نَظرَة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصطفى حمزة
    أديب وكاتب
    • 17-06-2010
    • 1218

    نَظرَة

    [align=right]

    [align=center]نَظرةٌ[/align]


    لَمَحَهُ من بعيد ، يجلس وحده في زاوية المقهى الصَيفيّ ، إلى طاولة منفردة ، يتناول وجبـة طعامه .. إنه هو ، والدها !
    راحَ يتذكّر ملامحها من ملامحه : العينين الخضراوين ، والوجهَ الأبيضَ المسـتديرَ، تلفّتَها ونظراتها ، حركةَ يديها .. سبحان الله ! خفق فؤادُه بشدّة ، وأحسّ بلذّةٍ مُؤلِمَةٍ .. وتمنّى أن يسـمعَ صوتَها من صوته ..
    ترك فنجان الشاي من يده وقام متّجهاً إليه ، حين وصل إلى طاولته لم يكن يدري ماذا سيقول كان فقط يريد أن يسمع صوتَه ..
    - السلامُ عليكم .
    رفع الشيخُ السّتينيّ رأسَه عن طبق الطعام :
    - وعليكم السلام ورحمة الله !
    اشتدّ خَفَقانُ قلبه حين سمع صوتَه ، وأحسّ بطيفٍ يحوم حول الطاولة .. تماسك ورسم على شفتيه ابتسامةً ، وقال بِأدبٍ :
    - أنا آسفٌ يا حاجّ ! رأيتُك وأنا جالسٌ هُناك – وأشار بيده إلى طاولته التي كان يجلس إليها - فأحببتُ أن أسلّم عليك . ألم تعرفني ؟
    أجابه الشيخُ بابتسامةٍ حنونة :
    - لا والله - من غَيْر شرّ - تفضّلْ يا بُنيّ اجلسْ ، مُدّ يدَكَ ، شارِكْني غَدائي المتواضعَ .
    تناول الكرسيّ القريبَ وجلس بهدوء :
    - شُكراً ، صحّة وهَنا .. طمئنّي عنكَ يا حاجّ ، كيف الهمّة ؟
    - الحمد لله .. تشكيلة واللهِ يا بُنيّ ! السّكّر والضغط والرّبو .. نحمده على كلّ شيء .
    كان يهزّ رأسَه بأسفٍ وهو يُتابع كلمات الشيخِ الشاكيةَ ، ويسمع في الوقت نفسه من كلماته موسيقا حالمةً أرجعتْه خمسـاً وعشرين سنةً إلى الوراء !
    - عافاك اللهُ يا حاجّ ، عافاك الله .. المَصيفُ الجبليُّ هُنا يُخفّفُ الرّبوَ ، أليس كذلك يا حاجّ ؟
    - طبْعاً ، الهواءُ الجبليُّ الجافّ دواءٌ للرّبوِ ، لذلك أنا أقضي مُعظمَ أيّامِ الصيفِ هنا .. الحاجّة لا تحبّ مغادرةَ المدينة .. وأنا لا أُطيقُ الرّطوبةَ هناك .. الحمد لله . تأتي إليّ كُلَّ خميس وجمعة وتعود إلى البلد صباحَ السبت .
    سكتَ لحظة ، ثم ابتسم بِطِيبةٍ ، وقال له :
    - عدمَ المؤاخذة يا بنيّ ، ما تعرّفْنا !
    - نحن جيران يا حاجّ .. أنا عفيف ، عفيف حسين .. كُنّا نسكن ..

