد : كصدك منصور كريشان ؟؟؟
الشاب : طبعاً ....
يأتي الصوت مدؤياً من الخارج ....
الصوت : قَطَعَ العَهَد أن يموتَ شهيداً
أو يعودَ الأقصى ويمحو الدنيّة
ذاكَ " منصورُنا " به نتباهى
فلتفاخر به " معانُ الأبيّة "
أبو العبد : والله إني إرتحت لكلامك يا بنيي لسه الدنيا فيها خير مدام فيها شباب امثالك ..
بائعة الفجل : ها لعاد شو بتفكر إنتِ يا بو العبد لسه الدنيا فيها خير ...
أبو محمود : سَدَكتو والله يا جماعه ...
بائعة الفجل : يا جماعه هاذي فلسطين الإم الوَّلادِّه ...
يدخل عليهم رجل في الستين من العمريعكزعلى قدمه يرتدي قمباز عليه جاكيت ( أبو فايز ) ....
أبو فايز : السلام عليكو يا جماعه ...
( يردد الجميع وعليكم السلام )
( يجلس أبو فايز أيضا على كرسي القش يتم إحضاره من داخل الدكان )
أبو محمود : وين هالغيبة يارجل والله زمان ماشفناك ...
أبو فايز : إنت مش غشيم يا بو محمود عن الوضع جُوَا ...
أبو محمود : طمنّي كيف لوضاع هلكيت ....
أبو فايز : والله يا بومحمود مش عارف شو بدي أكُلك ، يوم عن يوم بسير الوضع أعطل من اليوم إللي كبله ، يا سيدي خليها علا الله ...
أبومحمود : آ يا جماعه لا تواخذوني نسيت اعرِّفكو عبو فايز ، من الخليل ...
( الجميع أهلاً ببو فايز ) ...
أبو فايز : أهلين ...
الشاب : منين من الخليل ... أو ( من أي منطكة في الخليل ) ؟؟؟
أبو فايز : من وادي التفاح ، أو وادي أبو كتيله ، أو كمان بير المحجر ...
الشاب : طيب يا عمي في مجال تحكيلي كيف احتل اليهود الخليل ...
أبو فايز : هو هلكيت وكت تفتيح جروح ، والله يا عمي لما هجمو علينا اليهود كان الناس بيمشو علأرض هان وهَناك زي كطيع الغنم إللي ما إلو راعي وهجمن عليه لذياب في صبيحة يوم وتشتتنو وضاعوا ...
( الشاب مستغرباً ) ...
وَل لهدرجه يا عمي ...
( أبو فايز مصححاً جلسته ورافعاً رأسه ومشيراً بأصابعه )
أبو فايز : بس مع كل إلي صار وجرى ظل الناس صامدين زي الحيطان ، جاعو ، إو عطشو ، إو ذاكو مرارة إالغُربِه جوا أرضهم ....
الشاب : طيب يا عمي ، معلش بدك تتحملني أنا بجوز ذايكتك ، بس وين العرب كانوا... كصدي لجيوش العربيه ؟...
أبو فايز : الصحيح إنو في كان شباب من الجيش الأردني ، يا حسرة والله شباب زي الورد ، شباب وجوهم كلها رجوله والله يا بنيي صمدو ودافعو عن فلسطين برواحهم ... أنا شفت الدبابات وهي بتهرُس فيهم أو مرضيوش ينسِحبو ، على كل حال الله يرحمهم .....
الشاب : وكيف معاملة اليهود معكم ؟....
أبو فايز : والله يا ستاز من يوم مَ أجو إليهود هلكلاب ، هاذي لوجوه الغريبه وحتلو الكريه صارت أحلام الناس كوابيس ، سدكني يا عمي حتى لطيور إللي في السما صمتت وصار الفجر يتأخر في لطلوع وصار صعب إنو يتعّرّف الإنسان على أخوه إلإنسان ...
الشاب : بس لسه الأمه فيها خير ، إلا يتحركو إلا يسوو إشي لازم يتحركو لنُصرة الأكصى .... :
( ينظر إلى الشاب بطرف عينه )
أبو فايز : هاذي إلأَرِض بدها طوفان زي طوفان سِيدنا نوح !!!!
الشاب : بتعرف يا عمي سبحان الله حتى كلمة الكُدِس حاولو يغيروها بكلمة أُورشليم وأجَت ها الكلمه وبال عليهم ....
أبو العبد : كيف ، إشرح إلنا ....
الشاب : لا بدها شرح ولا إشي لأنو أصل كلمة أورشليم كنعانيه مش يهوديه زي ما بيكولو هلكلاب .....
أبو محمود : وشو معناها يا بنيي ؟
الشاب : معنى هاي الكلمه ( دار السلام ) !!!!
أبو العبد : ملعونين هالوالدين من يوم ما أجو علينا هلكلاب سووها دار خراب الله لا يوفكهِم ....
أبو فايز : والله يا جماعه بدها هَبِّه منيحَه ....
المرأة : هاذا الأكصى ما بيطَّهَر غير لما يسيل الدم ..... ودم كثير كثير ...
أبو فايز يلتفت إلى بائعة الفجل ويسألها ...
أبو فايز : بكديش ضمة الفجل اليوم ....
بائعة الفجل : ( بشيكل )... الله يلعن أبو إللي فرض علينا هلعمله وخلانا نتعامل فيها ...
الشاب : بالمناسبه يا جماعه كمان كمن يوم بصادف عيدهم المزعوم !!!!
