رغبة مجنونة / ربيع عقب الباب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    رغبة مجنونة / ربيع عقب الباب

    رغبة مجنونة
    مغرمة هى بهذه اللعبة.. ترتدي قبعة ، وبنطال جينز ، وحذاءً بمهماز
    ، وبركوب خيل تتباهى بين قرينات لها ، تركض فى ضبابة حلم ، لرعاة بقر ، و مطاردة هنود حمر . تشتاق نهاية ما ، بأظافرها تنهش فى رخام وقت ، أبيد هو . تصرخ فى بيداء ، و تنقش اسمها على جذوع نخل و شجيرات ، لا يهم كانت توتا أو زنزلخت . طائرة محلقة تشدو ، و عيناها تغرقان دمعا ، ما طفر من جفن فى استدارة وجهها، وما جاوز حدا من حزن وشجن . فى هباء تحلق ، تتعجل أزمنة قادمة بموت محقق ، معاندة أزمنة تأكلها عفونة مقابر . ترمح تجاه ريح مواتية، و لا تمل من نخز بطن مهرها ، فيقفز طائرا ، بغية ملاحقة ثور شارد ، يحاورها بمزاج وتلذذ ، ويقتلها شرودا . فى قيظ كانت تطارده ، وبمهارة ترمى حبلها ، مرة تلو الأخرى ، و ما أدركها فتور أو ملل . تعيد الكرة متلبدة بشعر طائرها ، حتى تفلح أخيرا فى قطع طريق له ، و محاصرا يخفف من ركضه ، يلهث محركا ذيله ، ثم يتهادى برشاقة قط ، ويلتقط أنفاسه ، يحدقها بنظرات ماكرة ، فتحوم كقدر نافذ، وبكبرياء تدنو ، وهى تجذب حبلا يصلها بضحيتها . يتمايل قليلا ، وبعينين غاضبتين يقابلها .
    تفزع متراجعة ، تتلوى على برذعة مهرها ، تبش فى وجهه . يهدأ ، يهز رأسه ، فجأة يتربع أرضا ..!
    تترجل متهللة ، تياهة بمقدرة تسكنها ، مبدية مهارة بحبلها
    ، تخطو نحوه . يحدقها بحنان عجيب . تضحك فجأة ، مقهقهة بافتعال واضح ، سادرة هى فى سعيها ، يلاطمه ضحكها . يحسه قاسيا ، وربما يتساءل : هل تسخر منى؟!
    تعلم ، ما كانت
    قادرة ، لولا روح طيبة تسكنه ، تتمايل ، ياله من مشهد صاعق . تتغنج ، تصبح عند رأسه ، شيطانية نظراتها ، تبص فى عينيه ، تشهد صورتها ، تبدّى قزما أمامها، تبتلع ريق متعة ، و ينهكها انتشاء فاضح ، تحط قدما على رأسه : "كيف شردت عن سربي .. كلهم خضع لي .. كلهم كان طوع يميني .. أما أنت .. هل تلتذ بشقائي .. بمطاردتي لك .. الآن تعرف من أنا .. من أنا ".
    فجأة يفيق ، مباغتا كان هو ، يثور نافضا خطمه
    ، يوقعها أرضا ، يهز رأسه بغضب ، وبكبرياء عجيب ينظر ، يستخف بها ، فزعة متهالكة كانت ، يخلفها ، يخطو مبتعدا ، وهي تصرخ ، حبلها يجذبها إليه ، لا يتوقف ، لا يلتفت لصرخات يعرفها ، بهدوء يبتعد ، مجرورة هي ، بوحشية تنقض على الحبل ، تفك ارتباطها ، تفشل ، تصطدم بصخرة ، تتآوه ، تتفجر دماء على جبهتها ، غوثا ترجو .. ولا مغيث . بأسنانها تحل أنشوطة حبل صاغته هي ، صنعته على عينها . فى نفس الوقت يبعد بخطمه حبلها ، يتخلص منه . تتنهد ، تمسح دماءها . يكاد يصبح نقطة ضئيلة . تهيج شجونها ، ترتعب . يغيب عن عينيها ، يرتعد ألف نخاع ، يبتلع صرختها رمل ومدى ، تصرخ ، تئن متهالكة ، تهم أن تركض ، تسقط أرضا ، تتآوه ، تصرخ، تلهث متقدمة ، بصعوبة تنتقل ، تلاحقه باكية ، شاردة هي بين ثور تفلت من بين أصابعها ، و ثور يهجع فى قفص يسكنها !!
    sigpic
  • إيمان الدرع
    نائب ملتقى القصة
    • 09-02-2010
    • 3576

