كافور الأمس واليوم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سعد هاشم الطائي
    أديب وكاتب
    • 05-08-2010
    • 241

    كافور الأمس واليوم

    [align=center]
    [frame="4 98"]

    كافور الأمس واليوم


    يا شاكيَ الهمِّ لما زارَه ُ العيـدُ .. همّي وهمُّكَ عند البعض ِمقصــــــودُ


    مــــاذا لقيتُ من الدنيا؟ ومــا لقيتْ .. عيناكَ ؟غيرَ الأسى والعهدُ معهودُ

    من عهــــدِ آدمَ والدنيا كفاجرةٍ ..تهوى البغـــاة َويهــــواها الرعــــــاديدُ

    حظُّ الدنـيء إلى العليــــاءِ يسبقُــــــهُ .. وحظُّ كلِّ عفيف ِالنفس ِتسهيدُ

    من بـؤسِ أيامِنا يصطــــــــادُني أرقٌ ..فلم تطفْ فـيَّ أو فيكَ الأغاريدُ

    أبا المحســّــدِ ما شكواي تنفعُـــني .. وأنتَ من قبل في شكواك َمحسودُ

    من ألف ِعــامٍ وعرقوبٌ يـواعـــدُنا ..وما لعرقوب في الدنيــا مواعيــدُ

    لكنّني ألمــــــــحُ الأحزانَ تسحقُني ..فأشتكي صابراً والحزنُ ممـــدودُ

    أمسيتُ أحسبُ أن الشمسَ بازغةٌ .. على العراقِ وأنـّي اليــوم مـولـودُ

    وأنـــّني بعــدَ ظلمِ الأمس منتصِفٌ ..وقد تصدى لأمرِ الناسِ صنــــديدُ

    فكدتُ أقسمُ أنَّ العدلَ منتشرٌ ..فيـــــهِ وأيـامـُـــــهُ غـــــــرٌّ أماليــــــــــدُ

    حتى استبقتُ إلى الخيراتِ أقـطفُــها .. فساءني أنَّ مسعى القطفِ تفنيــدُ

    ما زلتُ في زمــــــنٍ مُرٍّ يعانـدُنـــــي ..أســـــــيادُهُ كلُّهم بَهـــــمٌ مناكيــــدُ

    أكلَّما خلتُ أنَّ الحالَ قد حَسُنتْ ..ينالُ ما يشــــــــتهي الصمُّ الجلاميـــــدُ ؟

    وكلَّما أشتهي أمراً يصــــارعُني ..فيه الذي تزدهي من أجلِــــــــه ِ البيدُ

    لم أدرِ أنَّ الذي يقتـــاتُ من درنٍ.. لا ينثـــــــــني حين تغريه العناقيـــدُ



    ***

    أبا المحسـّـدِ عيــدُ الفطر ِ أيقضـــني .. من غفــــوةٍ جلّها صــدحٌ وتغر يــدُ

    ألفيتُ في البيـــدِ أحـلامي وقافلتي ..تسيرُ واحــــــــــدةً والدربُ مفقــــــودُ

    فصــوروا الخيرَ فيهـــا حيثمـــا نزلتْ ..وليس مـن أمرِ ذاك الخيرِ موجـــودُ

    وصادروا دون خـــــــــــوف ِاللهِ أمتعتي ..وأورثــــــــوها لبكمٍ منهُمُ الغيـــدُ

    حتى اكتشفتُ صباحَ العيدِ مهزلةً .. أنــــّـــي بزعمٍ لمخــــــــــدوعٌ ومردودُ

    مــــالي تطــــــــاوعُني نفسي لمعرفــــــةٍ ..وتزدريني حثــالاتٌ جـــــلاميــدُ

    للهِ أمري وقــــد صُيرتُ لا أسفــــاً .. للعلمِ أهوى وعنــدي الجهلُ مصفـودُ

    مــــا كنتُ أعلمُ أن العلمَ دبَّ بـِــه ِ.. هذا الفسادُ فشاع النتنُ ؛ لا العــــــــودُ

    حسبي من العلمِ ما قـــد نلتُ مرتبةً .. فسيفُه ُبين حشدِ الجهــــلِ مغمـــــــودُ

    دع ِ الشهادات يزهــــــو في مخايلها .. الجاهلون فبعضُ الجهـــل ِمعبـــــودُ

    لـو يرتــوي العلمَ أفّـــاكٌ بمخلبِـــــــــه ِ.. فكلُّ علمٍ سوى ما نال محمـــــودُ