    لَمَعَتْ عينا الشيخِ الخضراوان ، وقاطعه بِحَفاوَةٍ :
    - أهلاً أهلاً أهلاً .. طبعاً نحن جيران .. جيران العمر .. رحم اللهُ أباكَ .. كيف حالك يا بني ؟
    كيف أمّك وإخوتك ؟ أين أنت في هذه الأيام ؟
    - بخير والحمدُ لله ..
    وحكى له مُوجَزاً عن مسيرة ربع قرن ، منذ أن تخرّج في كليّة الآداب ، إلى أن صار أباً لأربعة أبناء أكبرُهم بنت في السابعة عشرة ، وأصغرهم في الخامسة ، وعن عشر سنين معاناةً قضاها في البلد بعدَ تخرّجه ، قبلَ أن يُكرمَهُ اللهُ بعقد عملٍ في دولةِ الإمارات ، فتحسّنتْ أحوالُهُ ، واشترى بيتاً في اللاذقية وآخَرَ في المصيف ، هنا حيثُ يقضي إجازته الصيفيّة معَ عائلته كُلّ سَنةٍ .
    كان الشيخُ يُصغي إليه مُعجَباً ، وحين توقف عن الكلام سأله فجأة :
    - الآن تذكرت .. ألم تكن أنتَ و تَقِيّة ، ابنتي ، زملاءَ في الجامعة ؟
    آه .. تَقِيّة.. أبوها .. صوتُها .. طيفُها .. ريحُها !!
    أجاب وعيناه سارحتان في وجه الشيخ :
    - نعم.. طبعاً .. نحن كُنّا زملاء ، وكُنّا نتبادل أحياناً بعضَ المراجع ، ونتعاونُ في كتابةِ البحوث .
    وماذا يُمكن أن يزيد على ذلك !
    أطرقَ سارحاً .. لم يسمعْ من أخبارها شيئاً منذ سنين وسنين.. شعَرَ بالظّمأ لأنْ يعرفَ شيئاً ما عنها.. أينَ هي الآن ؟ فقط يُريد أن يعرف أينَ هي الآن ..أينَ تسكن .. لعلّه يقصدُ الشارعَ ، أو الحارةَ ..
    - ما أخبارُها يا حاجّ ؟ بالتأكيد تزوّجت و ..
    - مَنْ ، تقيّة ؟ أووه ، وصار عندها خمسُ بناتٍ .. لم تُرزق بصبيان .
    ودمعتْ عينا الشيخ :
    - لم أرَها ، هي وبناتها وزوجها ، من سنتين ..
    - لماذا ؟! خيرٌ إن شاء الله ؟
    - هُمْ بخير والحمدُ لله ، في فرنسا .. تزوّجَها مهندسٌ ، وهاجروا جميعاً إلى هناك ، من عشـر سنين الآن صاروا كلّهم فرنسيين ، أعطوهم الجنسيّة ..
    هزّ رأسَه مبتسماً ابتسامةً مريرة :
    - ترى وجهَهُمْ بخيرٍ إن شاءَ الله يا حاجّ ..
    - سلّمك الله يا بنيّ ..
    ثم استدرك الشيخُ مُبتسماً ً :
    - نسيتُ أنْ أسألكَ ، لماذا أنتَ وحدَكَ ؟ أين زوجتك وأولادك ؟
    - سيحضرون بعد قليل ، سبقتُهم إلى هنا .. لأنفردَ بنفسي قليلاً ..

    ثمّ لَمَحَهُمْ وهم يدخلون بابَ المقهى ، فخفَقَ قلبُه بشدّة ! أفاقَ من حُلُمِهِ الغائِمِ !
    كانت ابنتُه تسيرُ إلى جانب أمّها ؛ صبيّةً يُطلّ وجهُها من خلال الحجاب كالقمر ، تُمسك يدَ أمّها ويلفّهما معاً جِلبابُ الحياء .. ومن خلفِهِما صِبيانُهُ الثلاثة بوجوههم البريئة الوضيئة .. تُزَيّنهم الصحّةُ والعافية..
    توقّفوا عندَ مدخلِ المقهى يبحثون عنه بنظراتهم . راح يتأمّلهم وكأنّه يراهم أولَ مرّة ! شعرَ بسعادةٍ غامرةٍ ، وبسكينةٍ تهبطُ على قلبه .. رآهُ الصغيرُ ، فأفلتَ يدَ أمّهِ وانطلقَ إليه ..
    هبّ عن كرسيّه نحوَ ابنه ، فالتَقَطَهُ ورفعه في الهواء وراحَ يُقبّل خدّيه ورقبتَهُ ..ثمّ توجّهوا جميعاً إلى طاولتِه البعيدةِ ..
    ونَسِيَ أنْ يُسلّمَ على الشيخ !!
    [/align]
  • محمد فطومي
    رئيس ملتقى فرعي
    • 05-06-2010
    • 2433