    #2
    أستاذ ربيع:صباحك رمضانيّ مشرق...
    يحكى أنّ رجلاً سيّج حديقة غنّاء خرافيّة الجمال..
    وأصرّ على تربية وتعهّد فرخ حيّة رقطاء ...
    كبُرتْ ، فابتلعتْ كلّ الطيور المغرّدة والفراشات الملوّنة ..
    ملجمة دهشته بخدرٍ زائفٍ من معسول الكلام والتبرير وبعضٍ من دموع
    ثمّ أفاق من غفلته ،بعد تناثر دمه على فكّيها ..
    كان الله في عون الثور الأوّل الذي يموء كقطّ هزيل زاحفاً على بطنه بخنوع
    وتكفّل بعنايته الثور الثاني الذي يلهث عقب معركة ضاريةٍ أنهكته وأتعبته..
    بعد مقاومة شرسةٍ أصابت روحه وجسده ولكنه خرج منها صامداً ...يصون كرامته ، مرفوع الجبين...
    الله عليك يا أستاذنا أرى الربيع اليوم قد أخذنا إلى إحدى حلبات مصارعة
    الثيران في اسبانيا......؟؟ وعلى الهواء مباشرة هاهاهاها
    دُمتَ بخيرٍ وسعادةٍ...تحياتي

    تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

    تعليق

    • وفاء الدوسري
      عضو الملتقى
      • 04-09-2008
      • 6136

      #3


      صباح الخير.. أستاذ/ربيع
      كما عودتنا سرد له أكثر من بعد سوف اعود اليه إذا سمحت لي فيما بعد
      تقديري,,,

      تعليق

      • ربيع عقب الباب
        مستشار أدبي
        طائر النورس
        • 29-07-2008
        • 25792

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
        أستاذ ربيع:صباحك رمضانيّ مشرق...
        يحكى أنّ رجلاً سيّج حديقة غنّاء خرافيّة الجمال..
        وأصرّ على تربية وتعهّد فرخ حيّة رقطاء ...
        كبُرتْ ، فابتلعتْ كلّ الطيور المغرّدة والفراشات الملوّنة ..
        ملجمة دهشته بخدرٍ زائفٍ من معسول الكلام والتبرير وبعضٍ من دموع
        ثمّ أفاق من غفلته ،بعد تناثر دمه على فكّيها ..
        كان الله في عون الثور الأوّل الذي يموء كقطّ هزيل زاحفاً على بطنه بخنوع
        وتكفّل بعنايته الثور الثاني الذي يلهث عقب معركة ضاريةٍ أنهكته وأتعبته..
        بعد مقاومة شرسةٍ أصابت روحه وجسده ولكنه خرج منها صامداً ...يصون كرامته ، مرفوع الجبين...
        الله عليك يا أستاذنا أرى الربيع اليوم قد أخذنا إلى إحدى حلبات مصارعة
        الثيران في اسبانيا......؟؟ وعلى الهواء مباشرة هاهاهاها
        دُمتَ بخيرٍ وسعادةٍ...تحياتي
        شكرا أستاذة إيمان
        على كل ما جاء هنا ، و ما أوردت بشأن تلك الحية .. أفادك الله
        كتبت هذه القصة من سنتين و نشرت تحت اسم مطاردة
        فى موقع ليلاس ، و الأقلام
        و فى مجموعتى القصصية ( قرن غزال )

        خالص احترامي و تقديري
        sigpic

        تعليق

        • ربيع عقب الباب
          مستشار أدبي
          طائر النورس
          • 29-07-2008
          • 25792

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة وفاء عرب مشاهدة المشاركة


          صباح الخير.. أستاذ/ربيع
          كما عودتنا سرد له أكثر من بعد سوف اعود اليه إذا سمحت لي فيما بعد
          تقديري,,,
          أستاذة وفاء شرفت بحضورك هنا رغم تقصيرى أمام أعمالك
          سرني ما قلتِ .. طبعا أكون شاكرا لك !!