    أبا المحسّـــــدِ أأسى حين تنشــــــدُني .. وأنتَ في العيدِ مهمــومٌ ومنجــــودُ

    غامتْ همــوماً سمائي وهــــي ممطرةٌ .. عليَّ والهمُّ في دنيــاي محشـــــودُ

    لئــن شـــــدوتَ لحزنٍ ظـــلَّ يجمعُنـــا .. فإنــّما شــــدوي المـحزونُ تجديــــدُ

    يا عيدُ قد جئتَ فيما كنتُ أحذرُه ُ.. (عيــــــــدٌ بأسوءِ حالٍ عدتَ يا عيـــدُ )


    ***


    أبا المحسّـــــدِ هــــــل تأسى وقد دمعت ْ .. عيناي؟ إذ ليس في الأحكامِ توحيدُ

    فإنْ شكـــــــــوتَ عبيـــــداً يظلمون ففي .. أرجـــــائنا منهُمُ بيــــضٌ أماليــــــدُ

    لو كان ذو المشفرِ المخصيّ يحكمُنا .. لهــــــــــوّن الأمرَ أنَّ العبـــدَ رعديـــــدُ

    لكنّ شجـــــــــوي بأنَّ العبدَ في بلـدي .. لـم يخصَ والرقُّ في جنبـيهِ مولــودُ

    ( لا تشترِ العبدَ ) ما عـــــادتْ تسـايرُه ُ.. إنَّ الرصاصَ لفي كفيــــهِ موجـــــودُ

    بالأمس تشكو كويفيراً وتلعنُــــــــهُ .. ولعـــــــــنُ كافور في ديني لمحمــــــــودُ

    واليـــــــــوم أشكو زماناً زادهُ شرفاً .. حتى كأنـــّـــه ُفي إيمانِـــــهِ هـــــــــــــودُ

    ترنيمـــــةُ العمر ِأنْ نحيــــــا وواحــدهم .. مســــــلّطٌ فيـــه للآتــين تمهيــــــــدُ

    لـــو يرتـــــــــدي الخــــزَّ مزدانــاً بـبزتِـــه ِ.. لكثرة ِالســبك ِقــــد يحتـــارُ داودُ

    لا يعرفُ الجــــــــــودَ منهم واحـدٌ ولهم .. ـــ في ظلمِ من يهتدوا في نورِه ِـــ جودُ

    مـا هكذا الظـنُّ في حمرٍ معـــالـمُهم .. حُمرُ الوجـــوهِ قراقيــــــــشٌ لغاديـــــــــــدُ

    مــن الطعـــــامِ ضخـــامُ الروس ِتحسبُهم .. شبــــــهَ البهــائمِ لا عقـــــلٌ ولا جيـــدُ

    فيهرعــون إلى اللـــــذاتِ تـقـــدمُهم .. أهـــــــــواءُ فاجرةٍ لــــــو أمـــّــها السِّيـــــدُ

    لا يهتـــــــــــدون لـمَنْ أثرتْ مخــــــايلُهم .. ويصطفيهم ضعافُ الدودِ لا الــدودُ

    أحبـــــابُ مَـــنْ جهلوا أعـــــداءُ مَــنْ علموا .. لهم علينا برغم الجهـــلِ تسويـــــدُ

    ويحفرون أخــــــاديــــــــــداً لنــــــا ولهم .. عنـــــــدَ الرقيب ِبأخراهم أخاديــــــــدُ

    هم يمكـــــرون ومكرُ اللهِ يوســــــــــــعُهم .. ومكرُهم في عبــــــــــادِ اللهِ محـــــدودُ

    اللهُ حسبي وهم لا حسب َعنــــدهُمُ .. ســـــــيسفرُ الفجرُ والدنيــــــا أغــــاريــــــدُ

    ستشرقُ الشمسُ للأحرارِ في وطـني .. وتنتهي للردى أيـــــامُنـــــــــا الســــــــــودُ



    سعد هاشم الطائي
    [/frame][/align]
    التعديل الأخير تم بواسطة سعد هاشم الطائي; الساعة 21-08-2010, 20:07.
  • سالم العامري
    أديب وكاتب
    • 14-03-2010
    • 773