أبو العبد : عيد إيش هاذا إللي بتكولو ؟ ....
الشاب : عيد العرش .... وهاذ العيد بالذات بدهِم يحاولو يدخلو المسجد الأكصى فيه !!!!
أبو محمود : أي هوعلى كيفهِم يدخلو المسجد الأكصى .... والله لو بصير الدم للرُكَب ما رح يُدخُلوه ...... شو هِمَا بفكروها فوضى !!!!
المرأة : والله هلكيت لازم كل العرب والمسلمين يهِبو للأكصى هبة زَلَمِه واحد ؟؟؟
الشاب : شوفي يَمَه والله غير ييجي يوم ينطك فيه الحجر والشجر وينادي ويكول يا عبد الله يا مِسلِم تعال هاذا يهودي وراي تعال أُكتُلُو .....
أبو محمود : معكول هلكلام إللي بتحكي فيه يا ستاز ؟؟؟
الشاب : طبعاً معكول لَنو أصلاً هاذا مش كلامي هاذا كلام الرسول صلى الله عليه وسلم
يردد الجميع : صلى الله عليه وسلم ...
في هذه اللحظات يدخل عليهم طفل يقارب عمره الثالثة عشرة عاماً يصرخ وهو يحمل بيديه حجارة وينادي يا عمي أبو محمود يا أهل البلد ... إلحكو .... الأكصى .... إلحكو الكُدِس .... هَيِ اليهود إولاد الكلب بِدهِم يُدخلو الحرم بحجة عيد العرش تَبَعهِم .... ( يتكلم الطفل بصوت متقطع وهو يلهث )
أبو محمود : والله يا ستاز طِلِع كل كلامك صحيح ....
بائعة الفجل : الله يلعن اليهود ولكِم لسا واكفين وما تحركتو ( تمسك بفرش الخضروات وتقوم برميه وتُكبر بأعلى صوتها ... الله وأكبر .... الله وأكبر ... الله وأكبر ... وتمسِكُ حجراً بيدِها وتسير باتجاه الحرم ( إلى داخل المسرح ) ثمَ تكون عند الدكان جمهرة كبيرة من الناس والأطفال وتكون فوضى وضوضاء وجلبة ..... ثم يأتي الصوت من خارج المسرح مُدَوِياً يسبقه صوت موسيقى صاخبة ....) ...
يبدأ الجميع بالمسير نحو الحرم يحملون بأيديهم عِصي وحجارة ورايات وسكاكين بينما هم على هذه الحال يبدأ الصوت بالظهور
الصوت : حجارة القدس نيرانُ وسجيّلُ
وفتيةُ القدس أطيارٌ أبابيلُ
وساحةُ المسجد الأقصى تموجُ بهمْ
ومنطقُ القدسِ آياتٌ وتنزيلُ
والشعب ُ يزحفُ إيماناً وتضحيةً
ما عادَ يوقفُ زحفَ الشَّعبِ تنكيلُ
يسدل الستار ويبدأ الجميع بالنشيد للقدس
يفتح الستار وجميع المشاركين في العمل ينشدون
ملاحظة : للمخرج الخيار بإحدى القصيدتين
يا قُدسُ ......... يا منارةَ الشرائع
يا طفلةً جميلةً مَحروقَةَ الأصابع
حزينةٌ عَيناكِ يا مدينةَ البَتول
يا واحة ظليلةً مرَّ بها الرَسول
حزينةٌ حِجارةُ الشوارع
حزينةٌ مآذنُ الجوامع
يا قُدسُ يا مَدينةً تلتَفُ بالسَّواد
**********************
يا قُدسُ ... يا مَدينةَ الأحزان
يا دمعةً كبيرةً تجولُ في الأجفان
من يوقِفُ العدوان
عليكِ يا لؤلؤةَ الأديان ؟
من يغسلُ الدّماءَ عن حجارةَ الجُدران ؟
*************************************** ***************************************
أخي إنَّ في القدس أختاً لنا أعدَّ لها الذابحون المُدى
أخي قمْ إلى قِبلةِ المَشرقين لِنحمي الكنيسةَ والمسجِدا
أخي قم إليها نَشُقُ الغِمار دما ً قانيا ً ولظًى مرعِدا ُ
أخي إن جرى في ثراها دمي وأطبقت فوقَ حَصاها اليَدا
ونادى الحِمام وجُنَّ الحسامُ وشبَّ الضِّرامُ بها مَوقدا
فَفَتِّش على مُهجةٍ حُرَّة أبت أن يمرَّ عليها العِدا
وخذ رايةَ الحقِّ مِن قَبضةٍ جَلاها الوَغى ونماها النَّدى
وقَبِّل شهيداً على أرضِها دعا بِسمها اللهَ واستُشهِدا
فِلَسطينُ يفدي حِماكِ الشبابُ وجل َ الفدائيُّ والمُفتدى
فِلَسطينُ تحميكِ منَّا الصُدورُ فإمّا الحياةُ وإمّا الردى
إنتهت
ملاحظة : الأبيات الشعرية التي وردت في المسرحية لكل من الشعراء ...
1: الشاعر تميم البرغوثي...
2: الشاعر يوسف العظم
3: الشاعر نزار قباني ...
4: الشاعر علي محمود طه
5: كتاب العرب واليهود في التاريخ للمؤلف أحمد سوسة
6: الجمل النثرية خالد أبو طماعه
للمخرج الصلاحية فيما يراه مناسبا
تأليف : خالد يوسف أبو طماعه
25/10/2009
تعليق