          خالص احترامي و تقديري
          sigpic

          تعليق

          • خالد يوسف أبو طماعه
            أديب وكاتب
            • 23-05-2010
            • 718

            #6
            الأستاذ المبدع / ربيع عقب الباب
            ربما هذا أغرب نص أقرأه لك ها هنا
            نص جميل وراءع لغة وسردا ولا يحق لي
            أن أقيم نصا هو لقامة أدبية كبيرة في عالم القصة
            وهو من يقوم أخطاء وعثرات المبتدئين أمثالي
            ولا ضير إن كان ما أود طرحه هنا ربما يكون مغايرا
            لما سلقني من تعاليق على النص
            النص رمزي جدا يتحدث عن ثور وحظيرة وخطام وحبل
            وفارس مغوار يجيد حرفة الصيد والتكبيل معا !!!
            هل يوجد من النساء مثلها ؟
            ربما الكثير وربما القليل ؟
            وما هو السبب في إذلالها لهم وما هي الفائدة المرجوة من
            تكبيلها لهم بحبال الشوق والعشق والمجون ؟
            لا أظنه ثور سيدي وهو بلا شك عشيق من هؤلاء الذين
            سقطوا في حبائلها واستهوت اللعبة عليهم بتفنن منها وبإتقن
            من بث مشاعر الزيف والغدر والمكيدة التي نصبتها ...
            لكنه ربما أفاق على نفسه في لحظة كانت الحاسمة له ولها
            وتركها تتخبط بجنونها وعنفوانها وغرورها وألزمها الأرض
            وأمسك الخطام بيده وتركها تعاني وحدتها وألمها وكبريائها
            وتغرق في بحر لجي من الأوهام والسخرية وانتصر في النهاية
            على رأس شيطان كان يضمر له ولهم كل خبث وشر نسج بأصابع
            ملوثة من مشاعر الحقد والثأر لا لشيء غير الانتقام وحب السيطرة والتملك !!!
            أستاذي ربيع عقب الباب
            وجدتك مختلف جدا هنا وتضرب بعمق نحو الهاوية !!!
            مودتي ومحبتي أيها الربيع القادم
            اجعل الأمل يطول روحك النقية
            التعديل الأخير تم بواسطة خالد يوسف أبو طماعه; الساعة 03-09-2010, 17:19.
            sigpicلن نساوم حتى آخر قطرة دم فينا

            تعليق

            • أحمد عيسى
              أديب وكاتب
              • 30-05-2008
              • 1359

              #7
              الله الله أستاذ ربيع ..
              لم أر قصة يصير الرمز فيها هكذا ..قريباً بعيداً ، غامضاً وواضحاً ..
              يحاصرك ويشدك يأخذك الى أبعد مساحات تتخيلها ..
              يا لهذه الفتاة التي تستخدم أنوثتها ومكرها في الايقاع بالرجال ، تتلذذ باصطيادهم وبتركهم حين تأخذ منهم كل شيء ..
              عصياً كان عليها ، منيعاً ، وكرامته أبت أن يرى نفسه هكذا مستسلماً لنزوة مجنونة من فتاة ترضى بأي وضع يرضيها ..
              فكان الابداع في قمته حين تركها ، ومضى ..
              لكنه حين مضى مبتعداً كان يجرها خلفه ، بحبل هي من صنعته وهي من ربطت نفسها به ، قاصدة أن تجره هي ، فانقلب السحر على الساحر ، وأصبحت هي مجرورة بحبل يطيح بها شمالاً ويميناً ، يضرب رأسها بكل قوة علها تفيق ، وعلها تتخلص من صنيعتها ..

