دعها وإلا؟!..\مصطفى الصالح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصطفى الصالح
    لمسة شفق
    • 08-12-2009
    • 6443

    دعها وإلا؟!..\مصطفى الصالح

    يذهب إلى قطعة أرض له بين الفينة والأخرى، كان يمر عبر طرق وأراض وعرة، كثيرة الحجارة والشوك، قليلة الشجر، نادرة الورد، يتلمس طريقه بصعوبة وحذر شديدين. السماء ملساء تزحلقت عنها كل الأمنيات ولم تبق له أي حظ إلا قرصا ملتهبا ينفث غضبه بقسوة لا يقيل ولا يستقيل، تناثرت هنا وهناك بعض الورود الباهتة تسلقتها بعض نباتات الشوك المتطاولة على الطريق الضيق لتدمي أقدام كل من يحاول المرور
    أراد أن يستريح بعيدا عن ظلم الأشواك، تحت الشجيرة الوحيدة على تلة في أرضه، غذ السير إليها رغم الجروح والقروح التي بقدميه، جلس في ظلها، التقط أنفاسه وهو يحاول تنظيف جراحه ومداواتها
    كانت المنطقة تعبق برائحة شذية تنعش الأرواح، ويداعب نسيم لطيف وجهه.. يجمع قطرات العرق عنه ويلقيها بعيدا
    بحث عن سبب العطر الشذي المسكي، نظر خلفه في نفس ظل الشجرة فوجد وردة سئمت الحياة تنازع للبقاء بين جحافل الأشواك المحيطة بها
    استغرب..
    وردة يجرحها الشوك فتفيض عليه من روح عطرها!.. كم تمنيت الجلوس بقرب وردة كهذه! أشتم عبقها صبح مساء، أتعهدها بالحفظ والرعاية..
    بدأ بإزالة الأشواك الشرسة من حولها، وكلما لمس واحدة بقصد إبعادها نفثت سمها في وجهه وأدمت يديه وقدميه، لكنه عندما لمح السرور والرضا باديان على محياها ، وعطرها كان يزداد قوة ونفاذية ، قرر تخليصها من كافة المتسلقين والمنتفعين من جمالها وروحها الطيبة.
    في تلك اللحظات كان طيف راوده منذ سنين، حلما رآه على مدى الأيام، يتجلى أمامه حقيقة: نعم.. الحمد لله.. هي هي.. إنها هي.. تلك التي عاهدت نفسي- منذ سني البراعم- ألا أشتم غيرها؛ فهي التي تليق بي.. هي فقط..
    جلس بقربها.. نظف كل القاذورات من حولها.. صار يزورها كل يوم، يستريح.. يلفظ تعبه بروعة جمالها وعطرها.. يحادثها فتستجيب وتهز رأسها، وتغدق عليه من روائع شذاها ما جعل روحه تداوي جروحها.. تنتعش من جديد كأنما شربت إكسير الحياة بعد أفول شمسها
    مع الأيام اكتشف سحرها وعذوبتها، خاصة بعد انبلاج نبع صاف رقراق ماؤه كالزلال، من تحت نفس الشجرة التي ترعرت وأينعت، وفرشت أغصانها تظلل الوردة.. وراعيها
    صار لا يطيق صبرا على فراقها؛ فكان ينهي عمله ويحضر لمجالستها ومحادثتها، وهي أيضا امتنعت عن بث عطورها إلا في حضرته، فكان الوجوم يظلهها حتى تراه قادما فيتهلل وجهها فرحا وتنشر عطرها، تهمس للنسيم اللطيف بأن يستقبله بالهبوب الجميل الذي يمسح عنه بقايا الحزن القديم والتعب اليومي
    ذات يوم، أثناء ذهابه إلى وردته، اعترضه أحد تجار الزهور البرية، بدا عليه الصلاح والوقار، تعارفا تعارفا عاديا مجاملاتيا..
    التاجر صار يظهر كل يوم في نفس الطريق، لكن.. إلى الأرض أقرب، دعاه للجلوس والمحادثة في ظل الشجرة، فوافق.. كان يتحدث ويكثر النظر إلى الوردة ويسأل أسئلة كثيرة
    حولها..
    لم يدر بخلده إلا أن هذا الرجل فاضل وتاجر معروف، ولا يمكن أن تمتد يده إلى وردته، فالجبال والوديان التي يملكها مليئة بمختلف أنواع الزهور، وقص عليه بطيبة حكايته معها ومع الشجرة والنبع.
    كان كل يوم يمر يراه إلى أرضه ووردته أقرب: لا بأس.. ليرى جمالها وليشتم عطرها فهو صديق فاضل، فقد أفادني بمعلومات مهمة عن العناية بالأرض وكيفية السير في وعورتها دون التعرض لجروح..
    مع الأيام صار يراه جالسا تحت ظل الشجرة يحادث الوردة وهي خجلى منه كونه صديق راعيها.. صار يحادثها وهي صامتة.. وها هي تشيح بوجهها عنه.. يبدو أنه قال لها شيئا مخجلا، أو طلب منها أمرا لا يمكنها تنفيذه.. يمسك بها من ساقها، يحاول انتزاعها من أرضها وهي متماسكة متمسكة بجذورها
    هيه! أنت أيها الصديق! ماذا تفعل؟ أهذا جزائي أني وثقت بك؟
    أنا لا أفعل شيئا.. هي رجتني أن آخذها من هذا المكان السيء الذي لا يليق بها، إلى عوالم أكثر إشراقا ونقاء
    لو أرادت الذهاب معك لسارت إليك..
    دعها وإلا؟!..
    التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى الصالح; الساعة 27-08-2010, 22:26.
    [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

    ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
    لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

    رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

    حديث الشمس
    مصطفى الصالح[/align]
  • آسيا رحاحليه
    أديب وكاتب
    • 08-09-2009
    • 7182

    #2
    رمزية واضحة..
    مؤلم فعلا أن ترعى وردة و يقطفها الغير..
    و لكن هل تملك الوردة خيارها دائما؟؟
    تحيّتة لك أخي مصطفى على هذا النص.
    التعديل الأخير تم بواسطة آسيا رحاحليه; الساعة 27-08-2010, 19:50.
    يظن الناس بي خيرا و إنّي
    لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

    تعليق

    • ربيع عقب الباب
      مستشار أدبي
      طائر النورس
      • 29-07-2008
      • 25792

      #3
      القص كان جميلا أستاذ مصطفى
      تنقلك بين القص ، و الشخصية
      ثم الوردة و التاجر كان حيويا
      ورائعا .. إن كان نصيب الرمز
      ضعيفا ، و ليس له مبرر .. ربما
      لتعطي الوردة صفة الثبات فى الأرض
      ربما !!

      هنيئا لك بوردتك ، و سحقا لهذا التاجر الغاش
      الذى لم يحترم صديقه ، و لا أى شىء !!

      هناك بعض هنات
      أرجو العودة إلى النص و جبر الكسر به !!

      جميل أن أعدتني لثورة محب هنا
      حتى مع فتح النص و مع العنوان
      نفس الحرارة و نفس الروح المحبة
      الغيور !!

      تحيتي و تقديري
      sigpic

      تعليق

      • بسمة الصيادي
        مشرفة ملتقى القصة
        • 09-02-2010
        • 3185

        #4
        تشدني القصص التي تبلغ فيها الشاعرية درجة عالية
        الوصف كان جميلا، والسرد جاء سلسلا ..
        والنص رمزي يحتمل عدة تأويلات، حسب ما تمثله الوردة عند كل شخص
        هي الشيء الجميل، الذي يحاول الجميع أن يسلبوه منا ..
        والشق الآخر من النص كان عن الصديق الذي خان الثقة،
        ولكن بالتأكيد ليس كل الأصدقاء على هذا الحل، وإلا صارت الحياة جحيما..
        جميلة هذه الروح وهذه المشاعر وتلك الثورة ..
        تحياتي وتقديري
        في انتظار ..هدية من السماء!!

