السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه أول مشاركة لي في منتداكم الراقي
أرجو أن تتقبلوني بينكم
زائرٌ في بيته!_ بقلم : حنان جواد
صعد الدرج دون أن يملك رغبة في الصعود، ليست فكرة الصعود هي ما يزعجه إنما بيته!. "يا ترى أيهما بيتي؟!" كانت عيناه الحائرتان تلفظان تلك الكلمات. وأخيرا تذكر انه يحمل -صدفةً- مفتاح البيت ولكنّ المشكلة ما زالت قائمة ، " رباه ، ما أحوجني أن اصنع بابا مشابها لبيت جاري؟؟، ليتني لم افعل!!"
نظر والحيرة تكاد تبتلعه ، وما أصعبه من موقف ، تارة ينظر إلى يمينه وتارة ينظر إلى يساره، يستحضر ذاكرته لعله يقطع الشك باليقين ولكن...
لم يكن بيده سوى الاستسلام للتجربة، "بسم الله ،توكلت على الله" يتمتم بتلك الكلمات رغم انه لا يفهمها بل وربما لم يقلها منذ سنين ، يقولها فقط في المناسبات الطارئة!!.
صرخت ملامحه فرحا وهمس بصوت لا يسمع"فتح" فلم ينس أن الليل قد حل منذ ساعات وان الناس نيام !!
ينفض غبار الخوف من على جسده ويدخل ، لقد تعمد ان يخلع معطفه فور دخوله، ربما كي يثبت لنفسه بهذا التصرف انه لم يختر البيت الخاطئ ، أو ربما لان حيطان الغرفة كانت توحي له بحرارة ما بدأ يستشعرها رويدا رويدا ، بعد ان كان الخوف في قمة اشتعاله ها هي حرارة الغرفة تستطيع ان تلغيه وتلغي كل نظريات الكون!!.
يتفحص البيت جزءا جزءا وتفصيلة تفصيلة ويأخذ نفسا عميقا بعد أن تأكد من أن مفتاحه لم يخنه!.
ما زال يتفقد أثاث البيت بعينيه اللامعتين. وإذا به يستسلم لتقلبه المباغت حين بدأت عيناه بتفحص جسد امرأة من رأسها إلى أخمص قدميها ، يصمت صمتا ابلغ ويستجمع بعض ما تبعثر من ذكرياته ويعلم انه لم يخطئ فهي زوجته!!
يسألها كمن يريد الابتعاد "كيف حالك؟!"
تقرأ في ملامحه شيئًا من عدم الاكتراث واللامبالاة ، تحدق بعينيه المنغمستين في الأرض وتقرا نشرتهما الجوية وتتيقن أن الجو بدأ يبرد شيئا فشيئا!!
يسأل سؤاله فاقدا لذة الانتظار المثيرة ، غير مكترث بما قال وما ستقول ، فما أجمل أن نتخذ أسئلتنا طرقا للهروب من كل شيء يزعجنا وطرقا للإقناع أيضا فربما بدأ يصدق انّه مهتمٌ بحالها!!
وهي بدورها تصمت بعد صمت طويل لشفاهها ، تصمت مجددا بعد أن استشعرت بعد دقات قلبه!!
ينظر إليها بتمعن غريب فقد بدأ يقارن بينها وبين المرأة التي كان معها ربما قبل ساعات قليلة ، يطأطئ رأسه ويقول في سره " لا وجه للمقارنة!".
تنظر إليه بشوق ، تتمنى لو انه يفتح ذراعيه ويناديها إلى حضنه ، تتمنى لو يسألها بلهفة عن حالها وحال أولادها تتمنى لو تخبره كم تموت شوقا له ولكن صمته وبروده لم يفتحا المجال لأمنياتها أن تحلق في السماء الرحبة!.
خطا خطواته الثابتة إلى الداخل ، فتح باب الغرفة وهو لا يعلم لمن تكون ، اخذ يتمعن بها ، أعجبه لونها الأزرق المائل إلى الأخضر وكأنه يراها لأول مرة!
اقترب أكثر وإذ به يلمح احدهم هناك ، انقلبت ملامح وجهه وأصابته الصدمة واخذ يرمقها بنظراته القاتلة تارة ينظر إليها وتارة إلى السرير فيحمر وجهه غضبا ويصرخ بشدة:"من هذا الرجل؟"
ترد على سؤاله بابتسامة عريضة منذ زمن لم ترسم على ثغرها ، لم يحتمل ان يرى ابتسامتها المستفزة فانهال عليها بالضرب والشتم "أيتها الخائنة ، أكنت تكذبين عليّ كل هذه المدة ، والله لأشربنّ من دمك أيتها...."
انقطع نفسها ، ولكن عليها أن تقاوم وتحتمل وتقول له الحقيقة ، إن لم تقلها الآن متى ستقولها؟ وأخيرا استطاعت أن تتكلم وتقولها بمزيج من الم الشوق وألم العذاب وألم الحرمان وألم الألم ، قالتها متقطعة :"
ابــــــــ ــــــــنك أصــــــــ ـــــبح رجــــــ ــــــــلا في غــــــــــــ ـــــــــــيابك "
وصمتت مشاعرها وجوارحها وشفاهها!!