              يسعدني أن أقرأ لك أيها الرائع
              اشتقت لك
              التعديل الأخير تم بواسطة أحمد عيسى; الساعة 04-09-2010, 10:25.
              ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
              [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

              تعليق

              • ربيع عقب الباب
                مستشار أدبي
                طائر النورس
                • 29-07-2008
                • 25792

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة خالد يوسف أبو طماعه مشاهدة المشاركة
                الأستاذ المبدع / ربيع عقب الباب
                ربما هذا أغرب نص أقرأه لك ها هنا
                نص جميل وراءع لغة وسردا ولا يحق لي
                أن أقيم نصا هو لقامة أدبية كبيرة في عالم القصة
                وهو من يقوم أخطاء وعثرات المبتدئين أمثالي
                ولا ضير إن كان ما أود طرحه هنا ربما يكون مغايرا
                لما سلقني من تعاليق على النص
                النص رمزي جدا يتحدث عن ثور وحظيرة وخطام وحبل
                وفارس مغوار يجيد حرفة الصيد والتكبيل معا !!!
                هل يوجد من النساء مثلها ؟
                ربما الكثير وربما القليل ؟
                وما هو السبب في إذلالها لهم وما هي الفائدة المرجوة من
                تكبيلها لهم بحبال الشوق والعشق والمجون ؟
                لا أظنه ثور سيدي وهو بلا شك عشيق من هؤلاء الذين
                سقطوا في حبائلها واستهوت اللعبة عليهم بتفنن منها وبإتقن
                من بث مشاعر الزيف والغدر والمكيدة التي نصبتها ...
                لكنه ربما أفاق على نفسه في لحظة كانت الحاسمة له ولها
                وتركها تتخبط بجنونها وعنفوانها وغرورها وألزمها الأرض
                وأمسك الخطام بيده وتركها تعاني وحدتها وألمها وكبريائها
                وتغرق في بحر لجي من الأوهام والسخرية وانتصر في النهاية
                على رأس شيطان كان يضمر له ولهم كل خبث وشر نسج بأصابع
                ملوثة من مشاعر الحقد والثأر لا لشيء غير الانتقام وحب السيطرة والتملك !!!
                أستاذي ربيع عقب الباب
                وجدتك مختلف جدا هنا وتضرب بعمق نحو الهاوية !!!
                مودتي ومحبتي أيها الربيع القادم
                اجعل الأمل يطول روحك النقية
                رائعة خالد هذه المداخلة
                و هذا الحديث
                كنت بارعا
                أعذر تقصيري فى الرد هذا
                لأني أكتب من مكتب

                شكرا جزيلا
                sigpic

                تعليق

                • ربيع عقب الباب
                  مستشار أدبي
                  طائر النورس
                  • 29-07-2008
                  • 25792

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة أحمد عيسى مشاهدة المشاركة
                  الله الله أستاذ ربيع ..
                  لم أر قصة يصير الرمز فيها هكذا ..قريباً بعيداً ، غامضاً وواضحاً ..
                  يحاصرك ويشدك يأخذك الى أبعد مساحات تتخيلها ..
                  يا لهذه الفتاة التي تستخدم أنوثتها ومكرها في الايقاع بالرجال ، تتلذذ باصطيادهم وبتركهم حين تأخذ منهم كل شيء ..
                  عصياً كان عليها ، منيعاً ، وكرامته أبت أن يرى نفسه هكذا مستسلماً لنزوة مجنونة من فتاة ترضى بأي وضع يرضيها ..
                  فكان الابداع في قمته حين تركها ، ومضى ..
                  لكنه حين مضى مبتعداً كان يجرها خلفه ، بحبل هي من صنعته وهي من ربطت نفسها به ، قاصدة أن تجره هي ، فانقلب السحر على الساحر ، وأصبحت هي مجرورة بحبل يطيح بها شمالاً ويميناً ، يضرب رأسها بكل قوة علها تفيق ، وعلها تتخلص من صنيعتها ..