        تعليق

        • مصطفى الصالح
          لمسة شفق
          • 08-12-2009
          • 6443

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
          رمزية واضحة..
          مؤلم فعلا أن ترعى وردة و يقطفها الغير..
          و لكن هل تملك الوردة خيارها دائما؟؟
          تحيّتة لك أخي مصطفى على هذا النص.

          العزيزة آسيا

          الوردة لما رفضت تحرك راعيها لنجدتها.. الوردة عندما ابتسمت وأعطت الموافقة قام في البداية بتنظيف محيطها

          إذن هي تملك أمرها شرط ألَّا تستكين.. ولا تلجأ لضعفها الموروث

          أشكر لك هذا المرور النقي الجميل

          كل عام وانت بخير

          تحيتي وتقديري
          التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى الصالح; الساعة 27-08-2010, 22:44.
          [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

          ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
          لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

          رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

          حديث الشمس
          مصطفى الصالح[/align]

          تعليق

          • خالد يوسف أبو طماعه
            أديب وكاتب
            • 23-05-2010
            • 718

            #6
            لماذا كل هذه القسوة يا أخي؟
            هل كانت تعشقه لهذا الحد ؟
            أم هو من يعشقها؟
            نص شاعري جميل ومتين
            وصف دقيق لتلك الوردة اليتيمة
            ما كان يجب عليه تركها تعاني الوحدة
            هل توجد ثقة في هذا الأمر سيدي؟
            لا أعتقد ذلك !!!
            لا تدعه يتركها لتلك الهواجس التي تضرب عقلها
            ولذاك الحاقد المتربص لصيدها لا تتركها
            جميل أنت هنا أستاذي وقرأت لك أجمل وأروع من هذا بكثير
            نفسك جميل أخي مصطفى وتمتلك قلم مجنون وسيال
            قل له لا يدعها تعاني الوحدة واليتم !
            مودتي
            sigpicلن نساوم حتى آخر قطرة دم فينا

            تعليق

            • مصطفى الصالح
              لمسة شفق
              • 08-12-2009
              • 6443

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
              القص كان جميلا أستاذ مصطفى
              تنقلك بين القص ، و الشخصية
              ثم الوردة و التاجر كان حيويا
              ورائعا .. إن كان نصيب الرمز
              ضعيفا ، و ليس له مبرر .. ربما
              لتعطي الوردة صفة الثبات فى الأرض
              ربما !!

              هنيئا لك بوردتك ، و سحقا لهذا التاجر الغاش
              الذى لم يحترم صديقه ، و لا أى شىء !!

              هناك بعض هنات
              أرجو العودة إلى النص و جبر الكسر به !!

              جميل أن أعدتني لثورة محب هنا
              حتى مع فتح النص و مع العنوان
              نفس الحرارة و نفس الروح المحبة
              الغيور !!

              تحيتي و تقديري
              اشكرك استاذي ع المرور الجميل المفيد

              ربما يكون الامر ما قلت

              ودي وتقديري

              تحياتي
              [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

              ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
              لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

              رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

              حديث الشمس
              مصطفى الصالح[/align]

              تعليق

              • وفاء الدوسري
                عضو الملتقى
                • 04-09-2008
                • 6136

                #8
                ما شاء الله تبارك الرحمن
                هل تتذكر.. أستاذ/مصطفى ..البستان الذي كان به عش الدبابير!..
                ذاك الذي كان عنوان قصتك الرائعة!..
                لا اعلم إن كانت ذات الشجرة أيضاً!..
                وإلى جوارها الوردة البريئة المسكينة الساذجه تلك!..
                لم تخبرنا ما لونها؟
                آهــ .. أرجوك لا تزعل مني.. قدر صراحتي
                لقد أضحكتني إلى...............
                أن أوجعني ضميري .........فقررت أن أخبرك ............
                اعلم أن الضحك مشكله في تركيبتنا العربية..................
                وأن العرب لا يحبون ولا يحترمون غير الدموع.......
                والحزن............حتى لو كانا مفتعلين .....
                آهـ .............
                أخبرتك ............
                الآن استرخى ضميري ....
                والصمت خيم مع شيئا....
                من تنهيدة ورد

                احترامي وتقديري
                التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الدوسري; الساعة 28-08-2010, 03:47.

