كتب مصطفى بونيف

دون جوان ..رجل يقال أنه عاش في القرون الوسطى بأوروبا ، ذو تأثير ساحر على الفتيات الجميلات ، كان يؤثر على البنت بجاذبيته ووسامته وحديثه المعسول ، وكان حريصا على أن يكون حوله أجمل الفتيات في عصره ، هذه الشخصية الرومانسية كتب عنها الكثيرون من فلاسفة وأدباء مثل الكاتب الشهير موليير ، وأرنست بلوخ ، وبوشكين ، وحتى الموسيقيين ألفوا عنه أجمل معزوفاتهم مثل الموسيقار الشهير موتزارت ..في أوبيرا "دون جيوفاني " أي "دون جوان"..
ويبدو أن دون جوان أصبح حالة نفسية عند بعض الشباب ، واصبح عندهم "دونجوانية " على طريقة "السادية" و"النرجسية" ..
وعندي صديق من أصدقائي ..دون جوان...فهو من أول جلوسه معي يبدأ في سرد حكاياته مع الجنس الآخر..
" تعرف فاتي ؟؟؟ يا موس لو تشوف فاتي صدقني مش راح تقدر تغمض عنيك ، فاتي معجزة في الجمال ، تعرفت عليها في حفلة عيد ميلاد صديقتي صوفي ...ولا ما تعرفش صوفي ؟؟ صوفي يا حبيبي آية في الحسن والجمال ، وهي صديقة سوزي ، ولا ما تعرفش سوزي ..سوزي يا حبيبي يا موس ، لوحة زيتية متنقلة ، ثم يعود ليتحدث على فاتي ..فاتي هذه لو أنك تقف أمامها تشعر بأنك ستذوب أمام أنوثتها ، ومع ذلك يا موس لم تستطع أن تتمالك نفسها أمام رجولتي ، فبمجرد أن رأتني التصقت بي ، وطلبت أن تتعرف إلي ، وأنا يا موس يا صديقي كنت أعاملها باستعلاء ، وهي كانت تقترب مني ، فتحضر لي الجاتوه ، والكوكا كولا والشاي والقهوة ، وهي اللي خطفت الموبايل من إيدي وسجلت رقم موبيلها عليه ، كل هذا وأنا أتكلم معها من تحت النظارة الشمسية ، والشباب الذين كانوا معي في الحفلة يا موس كانوا سيأكلونني بعيونهم من فرط الغيرة والحقد إذ أني سرقت منهم سمكة حلوة مثل فاتي ...ولما رجعت للبيت يا موس يا حبيبي لم ترحمني من الرنات ومن رسائل الحب ..حتى أن موبيلي فصل شحن كهرباء ..واضطررت أخليه طول اللليل موصول بالكهرباء من فرط رناتها واتصالاتها ...ومع ذلك يا موس يا صديقي العزيز كنت أجيب على أسئلتها باختصار وأتكلم معها تحت ضرسي ..."
ثم راح يحكي لي عن مغامرته مع سوسو التي تعرف عليها في أتوبيس ، عندما جلست بقربه ، وسقطت في غرامه بمجرد أن رأت بنطلونه الجديد وحذاءه الأسود الذي يلمع ، فقالت له " أنا أحب الولد الذي يعتني بحذائه " ..وبدأت قصة الحب...
بصراحة أصبحت أتفادى الجلوس مع صاحبنا ، لأنني أشعر بهبوط معنوياتي ، طبعا ستشعر بالاحباط مع مثل هذا الشخص ، لماذا هو فقط ؟؟ والبقية لا ؟؟؟
وأصبحت أتمنى لو أمتلك الشجاعة وأنفجر فيه مثل أنبوب الغاز " سوسو مين وفاتي مين؟؟ من تظن نفسك ؟؟ يا أخي أوقف قدام المرآة ..أنت تشبه المرحوم الجاحظ ، لا الجاحظ أحلى منك ، وشياكة ماذا اللي أنت مصدعني بيها ، أصلا أنت تشبه المطربين العرب في فترة السبعينات أيام الشعر الطويل والقفص الصدري البارز والسراويل العريضة من تحت ، يا رجل أنت أصلا هارب من كتاب التاريخ ، جايني وكأنك كابيريو ...أنا مش عارف من الحمارة قليلة الذوق اللي أنطست في نظرها وأحبتك ؟؟.."
ثم أعود إلى مكاني وأقول ...لا لن أقول له شيئا ...كلهم يكذبون ..عندك البرلمان والحكومة هم ايضا دونجوانات على الشعب ، يوم الانتخاب لا أحد يذهب والذين يذهبون يصوتون لصالح المعارضة مع ذلك تظهر نتائج الانتخابات لصالح الحكومة ..ولأشخاص لا نحبهم ..ثم يظهر هؤلاء المسؤولون على شاشة التلفزيون يشيدون بحب وغرام الشعب بهم ..ويقول النائب في البرلمان أنه حصد جميع أصوات دائرته الانتخابية من الأحياء والأموات ...
كلهم يكذبون ...حتى جماعة البيت الأبيض وهيئة الأمم المتحدة والإعلام ...كلهم دون جوانات ...
يبدو لي أن الوحيد الذي كان صادقا ، هو العم دون جوان الحقيقي ...