                  يسعدني أن أقرأ لك أيها الرائع
                  اشتقت لك
                  بعد غيبة طويلة يا أحمد تأتي لتكتب تلك المداخلة المدهشة
                  أنا أيضا أشتاقك و أفتقدك وجودك بعنف
                  كنت يوما هنا بهجة الملتقى
                  و لا أدري لم ابتعدت
                  من أخذك منا .. ؟
                  أتمني أن تكون بخير دائما ، و أن يكون ابتعادك صحيا
                  و نوعا من التمرد على الذات
                  فى رحلة من البحث عن نفسك و عن امكاناتك

                  دم بخير صديقي
                  و كل سنة و أنت بكل الخير و السعادة
                  محبتي
                  sigpic

                  تعليق

                  • أ . بسام موسى
                    ناقد
                    • 20-06-2010
                    • 69

                    #10
                    رغبة مجنونة

                    الأديب الرائع / الكبير ربيع عقب الباب
                    لست أدري مصدر ذلك القاموس الذي تنتقي منه أفكارك التي تمدك بإيحاءات النصوص التي تجعل لك سمتاً خاصا في الكتابة يميزك عن غيرك .. ولكن من يعرف عاشق النيل من كتاباته يدرك أنه أمام مبدع يهوى الكتابة ويجيد فن الانتقاء لأدبياته .
                    القصة رمزية بامتياز وفيه تجسيد لملحمة الصراع بين الخير والشر .. حين تحاول تلك المغرورة الإيقاع بذلك الرجل في شراكها المحكم ولكنه يتمكن في النهاية من تحطيم كبريائها ، والدوس على غرورها فيصبح هو من يمسك الزمام الذي صنعته على عينها ليكون وثاقا يقيد عنق الضحية إلى نهايته .
                    الحب مشاعر إنسانية رائعة ولكنها تتم وفق اعتبارات تُبنى على أسس الاحترام المتبادل ، والصدق ، والوفاء ، وأن تكون له نهاية مشروعة وليس الحب لمجرد الحب ، وليس الخيانة أيضاً .
                    الأستاذ الراقِ/ ربيع
                    أجدني مضطراً في هذه العجالة - ونحن في محضر الحديث عن ملحمة الخيل إلى قصة مغايرة تماما نوعاً ، وهدفاً حدثت عندنا في غزة قبل أيام ... وهي قصة هزت مشاعر المجتمع الفلسطيني مفادها : أن عائلة فلسطينية كانت تربي حصانا ... وكان لها طفل في عمر الزهور لم يتجاوز الرابعة من عمره يعشق الحصان حتى الثمالة ، وكان يقدم له الطعام بنفسه على مرأى من أبيه . واستمر ذلك وقتا طويلا ، وأصبح بين الطفل والحصان علاقة حميمة تتجاوز كل حد ..
                    وفي يوم مشئوم ذهب الطفل ليقدم البرسيم للحصان كعادته كل يوم .. وطال غيابه فذهب الأب إلى اصطبله ففوجئ بأنين طفله الذي كان يسبح في بحر من دمه النازف من رأسه .
                    تم نقل الطفل إلى المستشفى ليتبين وجود كسور حادة في الجمجمة ناجمة عن ضربة عنيفة تلقاها من حدوة الحصان ... وفشلت كل مساعي الأطباء في إنقاذ حياته وانتقل إلى الرفيق الأعلى ...
                    جن جنون العائلة ... تُرى ماذا يفعل الأب بهذا الحصان .. هل يطلق عليه الرصاص فيقتله انتقاماً ؟ هل يعذبه عذاباً حتى الموت ليذيقه جزءًا مما أذاقه لابنه الصغير ... وفي وسط هذه الحيرة القاتلة المشفوعة بالرغبة في الانتقام .. انبعثت من الاصطبل أنّات حادة من الحصان ... ذهب الجميع مسرعين لاستكشاف الأمر فوجدوا الحصان يئن بما يشبه العويل ويضرب رأسه بالجدار حتى الموت والدموع تنهمر حادة على وجنتيه ... وسقط الحصان أرضاً غارقاً في بحر من الدماء ، وكأنه يعض على أصابع الندم والحسرة فلم يقصد إيذاء الطفل أو قتله ... ويبدو أن الطفل تعرض للضربة على غير قصد في لحظةِ مداعبةٍ مع الحصان أصابت فيه الحدوةُ رأسَ الغلامِ فشجَّتْهُ ...
                    الأستاذ / ربيع
                    أشكرك من الأعماق على قصتك الرائعة وماتضمنته من رمزية ذات دلالات .