                تعليق

                • مختار عوض
                  شاعر وقاص
                  • 12-05-2010
                  • 2175

                  #9
                  صديقي الطيب
                  أراك هنا قد دشنت رسالة لذلك الصديق التاجر المتطفل على وردتك..
                  هل نلوم أنفسنا على ما تمنحه من ثقة لمن لا يستحقون؟
                  أم ننصح الوردة بالحذر فلا تبث عطرها للأغراب؟
                  أيا ما كان فقد استمتعت برمزيتك..
                  تقبل محبة أخيك.

                  تعليق

                  • مصطفى الصالح
                    لمسة شفق
                    • 08-12-2009
                    • 6443

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة بسمة الصيادي مشاهدة المشاركة
                    تشدني القصص التي تبلغ فيها الشاعرية درجة عالية
                    الوصف كان جميلا، والسرد جاء سلسلا ..
                    والنص رمزي يحتمل عدة تأويلات، حسب ما تمثله الوردة عند كل شخص
                    هي الشيء الجميل، الذي يحاول الجميع أن يسلبوه منا ..
                    والشق الآخر من النص كان عن الصديق الذي خان الثقة،
                    ولكن بالتأكيد ليس كل الأصدقاء على هذا الحل، وإلا صارت الحياة جحيما..
                    جميلة هذه الروح وهذه المشاعر وتلك الثورة ..
                    تحياتي وتقديري

                    الاستاذة القديرة بسمة

                    اشكرك على هذه الذائقة الأدبية المتفردة

                    والمرور المفيد

                    كل عام وانت بخير

                    تحياتي
                    [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

                    ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
                    لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

                    رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

                    حديث الشمس
                    مصطفى الصالح[/align]

                    تعليق

                    • مصطفى الصالح
                      لمسة شفق
                      • 08-12-2009
                      • 6443

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة خالد يوسف أبو طماعه مشاهدة المشاركة
                      لماذا كل هذه القسوة يا أخي؟
                      هل كانت تعشقه لهذا الحد ؟
                      أم هو من يعشقها؟
                      نص شاعري جميل ومتين
                      وصف دقيق لتلك الوردة اليتيمة
                      ما كان يجب عليه تركها تعاني الوحدة
                      هل توجد ثقة في هذا الأمر سيدي؟
                      لا أعتقد ذلك !!!
                      لا تدعه يتركها لتلك الهواجس التي تضرب عقلها
                      ولذاك الحاقد المتربص لصيدها لا تتركها
                      جميل أنت هنا أستاذي وقرأت لك أجمل وأروع من هذا بكثير
                      نفسك جميل أخي مصطفى وتمتلك قلم مجنون وسيال
                      قل له لا يدعها تعاني الوحدة واليتم !
                      مودتي

                      عزيزي خالد

                      اشكرك على هذا المرور الجميل والقراءة الثاقبة

                      يقولون : ليس بمقدوك ان تختار من يسير على الطريق.. ولكن يجب الحذر وعدم جرح الرصيف

                      ولا اعتقد ان الانسان بطيبته يشعل الحقد في قلوب الطيبين.. بل يجب ان تكون النتيجة عكس ذلك

                      والحياة قاسية بطبعها

                      وان لم تكن ذئبا.. فانت وحش آخر..