طيب يا سيدي على رأي الأغنية التي تقول
كل البنات تحبك
كل البنات حلوين
طبعا يا سيدي بختك
وأنت اللي زيك مين ؟
طبعا أنتم تعرفون لماذا حكيت لكم هذه الحكاية ،
نلتقي في حلقة إذاعية جديدة من "يوميات المواطن صالح "
مصطفى بونيف

دون جوان ..رجل يقال أنه عاش في القرون الوسطى بأوروبا ، ذو تأثير ساحر على الفتيات الجميلات ، كان يؤثر على البنت بجاذبيته ووسامته وحديثه المعسول ، وكان حريصا على أن يكون حوله أجمل الفتيات في عصره ، هذه الشخصية الرومانسية كتب عنها الكثيرون من فلاسفة وأدباء مثل الكاتب الشهير موليير ، وأرنست بلوخ ، وبوشكين ، وحتى الموسيقيين ألفوا عنه أجمل معزوفاتهم مثل الموسيقار الشهير موتزارت ..في أوبيرا "دون جيوفاني " أي "دون جوان"..
ويبدو أن دون جوان أصبح حالة نفسية عند بعض الشباب ، واصبح عندهم "دونجوانية " على طريقة "السادية" و"النرجسية" ..
وعندي صديق من أصدقائي ..دون جوان...فهو من أول جلوسه معي يبدأ في سرد حكاياته مع الجنس الآخر..
" تعرف فاتي ؟؟؟ يا موس لو تشوف فاتي صدقني مش راح تقدر تغمض عنيك ، فاتي معجزة في الجمال ، تعرفت عليها في حفلة عيد ميلاد صديقتي صوفي ...ولا ما تعرفش صوفي ؟؟ صوفي يا حبيبي آية في الحسن والجمال ، وهي صديقة سوزي ، ولا ما تعرفش سوزي ..سوزي يا حبيبي يا موس ، لوحة زيتية متنقلة ، ثم يعود ليتحدث على فاتي ..فاتي هذه لو أنك تقف أمامها تشعر بأنك ستذوب أمام أنوثتها ، ومع ذلك يا موس لم تستطع أن تتمالك نفسها أمام رجولتي ، فبمجرد أن رأتني التصقت بي ، وطلبت أن تتعرف إلي ، وأنا يا موس يا صديقي كنت أعاملها باستعلاء ، وهي كانت تقترب مني ، فتحضر لي الجاتوه ، والكوكا كولا والشاي والقهوة ، وهي اللي خطفت الموبايل من إيدي وسجلت رقم موبيلها عليه ، كل هذا وأنا أتكلم معها من تحت النظارة الشمسية ، والشباب الذين كانوا معي في الحفلة يا موس كانوا سيأكلونني بعيونهم من فرط الغيرة والحقد إذ أني سرقت منهم سمكة حلوة مثل فاتي ...ولما رجعت للبيت يا موس يا حبيبي لم ترحمني من الرنات ومن رسائل الحب ..حتى أن موبيلي فصل شحن كهرباء ..واضطررت أخليه طول اللليل موصول بالكهرباء من فرط رناتها واتصالاتها ...ومع ذلك يا موس يا صديقي العزيز كنت أجيب على أسئلتها باختصار وأتكلم معها تحت ضرسي ..."
ثم راح يحكي لي عن مغامرته مع سوسو التي تعرف عليها في أتوبيس ، عندما جلست بقربه ، وسقطت في غرامه بمجرد أن رأت بنطلونه الجديد وحذاءه الأسود الذي يلمع ، فقالت له " أنا أحب الولد الذي يعتني بحذائه " ..وبدأت قصة الحب...
بصراحة أصبحت أتفادى الجلوس مع صاحبنا ، لأنني أشعر بهبوط معنوياتي ، طبعا ستشعر بالاحباط مع مثل هذا الشخص ، لماذا هو فقط ؟؟ والبقية لا ؟؟؟
وأصبحت أتمنى لو أمتلك الشجاعة وأنفجر فيه مثل أنبوب الغاز " سوسو مين وفاتي مين؟؟ من تظن نفسك ؟؟ يا أخي أوقف قدام المرآة ..أنت تشبه المرحوم الجاحظ ، لا الجاحظ أحلى منك ، وشياكة ماذا اللي أنت مصدعني بيها ، أصلا أنت تشبه المطربين العرب في فترة السبعينات أيام الشعر الطويل والقفص الصدري البارز والسراويل العريضة من تحت ، يا رجل أنت أصلا هارب من كتاب التاريخ ، جايني وكأنك كابيريو ...أنا مش عارف من الحمارة قليلة الذوق اللي أنطست في نظرها وأحبتك ؟؟.."
ثم أعود إلى مكاني وأقول ...لا لن أقول له شيئا ...كلهم يكذبون ..عندك البرلمان والحكومة هم ايضا دونجوانات على الشعب ، يوم الانتخاب لا أحد يذهب والذين يذهبون يصوتون لصالح المعارضة مع ذلك تظهر نتائج الانتخابات لصالح الحكومة ..ولأشخاص لا نحبهم ..ثم يظهر هؤلاء المسؤولون على شاشة التلفزيون يشيدون بحب وغرام الشعب بهم ..ويقول النائب في البرلمان أنه حصد جميع أصوات دائرته الانتخابية من الأحياء والأموات ...
كلهم يكذبون ...حتى جماعة البيت الأبيض وهيئة الأمم المتحدة والإعلام ...كلهم دون جوانات ...
يبدو لي أن الوحيد الذي كان صادقا ، هو العم دون جوان الحقيقي ...
طيب يا سيدي على رأي الأغنية التي تقول
كل البنات تحبك
كل البنات حلوين
طبعا يا سيدي بختك
وأنت اللي زيك مين ؟
طبعا أنتم تعرفون لماذا حكيت لكم هذه الحكاية ،
نلتقي في حلقة إذاعية جديدة من "يوميات المواطن صالح "
مصطفى بونيف
تعليق