                    واقبل احترامي
                    التعديل الأخير تم بواسطة أ . بسام موسى; الساعة 09-09-2010, 00:26.

                    تعليق

                    • ربيع عقب الباب
                      مستشار أدبي
                      طائر النورس
                      • 29-07-2008
                      • 25792

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة أ . بسام موسى مشاهدة المشاركة
                      الأديب الرائع / الكبير ربيع عقب الباب

                      لست أدري مصدر ذلك القاموس الذي تنتقي منه أفكارك التي تمدك بإيحاءات النصوص التي تجعل لك سمتاً خاصا في الكتابة يميزك عن غيرك .. ولكن من يعرف عاشق النيل من كتاباته يدرك أنه أمام مبدع يهوى الكتابة ويجيد فن الانتقاء لأدبياته .
                      القصة رمزية بامتياز وفيه تجسيد لملحمة الصراع بين الخير والشر .. حين تحاول تلك المغرورة الإيقاع بذلك الرجل في شراكها المحكم ولكنه يتمكن في النهاية من تحطيم كبريائها ، والدوس على غرورها فيصبح هو من يمسك الزمام الذي صنعته على عينها ليكون وثاقا يقيد عنق الضحية إلى نهايته .
                      الحب مشاعر إنسانية رائعة ولكنها تتم وفق اعتبارات تُبنى على أسس الاحترام المتبادل ، والصدق ، والوفاء ، وأن تكون له نهاية مشروعة وليس الحب لمجرد الحب ، وليس الخيانة أيضاً .
                      الأستاذ الراقِ/ ربيع
                      أجدني مضطراً في هذه العجالة - ونحن في محضر الحديث عن ملحمة الخيل إلى قصة مغايرة تماما نوعاً ، وهدفاً حدثت عندنا في غزة قبل أيام ... وهي قصة هزت مشاعر المجتمع الفلسطيني مفادها : أن عائلة فلسطينية كانت تربي حصانا ... وكان لها طفل في عمر الزهور لم يتجاوز الرابعة من عمره يعشق الحصان حتى الثمالة ، وكان يقدم له الطعام بنفسه على مرأى من أبيه . واستمر ذلك وقتا طويلا ، وأصبح بين الطفل والحصان علاقة حميمة تتجاوز كل حد ..
                      وفي يوم مشئوم ذهب الطفل ليقدم البرسيم للحصان كعادته كل يوم .. وطال غيابه فذهب الأب إلى اصطبله ففوجئ بأنين طفله الذي كان يسبح في بحر من دمه النازف من رأسه .
                      تم نقل الطفل إلى المستشفى ليتبين وجود كسور حادة في الجمجمة ناجمة عن ضربة عنيفة تلقاها من حدوة الحصان ... وفشلت كل مساعي الأطباء في إنقاذ حياته وانتقل إلى الرفيق الأعلى ...
                      جن جنون العائلة ... تُرى ماذا يفعل الأب بهذا الحصان .. هل يطلق عليه الرصاص فيقتله انتقاماً ؟ هل يعذبه عذاباً حتى الموت ليذيقه جزءًا مما أذاقه لابنه الصغير ... وفي وسط هذه الحيرة القاتلة المشفوعة بالرغبة في الانتقام .. انبعثت من الاصطبل أنّات حادة من الحصان ... ذهب الجميع مسرعين لاستكشاف الأمر فوجدوا الحصان يئن بما يشبه العويل ويضرب رأسه بالجدار حتى الموت والدموع تنهمر حادة على وجنتيه ... وسقط الحصان أرضاً غارقاً في بحر من الدماء ، وكأنه يعض على أصابع الندم والحسرة فلم يقصد إيذاء الطفل أو قتله ... ويبدو أن الطفل تعرض للضربة على غير قصد في لحظةِ مداعبةٍ مع الحصان أصابت فيه الحدوةُ رأسَ الغلامِ فشجَّتْهُ ...