    #2

    ما أشبه الليلة بالبارحة .... !!
    لله أنت يا أبا المحسد،
    أكنت تمد للشعراء جسراً من شكواكَ
    إذ تعجب بأنك مما أنت شاكٍ منه محسود؟!
    أم أطلعت على غيب من الأمر قبل نيف من القرون،
    فهالكَ الكوافير فلذتَ بها قصيدة مدوية!!
    أم إن التاريخ يعيد نفسه....؟!
    الأستاذ الشاعر سعد هاشم الطائي
    شكراً على هذه القصيدة الشكوى لأبي المحسد...
    فما أشبه كوافير اليوم بكافور أمس،
    وما أشبه الليلة بالبارحة....
    ويظل جميل الشعر نفثة المصدور...
    لك صادق ودي والامنيات

    سالم



    إذا الشِعرُ لم يهْزُزْكَ عند سماعهِ
    فليس جديراً أن يُـقـالَ لهُ شِــعْــرُ




    تعليق

    • محمد الشاعر
      أديب وكاتب
      • 09-04-2010
      • 273

      #3
      الأخ الجميل /سعد هاشم
      ما أروع الشعر إذا ما كان هناك شعر مثل ما قرأت
      ذكرّتني بفنياتك العالية بالمتنبي مع الفارق الشاسع فهو كما تعلم مدح وتغنّي في كافور
      وأنت تألمت وتألمنا معك, لك مستقبل باهر في هذه المعلقات التي تعلق دائما بأذهاننا عندما نمر عليها تحيتي لك , دمت متألقا يا حبيبي
      sigpic

      تعليق

      • سعد هاشم الطائي
        أديب وكاتب
        • 05-08-2010
        • 241

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة سالم العامري مشاهدة المشاركة
        ما أشبه الليلة بالبارحة .... !!
        لله أنت يا أبا المحسد،
        أكنت تمد للشعراء جسراً من شكواكَ
        إذ تعجب بأنك مما أنت شاكٍ منه محسود؟!
        أم أطلعت على غيب من الأمر قبل نيف من القرون،
        فهالكَ الكوافير فلذتَ بها قصيدة مدوية!!
        أم إن التاريخ يعيد نفسه....؟!
        الأستاذ الشاعر سعد هاشم الطائي
        شكراً على هذه القصيدة الشكوى لأبي المحسد...
        فما أشبه كوافير اليوم بكافور أمس،
        وما أشبه الليلة بالبارحة....
        ويظل جميل الشعر نفثة المصدور...
        لك صادق ودي والامنيات

        سالم
        استاذي الفاضل

        اسعدني مروركم الجميل
        وعبق حروفكم
        لك شكري وامتناني
        ودمت لكل خير

        تعليق

        • سعد هاشم الطائي
          أديب وكاتب
          • 05-08-2010
          • 241

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة محمد الشاعر مشاهدة المشاركة
          الأخ الجميل /سعد هاشم
          ما أروع الشعر إذا ما كان هناك شعر مثل ما قرأت
          ذكرّتني بفنياتك العالية بالمتنبي مع الفارق الشاسع فهو كما تعلم مدح وتغنّي في كافور
          وأنت تألمت وتألمنا معك, لك مستقبل باهر في هذه المعلقات التي تعلق دائما بأذهاننا عندما نمر عليها تحيتي لك , دمت متألقا يا حبيبي
          [align=center]
          [align=center]
          استاذي الفاضل

          عندما اجد حروفك تتملكني النشوة والسعادة
          فحروفك شهادة اعتز بها
          لك شكري وامتناني
          ودمت لكل خير
          [/align]
          [/align]

          تعليق

          • حيدر الوائلي
            أديب وكاتب
            • 07-02-2013
            • 180

            #6

            أخي العزيز
            الشاعر الرائع
            سعد الطائي

            نص نقي
            وقوي المنزلة
            نص يجابه الذات ومحيطها
            ويجابه نص أبي الطيب المتنبي
            وأُثني على هذا الحس الوطني السامي..
            وهذا التصوير الدقيق لواقع الحال ما بين الأمس واليوم..
            لك مودتي
            واحترامي
            وتقديري

            تعليق

            • محمد تمار
              شاعر الجنوب
              • 30-01-2010
              • 1089

              #7
              بوركت شاعرنا الكبير
              سعد هاشم الطائي
              قصيد هادف امتاز بطول النفس
              وربط الماضي بالحاضر بتمكن واضح
              فبارك الله في قلمك ..
              أخي الفاضل
              هذه بعض الأخطاء الكيبوردية

              أبا المحسـّـدِ عيــدُ الفطر ِ أيقضـــني .. من غفــــوةٍ جلّها صــدحٌ وتغر يــدُ

              أيقظني..