                      تحيتي وتقديري
                      [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

                      ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
                      لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

                      رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

                      حديث الشمس
                      مصطفى الصالح[/align]

                      تعليق

                      • عنان العجاوي
                        محظور
                        • 19-08-2010
                        • 29

                        #12
                        [align=right]
                        أستاذ مصطفى الصالح..جميل ما هنا
                        قصة رمزية قائمة على الصراع والطمع والرعاية.
                        سرد رائع..سهل ممتنع
                        ولو اني تمنيت أن تكتب أسم الوردة
                        حتى نستطيع تأملها اكثر
                        هل علمت أن شجرة/زهرة الدفلى الساحرة, والتي كتب لها كافكا أجمل أشعاره "آه يا حُمرة الدفلى" قد اكتشفوا اخيراً أنها سامة!!
                        انا لا أثق بالورود وأعتبر نفسي كارها للتجارة والتجار!!
                        ولذلك اعجبتني القصة, وأتمنى منك المزيد من هكذا رمزية محببة.
                        دمت بخير
                        [/align]

                        تعليق

                        • أ . بسام موسى
                          ناقد
                          • 20-06-2010
                          • 69

                          #13
                          دعها وإلا؟

                          الأستاذ الفاضل المبدع / مصطفى الصالح
                          من قلب غزة الأبية المحترقة بجبال من الصبر أبرق إليك بالتحية العاطرة بحلول عيد الفطر السعيد متمنيا لك ولأمتنا العربية والإسلامية المجيدة ، ولقرائنا الأعزاء كل خير وسلام .

                          أثارت هذه القصة الدامية والمعبِّرة إعجابي الشديد على مافيها من وقائع تهز الوجدان، وعلى رمزيتها ذات الدلالة ... فالوردة الجميلة التي تنبت يافعة دون يأس أو كلل تقاوم أسنة الأشواك لأجل أن تبقى فصراعها مع الأشواك المعتدية صراع من أجل الحرية ولأجل الحياة .
                          كثيرون هم أولئك الذين يمتشقون الذرى كتلك الوردة الجميلة التي تصارع الأنواء ولا يطأطئون هاماتهم مهما ادلهمت الخطوب ، وعظمت المصائب وكما يقولون " تموت الأشجار واقفة " فهي تأبى الركوع والإذعان ، والخضوع ليس ديدنها إنما هو ديدن
                          الضعفاء ممن فقدوا الثقة بأنفسهم فأصبحوا هشيماً تذروه الرياح .
                          ولفتة أخرى أدركتها من خلال تحليلي لهذا النص تتمثل في إحدى أهم المعضلات التي تواجهنا في حياتنا العملية وواقعنا الاجتماعي المرير ألا وهي معضلة " انعدام الوفاء " ... ففي كثير من الأحيان تسدي معروفا للبعض مروءةً منك ، فيرتد المعروف إليك إساءةً ممن أحسنت إليهم " اتقِ شر من أحسنت إليه " وها قد رأينا تحقق ذلك في أول فرصة لاحت لذلك الصديق عندما وجه طعنته النجلاء في خاصرة صديقه الذي ائتمنه على الوردة وأعطاه الإذن لزيارتها بين الحين والآخ
                          ر لتؤنس وحشته ، فيبث إليها همومه وأحزانه ، ويستمد منه ينابيع الأمل ، وسنابل الحياة .
                          هي مرت كمر السحاب مع الوردة الحزينة ولكن لها مثيلات في عمق كل منا لتبقى شاهد عيان على الجريمة والمذبحة التي ترتكب بحق الإنسانية عندما يصبح الوفاء رمزا في الماضي البعيد انحدر به الزمان في قعر وادٍ سحيق .