                      الأستاذ / ربيع





                      أشكرك من الأعماق على قصتك الرائعة وماتضمنته من رمزية ذات دلالات .



                      واقبل احترامي


                      أنت مدرسة بسام
                      لك عين فنان خطير أغبطك عليها
                      حكيت هنا قصة ممتعة برغم ما تحمل من ألم
                      اكتب بسام .. اكتب سيدى و لا تحرمنا من فن نحن فى حاجة إليه !!

                      لي عودة لاستكمال التعليق
                      محبتي
                      وكل سنة وأنت فى بخير و نعمة و جميع أهلي فى غزة بخير و ثقة بالنصر
                      sigpic

                      تعليق

                      • عائده محمد نادر
                        عضو الملتقى
                        • 18-10-2008
                        • 12843

                        #12
                        نص بحجم روحك المعطاءة ربيع
                        مفتوح التأويل وأستطيع أن أسقطه على البشر والحجر لو شئت
                        هاهاها
                        وتقول عني مجنونة ربيع مؤكد سأكون فأنت استاذي
                        وربي اضحك وانا أكتب لأني كنت مع النص مثل المجنونة وعيني تتابعان الحدث
                        كيف لاتكون ومعشوقها هو السبب بكل ارهاصاتها
                        حزنت للذي خرج مكابرا لأنه ( هيمان ) م يجد عند الحبيبة مايتمنى
                        رائع أنت وستبقى ولن تكفي النجوم كي أعبر
                        محبتي يالغلا وصباحك ياسمين
                        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                        تعليق

                        • ربيع عقب الباب
                          مستشار أدبي
                          طائر النورس
                          • 29-07-2008
                          • 25792

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
                          نص بحجم روحك المعطاءة ربيع
                          مفتوح التأويل وأستطيع أن أسقطه على البشر والحجر لو شئت
                          هاهاها
                          وتقول عني مجنونة ربيع مؤكد سأكون فأنت استاذي
                          وربي اضحك وانا أكتب لأني كنت مع النص مثل المجنونة وعيني تتابعان الحدث
                          كيف لاتكون ومعشوقها هو السبب بكل ارهاصاتها
                          حزنت للذي خرج مكابرا لأنه ( هيمان ) م يجد عند الحبيبة مايتمنى
                          رائع أنت وستبقى ولن تكفي النجوم كي أعبر
                          محبتي يالغلا وصباحك ياسمين
                          كانت بشائر الانفراجة بعد جفاء قهري امتد عمرا في عمري
                          و القصيرة اللئيمة تغاضبني
                          و تتلاعب بي زاهدة فتسلمني للمسرح و الرواية و عالم الطفل
                          و هي تعلم أن فنون و آداب متعددة لن تسبر أغواري و تسكن جأشي مهما ارتحلت فيها و أنجزت
                          كان قد مرت أكثر من عشر سنين و القلم يقف على أبوابها السبع دون أن يجرؤ على لمسها و مداعبة أوتارها
                          حتى كنت على الشابكة و كانت ارتعاشة البهجة بقرب التلاقي !

                          شكرا على مرورك و رفع الركام عن تلك القصيرة حيث كانت عودتي إلي ما أحب بكل ما تحمل من قصور و سلبيات
                          تظل لها المكانة !
                          كل التقدير و المحبة
                          sigpic

                          تعليق

                          • عبدالرحيم التدلاوي
                            أديب وكاتب
                            • 18-09-2010
                            • 8473

                            #14
                            وانقلب السحر على الساحرة لأنها فقدت أنوثتتها الطاغية، فما عادت مروضة، سقطت في قبضة غيها، وجرت عساها بالدم السائل تستفيق.
                            نص يعج بالحركة، يسير بسرعة حصان قوي.
                            مودتي

                            تعليق

                            يعمل...
                            X