              واليـــــــــوم أشكو زماناً زادهُ شرفاً .. حتى كأنـــّـــه ُفي إيمانِـــــهِ هـــــــــــــودُ
              ليتك لم تقبض مدّ الهاء في كأنّه..
              لـــو يرتـــــــــدي الخــــزَّ مزدانــاً بـبزتِـــه ِ.. لكثرة ِالســبك ِقــــد يحتـــارُ داودُ
              داوود..
              لا يعرفُ الجــــــــــودَ منهم واحـدٌ ولهم .. ـــ في ظلمِ من يهتدوا في نورِه ِـــ جودُ
              النحو والمعنى هنا يقتضيان " يهتدون "..
              تقبل خالص مودتي وإعجابي
              التوقيع...إذا لم أجد من يخالفني الرأي..خالفت رأي نفسي ليستقيم رأيي

              تعليق

              • سعد هاشم الطائي
                أديب وكاتب
                • 05-08-2010
                • 241

                #8
                الأخ الكريم الأستاذ حيدر الوائلي
                أسعدني مرورك الرائع ولو كان بعد لأي تقبل مودتي

                تعليق

                • سعد هاشم الطائي
                  أديب وكاتب
                  • 05-08-2010
                  • 241

                  #9
                  الأستاذ الرائع محمد تمار
                  انت دائما كريم معي، أقدم أخطائي فتقدم التصحيحات لها، ثق اني أحترم كل كلمة تقدمها لي، وأعمل بها. لاعدمتك أستاذا كبيرا وأخا رائعا.

                  تعليق

                  • محمد تمار
                    شاعر الجنوب
                    • 30-01-2010
                    • 1089

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة سعد هاشم الطائي مشاهدة المشاركة
                    الأستاذ الرائع محمد تمار
                    انت دائما كريم معي، أقدم أخطائي فتقدم التصحيحات لها، ثق اني أحترم كل كلمة تقدمها لي، وأعمل بها. لاعدمتك أستاذا كبيرا وأخا رائعا.
                    أعتزّ بأخوّتك أخي الفاضل
                    وأشيد بتواضعك أيها الشاعر الكبير
                    خالص مودتي
                    التوقيع...إذا لم أجد من يخالفني الرأي..خالفت رأي نفسي ليستقيم رأيي

                    تعليق

                    • محمد ذيب سليمان
                      عضو الملتقى
                      • 10-04-2014
                      • 95

                      #11

                      بالأمس تشكو كويفيراً وتلعنُــــــــهُ .. ولعـــــــــنُ كافور في ديني لمحمــــــــودُ

                      واليـــــــــوم أشكو زماناً زادهُ شرفاً .. حتى كأنـــّـــه ُفي إيمانِـــــهِ هـــــــــــــودُ


                      والله لا ادري من اين اقتبس ولا ماذا اقتبس وكل ما جئت به مشح قوي
                      لو لم تقل سوى هذين لكانا كافيين لشرح الحالة
                      كل الحب لقلبك

                      تعليق

                      • سعد هاشم الطائي
                        أديب وكاتب
                        • 05-08-2010
                        • 241

                        #12
                        أستاذي الرائع محمد ذيب سليمان
                        أعتزُّ كثيرا بما تقوله، اسمح لي أن أجعل هذا الكلام (شهادة تقديرية) أعلقها في مخيلتي، فأنا ما زلت طالبا في مدرسة الشعر، لك مني كل التقدير والاحترام.

                        تعليق

                        • محمد ابوحفص السماحي
                          نائب رئيس ملتقى الترجمة
                          • 27-12-2008
                          • 1678

                          #13
                          الشاعر الرائع سعد هاشم الطائي
                          تحياتي
                          لكل زمان كافور و ويوجد في زمان ذلك الكافور متنبيٌ حتى تتقرر عملية التوازن التي بُـنيَ عليها نظام الكون.
                          نَــفَسُ المتنبي يملأ قصيدتك حتى كأنها الوجه الثاني لقصيدته المشهورة .
                          تقبل تقديري و احترامي
                          [gdwl]من فيضكم هذا القصيد أنا
                          قلم وانتم كاتب الشعــــــــر[/gdwl]

                          تعليق

                          • سعد هاشم الطائي
                            أديب وكاتب
                            • 05-08-2010
                            • 241

                            #14
                            الأستاذ الرائع محمد أبو حفص السماحي
                            شكرا على هذا الاطراء الجميل ولكن لسان حالي يقول: أين أنا من المتنبي؟ وأين أرضي من سماه؟ لا يسعني الا أن أشكر أناملك الرائعة ودمت أخا لي في الله.

                            تعليق

                            يعمل...
                            X