                          واقبل احترامي

                          تعليق

                          • أ . بسام موسى
                            ناقد
                            • 20-06-2010
                            • 69

                            #14
                            دعها وإلا؟

                            الأستاذ الفاضل المبدع / مصطفى الصالح
                            من قلب غزة الأبية المحترقة بجبال من الصبر أبرق إليك بالتحية العاطرة بحلول عيد الفطر السعيد متمنيا لك ولأمتنا العربية والإسلامية المجيدة ، ولقرائنا الأعزاء كل خير وسلام .
                            أثارت هذه القصة الدامية والمعبِّرة إعجابي الشديد على مافيها من وقائع تهز الوجدان، وعلى رمزيتها ذات الدلالة ... فالوردة الجميلة التي تنبت يافعة دون يأس أو كلل تقاوم أسنة الأشواك لأجل أن تبقى فصراعها مع الأشواك المعتدية صراع من أجل الحرية ولأجل الحياة .
                            كثيرون هم أولئك الذين يمتشقون الذرى كتلك الوردة الجميلة التي تصارع الأنواء ولا يطأطئون هاماتهم مهما ادلهمت الخطوب ، وعظمت المصائب وكما يقولون " تموت الأشجار واقفة " فهي تأبى الركوع والإذعان ، والخضوع ليس ديدنها إنما هو ديدن
                            الضعفاء ممن فقدوا الثقة بأنفسهم فأصبحوا هشيماً تذروه الرياح .
                            ولفتة أخرى أدركتها من خلال تحليلي لهذا النص تتمثل في إحدى أهم المعضلات التي تواجهنا في حياتنا العملية وواقعنا الاجتماعي المرير ألا وهي معضلة " انعدام الوفاء " ... ففي كثير من الأحيان تسدي معروفا للبعض مروءةً منك ، فيرتد المعروف إليك إساءةً ممن أحسنت إليهم " اتقِ شر من أحسنت إليه " وها قد رأينا تحقق ذلك في أول فرصة لاحت لذلك الصديق عندما وجه طعنته النجلاء في خاصرة صديقه الذي ائتمنه على الوردة وأعطاه الإذن لزيارتها بين الحين والآخ
                            ر لتؤنس وحشته ، فيبث إليها همومه وأحزانه ، ويستمد منها ينابيع الأمل ، وسنابل الحياة .
                            هي مرت كمر السحاب مع الوردة الحزينة ولكن لها مثيلات في عمق كل منا لتبقى شاهد عيان على الجريمة والمذبحة التي ترتكب بحق الإنسانية عندما يصبح الوفاء رمزا في الماضي البعيد انحدر به الزمان في قعر وادٍ سحيق .
                            واقبل احترامي
                            التعديل الأخير تم بواسطة أ . بسام موسى; الساعة 04-09-2010, 09:30.

                            تعليق

                            • مصطفى الصالح
                              لمسة شفق
                              • 08-12-2009
                              • 6443

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة وفاء عرب مشاهدة المشاركة
                              ما شاء الله تبارك الرحمن
                              هل تتذكر.. أستاذ/مصطفى ..البستان الذي كان به عش الدبابير!..
                              ذاك الذي كان عنوان قصتك الرائعة!..
                              لا اعلم إن كانت ذات الشجرة أيضاً!..
                              وإلى جوارها الوردة البريئة المسكينة الساذجه تلك!..
                              لم تخبرنا ما لونها؟
                              آهــ .. أرجوك لا تزعل مني.. قدر صراحتي
                              لقد أضحكتني إلى...............
                              أن أوجعني ضميري .........فقررت أن أخبرك ............
                              اعلم أن الضحك مشكله في تركيبتنا العربية..................
                              وأن العرب لا يحبون ولا يحترمون غير الدموع.......
                              والحزن............حتى لو كانا مفتعلين .....
                              آهـ .............
                              أخبرتك ............
                              الآن استرخى ضميري ....
                              والصمت خيم مع شيئا....
                              من تنهيدة ورد

                              احترامي وتقديري

                              تلك الشجرة كانت في بيت عمتي القديم

                              اما هذه الوردة ففي ارض لي جديدة

                              المهم

                              الورد يبقى وردا ويجب ان يعامل بلطف وحنية

                              اشكرك ع المرور الاكثير من رائع

                              خالص الود

                              تحياتي
                              [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

                              ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
                              لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

                              رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

                              حديث الشمس
                              مصطفى الصالح[/align]

                              تعليق

                              يعمل...
                              X