    #2
    سوف لن أنسى أن أسلّم عليك أستاذي الكبير،قبل أن أخرج من نصّك البديع.
    عمل أدبيّ متميّز في نظري ؛ استلهم من البساطة معانيه العميقة و من سهولة التّعاطي معه ،قراءة ،مناعة التفرّد .تسلم ،ودمت بخير.
    مدوّنة

    فلكُ القصّة القصيرة

    تعليق

    • عبدالكريم وحمان
      أديب وكاتب
      • 18-05-2010
      • 127

      #3
      أستاذي مصطفى حمزة
      شدني نصك و سردك الجميل
      ترى ، هل الحب القديم كالنار تحت الرماد؟
      نعتقد أنه دفن و لكن في الحقيقة يخرج الى الوجود
      في لحظة ما
      لك كل التقدير أستاذي


      تعليق

      • آسيا رحاحليه
        أديب وكاتب
        • 08-09-2009
        • 7182

        #4
        هكذا إذا , ظهر الواقع فتبدّد الحلم أو الوهم و طارت الذكرى ..
        أعجبتني هذه القصة..سرد سلس و حوار شيّق , ولغة سليمة..
        استمتعت بالقراءة .
        تحيّتي لك.
        يظن الناس بي خيرا و إنّي
        لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

        تعليق

        • خالد يوسف أبو طماعه
          أديب وكاتب
          • 23-05-2010
          • 718

          #5
          الأستاذ القدير / مصطفى حمزة
          كل عام وأنت بخير
          رمضانك كريم ومبارك
          نص جميل ولغة سلسة ورصينة
          ربما أختلف مع من مروا وعلقوا على النص
          ولكل قارئ رؤيته وتذوقه في النصوص
          فكرة النص جميلة وتتحدث عن ذكرى سرعان
          ما تصطدم بالواقع الذي نعيش وتبقى في نهاية
          الأمر مجرد نشوة عابرة ونستفيق منها .....
          كانت ابنتُه تسيرُ إلى جانب أمّها ؛ صبيّةً يُطلّ وجهُها من خلال الحجاب كالقمر ، تُمسك يدَ أمّها ويلفّهما معاً جِلبابُ الحياء .. ومن خلفِهِما صِبيانُهُ الثلاثة بوجوههم البريئة الوضيئة .. تُزَيّنهم الصحّةُ والعافية..
          هذه التفاتة مهمة وهي تحريض الفتيات على الالتزام بما
          أمر به ربنا أمهات المؤمنين من ارتداء الحجاب والتطهر
          والعفاف وهذا لا يتطرق له للأسف الكثير من الكتاب في
          مجال القصة سوى القليل منهم وهذا في رأيي أحسبه للسارد
          في توجيه رسالة مهمة لتلك الشريحة من المجتمع
          أستاذي الفاضل لا أجد كلمات الشكر التي أجود بها لهذا النص المتألق

          تقبل مني المرور المتواضع وارجو المعذة لأنني لم أعط النص حقه في التعلق
          احترامي وتقديري
          التعديل الأخير تم بواسطة خالد يوسف أبو طماعه; الساعة 24-08-2010, 20:44.
          sigpicلن نساوم حتى آخر قطرة دم فينا

          تعليق

          • إيمان الدرع
            نائب ملتقى القصة
            • 09-02-2010
            • 3576

            #6
            الأستاذ الفاضل: مصطفى حمزة:
            نصّ رائع...أحببته كثيراً ، وأسجّل إعجابي به..
            كم تنصب الذكرى فخاخها في نفوسنا
            فتأخذنا للحظات إلى زمنٍ ولّى ومازال ينبض في الحشايا
            ولكننا نرى أن الحاضر أحلى...بتجلّياته بواقعيّته..
            بأرض ثابتة نقف عليها ، تحمينا وتسعدنا..
            سلمت يداك أخي مصطفى..ياطيب الخصال والسريرة
            دُمتَ بخيرٍ وسعادةٍ...

            تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

            تعليق

            • مصطفى حمزة
              أديب وكاتب
              • 17-06-2010
              • 1218

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة محمد فطومي مشاهدة المشاركة
              سوف لن أنسى أن أسلّم عليك أستاذي الكبير،قبل أن أخرج من نصّك البديع.
              عمل أدبيّ متميّز في نظري ؛ استلهم من البساطة معانيه العميقة و من سهولة التّعاطي معه ،قراءة ،مناعة التفرّد .تسلم ،ودمت بخير.
              [align=right]
              ====
              وعليك سلامٌ من الله ورحمة من لدنه . الكبير هو الله أخي الحبيب محمد .
              أثمّن قراءتك الهادئة الواعية ، وذائقتك الأدبيّة الأصيلة ، وأشكر تأدّبك الراقي
              دمتَ بألف خير
              [/align]

              تعليق

              • مصطفى حمزة
                أديب وكاتب
                • 17-06-2010
                • 1218

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة عبدالكريم وحمان مشاهدة المشاركة
                أستاذي مصطفى حمزة
                شدني نصك و سردك الجميل
                ترى ، هل الحب القديم كالنار تحت الرماد؟
                نعتقد أنه دفن و لكن في الحقيقة يخرج الى الوجود
                في لحظة ما
                لك كل التقدير أستاذي
                [align=right]
                ===
                أخي الأكرم عبد الكريم
                أسعد الله أوقاتك بكل الخير
                أكبرُ ظني أننا لا نملك قلوبَنا ، رغمَ أنها محميّةٌ بضلوعنا ، وتصحبنا من المهد إلى اللحد !!
                أشكرك على كلامك الطيب ، ولك تحياتي وتقديري
                [/align]

                تعليق

                • مصطفى حمزة
                  أديب وكاتب
                  • 17-06-2010
                  • 1218

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
                  هكذا إذا , ظهر الواقع فتبدّد الحلم أو الوهم و طارت الذكرى ..
                  أعجبتني هذه القصة..سرد سلس و حوار شيّق , ولغة سليمة..
                  استمتعت بالقراءة .
                  تحيّتي لك.
                  [align=right]
                  ====
                  أختي الفُضلى آسيا
                  أسعد الله أوقاتك ، وبنى لك عنده بيتاً في الجنّة
                  هكذا ؟! أتظنينه حُلُماً ووهماً ؟!! إنها قراءتك ورؤيتك
                  أما تعليقكِ على القصّة فنياً ، فعلى الرغم من إيجازه إنه يدلّ على ذائقة سليمة واطلاعٍ أدبيٍ وافٍ
                  لكِ تحياتي وتقديري
                  [/align]

                  تعليق

                  • مصطفى حمزة
                    أديب وكاتب
                    • 17-06-2010
                    • 1218

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة خالد يوسف أبو طماعه مشاهدة المشاركة
                    الأستاذ القدير / مصطفى حمزة
                    كل عام وأنت بخير
                    رمضانك كريم ومبارك
                    نص جميل ولغة سلسة ورصينة
                    ربما أختلف مع من مروا وعلقوا على النص
                    ولكل قارئ رؤيته وتذوقه في النصوص
                    فكرة النص جميلة وتتحدث عن ذكرى سرعان
                    ما تصطدم بالواقع الذي نعيش وتبقى في نهاية
                    الأمر مجرد نشوة عابرة ونستفيق منها .....
                    كانت ابنتُه تسيرُ إلى جانب أمّها ؛ صبيّةً يُطلّ وجهُها من خلال الحجاب كالقمر ، تُمسك يدَ أمّها ويلفّهما معاً جِلبابُ الحياء .. ومن خلفِهِما صِبيانُهُ الثلاثة بوجوههم البريئة الوضيئة .. تُزَيّنهم الصحّةُ والعافية..
                    هذه التفاتة مهمة وهي تحريض الفتيات على الالتزام بما
                    أمر به ربنا أمهات المؤمنين من ارتداء الحجاب والتطهر
                    والعفاف وهذا لا يتطرق له للأسف الكثير من الكتاب في
                    مجال القصة سوى القليل منهم وهذا في رأيي أحسبه للسارد
                    في توجيه رسالة مهمة لتلك الشريحة من المجتمع
                    أستاذي الفاضل لا أجد كلمات الشكر التي أجود بها لهذا النص المتألق

