أَنتَ وحدَكْ !
حتَّى حينَ تمتلكُ المكانَ
وتكتبُ الأَحلامَ سطرًا بعدَ سطرٍ . .
في خيالِكَ . .
أَنتَ وحدك !
حتَّى حينَ يبتسمُ الزمانُ
وَينطوي فَصلُ التراجُعِ والتناقُضِ والتقمُّصِ
في حياتك . .
أَنتَ وحدك !
حتى حينَ تستولي على كُلِّ المدى عيناك
وتَرى حقيقتَكَ الطريقُ
وتعشقُ الدنيا قليلًا
أَنتَ وحدك !
حتَّى حينَ يَخطفُكَ الغرامُ
بوردةٍ تُنسيكَ نفسَك . .
ستظلُّ وحدكَ
أَنتَ وحدكَ
هكذا حكَمَ القضاءُ
وهكذا . . سارَ القَدَر
حتى إذا طلع القمر
في ليلِكَ الهمجيِّ
ورأَيتَ سوسنةً يُداعبُها الهواءُ
وتنحني غَنجًا وتضحك . .
ورأَيتَ عُصفورًا تَململَ فوق عُشٍّ دافئٍ تحتَ المطر
ورأَيتَ أَوراقَ الشجر
وسمعتَ صوتَ حمامةٍ هرمتْ . . وأَضناها السفر
ستظلُّ وحدكَ جالسًا خلفَ الضبابِ
وخلفَ أَقبيةِ الضجر
ستظلُّ وحدكَ
عائِمًا فوقَ الفراغِ
تظلُّ تحترفُ السهر
ستظلُّ وهمًا عالـقًـا بينَ الحقيقةِ والخيال
ستظلُّ شيئًا مُبهمًا
ستظلُّ وحدك !
خَبِّئْ نزيفَكَ تحتَ جِلدك
خَبِّئْ وُعودَكَ في إِناءٍ مُهمَلٍ فوقَ الرفوف
لا تعترفْ
بِسواكَ في هذا المدى المنذورِ للموتِ البطيءِ
فأَنتَ وحدك
لا تنجرفْ
مثلَ الرمالِ أَمامَ سيلٍ لا يرى كُلَّ الطريقِ
وأَنتَ وحدك
لا تختلفْ
مثلَ الفُصولِ إِذا اعترى الأَرضَ الدوارُ
ومارستْ هذيانَها كفراشةٍ حولَ اللهب
وتَـلوَّنَتْ وتغيَّرتْ وفقَ المدار
خَبِّئْ تفاصيلَ الحكايةِ واعتكفْ
خَبِّئْ جُذورَكَ في الترابِ
ولا تَخَفْ
ستظلُّ وحدَك
ستعيشُ وحدَك هَهُنا
وتموتُ وحدُك !
تعليق