(تمت)
هذه أول مشاركة لي في منتداكم الراقي
أرجو أن تتقبلوني بينكم
زائرٌ في بيته!_ بقلم : حنان جواد
صعد الدرج دون أن يملك رغبة في الصعود، ليست فكرة الصعود هي ما يزعجه إنما بيته!. "يا ترى أيهما بيتي؟!" كانت عيناه الحائرتان تلفظان تلك الكلمات. وأخيرا تذكر انه يحمل -صدفةً- مفتاح البيت ولكنّ المشكلة ما زالت قائمة ، " رباه ، ما أحوجني أن اصنع بابا مشابها لبيت جاري؟؟، ليتني لم افعل!!"
نظر والحيرة تكاد تبتلعه ، وما أصعبه من موقف ، تارة ينظر إلى يمينه وتارة ينظر إلى يساره، يستحضر ذاكرته لعله يقطع الشك باليقين ولكن...
لم يكن بيده سوى الاستسلام للتجربة، "بسم الله ،توكلت على الله" يتمتم بتلك الكلمات رغم انه لا يفهمها بل وربما لم يقلها منذ سنين ، يقولها فقط في المناسبات الطارئة!!.
صرخت ملامحه فرحا وهمس بصوت لا يسمع"فتح" فلم ينس أن الليل قد حل منذ ساعات وان الناس نيام !!
ينفض غبار الخوف من على جسده ويدخل ، لقد تعمد ان يخلع معطفه فور دخوله، ربما كي يثبت لنفسه بهذا التصرف انه لم يختر البيت الخاطئ ، أو ربما لان حيطان الغرفة كانت توحي له بحرارة ما بدأ يستشعرها رويدا رويدا ، بعد ان كان الخوف في قمة اشتعاله ها هي حرارة الغرفة تستطيع ان تلغيه وتلغي كل نظريات الكون!!.
يتفحص البيت جزءا جزءا وتفصيلة تفصيلة ويأخذ نفسا عميقا بعد أن تأكد من أن مفتاحه لم يخنه!.
ما زال يتفقد أثاث البيت بعينيه اللامعتين. وإذا به يستسلم لتقلبه المباغت حين بدأت عيناه بتفحص جسد امرأة من رأسها إلى أخمص قدميها ، يصمت صمتا ابلغ ويستجمع بعض ما تبعثر من ذكرياته ويعلم انه لم يخطئ فهي زوجته!!
يسألها كمن يريد الابتعاد "كيف حالك؟!"
تقرأ في ملامحه شيئًا من عدم الاكتراث واللامبالاة ، تحدق بعينيه المنغمستين في الأرض وتقرا نشرتهما الجوية وتتيقن أن الجو بدأ يبرد شيئا فشيئا!!
يسأل سؤاله فاقدا لذة الانتظار المثيرة ، غير مكترث بما قال وما ستقول ، فما أجمل أن نتخذ أسئلتنا طرقا للهروب من كل شيء يزعجنا وطرقا للإقناع أيضا فربما بدأ يصدق انّه مهتمٌ بحالها!!
وهي بدورها تصمت بعد صمت طويل لشفاهها ، تصمت مجددا بعد أن استشعرت بعد دقات قلبه!!
ينظر إليها بتمعن غريب فقد بدأ يقارن بينها وبين المرأة التي كان معها ربما قبل ساعات قليلة ، يطأطئ رأسه ويقول في سره " لا وجه للمقارنة!".
تنظر إليه بشوق ، تتمنى لو انه يفتح ذراعيه ويناديها إلى حضنه ، تتمنى لو يسألها بلهفة عن حالها وحال أولادها تتمنى لو تخبره كم تموت شوقا له ولكن صمته وبروده لم يفتحا المجال لأمنياتها أن تحلق في السماء الرحبة!.
خطا خطواته الثابتة إلى الداخل ، فتح باب الغرفة وهو لا يعلم لمن تكون ، اخذ يتمعن بها ، أعجبه لونها الأزرق المائل إلى الأخضر وكأنه يراها لأول مرة!
اقترب أكثر وإذ به يلمح احدهم هناك ، انقلبت ملامح وجهه وأصابته الصدمة واخذ يرمقها بنظراته القاتلة تارة ينظر إليها وتارة إلى السرير فيحمر وجهه غضبا ويصرخ بشدة:"من هذا الرجل؟"
ترد على سؤاله بابتسامة عريضة منذ زمن لم ترسم على ثغرها ، لم يحتمل ان يرى ابتسامتها المستفزة فانهال عليها بالضرب والشتم "أيتها الخائنة ، أكنت تكذبين عليّ كل هذه المدة ، والله لأشربنّ من دمك أيتها...."
انقطع نفسها ، ولكن عليها أن تقاوم وتحتمل وتقول له الحقيقة ، إن لم تقلها الآن متى ستقولها؟ وأخيرا استطاعت أن تتكلم وتقولها بمزيج من الم الشوق وألم العذاب وألم الحرمان وألم الألم ، قالتها متقطعة :"
ابــــــــ ــــــــنك أصــــــــ ـــــبح رجــــــ ــــــــلا في غــــــــــــ ـــــــــــيابك "
وصمتت مشاعرها وجوارحها وشفاهها!!
(تمت)
تعليق