                    تقبل مني المرور المتواضع وارجو المعذة لأنني لم أعط النص حقه في التعلق
                    احترامي وتقديري
                    [align=right]
                    =====
                    أخي الأكرم الأستاذ خالد
                    حياك الله وأكرمك ، وأسعد كل أوقاتك
                    وقفتُك الفنيّة مع النص مُطوّلة ، وهي أدبٌ على أدب ، وتشفّ عن ناقد أديب
                    واقتباسُك دلّ على قطعةٍ من عقلك النيّر ، وقلبك المؤمن الطاهر
                    شكر الله لك وجعل ما قلتَ في ميزان حسناتك
                    تقبل تحياتي وتقديري

                    تعليق

                    • آسيا رحاحليه
                      أديب وكاتب
                      • 08-09-2009
                      • 7182

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى حمزة مشاهدة المشاركة
                      [align=right]
                      ====
                      أختي الفُضلى آسيا
                      أسعد الله أوقاتك ، وبنى لك عنده بيتاً في الجنّة
                      هكذا ؟! أتظنينه حُلُماً ووهماً ؟!! إنها قراءتك ورؤيتك
                      أما تعليقكِ على القصّة فنياً ، فعلى الرغم من إيجازه إنه يدلّ على ذائقة سليمة واطلاعٍ أدبيٍ وافٍ
                      لكِ تحياتي وتقديري
                      [/align]
                      أخي الفاضل..
                      شكرا على دعواتك ..
                      قصدت القول أنه مهما كان ذلك الماضي..و قد يكون أكبر من مجرد حلم و أمتن من كونه وهما..قد يكون هو كل الحياة و.. بعض موت..و لكن ألا ترى أن البطل نسي حتى أن يسلّم على الشيخ..الذي رأى فيه صورة الحبيبة- الماضي , و صوتها و طيفها و.. رأى فيه حبه و حلمه...
                      نسي أن يسلم عليه بمجرد أن ظهر الواقع أمام عينيه ..

                      فنّيا ..وجدت القصة مكتملة..و لو لاحظت خللا..كنت اعلمتك به ..لنستفيد من ذلك جميعا..
                      الإيجاز طبعٌ فيّ..ربما لاني اومن بالحكمة القائلة خير الكلام ما قل و دل..و لو أني
                      بصراحة تعجبني إسهابات الإخوة النقاد أو القراء
                      ..
                      تحيّتي و احترامي سيدي.
                      يظن الناس بي خيرا و إنّي
                      لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                      تعليق

                      • مصطفى حمزة
                        أديب وكاتب
                        • 17-06-2010
                        • 1218

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
                        الأستاذ الفاضل: مصطفى حمزة:
                        نصّ رائع...أحببته كثيراً ، وأسجّل إعجابي به..
                        كم تنصب الذكرى فخاخها في نفوسنا
                        فتأخذنا للحظات إلى زمنٍ ولّى ومازال ينبض في الحشايا
                        ولكننا نرى أن الحاضر أحلى...بتجلّياته بواقعيّته..
                        بأرض ثابتة نقف عليها ، تحمينا وتسعدنا..
                        سلمت يداك أخي مصطفى..ياطيب الخصال والسريرة
                        دُمتَ بخيرٍ وسعادةٍ...
                        [align=right]
                        ====
                        أختي الفاضلة الأديبة إيمان
                        أسعد الله أوقاتك بكل الخير
                        يُثلج صدري ويُسعدني أن تلقى خربشاتي إعجاب الأدباء المميّزين فيُحبّوها
                        الذكريات صائدتنا بفخاخها !! صورة طريفة وبديعة ، وإن كنتُ لا أرى العلاقة بيننا وبين ذكرياتنا كعلاقة الصائد بالفريسة ! إنها جزءٌ من حياتنا ، من أعمارنا تزورنا بين الحين والحين مُعزّزة مكرّمة ، فتأخذنا في نزهةٍ إلى الماضي الذي لا يُعطي زمامه لأحد إلا لها ..
                        سلمك الله أختي ، وأرجو الله أن يغسل خصالنا وسرائرنا جميعاً بحبه وتقواه
                        دمت بخير
                        [/align]

                        تعليق

                        • مصطفى الصالح
                          لمسة شفق
                          • 08-12-2009
                          • 6443

                          #13
                          صراحة

                          النص سرقني من نفسي

                          جذبني ولم يفلتني حتى اخر حرف

                          سرد رائع مشوق

                          فيه حض على كرم الاخلاق والعادات

                          دمت بخير

                          تحياتي
                          [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

                          ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
                          لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

                          رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

                          حديث الشمس
                          مصطفى الصالح[/align]

                          تعليق

                          • مصطفى حمزة
                            أديب وكاتب
                            • 17-06-2010
                            • 1218

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى الصالح مشاهدة المشاركة
                            صراحة

                            النص سرقني من نفسي

                            جذبني ولم يفلتني حتى اخر حرف

                            سرد رائع مشوق

                            فيه حض على كرم الاخلاق والعادات

                            دمت بخير

                            تحياتي
                            [align=right]
                            ===
                            أخي الأكرم الأستاذ مصطفى
                            حياك الله وأكرمك
                            أما ردّك فهو من الأدب الجميل بتشخيصه الممتع
                            وأما رأيُك ونقدك فيشفّان عن أديبٍ ذواق ، ذي قلب مؤمن ، وأخلاق سامية
                            أرجو أن تتقبل فائق تقديري واحترامي
                            [/align]

                            تعليق

                            • أ . بسام موسى
                              ناقد
                              • 20-06-2010
                              • 69

                              #15
                              نظرة

                              الأستاذ والأديب الرائع / مصطفى حمزة
                              من قلب الصبر المتأجج في أعماق غزتنا الأبية أبعث إليك تهنئة وتحية متمنيا لك كل خير .
                              النص القصصي تضمن نظرة ... لكنها نظرة عميقة متأملة ربطت بين حلم الماضي الوردي وحاضر الواقع النقي ... فكل الصفحات الماضية مرت كمر السحاب لحظة استفاق البطل على مشهد تراءى فيه نسيم الأبناء والزوجة إلى الحد الذي نسي معه تقديم تحية الوداع لضيفه الشيخ الذي تمثل من نظرات عينيه ماض له جذور في أعماقه .
                              القصة تطرح بقوة موضوع الهجرة العربية إلى بلاد الغرب بعيدا عن الأوطان التي طالما تغنوا بها أو تغنى بها الشعراء ... إما بحثا عن أوطان بديلة غير أوطانهم ، أو أملا في الحصول على جنسيات جديدة تيسر لهم الحركة عبر القارات والمعابر، أورغبة في البحث عن مصادر رزق تنتشلهم من حالة الفقر والحاجة إلى عالم آخر تفوح منه رائحة الانتعاش والرقي ، أو هروبا من القمع الفكري لأصحاب الرأي الحر توجهاً نحو البلدان التي تحترم الحريات وتقاتل لأجل سيادة القانون والديمقراطية .
                              والسؤال الحائر : إلى متى سيبقى الإنسان العربي تائها في البلدان بلا هوية ولا تأشيرة ؟ يحلم بوطنه الحقيقي ولايراه .....
                              - هل قدر على العربي أن يحيا ويموت بعيدا عن موطن الآباء والأجداد ؟
                              * السفر ليس حكرا على أحد
                              في هذا العالم ولكنه ليس الرحيل الأبدي إلى العالم السرمدي بلا نهاية .
                              القصة يا أستاذ مصطفى / رائعة الفكرة ، جيدة الإخراج ، إيقاعها نابض ، لغتها قوية ومحكمة ، جوها النفسي يشد الانتباه نحو المشاعر في حالتي الماضي والحاضر .....
                              فيها تعزيز للقيم فالحجاب أمر إلهي شرعه الدين وفيه زينة للمرأة ، واحترام للدين ..
                              .
                              أحييك من الأعماق .... واقبل احترامي
                              التعديل الأخير تم بواسطة أ . بسام موسى; الساعة 29-08-2010, 18:31.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X